احذركم من إشعال الحرب فى الشرق ..!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-14-2024, 00:59 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-23-2011, 10:36 AM

سفيان بشير نابرى
<aسفيان بشير نابرى
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 9574

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
احذركم من إشعال الحرب فى الشرق ..!!

    لأن الجنون والشر هو ما يقود سياسات هذا النظام
    ولأن اهل الشرق منذ آمد بعيد اصبحوا لا يعتمدون
    على هذا النظام في حياتهم ولا حتى مماتهم فاحذركم
    بأن يذهب رصاصكم اليهم فهم فى غنى عنكم و يحصدهم
    موتكم لهم بالفقر و الفاقة والعوز و الجهل و الامراض
    فاحذروا ان تذهبوا اليهم بحروباتكم التى لم تقف عنهم
    و جدوا العزم بأن لا يشتعل الشرق في و جهكم .
    و امسكوا عنهم اللصوص الكبار .
                  

09-23-2011, 10:43 AM

سفيان بشير نابرى
<aسفيان بشير نابرى
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 9574

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احذركم من إشعال الحرب فى الشرق ..!! (Re: سفيان بشير نابرى)

    وهذا جزء من كتابة مهمة تلقى الضوء على مشكلة الشرق
    وهى بقلم الصحفى محمد عتمان الصحفى وأبن الشرق و عضوء
    المنبر المعروف :-
    Quote: وفى هذا الحيز، نحاول الوقوف على حقيقة ما يجرى فى شرق السودان وإلقاء بعض الأضواء على هذه القضية، والتعرض إلى خلفياتها والوقوف على أسبابها وتطوراتها وآفاقها المستقبلية، وكذلك التعرف على الأطراف الفاعلة والمؤثرة فى القضية ودوافعها ومنطلقاتها، حيث أن شرق السودان لم يحظ بالكثير من الكتابات التى تعرف به وتلقى الضوء على واقعه السياسى والاقتصادى والاجتماعى والثقافى.
    شرق السودان - الموقع والجغرافية والثروات الطبيعية:
    يشمل شرق السودان (الإقليم الشرقى) الأراضى الواقعة بين البحر الأحمر شرقا وحدود ولاية كسلا مع الحدود الإريترية والإثيوبية فى الجنوب الشرقى، ونهر عطبرة ثم إلى النيل غربا، ويمتد من المنحدرات الشمالية للهضبة الإثيوبية فى الجنوب إلى الحدود السودانية - المصرية شمالا، وتبلغ مساحته حوالى (110.000) ميل مربع تضم الآن ثلاث ولايات هى: كسلا والقضارف والبحر الأحمر ويمتاز الإقليم من الناحية التاريخية باحتضانه لأقدم الحضارات الإنسانية، كما كان من أهم البوابات التى دخلت من خلالها العروبة والإسلام إلى ربوع السودان.
    والمنطقة تتفاوت فيها التضاريس بين سلسلة الجبال ذات الارتفاع المتوسط تليها أراض منبسطة تتخللها تركيبات صخرية إلى جهة النيل والمنطقة الجنوبية وبينما يصدق على المناطق الشمالية والشمالية الغربية وصف الصحراوية نجد أن مناطق دلتا القاش وطوكر أراض زراعية خصبة وتتفاوت الأمطار موسما وكثرة تبعا لهذه التضاريس ويتكون الغطاء النباتى للمنطقة من أشجار وشجيرات وأعشاب وحشائش متنوعة تختلف من منطقة إلى أخرى حسب الارتفاع وكمية الأمطار وأهم الموارد المائية للزراعة هى خور بركة الذى يجرى من الهضبة الإثيوبية داخل هذه المنطقة وبسببه نشأت زراعة القطن بمنطقة طوكر، وخور القاش المنحدر من الهضبة الإثيوبية أيضا حيث يمكن زراعة القطن بالإضافة للمصدر الرعوى الغنى على ضفتيه، ونهرا ستيت وعطبرة اللذان يجلبان للمنطقة مياها وفيرة أيام الفيضان.
    ومن المعالم الأيكولوجية البارزة بالإقليم الشرقى، البحر الأحمر الذى يمتد ساحله بطول (640) كلم، وهو يمثل بوابة السودان ومنفذه الملاحى إلى العالم الخارجى، وبه الموانئ الرئيسية (بورسودان وسواكن وأوسيف) بالإضافة إلى ميناء النفط الجديد (بشائر) ومراس أخرى صغيرة متعددة ويتميز ساحل البحر الأحمر بوجود غابات القرم (المانقروف) التى تنمو فى الخلجان، والشعب المرجانية التى تؤوى أصنافا متعددة من الحياة البحرية النادرة كذلك يشتهر البحر الأحمر بجزره الرملية ذات الطبيعة الساحرة، وهذه جميعها تعتبر عاملا مهما فى صناعة السياحة بالسودان مستقبلا إذا ما تم التخطيط لها واستثمارها بصورة منهجية مدروسة وبالإمكان إنتاج أكثر من 35.000 طن من الأسماك سنويا من البحر الأحمر (2). كما أن التنقيب عن البترول فى ساحل البحر الأحمر والمنطقة المحاذية للساحل أكد وجود حوض رسوبى طوله 7000 كم.
    ومنذ القدم كان وادى العلاقى وما يجاوره مكانا للتنقيب عن الذهب والأحجار الكريمة كما أن المنطقة الآن لا تزال موقعا لاستخراج الذهب، حيث بلغ الإنتاج السنوى 6.069 طن فى عام 1999م. وتوجد كذلك المعادن الحديد والنحاس والتنجستون، هذا إلى جانب الرخام والحجر الجيرى.
    سكان الإقليم الشرقى:
    1- مجموعة القبائل البجاوية:
    تعتبر البجة المجموعة السكانية الرئيسية التى تسكن المنطقة، وهى ترجع فى أصولها القديمة إلى أكثر من أربعة آلاف عام ومن أهم مدنهم سواكن وبورسودان وطوكر وأروما والعقيق وأركويت وسنكات وهمشكوريب ومحمد قول وقرورة وحلايب وغيرها، ومن جزرهم بالبحر باكياى ومسامير وجزيرة دقلل وابن عباس وغيرها ويمارسون الرعى وهم أهل جمال فى الشمال وجمال وضأن وماعز فى الوسط وأهل أبقار فى الجنوب ويمارسون مع الرعى الزراعة فى الوديان والخيران.
