|
|
 رحلة الصين ... والعوده بخــفيٌ حنيين
|
رحلة البشير الي الصين وما صاحبها من تطورات تكشف مدي الأزمه واليأس الذي بلغه النظام. كما أن هنالك مؤشرات جديده تكشف عن أن العلاقه مع الصين لم تعد كما هي. يلاحظ أيضا تزامن الزياره مع المفاوضات التي جرت في أديس أبابا. ومن الواضح أن موقف الحكومه من مفاوضات اديس ابابا وشروطها كان يعتمد بأكمله علي نجاح زيارة البشير للصين. وبعد أن فشلت الزياره ( اتبرجلت) قبل نافع ( ممثل الحكومه) ما إشترطه عليه الجانب الاخر، إذ لم يعد أمامه بديل آخر.
موقف الصين أصبح واضحا. ويبدوا أن الصين قد تعرضت لضغوط وحاولت إلغاء الزياره بصوره خفيه. فمن غير المعقول أن تقوم دولة تركمانستان برفض مرور طائرة البشير دون ضوء أخضر من الصين. فللصين علاقات وطيده مع تركمانستان وبينهما تعاون كبير في إنتاج الغاز. فقد بنت الشركه الصينيه للبترول ( نفس الشركه التي تعمل في السودان) خط أنابيب بطول 2000 كيلومتر يمر عبر اوزبكستان وكازخستان لايصال الغاز الي الصين. ففي الخمس اشهر الاولي من هذا العام استوردت الصين ما جملته 10 % من استهلاكها المحلي من تركمانستان وهذه النسبه تمثل نصف واردات الصين من الغاز الطبيعي من خارجها وتصل هذه الكميه الي 7ر5 بليون مت معكب.
إذن فبين الصين وتركمانستان علاقه وطيده من التعاون الاقتصادي، وعليه يمكن القول أنه من المستبعد أن تتصرف تركمانستان بمنع مرور طائرة رئيس في طريقها الي دوله صديقه دون حساب تبعات ذلك القرار علي مصالحها مع تلك الدوله. وتركمانستان كما هو معروف ليست عضوا في محكمة الجنايات الدوليه. لذلك يمكن إستنتاج أن الصين حاولت إلغاء الزياره عن طريق خلق صعوبات لوجستيه للبشير دون أن تتحمل هي ( وش القباحه). ويعضد هذا الزعم موقف الرئيس الصيني الذي صرح مسؤولوه بأنه ألغ اجتماعه مع البشير عند علمه بتأخر وصول البشير، وكأنهم كانوا يبحثون عن سبب لالغاء الزياره وربما توقعوا عودة البشير ادراجه بعد اشكالية مرور الطائره. يضاف الي هذا نوع المقابله التي استقبلت بها الصين الرئيس، فقد قابله ( نائب وزير الخارجيه)!! هل يعقل انه لا يوجد مسؤول اعلي مرتبه في الدوله من نائب وزير لمقابلة رئيس دوله !!!! ومن الواضح ان البشير ومجموعته لم يفهموا الرساله واصروا علي بلوغ الصين مهما كانت المخاطر الامر الذي يكشف بوضوح حجم الازمه التي يعانيها النظام من افلاس وانهيار مادي، يضطر معه البشير ركوب المخاطر المحدقه.
امر اخر يكشف زهد الصين في البشير.... ويتمثل هذا في حجم المعونات التي قدمتها الصين للبشير في زيارته. فجملة ما قدمته الصين للرئيس كان مقداره حوالي 35 مليون دولار فقط. والسؤال البرئ هل كان هذا ما يطمح له الرئيس ومرافقيه. هل سيحل هذا المبلغ اي اشكالات ماليه للرئيس هذا بجانب ان غالبية هذا المبلغ سيذهب الي عقودات لشركات صينيه ( عقودات ضمان صادر للشركات الصينيه)!
فشل زيارة البشير للصين يبرر قبول نافع علي نافع بتوقيع ما هو معروض عليه في اديس ابابا من اتفاق حول البترول... والتغييرات السياسيه وخلافها التي وقع عليها دون تردد الامر الذي اثار استغراب بعض اجنحة النظام.
ومجل القول ان زيارة البشير للصين قد فشلت...! وانها اختارت مصالحها وذهبت للجنوب مع البترول، وان النظام اصبح في وضع مالي لا يحسد عليه وسيضطر البشير بقبول شروط الغرب مهما كانت قاسيه لكي يستمر في السلطه وستزداد الازمه الماليه في الشمال خاصة وان عائدات البترول ستودع كلها في بنوك أمريكيه مما يسهل مراقبة صرف النظام. ومن المتوقع ان تقود هذه الازمه الي انشقاق اخر داخل النظام او ان تنقلب مجموعه اخري علي البشير.
|
|
 
|
|
|
|
جلال نعمان
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست