" سحب تحت الأرض " مقال خطير لاسحاق فضل الله ..

Quote: آخر الليل: اسحق احمد فضل الله ٭ السحب في جنوب كردفان وجنوب النيل مازالت هي ما يدير المعركة هنا وهناك. ٭ لكن سحباً أخرى تهطل الآن «من تحت الأرض» تصبح هى ما يدير الحرب كلها وليس معركة..٭ والأخبار والأحاديث = مثل الحروف = لا معنى لشيء منها بمفرده.. لكن جمع الحروف هذه في كلمات يجعل الصاعقة تضرب. ٭ وجمع الحروف والأخبار الآن يقول إن طوفاناً كاسحاً من نشاط غريب يضرب جذور البشير. ٭ .. والبشير = الذي لا يتحدث مصادفة = يعلن في أديس أبابا وبغضب محسوب أنه: لا تفاوض حول جنوب النيل أو أبيي أو كردفان.٭ .. والأسابيع الأخيرة السودان كله يروي الحديث هذا ويعيده بألف صيغة مختلفة. ٭ .. والآن.. وبعد أسبوع واحد تموء أحاديث غريبة. ٭ كلها تقول.. نتفاوض ٭ وأن يتفاوض من شاء .. و.. و.. ليس غريباً. ٭ لكنه غريب أن يلتقي أمس الأول حديث أحمد هارون. ٭ وأحمد الذي يعلن الحلو «مجرماً مطلوباً للعدالة» يعود أمس الأول/ وأمس الأول بالذات ليقول: نتفاوض. ٭ وكاشا الذي يعلن مثلها عن التمرد يقول أمس = أمس الأول بالذات: مستعد للتنازل عن منصبي لعبد الواحد.. ونتفاوض. ٭.. وتلفزيون الجمهورية يجلس فيه أمس الأول .. أمس الأول بالذات = دكتور فلان وفلان ليطلقوا الأغنيات.. للتفاوض. ٭ ومجموعة من جامعة الخرطوم تلتقي أمس الأول .. أمس الأول بالذات = لتقول.. نتفاوض. ٭ و... و... ٭ وحواجبك تعود من دهشتها إلى الأرض حين تجد أن أوباما ينظر إلى ما تنقله إليه الأقمار الاصطناعية حول تحركات الجيش السوداني.. ثم يدعو إلى .. التفاوض. ٭ وأوباما الذي يعلم ما يكفي عما صنعته الحركة لا يشير إلى ما صنعته الحركة الشعبية بحرف ويقول تفاوضوا. ٭ ومنتدى جامعة الخرطوم الذي يعلم ما يكفي عما صنعته الحركة وتمرد دارفور لا يشير إلى هذا بحرف.. بل يقول نتفاوض. ٭ والحمى في اليوم الغريب بالذات = يوم أمس الأول بالذات تصيب صحافة الخرطوم كلها = وتكتب كلها.. وكأنها كتبت بقلم واحد تحت الليل وكلها يقول: نتفاوض. ٭ وسحب غريبة تهطل من تحت الأرض في اليومين الماضيين لتصبح هى من يدير الحرب.(2) ٭.. وأوباما أقماره تنقل / بأمانة الآلة الصماء/ أن القوات المسلحة السودانية تضع يدها القوية الآن على السودان كله. ٭ وأن الحركة الشعبية تستعين بجيش من المرتزقة .. والسحب تهطل.. وجيش المرتزقة ينغمس في أوحال جنوب كردفان.. والجيش هذا = في أوحاله هذه = تهرسه مدفعية القوات المسلحة. ٭ وجيش مناوي الذي ينطلق من الحدود الليبية لنجدة القوات هذه يسقط بين فكي الثوار الليبيين .. هناك والجيش السوداني من هنا. ٭ و.. و.. (3) ٭ .. والوحل العسكري والسياسي والجغرافي يدير كل شيء. ٭ وعقار الذي يستقبل قوات الحركة الشعبية لاحتلال جنوب النيل إن فشلت «المشورة» الشعبية في فصل جنوب النيل يتحول بعد «المشورة» الأمريكية ليحدث الخرطوم حديثاً ناعماً. وعقار يطلب «الجلوس» مع الخرطوم. ٭ وعقار يشتم أنفه = يقينا = رائحة ما يجري في الخرطوم من تفاوض وتفاوض. ٭ لكنَّ آخرين يقولون بعنف ٭ الرئيس قال لا تفاوض مع أي شخص حمل السلاح.. ٭ والبشير يقول: بعد وثيقة دارفور.. انتهينا .. والذين اعتادوا على الخروج من كل اتفاق بالدعوة لتفاوض جديد عليهم البحث عن شيء آخر.. ٭ .. والذين يبحثون عن إعادة الشمال إلى أوحال نيفاشا جديدة = بعد أن نجحوا تماماً في تدميرها.. عليهم أن يكتفوا بشرب نيفاشا التي جعلوها سماً قاتلاً لهم وليس لنا. (4) ٭ البشير إذن يقول قولاً. ٭ وكورس يغني أغنية مختلفة تماماً ينطلق كله في يوم واحد ليقول قولاً آخر.. ٭ في عمل متقدم لخطة أخرى = تحت الأرض = لتدمير صورة البشير .. وبالتالي تدمير الخندق الأعظم الذي يقاتل الناس من داخله.٭ وجهة ثالثة/ حسنة النية جداً/ حسن النية الذي يقود إلى جهنم تقدم اقتراحاً «لا نشير إليه هنا» لكنه يشبه تماماً الاقتراح الغريب الذي قدم علاجاً لقضية سوق المواسير.٭ وقضية سوق المواسير كل ما فيها هو أن جهة من السوق العام تلتهم جهة أخرى. ٭ لكن بعضهم = في وزارة العدل = يجعل الدولة = المواطنين بتعبير آخر = يغرمون مئتي مليون دولار.. تدفع تعويضاً لمواطنين لم يكن لهم حق في مليم واحد. ٭ الآن الجهة هذه تقدم اقتراحاً مماثلاً يقضم أول ما يقضم مكانة البشير وصورته بدعوى السلام، وكأن السودان لم يلق من «قناع» السلام هذا ما يكفي وهو يخفي كل وجوه الحرب والدمار. ٭.. هل الجهة الغريبة هذه هي ما يجعل كل شيء الآن يستدير إلى الخلف ويجعل كل مسؤول خلف البشير يبتلع ما قاله.. ويجعل صحافة الخرطوم كلها وتلفزيون السودان.. ينطلقون كلهم في ساعة واحدة يغنون أغنية واحدة..؟ ٭ شيء ما يحدث. ٭ وسحب تحت الأرض تغرق الآن كل شيء.