    وقد ذكر بعض المؤرخين أن البجة من الشعوب الحامية التى استوطنت منذ أكثر من أربعة آلاف سنة المنطقة الممتدة من أسوان شمالا بمحاذاة النيل نحو سواحل البحر الأحمر وحتى مصوع جنوبا وجاء ذكر البجة فى إلياذة هوميروس كما جاء ذكرهم كثيرا فى لوحات المصريين القدماء، وكذلك جاء ذكر البجة عند الرومان القدماء وجاء ذكرهم كذلك فى سجلات عيزانا ملك أكسوم وقد كان للبجة اثر وتأثير واتصال بكل تلك الحضارات القديمة وقد حسبت بلادهم قديما أنها بلاد الذهب والزمرد والجواهر والبخور والعاج والتوابل وغيرها من الثروات غير أن الكثير من المؤرخين قد ذهبوا إلى أن الحكم على البجة بأنهم حاميون ليس له سند تاريخى ولا يتفق مع الحقائق والوقائع التاريخية كما لا يتوافق مع طبيعة ونمط حياة البجة ولا مع سحناتهم وعاداتهم وتقاليدهم وأعرافهم.
    أما المؤرخون العرب فقد أكدوا أن البجة ينحدرون من أصول عربية تكونت نتيجة لتلك الهجرات الضاربة فى القدم من الجزيرة العربية، وأنهم اكتسبوا سمات وأشكالا جديدة لتزاوجهم وامتزاجهم بالأجناس التى وجدوها بالسودان الشرقى وإريتريا ثم غلبوا على تلك الأجناس بكثافة هجراتهم وسيطروا على تلك الديار فصارت مضارب لهم وأورد المسعودى (ت 956م) فى كتابه (مروج الذهب ومعادن الجوهر) أن البجة نزلت بحر القلزم ونيل مصر وفى أرضهم معدن الذهب وهو التبر ومعادن الزمرد، وسكن فى تلك الديار خلق من العرب من ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، فاشتدت شوكتهم وتزوجوا من البجة فقويت البجة بمن صاهرها من ربيعة وقويت ربيعة بالبجة على من ناوأها وجاورها من قحطان وغيرهم من مضر بن نزار ممن يسكن تلك الديار (3). ولا يستبعد المؤرخون أن يكون هذا التداخل والتصاهر بين البجة والعرب قد اشتمل أقواما كثيرين غيرهم عاشوا جميعا منذ القدم فى هذه التخوم، لهذا جاء مجتمع البجة صورة صادقة من صور التمازج والتعايش الذى شمل المنطقة كلها من عيذاب شمالا وحتى قرورة فى الجنوب ونهر عطبرة شرقا وغربا.
    والقبائل التى تسكن إقليم البجة اليوم كثيرة وتشكل القبائل الكبيرة نظارات تضم عددا من العموديات وتحت كل عمودية أعداد من الشيوخ والأعيان وهناك قبائل أصغر حجما تتشكل من عموديات وليس بها نظارات وتنقسم قبائل البجة إلى خمسة أقسام (نظارات) رئيسية هى:
    أ- البشاريون:
    وتتحدث هذه القبائل البجاوية لهجات خاصة بكل قبيلة، ويقطنون الجزء الصحراوى (صحراء العتباى)، كما أنهم يدعون قرابة قبيلة الكواهلة، ويجاورون قبيلة العبابدة.
    ب- الأمرأر:
    يسكنون المنطقة التى تتوسطها مسمار جنوب البشاريين ويمتازون بنقاء لهجتهم غير أن نسبة غير المتحدثين بالعربية أعلى من كل قبائل البجة لانعزالهم وهم يعتزون بقرابتهم للبشاريين الذين ذكرنا انتماءهم للكواهلة حسب زعمهم.
    ج- الهدندوة:
    وهم أكبر قبائل البجة عددا ويتمركزون أساسا بمنطقة القاش وشمالا حتى سواكن وجنوبا حتى الجزء الشمالى من البطانة ويذكر أن لهم مصاهرات أنشأت بطونا كاملة فى القبيلة من أهمها مصاهراتهم مع الجعليين والبشاريين أما اقتصادهم فيعتمد على الثروة الحيوانية وزراعة القطن بالمنطقتين كسلا (دلتا القاش) ودلتا خور بركة مع الاستفادة من نخيل الدوم وتضم أرض الهدندوة أهم مدن منطقة البجة.
    د- البنو عامر:
    يحتلون أساسا المنطقة حول طوكر، ومنهم جزء يسير يعيش بصفة دائمة فى دولة إريتريا ويقولون إنهم ينتمون للكواهلة وأنهم عرب ولهم تنظيم سياسى واجتماعى أكثر دقة من نظم سائر قبائل البجة.
    ه- الحلانقة:
    وهذه القبيلة منحصرة الآن فى مدينة كسلا وضواحيها مع قلة بجهات أخرى مثل الحلانقة بمنطقة الجعليين جهات طيبة ويدعم المؤرخ السودانى صالح ضرار زعم عروبة الحلانقة ويؤكد دخولهم إلى السودان عن طريق بلاد الحبشة.
    وبخلاف هذه الأقسام، نجد هناك قبائل أخرى من البجة كالأشراف وقبيلة الارتيقا والحباب والخاسة المتمركزة حول طوكر ومنها أيضا الحدارب ومنهم جزء يسكن إريتريا ويتكلم لغة البداويت والتيجرى ويطلق عليهم اسم السنكاتكناب، وهناك السيقولاب والكميلاب والملهتكناب وغيرها من قبائل وعشائر المنطقة، ولكل هذه القبائل لهجات خاصة بالإضافة إلى العربية التى يتفاهم بها المتصلون بالمدن وهم جميعا مسلمون (4).
    2- المجموعات غير البجاوية:
    وتوجد كذلك مجموعات غير بجاوية من خارج المنطقة نزحت بصورة أساسية للمدن وعملت بالتجارة، ودواوين الحكومة بشكل خاص، وهؤلاء غالبيتهم من وسط وشمال السودان من جعليين وشايقية ودناقلة ومحس وغيرهم كما أن المدن الساحلية مثل بورسودان وسواكن احتضنت مجموعات يمنية ومصرية وتركية وهندية وإغريقية وغيرها كانوا فى معظم الأحيان يتعاملون بالتجارة، وفى حالة اليمنيين والمصريين اشتغلوا بالتدريس والقضاء جنبا إلى جنب مع التجارة كما توجد مجموعات صغيرة من داخل السودان الغربى ومن غرب إفريقيا عملوا بالزراعة وأعمال هامشية أخرى.
