لم تشفع له مواطنته في إثيوبيا ولم يشفع له إسلامه في السودان - النعمان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 04:38 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-08-2011, 11:48 AM

محمد نجيب عبدا لرحيم
<aمحمد نجيب عبدا لرحيم
تاريخ التسجيل: 03-21-2008
مجموع المشاركات: 4405

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لم تشفع له مواطنته في إثيوبيا ولم يشفع له إسلامه في السودان - النعمان




    حكاية سمرالدين الإثيوبي المسلم بل ماساته ومأساة إخوة له كثيرون منهم من رحل يحمل معاناته ومنهم من ينتظر نفس مصيره.
    سمر الدين (عاش تحت رحم المعاناة حيا وميتا) إلى أن لطف به الله سبحانه تعالى الذي يعرف قدر من عاش مسلما في طاعته فيرفعه لجناته بإذنه الكريم الذي لا يعرف الظلم بعبده وكأنه أراد أن يضع حدا لمعاناته في بلدين إثيوبيا التي لم تشفع له مواطنته التي يقولها سجله الرسمي والسودان الذي لم تشفع له فيه إسلاميته في بلد يزايد براية الإسلام.
    كان اليوم مساء ثاني أيام العيد وكان سمر الدين يعيش فرحة غامرة بالعيد بعد أن قضى شهر الصيام لم يتخلف خلاله يوما عن أداء صلواته بالمسجد كما لم يتخلف يوما عن التراويح ولكنها كانت لحظة قاسية عندما رن جرس هاتفي لأجد في الطرف الأخر ابني ينتحب ويقول لي إن سمر الدين دهسته حافلة وهشمت رأسه وتوفى في الحال.
    سقط الهاتف من يدي وذهلت لحظات لا اصدق ما اسمع فسمر الدين امضي معي والأسرة ثلاثة سنوات أجبرته فيها الظروف أن يعمل في خدمتنا ولكنه والحق يقال أصبح فردا من الأسرة ليس على مستوى الأسرة الصغيرة بل الكبيرة الكل يعرفونه فبكيناه ولم تنقطع دموعنا عليه طوال الليل.وهرع ابني مع بعض اقرأنه في تلك الليلة لإدارة المرور ومن ثم إلى المشرحة حيث استقر به (المقام)
    سارعت من جانبي وأنا علم أهمية سرعة ستر الميت فأجريت اتصالا بإخوة أعزاء من أهلي بتوتي اعلم مدى سعادتهم إذا طلب منهم إعداد قبر لمسلم فاستجابوا على وجه السرعة إلى أن صدمتنا الحقائق التي تداعت تحمل فيها مأساة إنسان مسلم عانى حيا وفرض عليه أن يعانى ميتا وان يتهدده تعفن جثته في المشرحة التي يبدو إنها تضيق (بزوارها) المغلوبين على أمرهم وهم موتى فارقوا الحياة.
    أما عن الحادث نفسه وهذه إرادة الله فلقد حكاها شهود عيان إن رحمة الله عليه سمرالدين كان عائدا من بيت عزاء عندما هبط من حافلة وقطع الطريق عند السوق المركزي الحلفايا استعداد لركوب حافلة تتجه جنوبا لشمبات ونجح في قطع الطريق وكان المطر توقف قبل لحظات وفجأة وعندما بدأت الحافلة التي كان يستغلها التحرك اطل عليه مساعد السائق من شباك العربة وصاح فيه (يا حبشى باقيك ما شلته) وكان باقيه جنيها واحدا وهو مبلغ له قيمته عند أمثاله فانطلق سمر الدين مندفعا نحو المساعد الذي كان يمد له يده بالجنيه ولحظتها وبسبب المطر تزحلق ليندفع بجسده تحت الحافلة وليبقى رأسه وحده تحت رحمة العجل الخلفي ليرحل عن الدنيا في لحظة مهشم الرأس ولولا موبايله لما عرف من هو ولن أحدثكم عن ما نقله شهود الحادث من موجة الحزن التي اجتاحت مساعد الحافلة الذي أراد به خيرا أن يعيد له ما تبقى له من جنيه وما كان يعلم انه يدعوه لحتفه (فاعل خير في وقت انعدم فيه الخير هكذا أرادت له إرادة الله).
    كانت تلك إرادة الله الذي لا راد لأمره .
    وبدا المسلسل الدرامي الذي لم ينقطع حتى كتابة هذه الأحرف الحزينة فلقد بدأت رحلة العزاب ما بين إدارة المرور والنيابة وسفارة إثيوبيا بحثاً عن تسلم الجثمان لمواراته وحتى لا اظلم هؤلاء فلقد كانت مواقفهم ومتطلباتهم يمليها القانون ولكن تبقى الحقيقة إن المعاناة والمأساة أصبحت أعمق حتى لو كانت تحت ظل القانون فهناك جثمان مسلم ميت يحلم بالسترة ولا تتحقق له حيث تمضى الأيام وهو باق في المشرحة بل جاءت الوقائع لتكشف الكثير من خبايا حكاية سمر الدين والتي هي بلا شك حكاية ألاف مثله إن لم يكن ملايين لا يقلون عنه مأساوية بكل ما تحمل الكلمة.
    فسمر الدين الإثيوبي تشابه حالته كثيرين من الارتريين والصوماليين والتشاديين بل والسودانيين الذين ضاقت بهم سبل المعيشة وهزمتهم المعاناة فهجروا بلادهم مجبرين لدول غير دولهم بلا هوية أو بلا وجود شرعي في الدول التي تسللوا إليها ليصبحوا مهددين بأي مأساة يتعرضون لها وهم في دول لا تعترف بوجودهم بالرغم من إنهم يقيمون فيها قسرا..
    سمر الدين عجزت إثيوبيا أن تكفل له حق العيش في منبت رأسه فتسلل للسودان لأنه لا يملك أن يحضر بالباب بحثا عن وسيلة عيش يدعم بها أسرته الغلبانة في مجاهل إثيوبيا وشاء حظه أن يقع في قبضة السلطة ليغادر مبعداً ولكن ماذا يفعل وأبواب العمل موصدة أمامه في إثيوبيا فعاد متسللا للسودان ليبقى فيه دون هوية وشرعية وليجد حتفه تحت عجل حافلة هنا في الحلفايا وهو في نظر القانون غير موجود في السودان حيث انه لم يكن رقما أو ملفا في الدولة عندما كان حيا ولكنه اليوم أصبح ملفا معترفا بوجوده بعد أن أصبح جثمانا.
    فجثمانه فرض الحقيقة الآن ليدخل ملفات الدولة في المشرحة رغم عدم وجوده رسمياً حسب ما تقوله الملفات ولكن أثبتته عجلات الحافلة.
    وهنا عمقت الأزمة نريد دفنه سترة للموت وحرمته ولكن من هو على الصعيد الرسمي وهنا بدت المأساة أكثر تعقيداً.
    النيابة وهى محقة قانونا تطلب إثبات الهوية وتطلب ولى الأمر الشرعي الزى يحق له استلام الجثمان رسميا وتطلب منا أن نحضر مستندا رسميا من السفارة الإثيوبية أما السفارة الإثيوبية والتي لا تحمل مستنداتها ما يشير لان إثيوبيا في السودان بهذا المسمى فتطلب حضور والده أو عمومته من إثيوبيا محملين بالمستندات حتى تكمل السفارة الإجراء.
    تصوروا والده الذي تسلل ولده من اجل إعاشته للسودان يتعين عليه أن يتكلف العبء المادي ليحضر لاستلامه بعد أن انقطع عنه كمصدر رزق يعتمد عليه في لقمة العيش والآن يتعين عليه أن يستخرج جوازا وان يوفر تكلفة السفر وان يتحصل على التأشيرات اللازمة ليحضر للسودان ليستلم جثمان ابنه مصدر رزقه الوحيد الذي رحل.
    أي درامة أقسى واشد حزناً من هذه.
    وجاءت إجازة العيد لتكمل فصول المأساة بانتظار أن تفتح أبواب السفارة لتتواصل مسيرة العذاب من اجل دفنه ..
    أخيراً وبالتفتيش في محتوياته عثر ابن عمه على جواز سفره الذي يثبت انه إثيوبي الجنسية لان الجواز صادر عن اثيوبيا ولكنه يثبت في نفس الوقت انه لم يدخل بطريق شرعي ويبقى الأمل معلقا على حل واحد لا غيره,
    هل تتولى السفارة مسئولية تسلم جثمانه بتفويض مندوب منها طالما انه إثيوبي وجوازه يثبت هويته أم إن هناك مزيد من اللوائح تحول دون ذلك ليصبح مصيره مجهولا لا يجد اسمه حتى في قيد الوفيات.
    الرحمة والمغفرة لك سمر الدين هكذا البشر وهكذا الدول والحكومات التي تعنى بكل شيء إلا المواطن أكثر ما يجيدونه تعذيب البشر إحياء وأموات مسلمين وغير مسلمين ولطفك يا رب أن تحل مشكلة سمر الدين فيجدله شبرا في قبر يستقر فيه للأبد وفى بلد مسلم سوف يجد فيه على الأقل من يصلى على جنازته ويترحم عليه.لو أفرج عن جثمانه
    ولا حول ولا قوة إلا بالله إنا لله وإنا إليه لراجعون
                  

09-08-2011, 06:50 PM

Elawad
<aElawad
تاريخ التسجيل: 01-20-2003
مجموع المشاركات: 7226

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لم تشفع له مواطنته في إثيوبيا ولم يشفع له إسلامه في السودان - النع (Re: محمد نجيب عبدا لرحيم)

    أحسن الله عزاءكم يا محمد و جبر كسركم. اللهم اغفر لعبدك سمر الدين فقد أتاك فقيرا إلى رحمتك و أنت غني عن عذابه. نسأل الله له الجنة يا محمد فلعله من هؤلاء الأتقياء الأخفياء الذين إذا غابوا لم يفقدوا و إذا حضروا لم يذكروا. إن لم يعرفهم الناس فحسبهم أن ربهم يعرفهم.
                  

09-08-2011, 10:07 PM

منتصرمحمد زكى
<aمنتصرمحمد زكى
تاريخ التسجيل: 11-04-2009
مجموع المشاركات: 4045

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لم تشفع له مواطنته في إثيوبيا ولم يشفع له إسلامه في السودان - النع (Re: Elawad)

    نسأل الله له الرحمة والمغفرة

    إذا كانت القوانين غبية وجامدة لا مشاعر لها .. فما بال الإنسان
    العاقل صاحب المشاعر والحكمة يخضع لها .. وكأنها منزلة ...
                  

09-08-2011, 10:44 PM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30716

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لم تشفع له مواطنته في إثيوبيا ولم يشفع له إسلامه في السودان - النع (Re: منتصرمحمد زكى)

    تغمده الله برحمته وعوضه عن شبابه الجنة
    بعيدا عن العواطف وبالمنطق
    اكرام الميت سرعة دفنه هذا فى الظروف العادية وفى وقت لم تكن فيه ثلاجات لحفظ الموتى
    سمر الدين دهسته سيارة اى هنالك قتل خطا ودية او تعويض مالى طبعا باستبعاد شبهة القتل العمد
    لسمر الدين اسرة و دولة جب ان يتم اعلامها فهنالك مسائل كثير تترتب على ذلك حقوق وورثة ...الخ
    فهذه امور طبيعية
    جنى
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de