|
|
 د. إنعام عبدالرحمن البدوى الجنيد - 10 سنوات على رحيلها
|
لنتذكر كيف طالبت السيد محمد عثمان الميرغنى
بمعاملة مستمعيه كمواطنين وليس كرعية
بقلم: طارق القاضى
فى مثل هذا اليوم منذ عشرة أعوام (19 أغسطس 2001) غادرت إنعام عبدالرحمن البدوى الحياة بعد عمر قصير (40 عاماً) لكنه مليء بالنجاحات على الصعيد الشخصى والعائلى.
وعلى قلة ما سمحت ظروفها بالمشاركة في العمل العام فقد ارتبطت ذكراها في لندن بموقف عام ينضح بالشجاعة ما زال الكثيرون ممن عاصروه يذكرونه، وهو موقف رأيت من المناسب إبرازه والتوقف عنده في الذكرى العاشرة لرحيلها.
فى عام 1999 – على ما أذكر بالتقريب – دُعينا أنا وزوجتى الراحلة إنعام لندوة أقامها التجمع الوطنى الديمقراطى فى مدينة لندن حيث كٌنا نقيم وكان المتحدث الرئيسى فيها السيد محمد عثمان الميرغنى، رئيس التجمع ورئيس الحزب الإتحادى
الديمقراطى وزعيم الطائفة الختمية. وكنا ضمن الكثيرين من أوائل الحضور للندوة التى كان مقرراً لها الساعة الخامسة مساءً. وبعد وصولنا إزداد الحضور بكثرة وكان الجميع فى حالة ترقب لسماع حديث رئيس التجمع عن خططهم لرفع الظلم
والفقر والقهر عن الشعب وإستعادة الديمقراطية والتعددية التى أطاح بها انقلاب 30 يونيو 1989 .
إنتظرت إنعام مع الكثيرين ابتداء الندوة وظهور السيد محمد عثمان ولكنه تأخر لساعة ثم لساعتين، لتبدأ الندوة أخيرا في السابعة و عشر دقائق. وألقى السيد محمد عثمان حديثاً لم يرق لمستوى رغبات وتطلعات وحماس الحضور.
كانت الكلمات تخرج من فمه ببطء وتقطّع وتأتي من واد مختلف وبعيد كل البعد عن حالة الغليان التى كان يعيشها جمهور الحضور والتى عكست أوضاع الشعب السودانى بالداخل.
وأكمل السيد محمد عثمان حديثه في هذا الجو المحبط وفُتح باب الأسئلة للحضور. كانت إنعام تود أن تعرب عن قلقها وامتعاضها من وضعية المرأة فى قوانين التجمع الوطنى الديمقراطى والتى أُقرت فى أسمرا عام 1995.
ألا أنها أرجأت ذلك ووقفت لتوجه سؤالا واحدا للسيد محمد عثمان. قالت:
ليس عندى سؤال سياسى بل سؤالى هو أن السيد المتحدث حضر إلى الندوة متأخرا أكثر من ساعتين عن الموعد المحدد ولم يوضح اسباب التأخير ولم يعتذِر عنه.
فما كان من ذلك الكم الهائِل من الحضور إلا أن صفقوا تصفيقاً حاداً ومنقطع النظير معبرين عن تأييدهم للسؤال ونقدهم لمسلك المتحدث المترفع والمتعالى بإزاء الحضور.
أربك التصفيق المدوي السيد محمد عثمان ونزع هالته المصطنعة فأطلق ضحكة مرتبكة وقال "لست وحدي الذى تأخر، ويجب على بعض الحضور الذين تأخروا أن يعتذرو أيضاً "، متناسياً أنه هو الداعى للندوة.
كانت كلماته شكلا من أشكال الإِعتذار المبطن، إلا أنه اعتذار تم إجباره عليه.
كان موقف إنعام موقفاً شُجاعاً في مواحهة شخص لا يتمتع فقط بمكانة سياسية كبيرة وإنما أيضا بمكانة دينية كبيرة ووزن طائفي يجبر الكثيرين على التعامل معه تعاملا خاصا.