    وآخر المجموعات القبلية هجرة من الناحية التاريخية هى مجموعة الرشايدة وهى قبيلة بدوية رعوية هاجرت منذ منتصف القرن التاسع عشر تقريبا من الجزيرة العربية لأسباب اقتصادية، حيث أقاموا سابقا فى المنطقة المحصورة شمال بورسودان ولكنهم الآن ينتشرون فى المناطق الساحلية ونزحوا جنوبا واستقرت أعداد كبيرة منهم على شواطئ نهر عطبرة وبالقرب من مشروع خشم القربة وهم يعملون برعى الجمال وتجارة الحدود بين السودان والسعودية وإريتريا وقلة منهم تعمل بالزراعة ولهم مقدرة على الحركة السريعة من خلال السيارات الحديثة التى يمتلكونها مما مكنهم من استغلال الأرض والبيئة أكثر من المجموعات البجاوية الأخرى، وتمثل تجارة الحدود النشاط الأكبر لأفراد هذه القبيلة، وهو النشاط الذى تعتبره الدولة (تهريبا) يخالف القوانين وقد شهدت سنوات الإنقاذ الأولى مكافحة اتسمت بالعنف ضد هذا النشاط، وهو ما عده البعض حربا حكومية ضد كل الرشايدة وهذه المجموعة لا تزال تحتفظ بخصائصها الثقافية والحضارية وهى منغلقة على نفسها اجتماعيا ولكنها منفتحة اقتصاديا فهم لا يتزاوجون مع غيرهم ويحتفظون بلهجتهم الأصلية وطريقة لبسهم ومعيشتهم، ولكن فى نفس الوقت تمتد علاقاتهم التجارية فى مناطق واسعة داخل وخارج السودان.
    تطور حركة البجة السياسية فى الإقليم الشرقى:
    اهتم أوائل مثقفى البجة بالنشاط الأدبى والثقافى حيث أنشاوا نادى (البرش) ببور سودان فى عام 1951، وفى 13 أكتوبر 1958 وتعبيرا عن رفضهم لسياسات المركز غير العادلة فى نظرهم تجاه الأقاليم وإهمال المواطن البجاوى، عقد مثقفو وأبناء البجة مؤتمرا عاما بمدينة بورسودان لمناقشة أوضاع البجة ترأسه الدكتور طه عثمان بدية، تليت فيه مطالب البجة أمام رئيس الوزراء آنذاك السيد/ عبدالله خليل إيذانا بقيام تنظيم (مؤتمر البجة). وقد بدأ المؤتمر برامجه بحسبانه حركة مطلبية تحاول أن تلفت أنظار أهل السودان، ولا سيما المؤسسات السياسية الحاكمة، لما يعانيه أهل الشرق من مشاكل وتخلف وجهل وجوع ومرض ودعا المؤتمر إلى إقامة نظام لا مركزى فى إدارة الحكم، وإعطاء أهالى الأقاليم الفرصة لإدارة شئونهم المحلية دون الرجوع إلى المركز أو انتظار إشارة منه.
    وبقيام نظام الفريق إبراهيم عبود فى 17 نوفمبر 1958 وحل الأحزاب السياسية، تم قمع التنظيم ولم تتح له الفرصة لمواصلة نشاطه والتبشير بسياساته وبسقوط نظام الفريق عبود بعد الثورة الشعبية فى 21 أكتوبر 1964 شكل بعض السياسيين من أبناء البجة حزبا جديدا باسم (حزب مؤتمر البجة) وأصدروا بيانا أطلقوا عليه (ميثاق مؤتمر البجة) أكدوا فيه على ما يلى (5):
    - إيمان مؤتمر البجة بوحدة البلاد وتاريخ البجة خير شاهد على ذلك.
    - المؤتمر يسخر كل طاقات البجة بمختلف طوائفهم ومعتقداتهم لخدمة قضاياهم العادلة.
    - يؤمن المؤتمر بأن أمثل أنواع الحكم هو اللامركزية التى أصبحت مطلبا قوميا عادلا يكفل تحقيق الأهداف التالية:-
    أ- توفير الاستقرار بالمنطقة.
    ب- القضاء على الجهل والفقر والمرض.
    ج- القضاء على استغلال المواطن البجاوى بحكم وضعه الاجتماعى المتخلف وتحقيق الكفاية والعدالة له وقد مارس مؤتمر البجة نشاطه السياسى بفعالية خلال الديمقراطية الثانية (1964- 1969) وعمل من خلال مؤتمر القوى الجديدة وخاض انتخابات الجمعية التأسيسية (1965) ليشكل تكتلا نيابيا معتبرا ضم حوالى عشرة نواب، غير أن هذا العدد قد تناقص إلى ثلاثة نواب فقط فى الجمعية التأسيسية المنتخبة عام 1968. وبقيام انقلاب النميرى فى 25 مايو 1969 وحل الأحزاب مرة أخرى انزوى مؤتمر البجة عدا بعض النشاطات السرية المحدودة ولم يبد نشاطا يذكر وبزوال النظام المايوى فى انتفاضة (رجب - أبريل) الشعبية عام 1985، والدخول فى فترة الديمقراطية الثالثة استأنف مؤتمر البجة نشاطه من جديد، إلا أن تأثيره كان محدودا هذه المرة حيث لم يحرز سوى مقعد واحد فى الانتخابات النيابية التى جرت عام 1986 فاز به السيد/ طه أحمد طه فى دائرة درديب وقد انضم بعد ذلك للحزب الاتحادى الديمقراطى الذى أحرز 16 دائرة فى منطقة البجة خلال نفس الانتخابات وبعد وصول نظام الإنقاذ للسلطة فى 30 يونيو 1989 شكل بعض السياسيين من أبناء البجة مجموعة سياسية وقتالية باسم (مؤتمر البجة) أصبحت تعمل تحت مظلة التجمع الوطنى الديمقراطى المعارض ونشطت فى مقاتلة القوات الحكومية بشرق السودان ورغم أن التنظيمات والكيانات المشابهة لمؤتمر البجة مثل جبهة نهضة دارفور واتحاد عام جبال النوبة قد تطورت وأصبحت أحزابا سياسية، إلا أن مؤتمر البجة ما زال حتى الآن بشكله القديم.
    الأطراف الفاعلة والمؤثرة على الأوضاع فى شرق السودان:
    انطلق النشاط العسكرى المنظم ضد السودان على الجبهة الشرقية فى يناير 1997، حيث انطلقت القوات الغازية من إريتريا وتوغلت داخل منطقة همشكوريب ومن إثيوبيا انطلقت قوات أخرى لتحتل الكرمك وقيسان وأعلن أن الهدف منها الوصول إلى منطقة الدمازين حيث أكبر محطة لتوليد الكهرباء فى السودان وكانت المعارضة تعلن أن الأمر حرب أهلية بحتة بيد أنه بات من المؤكد أن الهجوم اشتركت فيه القوات النظامية لهاتين الدولتين ولكنها كانت تنسحب بعد تسليم المناطق المحتلة لجنود المعارضة ثم تشكل إسنادا خلفيا لها (10).
    ومنذ ذلك التاريخ اشتعلت الأوضاع بالجبهة الشرقية رغم أنها قد شهدت بعض فترات الهدوء، وبلغ الأمر ذروته فى نوفمبر 2000 عندما استولت فرق كوماندوز مسلحة من الجيش الشعبى لتحرير السودان وقوات مؤتمر البجة وبعض فصائل التجمع مدعومة بإسناد إريترى ولفترة وجيزة على مدينة كسلا العاصمة الإقليمية للولاية التى تحمل نفس الاسم وفى الثالث من أكتوبر 2002 وفى جبهة طولها 180 كيلو مترا على طول حدود السودان مع إريتريا، تعرضت المناطق الحدودية والمدن السودانية فى ثمانية مواقع لهجوم برى منسق ومتزامن من داخل الحدود الإريترية تم بإسناد مدفعى مكثف من الجانب الإريترى وأصبحت الجبهة الشرقية مصدرا دائما للتوتر ونتناول هنا الأطراف الفاعلة والمؤثرة على هذه الجبهة.
    أولا: الأطراف الداخلية:
    1- الحكومة السودانية:
    تتهم الحكومات الوطنية التى تولت السلطة فى السودان بعد الاستقلال بأنها المسئولة عن تهميش الأقاليم الطرفية بما فيها الشرق والاستمرار فيما ورثته عن الحكم الاستعمارى من تركيز العمل التنموى فى الوسط (العاصمة والجزيرة)، وتنال الحكومة الحالية قسطا وافرا من الاتهامات، حيث يتهمها بعض الساسة من أبناء البجة بتعمد إفقار الإقليم واستهداف إنسان الشرق وتبنى سياسات منظمة لتفريغ الإقليم من سكانه الأصليين وارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان فى الإقليم، وممارسة الاستعلاء الثقافى.
    وترد الحكومة بأنها غير مسئولة عن التهميش الذى حدث قبل وصولها للسلطة، وتجادل بأن ما حدث من تنمية وتطور فى مجال الخدمات خلال توليها مقاليد الأمور يتجاوز ما تحقق منذ الاستقلال كما أن المعارضة ومعها مؤتمر البجة هم المسئولون عن تحويل الشرق إلى ساحة معركة خدمة لأهداف المعارضة الشمالية وحركة التمرد (الحركة الشعبية لتحرير السودان) وقوى إقليمية أخرى وتنفى ما تتهم به من تعمد لإفقار إنسان الشرق وانتهاك حقوقه مع اعترافها بما تتسبب فيه الحرب من تجاوزات.
    2- مؤتمر البجة (المسلح):
    عند إعادة تأسيس مؤتمر البجة فى 1994، كانت تسيطر عليه قيادات معروفة بتوجهاتها اليسارية وعلى رأسها محمد طاهر أبو بكر مؤسس الجناح العسكرى للتنظيم، ومحمود أدروب مؤسس الجناح السياسى، وقد انضم التنظيم للتجمع الوطنى الديمقراطى المعارض فى عام 1996، ولكن مع أواخر عام 1998 حدثت خلافات بين مجموعة محمد طاهر أبو بكر وبعض القيادات الجديدة (على رأسها الشيخ عمر محمد الطاهر والأمين شنقراى) وهى قيادات تحظى بدعم إريتريا وذلك على خلفية الجدل حول الحل السلمى، وأدت هذه الخلافات إلى اعتقال محمد طاهر أبو بكر ومجموعته فى سجون اسمرا، وبعد إطلاق سراح محمد طاهر أبو بكر ومجموعته قاموا بتكوين تنظيم جديد باسم (مؤتمر البجة المركز العام)، وأعلنوا عن قيام هذا التنظيم من خلال مؤتمر صحفى عقد بالقاهرة فى أبريل 1999، إلا أن هيئة قيادة التجمع رفضت قبول هذا التنظيم الجديد فى عضويتها وفى يوم 8 مارس 2004 وقع مؤتمر البجة اتفاقا بالقاهرة مع الجناح المنشق (مؤتمر البجة المركز العام) لإعادة توحيد التنظيم باندماج الجناح المنشق مع مؤتمر البجة اللجنة المركزية.
    وشهد عام 1999 بداية النشاط التنظيمى المؤسس لمؤتمر البجة بعد حسم الصراع على قيادة التنظيم لصالح القيادات الموالية للنظام الإريترى، وعقد مؤتمر البجة مؤتمره الأول بإريتريا خلال الفترة (29 مايو - 3 يونيو 1999)، وأصدر بيانا صحفيا أعلن فيه تكوين مكتبه السياسى الجديد برئاسة الشيخ عمر محمد طاهر (قائد عام قوات البجة)، والأمين شنقراى أمينا عاما، كما أعلن التمسك بمقررات مؤتمر اسمرا للقضايا المصيرية يونيو 1995، والتمسك بالحل العسكرى لمشاكل السودان وإغلاق ملف الحل السلمى فى إشارة إلى رفض المبادرة المصرية الليبية المشتركة وفى أغسطس من نفس العام عانى مؤتمر البجة من انشقاق جديد، حيث أعلن أحمد بيتاى القيادى بمؤتمر البجة ومعه مجموعة انشقاقه عن مؤتمر البجة والانضمام للحركة الشعبية لتحرير السودان الأمر الذى أدى إلى توتر علاقة التنظيم مع الحركة.
    ومؤتمر البجة من التنظيمات التى ترفع شعار السودان الجديد وتعمل بتنسيق كامل مع السلطات الإريترية ويمكن القول إنه تنظيم عسكرى تغلبت فيه الأنشطة العسكرية على الأنشطة السياسية ويطالب مؤتمر البجة برفع الظلم وإزالة التهميش الذى يتعرض له أبناء البجة فى شرق السودان ومعاملة قضية البجة بمثل ما عوملت به قضية جبال النوبة وقد بدأت أول دورة تدريبية لقوات مؤتمر البجة فى منطقة لوكاييب بإريتريا فى أكتوبر 1996، وضم المعسكر حوالى (300) فرد تخرجوا فى أكتوبر 1997 وتوالى تخريج الدفعات من أبناء البجة الذين انتشروا فى بعض المعسكرات (تلكوك، أوسيس، قدماييب كوتنيب، ربسم)، وذلك بعد أن تم حسم الصراع على القيادة داخل المؤتمر لصالح المجموعة الموالية لتوجهات القيادة الإريترية الداعية لتصعيد العمل العسكرى للضغط على السودان.
    3- تنظيم الأسود الحرة:
    برز خلال النصف الثانى من عام 1999 إلى ساحة العمل المعارض بأسمرا كيان مسلح جديد باسم (الأسود الحرة)، وكان قد حمل قبل الإعلان الرسمى عنه اسم (فهود الشرق) وعقد المؤتمر الأول له فى أكتوبر 1999. وضم هذا التنظيم أبناء قبيلة الرشايدة وافتتح معسكرات تدريبية بإريتريا حظيت بدعم كامل من الحكومة الإريترية وقوات التحالف السودانية وحركة التمرد، وانضم للتجمع نهاية عام 1999. وقد ترأس هذا التنظيم مبروك مبارك سليم النائب السابق بالجمعية التأسيسية (1986) عن الحزب الاتحادى الديمقراطى واعتمدت قيادة الأسود الحرة فى تعبئتها وحشدها لأبناء الرشايدة على الترويج للظلم الذى لحق بالرشايدة على أيدى نظام الإنقاذ الذى صادر عربات وممتلكات أبناء الرشايدة واعتقل بعضهم فى إطار حملته ضد نشاط التهريب الذى كانوا يقومون به بين إريتريا والسودان كما تم التركيز على تهميش أبناء الرشايدة وعدم توليهم أية مناصب ومواقع ذات شأن بالدولة والنظر إليهم بحسبانهم (أجانب) واتسم نشاط التنظيم منذ تكوينه بالتركيز على العمل العسكرى واستهداف خط أنابيب البترول لإثبات وجوده على الأرض.
    وقد حظى تنظيم الأسود الحرة برعاية خاصة من الحكومة الإريترية وأجهزة استخباراتها، وأصبح رئيس التنظيم من الشخصيات المقربة للرئيس الإريترى، واعتبر النظام الإريترى قبيلة الرشايدة واحدة من القوميات الإريترية التسع المعتمدة رسميا فى إريتريا مثلها مثل قبيلة البنى عامر التى تم اعتبارها من قبل واحدة من القوميات الإريترية المعترف بها والتى ضربت على العملة الإريترية (النفقة).
    4- تجمع المعارضة:
    بعد استيلاء نظام الإنقاذ على السلطة فى الخرطوم فى 30 يونيو 1989م، تكونت المعارضة ضده من تحالف الأحزاب التقليدية (الأمة والاتحادى الديمقراطى) وبعض الأحزاب اليسارية والجهوية الصغيرة والذى عرف بـ (التجمع الوطنى الديمقراطى) وقد استفاد هذا التجمع من تدهور العلاقات بين السودان وجارتيه فى الشرق (إثيوبيا وإريتريا) منتصف التسعينات واستطاع خلال عام 1997 أن يفتح جبهة عسكرية بطول الحدود الشرقية للبلاد كما أن الدعم الإثيوبى والإريترى كان عاملا مهما فى خطط المعارضة السياسية والدبلوماسية خاصة أنه قد تزامن مع التأييد الكبير الذى قدمته كل من مصر والولايات المتحدة لهذه الفصائل.
    فرغم أن التجمع اعتمد العمل العسكرى لإسقاط نظام الإنقاذ فى مؤتمر أسمرا الذى عقدته المعارضة فى يونيو 1995 وأطلق شعار الانتفاضة الشعبية المحمية بالسلاح، إلا أن القوى الدولية العظمى - تحديدا الولايات المتحدة - لم تقف صراحة مع هذا الخيار إلا فى ديسمبر 1996 عندما كان سفير أمريكا فى السودان المقيم فى نيروبى فى زيارة لمقر المعارضة السودانية فى أسمرا حيث أبلغ قادة المعارضة الذين اجتمع بهم أن الولايات المتحدة لن تدعم أى فصيل ليست لديه قوة عسكرية فكان هذا التصريح من الوضوح بحيث فهمت كل الأحزاب أن العمل العسكرى أصبح الخيار المفضل لدى الأمريكيين (6) وقد أعلنت أمريكا صراحة دعمها المادى والعسكرى لدول الجوار: أوغندا، إريتريا وإثيوبيا وسمتها دول المواجهة لإسقاط نظام الخرطوم.
    وبالفعل قامت معظم فصائل المعارضة بتكوين أجنحة مسلحة مثل جيش الأمة التابع لحزب الأمة بقيادة الصادق المهدى، كما قام الحزب الاتحادى بتكوين (جيش الفتح) الذى أصبح فيما بعد الحركة الوطنية الثورية التى تتمتع باستقلال شكلى عن أجهزه الحزب وتعتمد العمل العسكرى المسلح وسيلة لتحقيق أهدافها كما تم تكوين ما يعرف باسم (التحالف الوطنى/ قوات التحالف السودانية) ـ ذى التوجهات اليسارية، وغيرها من الفصائل المسلحة، وبالإضافة لذلك دفعت الحركة الشعبية لتحرير السودان بعدد من قواتها للجبهة الشرقية حتى تشتت تركيز القوات الحكومية وتوسع دائرة المواجهة وتخفف ضغط القوات الحكومية على الجنوب.
    ثانيا: الأطراف الإقليمية والدولية:
    1- الحكومة الإريترية:
    لم تستمر العلاقات الطيبة التى بنتها حكومة الإنقاذ فى السودان مع حكام دولة إريتريا الحديثة التى أعلنت استقلالها عن إثيوبيا فى عام 1993 لفترة طويلة، إذ بدأت الإشارات السلبية فى العلاقات بين البلدين تظهر بعد استقلال إريتريا مباشرة واستمرت الخلافات تتطور تحت السطح لفترة من الزمن وبرزت الخلافات بصورة سافرة ومفاجئة مع بداية عام 1994 عندما اتهم الرئيس الإريترى أسياسى أفورقى السودان بالتدخل فى شئون بلاده الداخلية ودعم حركة الجهاد الإسلامى الإريترية فى محاولة لتصدير الثورة الإسلامية والإطاحة بنظام حكمه، وفى الخامس من ديسمبر 1994 قررت إريتريا قطع علاقاتها بالسودان والدخول فى عداء معه ولم تكف إريتريا عن انتهاج كل سبيل يؤدى إلى تطوير خلافاتها المفتعلة ابتداء من احتضانها ورعايتها لعناصر التمرد والمعارضة السودانية وحثها وتحريضها لهم لتبنى العنف فى مواجهة السودان وتسليمهم مقر بعثة السودان الدبلوماسية بأسمرا وإقامة المعسكرات لتدريب كوادرهم العسكرية واستمر الرئيس الإريترى فى تصريحاته الاستفزازية التى يحرض فيها الدول والمنظمات الدولية والإقليمية لاتخاذ إجراءات ضد السودان وإعلانه المتكرر عن عزمه تغيير حكومة السودان بالقوة (7).
