القبائل والمجموعات العرقية في النيل الازرق .. (!)

Quote: نقلا عن الصحافة (دارفور أخرى على طريق الصمت والاشتعال حگومة الجنــوب أغلقــت مســـارات الرعـــاة إلى أعـــالي النيـــل إعداد: أمير عبدالماجد * بادية أم ركش.. قطعة نار تتجول هناك بهدوء.. أسباب قد تبدو صغيرة لكنها تشكل في المحصلة النهائية ازمة قد تؤدي في حال تجاهلها والتعاطي معها بلا مبالاة، الى دارفور اخرى.. فالناس هناك عاشوا الحرب على مدى ماسورة البندقية وخبروا دروبها. * المشكلة قد تبدو قريبة الشبه باشكالات دارفور في بداياتها.. يمكنك القول إنها إشكالات موارد أو اغلاق الحدود امام الرعاة، للوصول الى مناطق العشب والمياه و.. اغلاق المسارات. ً* يقول عبد الرحمن احمد عمر امير عموم قبائل الفلاتة بولاية اعالي النيل الكبرى (نحن قبائل رعوية تجول ببادية ام ركش على مساحات واسعة) واضاف ( عانينا كثيراً إبان حرب الجنوب، واستبشرنا خيراًً باتفاق السلام.. لكن ما حدث كان غريباً.. منعونا من التحرك الى مناطق الرعي). * القبائل الرعوية هناك كما فهمت منه هى قبائل رفاعة الهوى والفلاتة والانقسنا وغيرها.. وتتحرك في مساحة تحدها ولاية الجزيرة شمالاً واعالي النيل غرباً والدمازين شرقاً وتمتد حتى الهضبة الاثيوبية. ولفترة قد تصل إلى (3) قرون كانت هذه القبائل الرعوية تمر عبر مسارات محددة من منطقة الى اخرى في الخريف والصيف.. يقول أمير عموم الفلاتة (ايام الحرب كان هناك اتفاق بيننا وحاملي السلاح، يسمح لنا بالمرور عبر المسارات بأمان وبلا إشكالات). * الآن تغيرت الأوضاع تماماً واغلقت المسارات امامهم، قال فضل السيد شعيب (اعتقدنا أن المرارات انتهت مع الحرب، لكن يبدو ان الامور ليست كما نعتقد.. في السابق كان لدينا ما يشبه الاتفاق مع حاملي السلاح.. وكنا نعبر بأبقارنا وماشيتنا من محاور كالكرمك عبر الككلي وسالي حاج آدم وميك ومرمطون وخور تمباك وخور يابوس وغيرها نحو البونج.. هذا الامر لم يعد ممكناً الآن). * الثروة الحيوانية الرابضة هناك حوالى (15-16) مليون رأس من الابقار و(35-40) ألف رأس من الضأن تكدست كلها في مناطق بدأت مياهها تنفد بقول امير الفلاتة بولاية اعالي النيل (الصيف على الابواب والآبار الطبيعية بدأت تجف مما يعني أن رحلتنا الى اعالي النيل يجب ان تبدأ اليوم قبل الغد). * لكن الطريق الى اعالي النيل مغلق.. يقول ( قيل لنا ان المحليات هناك في مرحلة الانشاء، ويتوجب علينا تأجيل رحيلنا الى مناطق المياه حتى تكتمل تجهيزاتهم . ويضيف ( لكن ماشيتنا لن تنتظر هذه الترتيبات، انها لا تعرف إلا الماء والعشب.. ستموت امامنا.. انه مشهد دونه حياتنا). * فضل السيد عيسى شعيب أمير الفولاني بولاية الخرطوم، قال عندما سألته عما يحدث بالمنطقة (الرُحل شريحة مهمة وفاعلة، وهى قوة اقتصادية كبيرة عانت أثناء الحرب وفقدت ابناءها وماشيتها في ظل افتقادها للتعليم والرعاية الصحية اصلاً.. ومن غير المنطقي أن ندفع فاتورة الحرب والسلام) واضاف ( الرحل عانوا من جبايات المحليات، ولدي ما يثبت انهم يدفعون الضرائب مثلاً مرتين في العام وفي نطاق اداري واحد، لجهلهم بالقوانين). وقال ( سبق وتقدمنا بمقترح للمسؤولين حتى نجنب اهلنا مسألة تعدد الجبايات، قلنا لهم اكتفوا باقرارات يكتبها الامراء والعمد، على ان يعمل هؤلاء على تحصيل الربط المحدد من الرُحل ويسلمونها للجهات المسؤولة. * هذا المقترح كغيره من المقترحات عمل به لفترة محددة واندثر بمحافظة الرهد. قال ( قدمنا مقترحات لمسألة المسارات المغلقة استراتيجياً) وأضاف (يجب الا تتوسع الدولة في الزراعة على حساب الرعي، ويجب ان نوجد صيغة ما للتنسيق بين وزارة الزراعة والثروة الحيوانية على المستويات القومية والولائية، لتوفير المياه وتأمين المسارات). وقال (اتحاد الرعاة لا يعلم شيئاً عن إشكالات منسوبيه.. لم اسمع حتى الآن انه تبنى مشاكلهم او سعى لحلها). * الوصول الى السيد آدم دروسة المسؤول عن اتحاد الرعاة، بدا غير متاح لا عبر هاتفه ولا في دار الاتحاد، أما د. رياك مشار مسؤول حكومة جنوب السودان وهى الجهة التي اغلقت المسارات، فقد تعذر الحصول على رأيه بعد ان احالتنا سكرتاريته التي ردت على مهاتفتنا الى الانتظار. * آدم دروسة رئيس اتحاد الرعاة لم يصله مكتوب واضح ومحدد لمتابعة الامر مع السلطات المختصة. وعلمت أن لاتحاد الرعاة فرعا ولائيا يرأسه العجب يوسف الموجود حالياً بالقاهرة. * يقول دروسه (لم يصلني مكتوب رسمي) و(علمت بالاشكالات عبر الهاتف) واضاف ( الاشكالات متعلقة بحراك الرعاة من الجنوب الى الشمال في الخريف، ومن الشمال الى الجنوب في الصيف). وقال (الرعاة يعتقدون انه وبمجرد توقيع السلام يمكنهم ان يتحركوا بحرية أكثر.. وهذا لم يحدث على ارض الواقع، لوجود صعوبات تتعلق بإشكالات قبلية ومليشيات لم يحسم امر سلاحها بعد). واضاف (المشكلة قديمة بين المزارعين والرعاة في مناطق التماس، إذ يشكو المزارعون عادة من مرور الرعاة بزراعتهم وتدميرها، وهناك معركة شهيرة شهدتها المنطقة في العام الماضي) وأشار رئيس اتحاد الرعاة في حديثه معى، الى اتفاق توصل له مع والي ولاية اعالي النيل (اتفقت مع الوالي الذي اكد لي انه سيبذل جهوداً حثيثة لحل الاشكالات في أقرب فرصة) واضاف (هناك حكومة تعمل على بسط سلطتها على الارض الآن). * لكن الحكومة ستأخذ وقتاً لإقامة بنياتها وجمع السلاح وحل نزاعات المزارعين والرعاة.. قال دروسة (من الممكن حل لمشكلة محددة أمامنا الآن، لكن إيجاد حل لمشكلة مرتبطة بترتيبات اوضاع البلاد في فترة ما بعد السلام امر صعب). * الصيف على الأبواب.. الأبقار لا تنتظر.. والرعاة عين على المشهد الكئيب ويد تبحث عن حل)