وكان لابد ان اسميها معارضـة مجازاً، لأن هـذا هو الإسم الذى اشتهرت به..
معارضـة لا هدف لها، ولا رؤيـة ولا برنامج ولا شجاعـة المواجهـة ولا التجرد من اجل الوطن.. فماذا تنتظر منها؟ استخفتهم الإنقاذ فأطاعوها فقالت لهم انا ربكم الأعلى.. فظلوا عليها عاكفين.. رؤساء الأحزاب يبنون شحوهم ولحومهم على ولائم الإنقاذ.. ناس اللجنة المركزية للشيوعى بمؤتمرهم الخامس وكورالاتهم وكواريكهم ينتهون الى مخبر لجهاز أمن الإنقاذ ضـد المواطنين.. وأما المعارضين (المستقلين) من المثقفين فى الخارج والداخل، والذين لم يلعبوا اى دور إيجابى منذ الحركة الوطنية، واستمراوا توكيل اعمالهم للأحزاب الطائفية، الان لم تجدى الأحزاب، ولكنهم وجدوا الدول الأجنبية بديلا جاهزا، تجلد بنت، يجروا لأمريكا، يعتقل مواطن يتظاهروا امام البيت الأبيض، وأمريكا دائما مع القوى، هى مع الجالد وليست مع المجلود.. تطبطب على كتف المجلود ولكن مصالحهـا يخدمها الجالد القوى. لقد استطاعت الإنقاذ ان تروض المعارضين بأن خلقت رايا عاما يكبر المال فى الصدور ويقتل المروؤة والشهامـة والقيم التى ورثناها ابا عن جد.. وبعد اكثر من عشرين عاما الان الإنقاذ هى الامر الواقع الذى لا تستطيع معارضـة المذكرات ان تغيره.. لقد وضعت الإنقاذ كل الأحزاب فى جيبهـا، فلم تجد رادعـا ولم تجد معارضـا حقيقيـا، فسارت فى دربها المعوج الذى أدى الى إنفصال الجنوب، ولا محالة مؤدى الى إنفصال الغرب والشرق.. فهى لا تطيق مفهوم التعدد وما يتطلبه من التزام بتبعات الإعتراف به، ولذلك ستسير فى ذات النهج الذى أدى الى فصل الجنوب، وسيطوى الســودان تحت فروتهـا فى الخرطوم.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة