Quote: المكان : شارع الموردة دار حركة / جيش تحرير السودان الزمان : الإثنين 14-ديسمبر-2009 - 8:30 صباحاَ
طلعت أنا وعبد الله ومحمد سيف بدري شديد من البيت تحسباً للزحام وبرضو من قفلة الشارع لكن العساكر كمان ما بيخذلوا الواحد ، عموماً وصلنا الدار بعد مشاققة طويلة ولف كتير في زقاقات الموردة ديك والمشهد كان باذخ راسخ صعب التوصيف ، مزيج يدعي الســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــودان . (عاشقين ترابك يا وطن) بالجد وما كلام فيسبوك ساي
حرية سلام وعداله .. والوحده خيار الشعب ...
كان هذا الهتاف يدوي ، بل قل يعصف في فضاء أمدر . تمت مخاطبة المسيرة داخل الدار من قبل ممثلي قوي الاجماع الوطني ومن ثم تحركت المسيرة حوالي الساعة 10:30 ، تمددت إرادة الشعب نحو شارع الموردة صوب البرلمان ، ناوشت الشرطة المسيرة ومن ثم أحكمت الحصار حولها حتي لا تزيد كمية المنضمين لها من سكان الموردة الذين توافدوا بغرض الفرجة علي هذا المشهد الرائع وانضم العديد من المواطنين الشرفاء للتظاهرة وأخذت الهتافت تدوي وتهز الأرض من تحت الجلاد فزاد من إحكام الحصار فأصطدمت التظاهرة بالجدار المكون من العساكر ومن سيارات الشرطة ، تم توجيه الكل بالجلوس أرضاً حتي يتم فتح الطريق لهم فجلسنا ولدقائقٍ معدودات ، ولكن بدلاً من أن تفتح الشرطة الطريق للتظاهرة السلمية ، فتحت النار بكثافة في شكل غاز مسيل للدموع فسقط من سقط في البداية وهجمت الشرطة معززة بالأمنجية و بالعصي والهراوات والرصاص المطاطي ، وتم اعتقال عدد من قيادات القوي السياسية والمواطنين فتراجعت الجموع وتفرق عددها في الشوارع الجانبية في حي الموردة واستمرت مع مطاردة الشرطة لها واغلاق الشوارع من الامام والخلف حتي اجبرت علي التراجع قريبا من نقطة الانطلاق ودخل جزء من المواطنين الي دار حركة /جيش تحرير السودان وواصلت الاغلبية التظاهر مع مطاردة الشرطة المستمرة والمتلاحقة وكثافة قنابل الغاز المسيل للدموع والطلقات المطاطية ومع ملاحظة استخدام نوع غريب من القنابل التي تؤدي الي الاغماء المفاجئي واحتراق الجهاز التنفسي بصورة لم تسبق من قبل
فتح المواطنون في حي الموردة ابواب المنازل للمتظاهرين إلا ان الشرطة داهمت بعضها وانهالت ضربا علي المحتمين واصحاب المنازل ، تمكنت من التراجع السريع إلي دار الحركة وتراجع معي الكثير من المتظاهرين فلاحقتنا القنابل المسيلة للدموع ولكن تمكنت التظاهرة من إعادة تنظيم صفوفها و القيام بكر وفر مع الشرطة حتي تتمكن من فك الحصار المربوط حول الدار ، ولما تكاثف الحصار وبصفتي المسؤول عن التوثيق لصالح الحزب الديمقراطي الليبرالي الموحد في هذه التظاهرة وجب علي أن أقوم بحماية الكاميرا التي كانت بحوزتي وقد إلتقطت بها ما لايقل عن 200 صورة وعدد وافر من مشاهد الفيديو ، وبعد أن تشاورت مع عدد من الشباب الزملاء بالحزب كان الرأي أن أقوم بحماية ما قمت بتوثيقه من لقطات لفظائع الشرطة وإستخدامها للقوة المفرطة والوحشية ضد مظاهرة سلمية ، وقد وقعت في الخطأ وفي خضم الأحداث ولم أخرج بطاقة الذاكرة الخاصة بالكاميرا فوضعتها فقط في حقيبتي وبعد أن أمَّن لي الزميل محمد سيف الطريق للخارج ، تمكنت من الخروج من شارع جانبي ومن زقاق لي شارع قدرت أصل شارع الأربعين ، ويبدو أنني رُصِدت من بعض أفراد الأمن فتابعوني ، وبعد أن وصلت إلي محطة الكهرباء جنوب صينية التجاني الماحي قطعت الشارع ووقفت الحافلة الماشة علي العربي قبل أن أركب الحافلة دهسني أحد - لم أتبينه - في ركبتي الشمال بي موتر وانطرحت أرضاً وبعد رفعت راسي لقيت تلاتة مواتر واقفة فوق راسي .. واحد طلع سلاحو وقال لي الركاب - المفتكرين الموضوع حادث عادي - : ( مافي واحد ينزل ، ديل بتاعين المظاهرات ) ، التاني كان بيتكلم باللاسلكي وقبل ما أقوم من الأرض وصلت 3 عربات بوكس تاتشر فيها سلاح دوشكا كبير فوق ، واحدة قفلت الحافلة بي قدام والتانية من الخلف والتالتة طلعت في الترتوار الفاصل بين الإتجاهين وقفلت الشارع ، الجماعة اللابسين ملابس مدنية وتحديداً الضربني في البداية لابس كمامة البيلبسها الواحد الطالع من حادث حركة في رقبتو رفعوني في التاتشر الإتحرك بي حركة بتذكرك أفلام هوليود
بدأ مسلسل التعذيب البدني والنفسي والتهديد من العربية الراكبة جن دي ، ( الله أكبر غنايم ، غنايم ، غنايم الله أكبر ) وبعديها يرفعوا راسي لي فوق وتاني يضربني واحد تاني بالبوت ويقول لي : (دايرين حرية ياكلاب مساهرين بينا إسبوع كامل ياود الــــ............... ، الليلة ح.............. هنا يا..........) ، الجماعة ديل عندهم عصايات كهرباء كده قبل ما تصلك زي الناس تدور فيها كهرباء 220 فولت حسيت بي جسمي كلو إتنفخ نفخة عجيبة ويقول لي واحد تاني : ( أرفع راسك يا .......... ) أرفع راسي ألقي العربية وصلت بي قدرة قادر لي المنحني بتاع لفة الجوازات وتاني ينزل دبشك سلاح في ضهري ويرقدني تاني أرفع راسك ، كف ، دبشك ، كهرباء، بذاءة ، دبشك ، كهرباء ، شلوت بالبوت ، كهرباء، بذاءة ، دبشك ، كهرباء ، شلوت بالبوت
لحدي ما العربية أخدت لفة بي صينية بانت والسلاح الطبي والبرلمان وشوايات الموردة وأخيراً نقطة بسط الأمن الشامل جنوب غرب دار الرياضة أمدرمان ونزلوني من العربية مغبي مرة واحدة ودخلت النقطة وتاني من جديد بدأ المسلسل ، (إتحمل يا محمد) صوت داخلي يهتف ( دي ضريبة البلد البتعشقا) .. لكن مصرين يصحوني ويحققو معاي ، فتحوا الشنطة طلعوا لافتة من لافتات الحزب .. وسألني واحد منهم وهو بيضحك :( إنت عضو في الحزب ده يا ود الــ.............. ) ( آآآآآآي) أرد عليهو ، ( إسمك منو ، ساكن وين ، شغال شنو ...؟) ويضرب ويشلت ، طلع الكاميرا ورماها لي :( أفتح الزفت يا زفت) بعد فتحتها ليهو وشاف ليهو شوية صور قال لي مع كف وضربة في الضهر بي خرطوش أسود :( بتصور في شنو يا...............) رديت ليهو :( بصور في المظاهرة) ......... عموماً المسلسل ده أخد ليهو زي نص ساعة لحدي ما جاء داخل نقطة البسط ملازم من الإحتياطي المركزي وقال للجماعة اللابسين ملابس مدنية :( الزول ده حتكتلوهو بالصورة دي ، خلونا نوديهو القسم بعد كده) ، إحتد معاهو واحد من ناس الأمن في الكلام ورد عليهو :( يا سيادتك ده شغل أمن ، لو سمحت ما تتدخل) ، طلع الملازم بره نقطة البسط ، وتاني دور السيناريو البايخ وبعد مده بسيطة طلعوني وصادروا الشنطة ، وفيها الكاميرا ديجتال و 200 ألف جنيه وشوية هدوم وجريدة ، ورفعوني في عربية تاتشر فيها الملازم بتاع الإحتياطي ، غير الجيت فيها ، المرة دي ما كان في تعذيب حتي العساكر بتاعين أبو طيرة كانوا بيسألوني :( إنت ناس الأمن ديل بضربوا فيك كده مالم..؟) ما كنت برد عليهم لأني كنت منهار مرة واحدة
بعد ما التاتشر أخد لفة نزلوني مع مجموعة من المعتقلين وبعديها بي فترة أخدنا الدفار البشبه القفص علي القسم الجنوبي في شارع الأهلية .. في القسم شالوا بياناتنا وتفاصيلنا وبعديها دخلنا الحراسات ، أول ما دخلت الحراسة شفت حبيب العبيد من حركة حق ومعاهو كمية من المعتقلين من ضمنهم عبد الله دينق نيال والناجي عبد الله من المؤتمر الشعبي ومحمد جلال أحمد هاشم ناشط مدني ومحمد فاروق من التحالف وعدد من شباب الجبهة الديمقراطية والمؤتمر الشعبي وحركة مناوي ، وللمفارقة يوجد شاب صغير في السن يعمل سايق ركشة وواحد تاني موظف مبيعات في شركة أريبا يعني في الحراسة في زي 32 معتقل
الساعة تلاتة وشوية جاء ياسر عرمان معاهو وزير الدولة بوزارة الخارجية واتكلموا شوية مع المعتقلين وقالوا إنهم دفعوا الكفالة ، وجابوا لينا سندوتشات وموية ، وبعديهم جاء واحد كده من حزب الأمة وبعد طلع بدأت عملية إخراج المعتقلين من الحراسات وأنا تحديداً كنت ضمن آخر 3 يطلعوا من الحبس
.......... .......... .......... محمد السر عضو الحزب الديمقراطي الليبرالي الموحد 18-9-2009 ...............
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
Abdel Aati
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست