العميد الشهيد محمد نور سعد مات فطيسا!!؟

Quote: عزيزي بكري من الذاكرة اورد الاتي: كنت اعمل معارا كمهندس لدي وزارة الداخلية وحوالي الواحدة ظهرا وعند عودتي الي وزارة الداخلية من موقع عملي وجدت الباب الرئيسي من الشمال مغلقا ويحرسه جندي بكامل سلاحه (اي ليس الديدبان العادي الذي يعرفني وسيارتي ذات لوحات الشرطة) فمنعني الدخول لاني وسائقي(شرطي) بملابس مدينة حتي اتي زميلي من الداخل وسمح لي بالدخول فوجدت خيمة كبيرة نصبت علي بعد امتار من المدخل وسالت فعرفت ان هنالك اشارة بتحرك ما (مبهم) وللاحتياط اعلنت درجة من الطواري.. كان ذاك يوم خميس.. مساء الخميس وكعادتنا اصدقاء واهل كنا مجتمعيين في منزل قريب لنا بالقرب من حديقة القرشي وعاد قريب لي من المطار وقال ان رجال الامن يشكون في تحرك ما (مبهم ).. عدنا الي بيتنا في الدرجة التالتة في الساعات الاولي من صباح الجمعة .. حوالي الخامسة صباحا استيقظنا علي صوت تبادل مكثف للنيران ياتي من جهة الغرب (االشجرة ) .. بعد ساعة تقريبا اتي صديق روسي يعمل ملحقا ثقافيا وهو متحير وحيث كنا اصدقائه اتي الينا يسالنا عن الحاصل ...لم نجد ولا هو جوابا واستمر صوت الطلقات.. حوالي التاسعة ذهب بعض شباب الحلة الي العشرة القريبة وبعض الي الديم و بيوت الحجر وعادو بقصص عن جماعات مسلحة تسال عن طريق القيادة واتي اخر بان بعض من هؤلاء عندما راؤ ضابط شرطة بملابسه صرعوه . ونصحوني اما بادخال السيارة الي داخل المنزل او تغير لوحاتها ففعلت ... كان الشباب دون خوف يذهبون الي مناطق كثيرة للاستفسار ومنهم من ذهب الي المدرعات وعرف بما حدث لعشرات في عنبر قتلو جميعا .. ما اثار دهشتي ان بعض من المعتديين كان يسال عن مكان الماء فهم عطشي وخلفهم علي بعد اقل من كيلومتر النيل عند بيوت الري المصري في الشجرة ...توالت اخبار ذلك اليوم وسمعنا عن اللواء يحي منور (وكان معه كما اذكر زميل دراسة بلدياتنا انا وانت اسمه صلاح ابراهيم -اخو عبدالرحمن - ) اصيب ورفض ان يعالج وطلب من ضباطة التحرك دونه وقصص كثيرة اخري منها مقتل اللواء الشلالي عند كبري امدرمان وانتشر خبر بان المعتديين مرتزقة و وانهم اريتريون وووو وكان من الاخبار المؤلمة مقتل الفنان لاعب الباسكت الاشهر وليم اندريا ... توالت ايام كانت الخرطوم ساحة للقتال واتت نجدات عسكرية من القضارف ... ومن المناظر التي ما زالت في الخاطر دبابة تي 51 عند الخور الفاصل بين الامتداد والصحافة عند محطة سبعة تطلق النار علي احد المنازل بحجة وجود مرتزقة تبين فيما بعد انهم عزابة اخدتهم نومة واستيقظو علي الضرب بعد ان بلغ بعض الجيران بان هؤلاء التعساء الغلابة مرتزقة .... كانت ايام ملئية بالحذر والتخمينات والادعاءات حتي عاد ابو عاج وما زل في ذاكرتي منظر مجموعات من المعتديين المرتزقة كما اطلق عليهم في حالات بائسة في برندات وزارة الداخلية تحت الحراسة وسمعنا انهم اعدمو والله اعلم ....ثم سمعنا عن اعتقال محمد نور سعد وهو يهرب غربا..الخ .... 2يوليو 1976 وتجاوزات حملة السلاح والفوضي التي لا زمت محاولة الجبهة الوطنية للاستيلاء علي السلطة كانت سببا في خروج كثيريين من السودان كبداية لهجرة لم تتوقف حتي اليوم