(قير تور)يكتب لماذا يمنع الجنوب من اقامة علاقه مع اسرائيل؟!

Quote: توجد سفارات إسرائيلية في دول أعضاء بالجامعة العربية فماذا يمنع جنوب السودان؟. بقلم: قير تور تونق*. لدى إسرائيل سفارة في كل من الدول العربية: جمهورية مصر العربية و المملكة الأردنية الهاشمية وموريتانيا والمملكة المغربية.وهناك علاقة شبه رسمية بين إسرائيل في مجال التجارة والسياحة مع كل من قطر (مقر قناة الجزيرة الفضائية) التي علقتها عام 2009 م إبان حرب غزة والمملكة المغربية وجمهورية تونس ومملكة البحرين[1]، وهناك تقارير صحافية تحدثت في وقت سابق من العام 2010 م عن وجود إتفاق سري بين إسرائيل ودولة الإمارات العربية المتحدة يقضي بفتح مكتب تجاري لإسرائيل في ابوظبي[2].ورغم وجود علاقات دبلوماسية بين إسرائيل وتلك الدول المذكورة فهذه الدول لم تنتقص اي حق لها بما تتمتع به نحو إنتماء كل منها للعروبة أو الإسلام.وهذه الدول أيضاً تمتلك العضوية الكاملة بجامعة الدول العربية، والأهم من ذلك فتلك الدول لم تقم بتغيير شعوبها أو تحاول تغيير عواطف شعوبها أو تستبدل شعوبها بشعوب أخرى لا تنتمي للعروبة بشئ ولا تعتقد في غيرالإسلام معتقداً بل تقطنها اغلبية ساحقة من المسلمين الذين يتخللهم بعض المتشددين، مع العلم أن في بعض تلك الدول عرب اصليون ليسوا مدعيين للعروبة ولم يفرض عليهم الإنتماء إلى العروبة بقوة سلطة مركزية في دولهم. إذن فإن خلق علاقات دبلوماسية بين تلك الدول العربية الإسلامية لم تأت نتيجة أنها حولت شعوبها إلى مُحبة لإسرائيل لتكون العاطفة هي المحرك نحو إرتباطها بعلاقات مع إسرائيل، لكن قرار الإرتباط جاء فقط من أجل المصالح المتبادلة . لقد حرص قادة تلك الدول والشعوب على مصالحها العامة التي تخدم دولها في المقام الأول وإن بدا مسلكهم غريب لدى بعض العامة من ابناء شعوبهم فهم في النهاية لا يشكك في حبهم لبلدانهم، ولذا فإن رعاية المصالح تبقى الرابط الأساس وبالتالي تنحدر شعارات عرقية (العروبية) ودينية (اسلمة الدولة) إلى مراتب اقل في واقع الحياة مما هي في خيال البعض السابقين والمعاصرين من السياسيين. يبدو أن الضجة الجوفاء الناتجة عن وهم مزروع في نفوس صانعيه من مدعي الخوف على العروبة والإسلام لم تنته بعد ولا اعرف متى تنتهي رغم أن إستمرارها لاتمنع سير الحياة وخاصة تلك الضجة المتعلقة بقيام دولة جنوب السودان، وليتها تصدر ممن لهم الحرص على جنوب السودان لكنهم خائفون فقط على سلوكهم المنحاز نحو أوهام صدقوها فصوروها مثل حقائق تستحق الدفاع عنها.تصدر تلك الضجة من بعض الذين ينصبون أنفسهم متحدثين باسماء دولهم العربية الإسلامية ويتباكون على العروبة والإسلام في السودان متمسكين بذلك بوجهة نظر الرئيس السوداني عمر البشير الذي يؤكد دائماً بان العروبة والإسلام مستهدفان في السودان.ويتناسى هؤلاء في الوقت نفسه بأن الكثير من حكومات وأنظمة الدول العربية ساعدت وماتزال تساعد حكومات الخرطوم على محاربة من إدعت الخرطوم عداوتهم للعروبة مما يعني بأن المساعدات تاتي ليس من باب الإقتناع بالحق لكن على نمط المثل العربي البسيط الشائع (انا واخوي على إبن عمي وأنا وإبن عمي على الغريب).وعليه فالكثير من القنابل والطائرات القاذفة للقنابل دخلت السودان ودمرت الكثير من القرى التي تعتبرها الخرطوم غير عربية وبالتالي تستحق الفناء ولا بواكي عليه من قادة العرب الحريصين على العروبة، فهل كان على قادة ومواطني جنوب السودان الركوع والسجود لمن يمنحونهم الموت؟.