بعد ذلك وخلال فترة إستراحة الندوة اتى الكثيرون لتهنئَتها على موقفها الشجاع وقالوا لها إن كلماتها ومواجهتها عبّرت عن مشاعرهم خير تعبير.
وجاءتها إحدى الخائِفات والمترددِات لتسألها: ألا تخافين من أن يفعل لك "مولانا" شيئاً؟
كانت دائماً تستهجن مثل ذلك السؤال وتقول لى: إن كان بمقدور السيد محمد عثمان أن يفعل لى شيئاً لتمكن فى الاساس من إيقاف إنقلاب 30 يونيو 1989 الذى أزاح حِزبه وشقيقه أحمد الميرغني من سُدّة الحكم!
هناك العديد من المواقف ذات الصلة بالعمل العام للراحلة والتى تستوجب الذكر، إلا أنني رأيت إحياء ذكراها العاشرة بإحياء ذكرى هذا الموقف وتعريف من لا يعرفونه به.
ستظل ذكرى إنعام بيننا دائما حية ومصدرا للشجاعة والصدق والتماسك.
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: د. إنعام عبدالرحمن البدوى الجنيد - 10 سنوات على رحيلها (Re: مريم الطيب)
|
حيّا الله هذه الذكرى العطرة لامرأة من المؤكد تركت بصمات خالدة لأسرتها ووطنها؛
وأدامها في جنات الخُلد والرضى في المقام الطيب.
شدّما أعجبني الموقف ...
فعلى الرغم من كثرة النساء القويات والجريئات إلا ان قصة المرحومة انعام
تعكس أشياء أخرى كثيرة في سمات هذه الشخصية الفذة قلّ ما تتوفر عند النساء او الرجال.
لكي تبتسم يا أخ أمين في الأيام الطيبة احكي لك قصة: اننا في المرحلة المتوسطة فقدنا بالموت زميلة كانت اشطرنا
في الرياضيات...وفي أول حصة بعد العزاء جاء استاذ الحساب وكان مُعجباً بالمرحومة فتفقد وجوهنا
بغضب وانفجر:( يموتوا السمحين الشاطرين ويقعودوا البُلدة مرصرصات زي بنات ام لعاب!) وأجهش وخرج.
هكذا أحبابنا الذين مضوا.. خيارٌ من خيار.
آنسك الله بحياة عامرة بالصبر وحُسن العزاء.
وكل عام وانت والأسرة بعافية.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: د. إنعام عبدالرحمن البدوى الجنيد - 10 سنوات على رحيلها (Re: عائشة موسي السعيد)
|
رحم الله الاخت العزيزة الدكتورة انعام وأدخلها مدخل صدق مع الصديقين و الشهداء والصالحين .. فقد عرفتها عن قرب فى جامعة الجزيرة فى الثمانينات كأخت وفية و صديقة عزيزة وعرفتها أكثر فى لندن فى التسعينات ودخلت بيتها مع اسرتي فكانت - وزوجها طارق القاضي ووالدتها - كرماء أوفياء طيبون ..
كنت والله شهود عيان فى تلك الندوة التى تحدث عنها الاخ طارق القاضي وكانت على ما أعتقد في بادنقتون وسمعت بأذني ما قالته المرحومة د. انعام للسيد محمد عثمان الميرغني .. وكل ما كتبه عنها طارق عنها كان حقيقة ..
كانت وكأنها زهرة أطلت للحياة لتوها مثل ابنتها ليلى .. ذبلت الزهرة وتبخر رحيقها ثم زالت بسرعة .. لم نصدق رحيلها .. لكنها ارادة المولى عزّوجل ..
رحم الله د. انعام رحمة واسعة وألهم أهلها و ذويها الصبر وحسن العزاء ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: د. إنعام عبدالرحمن البدوى الجنيد - 10 سنوات على رحيلها (Re: Mamoun Zain)
|
رَحِمَ الله ( إنعام بت آسيا ) كما يحلو لنا مناداتها ،، ووسع الله مرقدها
وأسكنها فسيح جناته مع الصديقين والشهداء ،،،
لا أنسى عودتها الأخيرة للسلام ولتوديع الناس، كانت تعلم أن النهاية
قد شارفت كانت تمتلك شجاعة تنقص الكثيرين منا، صبرت وصابرت،
أتمنى من الله العلي القدير أن يجعل البركة في (آسيا الصغيرة وماجد )
أبنائها، فقد كانت أوفى الناس لأهلها صغيرهم قبل كبيرهم وضعيفهم
قبل قويهم ،،،
رحمها الله رحمة واسعة وأدخلها مدخل صدقٍ مع النبيين والشهداء وحسن
أولئك رفيقا ،،،
وصال عالم
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: د. إنعام عبدالرحمن البدوى الجنيد - 10 سنوات على رحيلها (Re: Amin Elsayed)
|
أحقاً عشر سنوات مرت يا إنعام ؟
إنعام ،
لقد ربتها حاجة "آسيا" فأحسنت تربيتها،
شامخة ، صامدة و معطاءة كالنخلة ،
لكن بغير إنحناء ،
دوماً تمتلك رؤيتها الخاصة والثاقبة للأشياء ،
إنعام ،
كتاب مفتوح ،
عالم من الشموخ ،
الجرؤة و الثقة بغير حدود ،
في كل ما مرت به ،
و على كل من مرت به تركت بصماتها ،
إنعام ،
عندما تلتقيها ،
تكتشف أنك أمام شخصية من طراز فريد ،
لا تملك إلا التفكير فيها و الإعجاب بها ،
دوماً تمتلك رأيها الخاص و المتفرد ،
إنعام ،
كما قال طارق القاضي :
كان عمراً قصيراً ،
لكنه ملئ بالنجاحات ،
على الصعيد الشخصي و العائلي ،
و نضيف "العام" ،
إنعام ،
شاركت في كل الأنشطة و الفعاليات حولها ،
النقابة ،
لجالية ،
المدرسة ،
منظمات المرأة ،
و تركت بصماتها في (كلٍ) ،
إنعام ،
وهي تعاني ويلات المرض ،
كانت ممتلئة بالتصميم ،
بالتفاؤل ،
بالفرح ،
بالإبتسام ،
و دوماً تنظر للأمام ،
إنعام ،
حتى آخر لحظة في حياتها ،
ظلت تقاتل ،
تعطي ،
و تتعلم ،
إنعام ،
فقدناها في وقت أحوج ما نكون فيه لأمثالها ،
فقدناها على الصعيدين الخاص و العام ،
كالنسمة ،
عطرت حياتنا و ذهبت ،
إنعام ،
فعلاً مثلها لا يموت ،
ها هي إبنتها "آسيا" ،
تسير للأمام ،
بنفس الشموخ ،
و بنفس الخطى الثابتة ،
الواثقة ،
طارق ،
عزاؤنا في آسيا و ماجد ،
و حاجة آسيا ،
و كل زملاء و زميلات إنعام ،
كل صديقاتها و أصدقائها ،
أسرتها الصغيرة و الممتدة ،
و وطنها الذي عاشت مهمومة به ،
طارق ،
يحق لكم أن تفخروا بإنسانة ،
بكل هذا الجمال ،
و الصدق ،
و النقاء ،
و الشجاعة ،
و التفاني ،
طارق ،
شكراً لك لإشراكنا في ذكراها العاشرة ،
بموقف هو درس بليغ لنا جميعاً ،
نرجو أن نتعلم منه ،
فهي إمرأة إسطورة ،
ملحمة ،
و أم رائعة ،
لها التحايا في عليائها ،
و ستظل ذكراها تلازمنا أبداً
. أميرة عوض / محمد سليمان
| |
|
|
|
|
|
|
| |
Amin Elsayed
مريم الطيب
عائشة موسي السعيد
Mamoun Zain
وصال عالم
Dr Salah Al Bander
اسماء الجنيد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست