(قصّة موسى والعبد الصالح)(الحقيقة والأوهام)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 03:39 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-05-2011, 05:28 PM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
(قصّة موسى والعبد الصالح)(الحقيقة والأوهام)

    الإخوة الأعزاء
    السلام عليكم
    هذا البوست متفرّع عن بوست:
    (تفاحة التوحيد) بين [أنصار السنة] و[الصّوفيّة]!
    الّذي تردّد فيه ذكر قصة موسى والخضر(عليهما السلام)
    على سبيل الاستدلال بها من قبل البعض
    على وجود (علمٍ باطن) لا ظاهر له!
    والأصل أنّ علم الشريعة وكلّ علمٍ من العلوم،
    فله ظاهر وباطن، لا يُمكن فكُّ الارتباط بينهما،
    فالحقيقة الشرعيّة كامنةٌ في نصوص الشريعة،
    وكما قال سيّد الطائفة الجُنيد:
    "إذا رأيتم الرجلَ يمشي في الماء، أو يطير في الهواء،
    فلا تُصدّقوه إلا بشاهدي عدل: كتاب وسنة"!!
                  

05-05-2011, 05:48 PM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (قصّة موسى والعبد الصالح)(الحقيقة والأوهام) (Re: صلاح عباس فقير)

    بدءاً هذا موجزُ القصّة، كما حكاها رسول الله صلى الله عليه وسلم،
    مستنداً إلى آيات سورة الكهف (60 - 82)،
    التي وردت فيها القصة، فقال صلى الله عليه وسلم:

    (إِنَّ مُوسَى قَامَ خَطِيبًا فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَسُئِلَ: أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ؟
    فَقَالَ: أَنَا، فَعَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِ إِذْ لَمْ يَرُدَّ الْعِلْمَ إِلَيْهِ!
    فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ: إِنَّ لِي عَبْدًا بِمَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ هُوَ أَعْلَمُ مِنْكَ!
    قَالَ مُوسَى: يَا رَبِّ، فَكَيْفَ لِي بِهِ؟
    قَالَ: تَأْخُذُ مَعَكَ حُوتًا، فَتَجْعَلُهُ فِي مِكْتَلٍ، فَحَيْثُمَا فَقَدْتَ الْحُوتَ فَهُوَ ثَمَّ!
    فَأَخَذَ حُوتًا فَجَعَلَهُ فِي مِكْتَلٍ ثُمَّ انْطَلَقَ، وَانْطَلَقَ مَعَهُ بِفَتَاهُ يُوشَعَ بْنِ نُونٍ،
    حَتَّى إِذَا أَتَيَا الصَّخْرَةَ وَضَعَا رُءُوسَهُمَا فَنَامَا،
    وَاضْطَرَبَ الْحُوتُ فِي الْمِكْتَلِ فَخَرَجَ مِنْهُ فَسَقَطَ فِي الْبَحْرِ:
    {فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا (61)}
    وَأَمْسَكَ اللَّهُ عَنْ الْحُوتِ جِرْيَةَ الْمَاءِ، فَصَارَ عَلَيْهِ مِثْلَ الطَّاقِ،
    فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ نَسِيَ صَاحِبُهُ أَنْ يُخْبِرَهُ بِالْحُوتِ؛
    فَانْطَلَقَا بَقِيَّةَ يَوْمِهِمَا وَلَيْلَتَهُمَا حَتَّى إِذَا كَانَ مِنْ الْغَدِ،
    قَالَ مُوسَى {لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا (62)}،
    قَالَ وَلَمْ يَجِدْ مُوسَى النَّصَبَ، حَتَّى جَاوَزَا الْمَكَانَ الَّذِي أَمَرَ اللَّهُ بِهِ،
    فَقَالَ لَهُ فَتَاهُ: {أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ
    وَمَا أَنْسَانِيهِ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا (63)}،
    قَالَ فَكَانَ لِلْحُوتِ سَرَبًا، وَلِمُوسَى وَلِفَتَاهُ عَجَبًا!
    فَقَالَ مُوسَى: {ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِي فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا (64)}!

    قَالَ: رَجَعَا يَقُصَّانِ آثَارَهُمَا، حَتَّى انْتَهَيَا إِلَى الصَّخْرَةِ،
    فَإِذَا رَجُلٌ مُسَجًّى ثَوْبًا، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ مُوسَى!
    فَقَالَ الْخَضِرُ: وَأَنَّى بِأَرْضِكَ السَّلَامُ؟
    قَالَ: أَنَا مُوسَى!
    قَالَ: مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ؟
    قَالَ: نَعَمْ، أَتَيْتُكَ لِتُعَلِّمَنِي {مِمَّا عُلِّمْتَ رَشَدًا (66)}!
    قَالَ: {إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا (67)}!
    يَا مُوسَى، إِنِّي عَلَى عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ عَلَّمَنِيهِ، لَا تَعْلَمُهُ أَنْتَ،
    وَأَنْتَ عَلَى عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ عَلَّمَكَهُ اللَّهُ، لَا أَعْلَمُهُ!
    فَقَالَ مُوسَى: {سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69)}!
    فَقَالَ لَهُ الْخَضِرُ: {فَإِنْ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70)}!

    فَانْطَلَقَا يَمْشِيَانِ عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ، فَمَرَّتْ سَفِينَةٌ، فَكَلَّمُوهُمْ أَنْ يَحْمِلُوهُمْ،
    فَعَرَفُوا الْخَضِرَ فَحَمَلُوهُمْ بِغَيْرِ نَوْلٍ،
    فَلَمَّا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ، لَمْ يَفْجَأْ إِلَّا وَالْخَضِرُ قَدْ قَلَعَ لَوْحًا مِنْ أَلْوَاحِ السَّفِينَةِ بِالْقَدُومِ!
    فَقَالَ لَهُ مُوسَى: قَوْمٌ قَدْ حَمَلُونَا بِغَيْرِ نَوْلٍ، عَمَدْتَ إِلَى سَفِينَتِهِمْ فَخَرَقْتَهَا
    {لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا (71) قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا (72)
    قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا (73)}!
    قَالَ (أُبي بن كعب): وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَكَانَتْ الْأُولَى مِنْ مُوسَى نِسْيَانًا!
    قَالَ: وَجَاءَ عُصْفُورٌ فَوَقَعَ عَلَى حَرْفِ السَّفِينَةِ، فَنَقَرَ فِي الْبَحْرِ نَقْرَةً،
    فَقَالَ لَهُ الْخَضِرُ: مَا عِلْمِي وَعِلْمُكَ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ، إِلَّا مِثْلُ مَا نَقَصَ هَذَا الْعُصْفُورُ مِنْ هَذَا الْبَحْرِ!

    ثُمَّ خَرَجَا مِنْ السَّفِينَةِ، فَبَيْنَا هُمَا يَمْشِيَانِ عَلَى السَّاحِلِ، إِذْ أَبْصَرَ الْخَضِرُ غُلَامًا يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ،
    فَأَخَذَ الْخَضِرُ رَأْسَهُ بِيَدِهِ فَاقْتَلَعَهُ بِيَدِهِ فَقَتَلَهُ!
    فَقَالَ لَهُ مُوسَى: {أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَاكِيَةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا (74)
    قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا (75)}! قَالَ: وَهَذِهِ أَشَدُّ مِنْ الْأُولَى!
    {قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا (76)

    فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ}
    قَالَ: مَائِلٌ، فَقَامَ الْخَضِرُ فَأَقَامَهُ بِيَدِهِ!
    فَقَالَ مُوسَى: قَوْمٌ أَتَيْنَاهُمْ فَلَمْ يُطْعِمُونَا وَلَمْ يُضَيِّفُونَا،
    {لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا (77) قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ
    سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (78)

    أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ
    أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا (79)
    وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80)
    فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81)
    وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا
    فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ
    وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (82)}
    فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
    وَدِدْنَا أَنَّ مُوسَى كَانَ صَبَرَ، حَتَّى يَقُصَّ اللَّهُ عَلَيْنَا مِنْ خَبَرِهِمَا!)

    [صحيح البخاري (5011) رواية أُبيِّ بن كعب رضي الله عنه].

    هذا هو نصُّ القصَّة! وكما يبدو ليس فيها من غموض من حيث معانيها اللّغويّة ودلالاتها الظاهرة،
    ولكن من حيث ما تتضمّنه من الأحداث المثيرة والمفاجآت، الّتي تستهدفُ:
    تقريرَ درسٍ من أشرف دروس الإيمان والعقيدة.
                  

05-06-2011, 06:52 AM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (قصّة موسى والعبد الصالح)(الحقيقة والأوهام) (Re: صلاح عباس فقير)

    الدّرس الأساسيُّ في قصّة موسى والخضر:
    مقدمة:
    هذا الدرس هو امتدادٌ للموضوع الأساسيّ في سورة الكهف،
    أي: تصحيح العقيدة، من أجل استعمالها كميزانٍ يضبط كلّ الأمور النظريّة والعمليّة.
    والدرس العقديُّ الّذي تستقلّ ببيانه قصةُ موسى والعبد الصالح، يتعلّق بالقَضاء والقدر،
    والإشارة إلى الحكمة الإلهية العليا من ورائه.
    والقضاء والقدر الإلهيُّ، هو الدائرة المحيطة بالكون،
    فكلُّ الكائنات، وما تتَّصفُ به من صفات، وما يصدر عنها -بمقتضى هذه الصفاتِ- من أفعال،
    كلُّ ذلك قد قدّره الله عزَّ وجلَّ، أي (شاءهُ، وخلقه، وعلم به، وكتبه عنده في اللوح المحفوظ)
    وفقاً للحكمة الإلهيّة العليا.
    والإيمانُ بالقضاء والقدر يعني:
    أن توقن بأنّ كلّ ما أصابك في حياتك من خيرٍ أو شرٍّ، فإنّه بتقدير الله عزّ وجلّ وحكمته البالغة!
    فكلّما استحضرتَ هذه الحقيقة، وأنت في سياق حياتك وما فيها من ابتلاءاتٍ،
    وكنت فيها كما في الحديث الشّريف: (عجباً لأمر المؤمن! إنَّ أمره كلَّه خير،
    وليس ذاك لأحدٍ إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيراً له،
    وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيراً له) (¬2)!
    ولننتبه إلى قوله صلى الله عليه وسلم: (فكان خيراً له!)
    فهذا يعني أنّ تفاعلك الإيجابيّ مع أقدار الله عزّ وجلّ -صبراً وشكراً- يؤدي إلى أن ترتقي حياتُك،
    وهذا هو المعنى الّذي يقودنا إلى فهم درس العبد الصالح لموسى عليه السلام، ولكلّ مسلمٍ من بعده.
    ¬__________
    (¬1) صحيح البخاريّ (4725).
    (¬2) صحيح مسلم (2999).
                  

05-06-2011, 04:57 PM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (قصّة موسى والعبد الصالح)(الحقيقة والأوهام) (Re: صلاح عباس فقير)

    الدّرس الأساسيُّ في قصّة موسى والخضر

    لقد مررنا مع موسى عليه السلام، في حضرة العبد الصَّالح، بثلاثة أحداث:
    الحدث الأول: خرق السّفينة الّتي أقلّتهما إلى حيث يُريدان، بدون سببٍ (ظاهر)!
    الحدث الثاني: قتل غلامٍ حدثٍ لم يبلغ الحلم! بدون ذنبٍ (ظاهر)!
    الحدث الثَّالث: إقامة الجدار بلا مقابلٍ (ظاهر)!
    ونحن مع موسى عليه السلام، لا نملك إلا أن نستنكر هذه الأفعال،
    وذلك بحسب منطق السّببيّة، في أبعاده العلمية والشّرعيّة، وبحسب مقتضى العدل والرّحمة!
    والعبد الصالح لما أزاح ستار الغموض عن هذه الأحداث،
    لم يدَّعِ أنّه قد هتك حجاب السببيَّة، ولا أنه قد خالف مقتضى العدل والرَّحمة!
    فقط كان عنده علمٌ غيبيٌّ بما وراء تلكم الحقائق الظاهرة،
    وكان مكلّفاً بأن يتصرّف بحسب ذلك العلم.
    فخرقُ السّفينة كان إضراراً بها، ولكن من أجل اتّقاء ضررٍ أكبر (غير ظاهر).
    وذلك الغلام، "قد كُشف سترُ الغيب عن حقيقته للعبد الصالح، فإذا هو في طبيعته كافرٌ طاغٍ،
    تكمن في نفسه بذورُ الكفر والطغيان، وتزيد على الزمن بروزاً وتحقُّقاً،
    فلو عاشَ لأرهق والديه المؤمنين بكفره وطغيانه" (1).
    والجدار كان ستاراً لحقيقةٍ، أبصرها العبد الصالح من وراء ستر الغيب!
    ففي كلّ موقفٍ من المواقف الثلاثة، يكشف العبد الصالح عن حكمة الله العليا المستترة،
    خلف دائرة القضاء والقدر،
    والتي لو اطّلع عليها أهل السَّفينة، ووالدا الغلام المقتول؛
    للهَجوا بشكر الله عزّ وجلَّ على جزيل نعمائه وخَفيِّ لطفه،
    ولو اطّلع عليها اليتيمان عند كبرهما؛ لرأيا عناية الله المباشرة بهما
    وهما غلامان يتيمان لا قبل لهما بحفظ مصالحهما!
    ثمّ يختم العبد الصالح درسه بخلاصةٍ دالّةٍ عليه، فيقول:
    {رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي}
    "أي: هذا الذي فعلتُه في هذه الأحوال الثَّلاثة، إنما هو من رحمة الله بمن ذكرنا
    من أصحاب السَّفينة، ووالدَي الغلام، وولدي الرجل الصالح" (2)
    ثمّ يؤكد في شأن هذه المواقف الثلاثة حقيقةً كبيرةً: {وما فعلتُهُ عن أمري}!
    أي: إنّما كنت ممثّلاً للحكمة الإلهية العليا!
    (1) في ظلال القرآن: 5/ 74.
    (2) تفسير ابن كثير: 5/ 187.

    تابع تابع تابع تابع تابع تابع تابع تابع تابع تابع تابع تابع تابع تابع تابع تابع تابع
                  

05-07-2011, 03:33 AM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (تابع)(الدّرس الأساسيُّ في قصّة موسى والخضرم) (Re: صلاح عباس فقير)

    والمغزى الأساسيّ من وراء هذه المواقف الثلاثة، ومن وراء القصة كلّها،
    هو التّنبيه إلى أهمية الرضاء بالقضاء والقدر، والحثُّ عليه،
    من خلال كشف السّتار عن حقيقة هذه المواقف الثلاثة،
    التي تُصبح رمزاً لكلّ موقفٍ قد يمرُّ بالإنسان،
    إذا ما ابتُلي بمصيبة في أهله أو في ماله:
    أن يصبر ويستروح بما يعلمه من خفيِّ لطفه ونعمائه سبحانه وتعالى!
    كما أنّ في الآياتٍ تنبيهاً للإنسان، بأن يتذكر ماضيَ حياته، ليرى فيه مواقعَ العبرة،
    وكيف كان سلوكُه لدى حدوث بعض الأحداث الكبيرة التي تُعتبر محطاتٍ في حياته،
    من نجاحٍ أو فشل أو ابتلاء في النَّفس أو المال،
    وكيف أدى ذلك إلى ارتقاء حياته أو تدهورها!
    وفي هذا السّياق، قد ورد عن بعض العلماء، ما يُشير إلى أنّ هذه الأحداث الثلاثة،
    مرتبطةٌ بأحداثٍ هامّة في حياة سيّدنا موسى عليه السلام،
    قال الإمام القرطبيُّ: "قيلَ في تفسير هذه الآيات التي وقعت لموسى مع الخضر:
    إنها حجةٌ على موسى وعجباً له، وذلك أنه:
    لمَّا أنكر أمرَ خرق السفينة؛ نُودي: يا موسى أين كان تدبيرُك هذا،
    وأنت في التابوت مطروحاً في اليمِّ!؟ " يعني: مَن حفظكَ من الغرق سيحفظ السفينة!.
    "فلمَّا أنكر أمرَ الغلام؛ قيل له: أين إنكارُك هذا من وكزك القبطيِّ وقضائك عليه!؟ "
    يعني: كما أراد الله قتل الغلام لحكمةٍ يعلمها، كذلك أراد قتل القبطيِّ لحكمةٍ يعلمها،
    وجعل وكزك سبباً لذلك، وإلا فإنّ الوكز في العادة لا يؤدي إلى القتل.
    "فلما أنكر إقامة الجدار؛ نودي: أين هذا من رفعك حجرَ البئر لبناتِ شعيب دون أجر!؟ " (1)،
    يعني: أنت فعلتَ نفسَ الفعل لبنات شُعيب!
    "وكنت يومَها أحوجَ منك حين أتيت القرية مع الخضر" (2)،
    فكان ذلك سبباً في إيوائك وعملك وزواجِك من ابنة الرجل الصالح!
    فليس من الواجب تقييد فعل الخير بما يُقابله! أو كما قال الشاعر:
    ازرعْ جميلاً ولو في غيرِ موضعِه ... فلا يضيعُ جميلٌ أينما زُرِعا
    وممّا يؤكّد هذه المعاني، التي تضمّنتها القصّة،
    وما فيها من حثٍّ على الإيمان والرضاء بالقضاء والقدر، وأهمّية ذلك في الدين،
    ما رُوي عن الوليد، ابن الصحابي الجليل عبادة بن الصامت، قال:
    "دخلتُ على عُبادة، وهو مريض أتخايل فيه الموت، فقلت: يا أبتاه أوصِني، واجتهد لي!
    فقال: أجلسوني، فلما أجلسوه قال:
    يا بُنيَّ، إنك لن تجدَ طعم الإيمان، ولن تبلغَ حقيقة العلم بالله _ تبارك وتعالى _
    حتى تؤمن بالقدر خيره وشره!
    قلت: يا أبتاه، وكيف لي أن أعلم ما خيرُ القدر وما شرُّه؟
    قال: تعلم أنَّ ما أخطأك لم يكن ليُصيبك، وما أصابك لم يكن ليُخطئك،
    يا بنيَّ إنِّي سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:
    (إنَّ أولَ ما خلق الله _تعالى_ القلمُ،
    ثم قال: اكتب، فجرى بتلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة!
    يا بنيَّ، إن متَّ ولستَ على ذلك دخلتَ النَّار" (3).
    وعلى المسلم أن ينتبه إلى قوله صلّى الله عليه وسلم:
    (فجرى [أي القلم] بتلك الساعة بما هو كائنٌ إلى يوم القيامة)،
    فهذا الّذي جرت كتابتُه، يشملُ كلّ شيءٍ في الكون،
    ولكن ما ينبغي أن يكون محلَّ اهتمام الإنسان خاصَّةً، هو القدر والقضاء المكتوب عليه هو،
    والوليد لما سأل أباه: "وكيف لي أن أعلمَ ما خيرُ القدر وما شرُّه؟ "،
    كان مهتماً فيما يبدو بقدره الخاصّ به، كيف يعلم بما فيه من خيرٍ، وبما فيه من شرٍّ؟
    فنبَّهه أبوه إلى أنّه لا يمكن أن يُحيط بعلم ذلك، ولكن إن أراد أن تكون العاقبةُ في ذلك كلِّه خيراً،
    فليوقن بأنّ "ما أخطأه لم يكن ليُصيبه، وما أصابه لم يكن ليُخطئهُ"،
    ثمّ إذا كان ذلك القدَرُ في ظاهره خيراً؛ يشكر الله عليه، وإن كان في ظاهره شرّاً يصبر!
    فعندما تردُّ كلّ شأنٍ من شؤون حياتك إلى قدرة الله عزّ وجلّ وحكمته،
    بمقتضى ربوبيته وألوهيّته، فأنت تحقّق التوحيد في حياتك،
    ولذلك روي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال:
    "القدر هو نظام التَّوحيد" (4)! والتوحيد هو نظام الحياة، إذن: القدر هو نظام الحياة،
    ولذلك فإنّ الرّضا به، كما يقول ابن القيّم: "بابُ الله الأعظم، وجنَّة الدنيا، ومُستراح العارفين،
    وحياةُ المحبِّين، ونعيمُ العابدين، وقرَّة عيون المشتاقين" (5).
    إذن، فهذا هو المغزى الأساسيّ من قصة موسى والعبد الصالح:
    بيان حكمة الله العليا من وراء قضائه وقدره، ليكون في ذلك حفزٌ للمؤمن على الإيمان والرّضاء!

    (1) الجامع لأحكام القرآن: 11/ 33.
    (2) هذه المعلومة بين علامتي التنصيص ذكرها القرطبي في التفسير:11/ 24، بتصرف.
    (3) مسند أحمد 5/ 317، والترمذي (4155)، وصحَّحه الألبانيُّ.
    (4) أخرجه الفريابي في كتاب القدر ص159،160، وانظر مجموع الفتاوى: 3/ 113.
    (5) مدارج السالكين: 2/ 174.
                  

05-07-2011, 03:48 AM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (تابع)(الدّرس الأساسيُّ في قصّة موسى والخضرم) (Re: صلاح عباس فقير)

    وقد أشار الإمام النَّوويُّ إلى هذا الدَّرس، بذكره أنّ القصّة فيها:
    "بَيَانُ أَصْل عَظِيم مِنْ أُصُول الْإِسْلَام، وَهُوَ:
    وُجُوب التَّسْلِيم لِكُلِّ مَا جَاءَ بِهِ الشَّرْع،
    وَإِنْ كَانَ بَعْضُه لَا تَظْهَر حِكْمَته لِلْمَعْقُولِ، وَلَا يَفْهَمُهُ أَكْثَرُ النَّاس، وَقَدْ لَا يَفْهَمُونَهُ كُلّهمْ كَالْقَدَرِ،
    مَوْضِع الدَّلَالَة: قَتْل الْغُلَام، وَخَرْق السَّفِينَة،
    فَإِنَّ صُورَتهمَا صُورَة الْمُنْكَر، وَكَانَ صَحِيحًا فِي نَفْس الْأَمْر لَهُ حِكَم بَيِّنَة، لَكِنَّهَا لَا تَظْهَر لِلْخَلْقِ،
    فَإِذَا أَعْلَمَهُمْ اللَّه تَعَالَى بِهَا عَلِمُوهَا،
    وَلِهَذَا قَالَ: {وَمَا فَعَلْته عَنْ أَمْرِي} يَعْنِي: بَلْ بِأَمْرِ اللَّه تَعَالَى"
    (شرح النووي على مسلم: 8/ 117).

    فالعجبُ ممَّن تجاوزوا هذا الموردَ القريب،
    ليستقوا من سرابٍ بقيعةٍ يحسبه الظمآن ماءً،

    إذن، هذا هو مغزى قصّة موسى والخضر عليه السلام، بحسب ما يدلُّ عليه سياقها،
    ليس فيها أنّ ديننا هذا ينقسم إلى شريعةٍ وحقيقة، أو إلى ظاهرٍ وباطن!
    فحقيقة الدين كامنة في شريعته، وباطنه إنما يوجد في ظاهره!
                  

05-07-2011, 08:23 PM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (تابع)(الدّرس الأساسيُّ في قصّة موسى والخضرم) (Re: صلاح عباس فقير)

    <font face="Tahoma" size="3" color=red>النص التالي مقتبس من البوست الأصلي:
    (تفاحة التوحيد) بين [أنصارالسنة] و[الصّوفيّة]!
    وهو ارتجالٌ للمعاني المقرّرة في الفقرات السابقة،
    وربما فيه مزيد من الشرح لرؤيتي لهذه القصة:

    الدرس الأساسيُّ الّذي أراد العبد الصّالح أن يعلمه لموسى عليه السَّلام، هو أنّ لهذا الوجود
    -بكلّ ما فيه من أحداث- ظاهراً يراه كلُّ الناس، وباطناً تتفاوت فيه الأنظار!
    لنقف عند إحدى الأحداث الثلاثة التي مرّت بموسى والخضر: لما قتل الخضر الغلامَ الذّكيّ الوسيم،
    أنكر عليه موسى محتجّاً بأنه ناشئ حدثٌ لمّا يبلغ الحِلم ولمّا يجرِ عليه القلم، فكيف يقتله هكذا بدمٍ باردٍ؟!
    وموسى عليه السلام، كان منطقه منطقاً قانونيّاً: {أقتلتَ نفساً بغير نفسٍ}،
    وكان حكمه مبنيّاً على معطيات الواقع التي يعرفها!
    الخضر قال له: يا موسى صدقتَ، ولكن هناك بعض المعطيات الواقعية غائبةٌ عنك، لو عرفتَها لوافقتَني!
    فهذا الغلام (هو كذلك) في حدود علمك!
    أما بناءً على الحقيقة التي أعرفها، فإنّ هذا الغلام لمّا يكبر سيُرهق أبويه بالكفر والطغيان،
    وأبواه صالحان، فلذلك قتلتُه!
    فلنلحظ أنّ كلّ الفارق بين علمي موسى والخضر، يتمثل في أنّ موسى غابت عنه بعض المعطيات،
    ولو توافرت لديه لكان موقفه هو موقف العبد الصالح!
    فالاختلاف بين علم موسى الظاهر، وعلم الخضر الباطن،
    ليس اختلافاً جوهريّاً، لأنّنا أصلاً لسنا أمام عِلمَين،
    بل هو علمٌ واحد، فالخضر أمَّن على الحقائق التي ذكرها موسى عليه السلام،
    لكنّه فقط قال له: غابت عنك بعض الأشياء!
    فالعلم لدى موسى والعبد الصالح هو علمٌ واحد، له ظاهر يراه كلُّ أحد،
    ثمّ كلّما عرف الإنسان شيئاً جديداً ارتقى في المعرفة!
    وعلم موسى هذا الظاهر، هو بالنسبة لأمّة من الهمج والرّعاع، يُعتبر باطناً،
    وكلّما تعمق الإنسان في معرفة حقائق الأشياء؛
    توسّعت لديه مساحة الظاهر، وقلت مساحة ما كان باطناً،
    ليظهر من ورائه باطنٌ جديدٌ، وهكذا إلى أن
    نصل إلى مرحلة الظهور الكلّيّ للإدراك الإنسانيّ!
    فالعبد الصالح لم يكن عنده من علمٍ غير العلم الذي عند موسى عليه السلام،
    ولكن كُشفت له بعضُ المعطيات الواقعية المتعلِّقة بالظاهرة، فتصرّف بناءً عليها،
    فكان الفراق بين الرجلين، لا بسبب نوع العلم وكيفه، ولكن بسبب اختلاف مهمة كلٍّ منهما!
    مهمة موسى عليه السلام معروفة، وهي وظيفة كلّ الأنبياء والرسل: ألا وهي تحقيق الحكمة الإلهيّة،
    من خلال إقامة الشريعة الإلهيّة، وبالتّالي في حدود (العلم بالظواهر)!
    أمّا الخضر فهو مكلّف بإنفاذ حكمة الله العليا من خلال الواقع المحسوس،
    لا باتّباع الشريعة الإلهيّة، وإنّما بصورةٍ خفيّةٍ، مستعيناً في ذلك بما يكشفه الله عزّ وجلّ له من علمٍ ببعض
    المُغيّباتِ، مصداقاً لقوله تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا*
    إِلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا} [الجن:26، 27]!
    بناءً على هذه المغيّبات هو يقوم بمهمّته ووظيفته!
    نحن نعلم: أنّ الله عزّ وجلّ، سواء كان الفعل أو الحدث ممّا يرضيه أو لا يرضيه،
    فإنّه لمّا يأذن بحدوثه، فما ذلك إلا لحكمةٍ!
    ولكي أُقرّبَ الأمر، إذا حدث أيُّ أمرٍ في الوجود فيمكنك أن تحاول فهمه بطريقة أخرى،
    حتى تكتشفَ فيه وتلمسَ آثار الله عزّ وجلّ في الفعل الطبيعيّ،
    ولكن من خلف ستار السببيّة، وبدون هتكها،
    فالخضر لما قتل الغلام سُجّلت الجريمةُ ضدّ مجهول، ولم يطّلع على هذا (الفعل الإجراميّ)
    إلا موسى عليه السلام، وحَزن الأبوان على ابنهما حزناً شديداً،
    ولو كُشف لهما الحجاب لفرحا فرحاً كبيراً بعطاء الله لهما!
    فالكورس الذي انتُدب سيدنا موسى عليه السلام لحضوره والمشاركة فيه،
    كان من أجل التّنبيه إلى أنّ وراء هذه الأحداث الظاهرة، حقائق مخفيّة
    لو علمناها لأيقنّا بأنّ هذا الذي حدث هو الحقُّ، وأنّه يمثّل قدرة الله تعالى وحكمته العليا!
    إذن، الخضر كان معلّماً لموسى عليه السلام، وكاشفاً له عن الجانب الخفيِّ في الحقيقة الكونيّة!
    وبغضّ النظر عن كون الخضر وليّاً أو نبيّاً، فالمؤكد أنّه كان يقوم بوظيفةٍ معيّنة ومحدّدة،!
    وطبيعةُ هذه الوظيفة كما تجلّت من خلال الأحداث الثَّلاثة في القصَّة، تقتضي الخفاءَ!
    وتقضي بأن لا يكون عنده مريدون ولا أتباع!
    وأنّ لا يحتاج إلى نُصرةٍ وتأييدٍ وكرامة، لأنّ الله عزّ وجلّ جعله ممثّلاً لحكمته العليا في الكون!
    فهو لم يكن مرسلاً لأيِّ أحدٍ من الناس، كلا ولا كان تابعاً لأيِّ شريعة رسولٍ غيره!
    فليس أمام من أراد أن يستدلّ بقصة الخضر على باطله أو باطنه،
    إلا أن يقول: أنا هو الخضر شخصيّاً!</font>
                  

05-08-2011, 05:10 PM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (تابع)(الدّرس الأساسيُّ في قصّة موسى والخضر) (Re: صلاح عباس فقير)

    والمداخلات التالية من هذا البوست إن شاء الله،
    ستجيء من خلال المناقشة لكتاب:
    (المعالم الصوفية في قصة سيدنا موسى والخضر عليهما السلام)
    الذي صدر في سلسلة:
    [أصول التصوف في القرآن الكريم والسنة المحمدية]
    للأستاذ الدكتور جودة محمد أبو اليزيد المهدي،
    عميد كلية القرآن الكريم بجامعة طنطا!
    وذلك حتّى تكون للطرف الآخر مساحةً كافيةً،
    وكذلك حتى تكون الأحكام التي تصدر عن هذا البوست،
    مبنيّةً على أساسٍ متين!
    والله الهادي إلى سواء السبيل!
    وفي انتظار مداخلات مشاركات الأخوة،
    ويمكن لمن هم خارج سودانيز أن يكتبوا عبر إيميلي:
    [email protected]
    وسأغيب بضعة أيام عن متابعة البوست!
    فالبيت بيتكم!
    وإلى اللقاء بإذن الله تعالى!
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de