الخضـر: سنخلي الموقف ليتحول لميدان تحرير العاوز يكورك يجي يكورك

Quote: همسات شبابيه. ميدان التحرير في الخرطوم كما جاء في الأخبار فإن حكومة ولاية الخرطوم أعلنت اعتزامها تحويل الموقف العام للمواصلات «كركر» إلى ميدان شبيه بميدان التحرير بالقاهرة، ليكون متنفساً للناس للتعبير فيه عن رأيهم. وقال والي الخرطوم د. عبد الرحمن الخضر: «سنخلي الموقف ليتحول لميدان تحرير.. العاوز يكورك يجي يكورك»، وزاد أن موقف كركر مصيره الفناء، مبدياً عدم رغبة حكومته في استمراره. إذا تمعنا في هذا الخبر فسنجد أن به عدد الكبير من النقاط المظلمة التي تحتاج تسليط الضوء عليها حتى يتسنى رؤيتها بصورة واضحة. فالنقطة الأولى: هي تأكيد الوالي بأن الموقف مصيره الفناء وأنهم لا يرغبون في استمراره، هذه النقطة تحتاج الى توضيح لماذا لاتريد الولاية استمرار هذا الموقف وتريد تحويله.. هل السبب يرجع الى أسباب فنية انعكست سلباً على حركة سير الحافلات؟ وإذا كان هذا السبب لماذا لم تقم الجهات المسؤولة منذ البداية بوضع خطط استراتيجية قبل البدء في تنفيذ المشروع حتى يعرف من خلاله جدوى المشروع من عدمه، أم أننا أدمنا العشوائية (نفتح سكة نسد اتنين). كما أن هناك سؤالاً مهماً جداً يجب الإجابة عليه ايضاً.. أين الوجهة القادمة التي تسعى الولاية تحويل الموقف إليها، وهل سيراعى في ذلك وضع التجار وأصحاب المحلات أم أنهم سيتركون للظروف وسيكتب عليهم أبد الدهر أن يعيشوا رحالة مثلهم مثل ابن بطوطة؟ النقطة الثانية: هل السبب الرئيسي لتحويل هذا الموقف يرجع الى اعتزام الولاية الاستفادة من أرضه لتكون متنفساً للجماهير يعبرون فيها عن سخطهم عن زيادة الأسعار ويكورك فيها كل من أراد ممارسة حق الكوارك كما قال الوالي، هل هذا هو السبب ام ان هناك اسباباً اخرى تم تغليفها من خلاله كعدم نجاح هذا الموقف وبعده عن المناطق الاستراتيجية التي يقصدها الجمهور، وإحداثه لحالات ازدحام كبيرة في وسط الخرطوم. لا نظن ان السبب في عملية التحويل الجديد يرجع الى صنع ميدان تحرير جديد في قلب الخرطوم، فيبدو ان هناك عملية كبيرة جديدة تستهدف هذا الموقف ستظهرها الأيام القادمات. وهل الحكومة المركزية تعترف بحق التجمع السلمي حتى يخصص له ميدان كبير، التجارب السابقة تثبت عكس ذلك، فالحكومة لا ترحب بأي عملية خروج الى الشارع من قبل المواطنين، ولم اجد كلمات تعبر عن حديث الحكومة المتكرر عن احترامها لحق التجمع السلمي إلا كلمات القذافي التي قال فيها:(أيها المواطنون تظاهروا وعبروا عن آرائكم من دون أن تخرجوا الى الشوارع). سادتي الشعب لا ينقصه ميدان لكي يمارس حقه في الكوراك، فالميادين كثيرة، الشعب يريد قوانين مكتوبة ومفعلة تضمن له هذا الحق، ويريد عندما يخرج أن يعامل معاملة كريمة وإلا يضرب بالهراوات والغازات المسيلة للدموع، وأن تحقق له مطالبه فور تقديمها. لقد لوحظ في الفترة الأخيرة إصدار والي ولاية الخرطوم الكثير من القرارات الحاسمة والتي صبت في خانة الاتزان وعدم التطرف، فقبل فترة طالب من افراد شرطة امن المجتمع ألا يتجسسوا على الناس في بيوتهم، لأن الإسلام لم يأمر بذلك، كما طالب بنزع حواجز النساء في المساجد، وقال إن انفصال الجنوب لايعني انتفاء وجود تعدد في الثقافات والاعراق والاديان داخل السودان، فكل هذه القرارات والتصريحات رسمت صورة جميلة للرجل في نفوس المواطنين، وتواصلت هذه القرارات بهذا القرار الذي اراد الوالي من خلاله أن يجعل لمواطني الخرطوم ميداناً للتحرير في قلب العاصمة. يا ترى هل يستطيع الوالي تنفيذ ذلك أم أنه سيواجه بموجة من الانتقادات قد تكون أعنف من تلك التي طالت اتفاقية(عقار، نافع) وقبلها اتفاقية نيفاشا. وهل الوالي جاد في عملية صنع هذا الميدان أم أنه يريد أن يخطب ود الرأي العام حتى يتسنى له إيجاد شرعية تكفل له نقل الموقف مرة أخرى إلى موقع آخر.