والأدهى من ذلك فإن إنضواء السودان تحت مظلة الجامعة العربية جعل غير العرب فيه والذين عملوا في القوات المسلحة يقاتلون نيابة عن اصحاب العروبة ضد كل من إسرائيل في 1957م وفي عام 1973 م عندما ذهب قوات الهجانة وعدد كبير من الجنود السودانيين إلى مصر لم يعد بعضهم إلى السودان مرة أخرى ولهم بقايا في جمهورية مصر العربية هم الذين نجد جزاءهم النداءات الساخرة تجاههم :" هونقة – وأفضلها تقديراً عندما يقول لك أحدهم سمارة"، ثم كانت الحرب نيابة عن الأمة العربية في شعار:"حماية البوابة الشرقية" عندما بعث السودان بجنوده إلى العراق ليحاربوا ضد إيران ما بين 1979 م – 1988 م.وعليه فتفسيري المنطقي للمثل هو أن اغلب العرب الذين يتحدثون اليوم عن إستهداف العروبة يضعون أهمية العرق قبل اي شئ آخر. فما هي الفائدة التي جناها غير العربي الذي حارب ضد إسرائيل وإيران تحت راية العروبة؟، وعليه فكان من المفترض أن نجد إسرائيل وإيران هما أكثر دولتان لا ترحبان بدولة جنوب السودان لأن أغلب الجنود الذين ساهم بهم السودان ينحدرون منه وجبال النوبة ودارفور فالعنصر العربي في السودان يقوم بالقيادة فقط وغيره هو الجندي والعامل في الوظائف الدنيا التي يخطر على بالك ومن يريد التحدي فالينظر فقط إلى تكوين الجيش السوداني أو فاليسال عدد الذين ينتظرون حالياً تسلم الحقوق بعد تكوين الدولة الجديدة. عندما وقعت جمهورية مصر العربية إتفاقية كامب ديفيد لم يقف بجانب رئيسها/ انور السادات من رؤساء الدول العربية سوى رئيس جمهورية السودان الديمقراطية وقتها/ جعفر محمد نميري، وذهب العرب أكثر من ذلك إذ تم ترحيل مقر جامعة الدول العربية إلى تونس. لقد كان رد الفعل المصري نحو الأمر هو إستمرار الحكومة في نهج سياستها المرسومة نحو تحقيق مصالح شعبه قبل أي شئ آخر حتى لو كان الثمن مقاطعة الإخوة لهم .واستطاعت مصر تحقيق ما تصبو إليه فهي خاضت الحرب وعرفت معنى السلام الذي يعيد إليه أراضيه وكانت المحصلة النهائية أن مقر الجامعة العربية عاد إلى القاهرة طواعية من دون إرتداد مصر إلى الوراء .لقد كان لوقوف الرئيس السوداني جعفر نميري مع السادات فوائد للسودان وقته لأنه كان يعرف وجود اعداد كبيرة من السودانيين في مصر، وعلى الجانب الآخر فالدول العربية التي قررت ترحيل مقر الجامعة العربية من القاهرة لم تؤثر قرارها في مكانة مصر الإستراتيجية فهي الدولة الرئيسة عربياً وافريقياً لأن أبناءها يعرفون مصالحهم قبل أن يدعي الآخرين الحرص أكثر منهم. إذن فانا اقترح على نفس الأصوات التي تستنكر نشؤ علاقة دبلوماسية بين جنوب السودان وإسرائيل، قبل فعلها ذلك كانت عليها، الوقوف مع نفسها قليلاً لتسأل من الذي علم جنوب السودان لعبة المصالح تلك التي تجعل إسرائيل مفيداً لمواجهة أزمة سياسية؟. وإذا عملت تلك الأصوات باقتراحنا المتواضع فسنجدها تغفل أو تجهل أو تتعمد تجاهل حقيقة أن الخرطوم التي يصدقونها في إدعائها بأنها مستهدفة في عروبتها هي أول من تحركت أناس منها عام 1954م وخلقوا علاقة في السر مع إسرائيل والغرض من ذلك هو تحقيق الإستقلال عن الحكم الثنائي الإنجليزي المصري فقد كانت هناك اصوات سودانية تطالب بالوحدة مع مصروكان المقصود من ذلك هو التخلص من المصريين باي طريقة (أليس السودانيون يتشدقون بأنهم شعب واحد مع مصر؟).والذين صنعوا تلك العلاقة السرية ليسوا من جنوب السودان إنما هم رجال دين إسلامي ينتهي نسبهم ما يقولونه بالرسول (ص) .أو فقولوا لنا لماذا تقابل السكرتير الأول ،الدبلوماسي الإسرائيلي /موردخاي جازيت، بسفارة إسرائيل بلندن مع الصادق المهدي الذي كان طالباً في بريطانيا وقته؟.لقد حصل السودانيون نتيجة تلك، الإتصالات السرية مع إسرائيل، على فوائد أهمها لإستعانة بخبراء إسرائيليين لتطوير زراعة القطن.و في إتصال آخر عقد إجتماع في اغسطس 1957م بفندق (بلازا اثنيه) بباريس بين رئيس وزراء السودان /عبد الله خليل ووزيرة خارجية إسرائيل آنذاك/ غولدا مائير[3]. وأهم من ذلك الإجتماع هو ما قام به لاحقاً الرئيس السوداني جعفر محمد نميري عندما قامت حكومته بترحيل اليهود الفلاشا الاثيوبيين إلى إسرائيل من السودان،ففي عملية موسى تم نقل اليهود الفلاشا، في جنح الظلام بإشراف ضباط من جهاز أمن الدولة، من شرق السودان إلى الخرطوم ثم إلى جهات مختلفة تنتهي كلها بإسرائيل وكان يدير العملية الفاتح عروة [4]. يبقى سؤالي للذين يتشدقون بما كتبه العم جوزيف لاقو، غير العربي وهو مرغم على قبول العروبة هوية، في مذكراته عن لقاءه بزعماء إسرائيلين...ما هو الخطأ الذي إرتكبه وهو كان يتعرض للقصف جواً وبراً من الذين يدعون العداوة مع إسرائيل بحكم عروبتهم ...هل ذهب جوزيف لاقو حباً في هؤلاء؟.لقد ذهب لنتيجة منطقية هي نفسها التي تجعل الكثير من الزعماء العرب يذهبون سراً إلى نفس المكان.لكن هناك حقيقة واحدة ثابتة هي أن جنوب السودان لييس له عدواة مع أحد لكن لها الحق في الرد على اي عدوان ضده بالطريقة التي تروق له، ومن ضمن تلك الحقوق خلق علاقة دبلوماسية مع اي كيان يقبل مراعاة مصالحه معه بغض النظر عن عرقه وعقيدته.ولأن العلاقة تثمر عنها التعاون فهو التقى من ظن فيه حسناً بمساعدته على رد العدوان عليه. ونزيد هنا بأن على الرئيس سيلفا كير ميارديت في الوقت الراهن عدم السعي إلى الأمور البسيطة التي يستطيع الشعب القيام بها مثل فتح الاسواق للواردات فيمكن للشعب الجنوبي العمل بالزراعة خلال الفترة القادمة ليقوم بتوفير العملة الصعبة لشراء التقنية التي تحمي إنسان الجنوب وقراه التي دمرتها طائرات الخرطوم العربية ونرجو من الرئيس البحث عن سبل تأمين الدولة بأي طريقة متاحة حتى تقف الخرطوم عند حدها فالجيش السوداني منذ ترك الإنجليز والمصريون قيادته لم يسبق له خوض حرب ضد دولة أجنبية لكنه يستخدم طائراته ضد مواطنيه في الجنوب وفي دارفور وفي جنوب كردفان بجبال النوبة. بالنسبة للقلق العربي من علاقات جنوب السودان فنقول بان الذي يقلق ليس كل العرب، فالأصدقاء أو المتعاونين منهم لهم مكانة سامية لدينا ولسنا بالذين ينسون جميل الناس.ومن ضمن هؤلاء الذين لن ينساهم شعب جنوب السودان جمهورية مصر العربية التي يكاد يفوق عدد الخريجين من ابناء جنوب السودان فيها عدد الذين تخرجوا من الجامعات السودانية. بجانب ذلك فهناك الكثير من جالية جنوب السودان فيها ومنها تحرك الكثير إلى اميركا واوربا واستراليا ولا ننسى المشاريع التي تنفذها الحكومة المصرية من دون السؤال عن قيمتها والأهم من ذلك الفرص الدراسية التي توفرها مصر لطلاب من جنوب السودان وهذه الفرص من دم شعبها ودافع الضريبة المصري.ثم هناك دولة الكويت التي قامت منذ سبعينات القرن الماضي ببناء خدمات حيوية لإنسان الجنوب ، والجماهيرية العربية الليبية التي قامت بالوقوف مع الثورة المسلحة ونضال الجيش الشعبي لتحرير السودان هذا الجيش الذي نشأ وتربى على ايدي الشعب الجنوبي ولم يرث اي سلاح او قائد من جيش الإستعمار الثنائي المصري الإنجليزي. كان الأولى على المتباكين على العروبة، حسب تقديري، الإنتباه إلى تناسيهم ذلك في عملية بيع ليبيا وتسليمه إلى طائرات حلف الأطلسي ...الم تكن الجامعة العربية هي صاحبة القرار في التدخل في ليبيا؟. وفي الوقت نفسه فالمتباكون على العروبة يتفرجون على ما يحدث في اليمن وسوريا فلماذا لم توقفوا ما يحدث هناك بين العرب انفسهم؟،ولن نتحدث عن الصومال التي بعد أن بح صوت العالم من أزمته.أما في السودان فهناك الطائرات التي دكت ابيي وجنوب كردفان ودارفور لم نرى من يتكلم عن قتل بشر، لكن نفس الساكتون يرفعون الأصوات رافضين قيام دولة جنوب السودان وكأنها منحة منهم. لنعود بالذاكرة قليلاً إلى يوم 19/12/2010 م عندما قال الرئيس السوداني عمر حسن البشير قبل الإستفتاء على الإنفصال في السودان بعشرين يوم فقط، الذي بدأ يوم 9/1/2011م:" في حالة انفصال الجنوب سنقوم بتعديل الدستور لذلك لا مجال لحديث عن التعدد الثقافي والاثني.” لاحظوا بأن أعلى سلطة في الدولة ينكر اي حديث عن تعدد اثني وثقافي صراحة فكيف سيكون الحال عند بقية الفئات الدنيا ألن ياتوا على راي قول الشاعر: إن كان رب الدار على الدف ضارب...فشيمة أهل الدار الرقص؟. .*(كاتب وصحافي من جنوب السودان ـ كاتب عمود سابق بصحيفة السوداني السودانية ـ نائب القنصل بسفارة جمهورية السودان في الرياض للفترة من يوليو 2009 م ـ مارس 2011 م.).

Quote: قير تور)يكتب لماذا يمنع الجنوب من اقامة علاقه مع اسرائيل؟! شكراً تراجي على إيراد المقال والتحية للأخ الصديق قير تور الذي عمل بالسفارة بالرياض لثلاثة سنوات لم نرى منه إلا خيراً وعلى المستوى الشخصي لم أدخل عليه في أمر وإلا أنقضى قبل أن أسأله وبعد الإنقضاء تبقى في اليخارجك من الرجل الذي يصر على إطالة وجدك معه ولا يجعلك تمل من حديثه... حقيقة السودان الشمالي فقد رجال من أمثاله بالإنفصال، أتمنى له ولكل الجنوبيين التوفيق في بناء دولتهم الوليدة وآمل أن يستفيدوا من كل أخطاء أنظمة الحكم الشمالية ويقيموا دولة حديثة تقوم على العدل والمساواة.... يا ريت يا تراجي ترسلي لي عنوانه بريده الإلكتروني على [email protected]

Quote: قير تور كتب هذا الكلام الذي "ما بيشبهو"؟ كما يقول أهلنا هل يعقل أن الذي كتب هذا الكلام هو الدبلوماسي المهذب الحصيف قير تور؟! صدق من قال: لكل جوادٍ كبوة سامحك الله يا قير تور وهل لو عملت الدول العربية كلها ومعها الجامعة العربية ومنظمة التعاون-لوعملت سفارات في فلسطين المحتلة أو عملت ما يسمى بإسرائيل سفارات عندها هل هذا يعتبر جواز مرور لخطأ وجريمة في حق المسلمين ودينهم قضية العلاقات مع"إسرائيل" ليست قضية تعاون فقط..إنها قضية استلاب... وتبعية..ومصالح استراتيجيةللدول المسماة الكبرى-وإسرائيل ربيبتة أمريكا-.. القضية ليست قضية تبادل مصالح ..والواقع خير شاهد بس نقول سامحك الله ياقير وأنا أعرف أنك ستكتب-مستقبلا-أحسن من هذا الذي يفرح به أصدقاء إسرائيل