    واستمرت العلاقة العدائية بين البلدين حتى تقدمت دولة قطر بمبادرة للتوسط بينهما، ونجح أمير قطر فى عقد لقاء بين الرئيس عمر البشير والرئيس الإريترى فى الدوحة وأثمر اللقاء عن إبرام اتفاقية الدوحة فى الثانى من مايو 1999. وقام السودان فى يونيو 1999 بإعادة سفيره إلى أسمرا وتم افتتاح السفارة السودانية هناك، بينما قامت إريتريا بإعادة فتح سفارتها بالخرطوم فى يناير 2000 أثناء زيارة وزير الخارجية الإريترى للسودان وقد ساعد على نجاح الجهود القطرية وقوف السودان على الحياد إزاء النزاع الحدودى الذى نشب بين إريتريا وإثيوبيا فى عام 1998 ثم تطور إلى حرب حقيقية مع بدايات 1999.
    غير أن هذه العلاقات ما لبثت أن عادت مرة أخرى إلى خانة العداء الشديد بعد الهجوم الذى وقع على الحدود الشرقية فى فبراير عام 2002 وفى أكتوبر 2002 شاركت إريتريا فى العدوان السافر على مدينة همشكوريب، الأمر الذى دعا السودان لرفع شكوى ضد إريتريا لمجلس الأمن والاتحاد الأفريقى وجامعة الدول العربية واستمر الاستهداف الإريترى للسودان حيث رعت إريتريا فى أكتوبر 2003 لقاء لإعلان قيادة مشتركة بين قوات البجة وتنظيم الأسود الحرة، كما تتهمها الحكومة السودانية بدعم متمردى دارفور.
    ويمكن إيراد بعض الأسباب التى تدفع الحكومة الإريترية لمواصلة عدائها للسودان ومنها:
    - الأطماع الإريترية فى الأراضى الزراعية الخصبة فى مناطق البجة بالسودان خاصة دلتا القاش وطوكر وقد عبرت هذه الأطماع عن نفسها من خلال خريطة سرية أصدرتها الحكومة الإريترية فى مايو 1996 تضمنت أراضى سودانية (بما فيها مدينة كسلا).
    - سعى الحكومة الإريترية لتحويل الإقليم إلى منطقة عازلة وساحة معركة لتصفية خلافاتها مع المعارضة الإريترية.
    - هواجس الحكومة الإريترية من حركات المعارضة الإسلامية الإريترية مثل حركة الجهاد الإسلامى.
    2- إثيوبيا:
    تأرجحت العلاقات السودانية - الإثيوبية طوال العهود المختلفة بين التقارب والتباعد وعند بروز الخلافات بين السودان وإريتريا فى العام 1994 حاولت إثيوبيا التوسط بينهما فى البداية إلا أنها ما لبثت هى الأخرى أن أعلنت عن اتهامها للسودان بالتدخل فى شئونها الداخلية ثم جاءت محاولة اغتيال الرئيس حسنى مبارك فى أديس أبابا عام 1995 لتزيد من عمق الخلاف مما أدى إلى انحدار العلاقات الثنائية فى كافة المجالات وفى 1997 انطلق هجوم قوات حركة التمرد والمعارضة الذى أسفر عن احتلال مدينتى الكرمك وقيسان من إثيوبيا، وهو الهجوم الذى ثبتت مشاركة القوات النظامية الإثيوبية فيه قبل انسحابها وتسليم المناطق المحتلة لجنود حركة التمرد والمعارضة وتشكيل إسناد خلفى.
    لها وقد تمكن السودان لاحقا وبفضل تغيير المناخ الإقليمى بعد تفاقم الخلافات بين إثيوبيا وإريتريا عام 1998 وتطورها إلى حرب أهلية بين البلدين عام 1999، من إعادة الثقة المفقودة مع إثيوبيا ونزع فتيل التوتر معها، وتوجت مساعيه بزيارة الرئيس عمر البشير إلى إثيوبيا فى بداية عام 1999، وسبق ذلك عودة الخطوط الجوية الإثيوبية إلى الخرطوم فى أكتوبر 1998 واستمر تصاعد التطور فى علاقات البلدين لتشكل زيارة الرئيس مليس زيناوى للخرطوم فى يناير 2002 والتى شارك خلالها فى قمة الإيقاد التاسعة، محطة انطلاق أخرى فى مسيرة هذه العلاقات وعلى الرغم من التطور الملحوظ الذى تشهده العلاقات السودانية - الإثيوبية فى الوقت الراهن وفى كثير من المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية إلا أن هناك بعض الهواجس الأمنية حول موضوع الحدود، يعمل البلدان على حلها حتى لا تكون خصما من العلاقات بين البلدين مستقبلا.
    3- القوى الدولية:
    لم تكن مواقف إريتريا وإثيوبيا بالطبع نابعة من خطر سودانى حقيقى بقدر ما كانت تأتى فى إطار الوضع الدولى المعقد الذى أحاط بالسودان منذ أزمة الخليج التى نتجت عن الغزو العراقى للكويت، والعداء الأمريكى السافر للسودان بسبب موقفه خلال هذه الأزمة وكما هو معروف فإن انهيار الاتحاد السوفيتى وبروز النظام الدولى بصبغته الأمريكية الصارخة جعل من الصعب على الدول الصغيرة فى العالم الثالث اتباع سياسات استقلالية فى الساحة الدولية، لذلك فقد كان من الطبيعى أن تسعى الولايات المتحدة لعقاب السودان على ما أبدى من استقلالية فى القرار وضح ذلك جليا فى تصريح مستشار الرئيس الأمريكى للأمن القومى والذى جاء فيه أنهم سيحاربون السودان عن طريق تأليب جيرانه، وقد تأكد هذا الموقف فى التصريحات التى أدلت بها السيدة مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الأمريكية بعد لقائها بالرئيس الأوغندى فى العاصمة كمبالا، حيث أكدت دعم بلادها سياسيا وعسكريا للتجمع الوطنى الديمقراطى الذى وصفته "بأنه لا يكتفى فقط بمعارضة الجبهة القومية الإسلامية بل يسعى لوضع الأسس للسودان الجديد الذى تتاح فيه الفرصة للمواطنين بمختلف أديانهم وثقافاتهم لإعادة بناء بلادهم" (8) كما صرح مسئول أمريكى رفيع المستوى خلال زيارة السيدة أولبرايت لكمبالا بأن السودان يعتبر الدولة الأفريقية الوحيدة التى تشكل تهديدا للمصالح الأمريكية (9). وقد تبعت الولايات المتحدة قولها بالعمل عندما أوهمت دول الجوار بأن السودان يسعى إلى زعزعة أمنها ثم مضت إلى استغلال هذه الدول فى حملتها ضد السودان.
