|
القراءة للمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرة الرابعــــــــــة
|
القراءة للمرة الرابعة - ياسر قبيلات
يعتبر ويليام فوكنر، الـروائي الأمريكي المعروف والحائز علـى نوبل للآداب عام 1949، واحداً من أكثر أقرانه تأثيراً في الـقرن العشـرين، وبالنسبة للكثيرين، فـإن روايـته الأشهر "الصخب والعنف" 1929، ولا يشك أحد بقيمتها الأدبية الرفيعة، ممتنعة على القراءة، ووعرة الأسلوب، لا يسهل استيعابها؛ وكان شائعاً أن يشكو عامة القراء، وبعض كثير من المشتغلين بالأدب، من صعوبتها واستحالة فهمها. وفي مقابلة صحافية لافتة مع الكاتب ا لأمريكي الشهير، يسأله المحاور الصحفي، قائلاً: - يشكو الكثيرون من استحالة فهم روايتك، رغم قراءتها مرة واثنتين وثلاثا؛ بماذا يمكن أن تنصحهم ليفهموها..؟ يجيب فوكنر، بلا أدنى تردد: - قراءتها للمرة الرابعة! نحن عملياً، أمام دعوة للقراء، وهي دعوة نستذكرها في هذه الأيام الملتبسة، وتنبهنا إلى أننا نغفل عن محاكمة الأحداث من زاوية أخلاقية، وتغرينا بأن نحشد إزاءها وإزاء ما تتصف به من تعقيد، البساطة البليغة للأقوال المأثورة، والحكمة المنقولة عن أدباء وفلاسفة وأصحاب العقل، التي تناقش في جلها طباع البشر وطبيعة الكلام ومنطقه.
|
|
|
|
|
|