|
Re: (تابع)(الدّرس الأساسيُّ في قصّة موسى والخضرم) (Re: صلاح عباس فقير)
|
وقد أشار الإمام النَّوويُّ إلى هذا الدَّرس، بذكره أنّ القصّة فيها: "بَيَانُ أَصْل عَظِيم مِنْ أُصُول الْإِسْلَام، وَهُوَ: وُجُوب التَّسْلِيم لِكُلِّ مَا جَاءَ بِهِ الشَّرْع، وَإِنْ كَانَ بَعْضُه لَا تَظْهَر حِكْمَته لِلْمَعْقُولِ، وَلَا يَفْهَمُهُ أَكْثَرُ النَّاس، وَقَدْ لَا يَفْهَمُونَهُ كُلّهمْ كَالْقَدَرِ، مَوْضِع الدَّلَالَة: قَتْل الْغُلَام، وَخَرْق السَّفِينَة، فَإِنَّ صُورَتهمَا صُورَة الْمُنْكَر، وَكَانَ صَحِيحًا فِي نَفْس الْأَمْر لَهُ حِكَم بَيِّنَة، لَكِنَّهَا لَا تَظْهَر لِلْخَلْقِ، فَإِذَا أَعْلَمَهُمْ اللَّه تَعَالَى بِهَا عَلِمُوهَا، وَلِهَذَا قَالَ: {وَمَا فَعَلْته عَنْ أَمْرِي} يَعْنِي: بَلْ بِأَمْرِ اللَّه تَعَالَى" (شرح النووي على مسلم: 8/ 117).
فالعجبُ ممَّن تجاوزوا هذا الموردَ القريب، ليستقوا من سرابٍ بقيعةٍ يحسبه الظمآن ماءً،
إذن، هذا هو مغزى قصّة موسى والخضر عليه السلام، بحسب ما يدلُّ عليه سياقها، ليس فيها أنّ ديننا هذا ينقسم إلى شريعةٍ وحقيقة، أو إلى ظاهرٍ وباطن! فحقيقة الدين كامنة في شريعته، وباطنه إنما يوجد في ظاهره!
|
|
|
|
|
|
|
|
|