    وقد تغير هذا الوضع بدرجة ما مع صعود إدارة الرئيس بوش الابن إلى سدة السلطة فى واشنطن والتى أبدت اهتماما بقضية جنوب السودان قاد إلى توقيع بروتوكول ماشاكوس وما تبعه من اتفاقات من بينها اتفاق وقف العدائيات الذى شمل الجبهة الشرقية وأدى إلى تحقيق قدر من الهدوء على هذه الجبهة.
    الآفاق المستقبلية للقضية - الحل الوطنى وقفل منافذ التدويل:
    تقدم ممثلو البجة فى التجمع بمذكرة لاجتماع هيئة القيادة الذى انعقد فى اسمرا فى يوليو 2004، تضمنت قضية (تهميش شرق السودان والإهمال المتعمد من كل الحكومات الوطنية) وحددت مطالبهم فى التنمية الاقتصادية والبشرية مطالبين التجمع بتبنى هذه القضايا أسوة بقضية دارفور وأثار ما ورد فى مذكرة البجة عن تعمد كل الحكومات الوطنية إهمال قضايا البجة حفيظة بعض فصائل التجمع، وكاد الأمر قبل تداركه يؤدى إلى انسحاب ممثلى البجة وفى مؤتمر صحفى بعد الاجتماع أعلن البجة إصرارهم على مذكرتهم ورفضهم للاتفاق مع الحكومة مؤكدين تمسكهم بالعمل العسكرى المسلح لتحقيق أهداف المؤتمر بالنسبة لشرق السودان، إلا أنهم عادوا فيما بعد لتأكيد عملهم تحت قيادة التجمع والتزامهم بأهدافه ومقرراته.
    واتهمت المذكرة الحكومة بتعمد إقصاء وتهميش إنسان شرق السودان سياسيا واقتصاديا وثقافيا واجتماعيا وما سموه تمادى الحكومة الحالية فى النهب المنظم لمعادن وثروات الشرق وتدمير بنيته، إضافة إلى انهيار الاقتصاد الريفى والمشاريع الزراعية فى طوكر وحلفا الجديدة والقاش، مما فاقم تردى الأوضاع المأساوية فى الإقليم، بجانب الاستعلاء والقهر الثقافى الذى يمارسه النظام ضد سكان الإقليم وأشارت الورقة إلى الظلامات التاريخية فى المنطقة حيث ظل سكان الإقليم يعانون الفقر المدقع والمجاعات المتوالية والأمراض المستوطنة وشح الخدمات بكل أنواعها.
    وقد تبنى التجمع ورقة ممثلى مؤتمر البجة واعتبر أن لشرق السودان وضعا خاصا كما هو الحال بالنسبة لدارفور وجنوب كردفان / جبال النوبة وجنوب النيل الأزرق وسائر المناطق المهمشة ودعا التجمع لإبراز صيغة للربط بين قضايا دارفور والشرق وباقى الأطراف المهمشة فى إطار الموقف التفاوضى الموحد للتجمع مع الحكومة وخلال الجولة الإجرائية للتفاوض التى جرت بين الحكومة السودانية والتجمع الوطنى الديمقراطى المعارض برعاية مصر فى الفترة من 24- 30 أغسطس 2004 بالقاهرة، اتفق الطرفان على إدراج قضية الأوضاع فى شرق السودان ضمن القضايا التى ستناقش خلال جلسات التفاوض بين الجانبين، وقد تم ذلك بحضور ممثلى مؤتمر البجة.
    ولما كانت حقائق الواقع تؤكد أن مناطق السودان كلها تعانى ضعفا فى الخدمات والتنمية وليس هناك إقليم يحظى بحصص منهما أكثر من غيره إلا لأسباب حتمتها ظروف تاريخية وعملية وجغرافية، فإن المطلوب الآن هو عدم الانزلاق وراء التوجهات الإثنية والجهوية والعمل على معالجة مشاكل الوطن وفق منهج استراتيجى يعزز الوحدة فى مقابل التجزئة والنمو فى مقابل التخلف الاقتصادى والاجتماعى، والاجتهاد للبحث عن حلول قومية عادلة لكل أقاليم السودان حتى لا يكون المدخل لتحقيق العدالة وانتزاع الحقوق هو حمل السلاح وتخريب الوطن وفتح بوابات التدخل الخارجى على مصراعيها.
    الهوامش والمراجع:
    (1) احتل تعبير المناطق المهمشة موقعه كمصطلح فى القاموس السياسى السودانى لأول مرة منذ أن استخدمته الحركة الشعبية لتحرير السودان فى بيانها التأسيسى (المانفستو) الذى صدر فى 31 يوليو 1983، الفصل الثانى الفقرة السادسة، حيث حددت المناطق المهمشة بأنها كل السودان باستثناء الوسط (العاصمة الخرطوم ومديرية النيل الأزرق القديمة).
    (2) كتاب السودان 2000 الصادر عن وزارة الثقافة والإعلام.
    (3) انظر عون الشريف قاسم، موسوعة القبائل والأنساب ص 13 (نقلا عن ابن خلدون كتاب العبر).
    (4) يوسف أبو قرون، لمحات عن حياة وعادات قبائل السودان الكبرى.
    (5) الصادق ضوء البيت عمر، مذكرات حول التكتلات الإقليمية (ص 29)، مطبعة جامعة الخرطوم، 2004.
    (6) مركز الدراسات الاستراتيجية بالخرطوم، التقرير الاستراتيجى 1997، ص (59).
    (7) جريدة الحياة، 9 يناير 1996.
    (8) وكالة رويترز للأنباء، 10 ديسمبر 1997.
    (9) الواشنطون بوست، 11 ديسمبر 1997.
    (10) صحيفة الحياة، 25 يناير 1997.
    ليالي الشعر فى شيزار الايرانيون يحجون الي قبر شاعرهم حتفظ الشيرازى

    مستشفي غادة عفيفي وقصة الخروج من غرفة الانعاش

    الجريمة والعقاب

    سفير الهند: القرن الحالى إفريقى ـ آسيوى

    استئناف منح تأشيرات أمريكا الأحد المقبل

    أكدها سفيرها بالقاهرة العلاقات المشتركة تخص البلدين وطهران أثبتت حسن النوايا

    تأشيرة دخول الولايات المتحدة الأمريكية بالإنترنت

    تقرير اخباري لاريجاني في القاهرة.. زيارة تجاوزت الهدف المعلن

    أبوالغيط وزير الخارجية الأكثر ملاءمة لمرحلة الانهيار

    المصيلحي يؤكد: مجموعة وزارية لمراجعة القوانين المتعلقة بالمواطنة



    المصدر :-
    http://digital.ahram.org.eg/articles.aspx?Serial=221242&eid=706
                  

09-23-2011, 10:55 AM

HAIDER ALZAIN
<aHAIDER ALZAIN
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 22434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احذركم من إشعال الحرب فى الشرق ..!! (Re: سفيان بشير نابرى)

    الحبيب سفيان
    قلت في بوست مسحوب سابقاً:

    الشرق ليس مجال محاورة للكيزان
    وهم يفهمون (ونحن) نفهم انه السلاح الفيهو فوق طاقتهم
    واذا كان بني رشيد قادرون على ردع نقاط تفتيشهم من كسلا مروراً حتي عطبرة
    وفجرو نقطة الهودي ونقاط تفتيش مثل قوز رجب وخور الفيل
    مما جعل ايادي الحكومة مشلولة فهم اقدر على مد اهلنا بسلاح لا يحلمو بها

    السلاح عند اهلنا بالشرق لم ولن يحلمو به الكيزان ابد الدهر
    وممكن يكون قاصمة الضهر ليهم
    يتأدبو والا حايشوفو النبي الخضر راي العين
    ـــــــ
    بلغت فاشهد
                  

09-23-2011, 11:14 AM

سفيان بشير نابرى
<aسفيان بشير نابرى
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 9574

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احذركم من إشعال الحرب فى الشرق ..!! (Re: HAIDER ALZAIN)

    Quote: الشرق ليس مجال محاورة للكيزان
    وهم يفهمون (ونحن) نفهم انه السلاح الفيهو فوق طاقتهم
    واذا كان بني رشيد قادرون على ردع نقاط تفتيشهم من كسلا مروراً حتي عطبرة
    وفجرو نقطة الهودي ونقاط تفتيش مثل قوز رجب وخور الفيل
    مما جعل ايادي الحكومة مشلولة فهم اقدر على مد اهلنا بسلاح لا يحلمو بها

    السلاح عند اهلنا بالشرق لم ولن يحلمو به الكيزان ابد الدهر
    وممكن يكون قاصمة الضهر ليهم
    يتأدبو والا حايشوفو النبي الخضر راي العين
    ـــــــ
    بلغت فاشهد


    حقاً نحذر لمعرفتنا بأن اشتعال الشرق يعنى الضياع الكامل حتى
    لدولتهم المركزية لان الشرق لا يمكن السيطرة عليه مهما فعلوا .
    أتمنى أن يحكموا عقولهم لو كانت لهم عقول .

    يا حيدر لن يتوقف الأمر على السلاح فلالهل الشرق اسباب كبيرة
    للأستمرار لو تم دفعهم لذلك و ما سكاتهم إلا صبر فاتمنى أن
    يعجلوا بوقف حروباتهم فى كل السودان و أن يعلموا انهم الأن
    خارج التاريخ و أن زمان شمسهم لافول .
                  

09-23-2011, 11:42 AM

HAIDER ALZAIN
<aHAIDER ALZAIN
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 22434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احذركم من إشعال الحرب فى الشرق ..!! (Re: سفيان بشير نابرى)

    عارف يا سفيان ..( ودا بيظهر قدام) الحكومة الفاشلة بكت على رجلين اهلنا الرشايدة
    عشان يكفوا سيطرتهم*

    ـــــ
    * بقول ليك كدة لأني حفيظ بالشغلة دي من سنوات 1995م لمن مرقت من البلد الطاردة لأهلها
                  

09-23-2011, 11:47 AM

HAIDER ALZAIN
<aHAIDER ALZAIN
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 22434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احذركم من إشعال الحرب فى الشرق ..!! (Re: HAIDER ALZAIN)

    وقت قلت اتسلحو يا اهلنا بالشمال فكنت بقصد:

    يا ناااس اقعو الشرق ديل عمقنا السلاحي
    ديل ولاد الخالة وبيدوكم النجيضة بأرخص شئ
    ـــــــ
    محبتي
                  

09-23-2011, 12:05 PM

سفيان بشير نابرى
<aسفيان بشير نابرى
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 9574

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احذركم من إشعال الحرب فى الشرق ..!! (Re: HAIDER ALZAIN)

    تعرف يا حيدر الزين و أنا بتابع فى بوستك المسحوب
    داك كنت خايف وقلق أنك تطلع من التحذير لى حتات
    تتفهم حاجة تانية عشان كدا أنا هسى مصر على مسألة
    التحذير لانو مسالحة السلاح و القصص دى اصغر طفل فى
    شرق السودان بيعرفه معرفة الفارس .

    فعلى الناس أن تتعقل فاهل الشرق حليمين و صابرين
    إلى الأن على ما ابتلوا به فلا ترغموهم على الحرب
    التي يعرفونها و تعرفهم .

    حكموا العقل حكموا العقل .
    و امسكوا منهم اللصوص الكبار .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de