اليوم التالي .. أو .. The Day After .. الجلابة صبحو خشومم ملح ملح !!

Quote: أرفعوا أيديكم عن أهلي الزغاوة يا هؤلاء ! الاخوات والاخوان ... تصاعدت في هذا المنبر وفي الحياة العامة السودانية نغمة مريضة بالهجوم على قبائل بعينها في السودان؛ وتحميلها المسؤولية عن كل مشاكل السودان وافريقيا والدنيا؛ ومن بين من يشتد الهجوم عليهم في السنوات الاخيرة والشهور والاسابيع الاخيرة اهلنا الزغاوة الكرام . ان هذا الاسلوب في الهجوم على قبيلة كاملة الاغلبية من بناتها وابنائها نساء ورجال شريفات وشرفاء؛ كادحات وكادحين؛ لا يدلل عندي الا على العنصرية المريضة واسلوب مشابه لاساليب النازية في تحميل شعوب بعينها لمسؤولية كل الشر المستطير في البلاد وهم منه براء .. ولكل من يهاجم اهلنا الزغاوة اقول له افعل هذا باسمك يا صاح وليس باسمنا نحن اهل السودان؛ فنحن براء من داء العنصرية والتحيزات القبلية والمسؤولية الجماعية والاحكام العشوائية. ان اهلنا الزغاوة كغيرهم من قبائل وشعوب السودان قد سعوا في الارض يبغون العيش الكريم؛ فعملوا في الرعي والتجارة والبناء في كل انحاء السودان؛ وكانوا مثالا للمجتهدين ولكل مجتهد نصيب .. وقد حقق العديد من ابناء الزغاوة نجاحات كبيرة في مجالات العلم او العمل؛ رغم التهميش الممارس عليهم وعلى مناطقهم من قبل الدولة المركزية؛ فكان نجاحهم مزدوجا؛ كونه تمّ في ظل ظروف مناهضة؛ فاستحقوا بذلك التكريم لا الاساءة والاهانات. اما الغالبية من اهلي الزغاوة فهم اناس بسطاء؛ يعملون بالاعمال البسيطة من رعي وبناء وتجارة صغيرة؛ يكدحون مثلهم مثل كافة اهل السودان؛ فما هو ذنبهم حتى تلقي عليهم المسؤولية عن جرائم نظام الانقاذ قديما او خيارات بعض القيادات السياسية حديثا ؟؟ التحية لاهلي البسطاء الزغاوة فهم ككل اهل السودان ملح الارض وهم اهل الخير والشرف والكرم ولا غرو ان كان الزغاوة من اكثر القبائل السودانية انفتاحا على الغير وتزاوجا مع غيرهم ونشاطا وعملا في كل مكان وصلوا اليه بحثا عن لقمة العيش الشريف. ان اسخف وأكذب ما اريد الصاقه باهلي الزغاوة هو فرية النهب المسلح والذي اشتركت فيه في دارفور عناصر من كل قبائل الاقليم؛ وكان ابناء الزغاوة وسط اولئك النهابين قلة قليلة مرفوضة من اسرها وقبيلتها؛ فهل يمكن نسبة ممارسة اجرامية من طرف افراد معدودين ؛ لقبيلة كاملة فكيف تحكمون ؟؟ ومن الغريب ان من حاول الصاق هذه الفرية باهلنا الزغاوة هم اكبر نهابي الزمان والسودان: نظام الطفابيع الاسلاموي القائم على السلب والنهب والسرقة في وضح النهار وتحت حماية الدولة؛ فبئس قولهم وفعلهم . اما الفرية الثانية وهي ما سميت بدولة الزغاوة الكبرى؛ وهي مقولة اسطورية تشبه مقولة دولة التوتسي الكبرى؛ والتي تم بسببها قتل 800 الف انسان في رواندا في اسابيع قليلة؛ في مذبحة لم تشهد لها افريقيا والعالم مثيلا ؛ فهل الغرض من اطلاق هذه الفرية هو حشد الناس ضد اهلي الزغاوة لتنفيذ مثل تلك المذبحة فيهم ؟؟ وخصوصا ان مطلقي اشاعة دولة التوتسو الكبرى كانوا هم المسيطرين من المتطرفين الهوتو من حزب البارميهوتو Parmehutu ومليشيا الانترهاموى Interahamwe ؛ تماما كما يطلق فرية دولة الزغاوة الكبرى المتطرفين من الاسلاميين الانفصاليين الضالين الذين يتحدثون علنا عن دولتهم الانفصالية المعروفة بمثلث حمدي ؛ ويريدون اغراق الوطن في الدم تحقيقا لاحلامهم المجنونة في السيطرة على البلاد والعباد. ان الزغاوة اهلي وان لم يكن برابطة الدم المباشر فبرابطة الدم التاريخي؛ ذلك انه لا ريب في ترابط اهلنا التاريخي في شمال السودان وشمال دارفور؛ والذي تحكي عنه الاثار الممتدة ما بين الشمالية ودارفور؛ والتي توضح وجود ممالك مشتركة وثقافات مشتركة واصل واحد بين نوبة الشمال واهل دارفور؛ كما هم اهلي بالعمل المشترك والكفاح المشترك من اجل حياة كريمة لانسان السودان؛ وبالصداقات التي نشأت لي مع شيوخ اهلي الزغاوة وشبابهم؛ واخيرا برابط المواطنة الذي يجعل كل اهل السودان اهلي؛ مصيرهم مصيري ودمهم دمي وما يهمهم يهمني .. فارفعوا أييدكم عن اهلي الزغاوة يا هؤلاء؛ واعلموا انهم ليسوا وحدهم؛ في نضالهم مثل كل المواطنين من اجل غد افضل؛ لان جسدي وعقلي وقلبي ؛ وجسد وعقل وقلب كل الشرفاء؛ سيقف حاجزا بينكم وبين ان تجعلوا من هؤلاء الاهل ضحايا جددا للدولة السودانية الفاجرة ونخبها العنصرية الماكرة. عادل عبد العاطي 11/2/2008