أخوان ميري و سوميت و ميرم و تاجوج - ميرغني الشايب

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-28-2024, 05:18 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-25-2011, 01:23 PM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أخوان ميري و سوميت و ميرم و تاجوج - ميرغني الشايب

    أخوان ميري و سوميت و ميرم و تاجوج
    ميرغني عبدالله مالك (شايب) – محامي سوداني

    ليست اللغة وسيلة وصل وتواصل فقط ، لكنها حامل ثقافي واجتماعي ولها محمولاتها ودلالاتها بمعناها الواقعي والمجازي بإخراجها من وظيفتها التقليدية والدفع بها نحو فضاء تعبيري مغاير. ويمكن للغة التعبير عن قيم ومفاهيم اجتماعية متقدمة ومتطورة وأفق تنويري يقطع دابر الصلة بأي أرث ماضوي متخلف، كما يمكن لها إحياء قيم ومفاهيم إثنية تعبّر عن استعلاء عرقي زائف ، وإنحياز مفضوح لهوية دون أخري وإقصاء متعمّد لها فى زمن يكرّس الحوار المفتوح بين كل الهويات والبحث عن قواسم وانشغالات إنسانية مشتركة ، وتعزيز احترام الرأي الآخر والإصغاء له دون أي محاولة للنبذ أو الإقصاء خاصة فى مجتمعات تحفل بفائض من الصراعات الاجتماعية والإثنية المستعرة والمتأججة ، رشح بعضها إلي حد الاحتراب المعلن والخفي ، وهنالك بؤر أخر متعددة قابلة للإنفجار.

    لكن اللغة التي تشي ، وأحيانا تفصح عن استعلاء إثني واجتماعي بصورة واعية أو غير واعية ، تعمل علي تسعير هذا التمترس العرقي الذي يتخندق ويتشرنق داخل بؤرة إثنية مغلقة متوهماً أن هذه هي الهوية الوحيدة دون سواها ، تفوقا وتميزا وتفردا ، لكنه طرح لا يتأمل ما حوله داخل هذه الغابة الكثيفة ، ولا يستبصر مخاطر ومحاذير هذا الطرح الذي ينزلق نحو هاوية سحيقة دون قرار ، مزهواً ومفتوناً بهويته الخاصة فى احتقار مفضوح للهويات الأخرى وازدراء يحط من قدرها إن لم يكن يسعى لتغييبها غير مدرك للمآلات السياسية والثقافية المنذرة ، برفقة عوامل وأسباب أخري ، بحروب ضروس ، أشد فتكا وضراوة .

    نحتاج ، ونحن تحت وطأة إحساس جارف بالذنب تجاه الآخر أو الآخرين ال "هم" يواشجه شعور عميق بالمسئولية تجاه وطن يصبح كل يوم أكثر تشرذما وتشظيا ، منفرط العقد ويحث الخطي نحو مجهول معلوم . نحتاج لقرع أجراس الخطر والتحذير حني يتوقف السادرون في غيّهم والمتأبطون شرورهم لأبلسة الآخر (والآخرين) وترذيله ، وهذا أمر شائع في النكات والتعليقات التي تروي كطُرف والعبارات غير المفكر فيها .

    وحتى لا يبدو الحديث ذو طابع نظري وتجريدي والذي كان استهلاله بتلك اللغة والمفردات المفخخة ، أرصد أمثلة لذلك . "أخوان فاطمة" كان عنوانا لمقالة فى أحدي الصحف السودانية التي توزع فى دول الخليج وخاصة السعودية . وقد نسب كاتب المقال لأخوان فاطمة كل النعوت الإنسانية فى معرض مدحه لهم كالمرؤة والنبل والإقدام ونكران الذات وفعل الخير ، وهو هجاء مستبطن لغير أخوان فاطمة متناسيا وغافلا عن أخوان ميري وأخوان سوميت وأخوان ميرم وإخوة آخرين يضمهم هذا الوطن الفسيح الذي ضيّقوا خناقه وسعته بهذه اللغة ، وكأن الأخوة والأخوات خارج دائرة فاطمة وفضائها الإثني تعوزهم تلك القيم ويفتقرون لها.

    كل المجموعات السكانية والإثنية الأخرى خارج الحيز "الفاطمي" وإخوانها تتمتع بتلك القيم الإنسانية الرفيعة ولها حضور متجذّر مثلما تسودها قيم أخري مغايرة. وهذا طابع كل المجموعات السكانية الأخرى فى كل أصقاع الدنيا، وهو أمر كوني منذ حضارة المايا.

    لكن لغة "أخوان فاطمة" تنصب لنفسها فخا "وعلي نفسها جنت براقش" ، إذ تزعم دون تبصّر نوعا من التفوق العرقي وأنا متضخمة ، بإدعائها التفرد بقيم فاضلة عاطلة عنها المجموعات الأخرى. وهي فى هذا الزعم الأخرق تتماهي مع إدعاءات خرقاء ونظريات مفبركة زعمت أن الشعوب الأفريقية منغلقة وبدائية بطبيعتها وذات ذكاء محدود مبررة ، ضمن نظريات أخري، التفوق الأوربي ونعوت التحضّر والاستنارة والذكاء الخارق والمهارات العقلية المتقدمة وذلك فى إطار تبرير الظاهرة الاستعمارية والمركزية الأوربية وإدعاء أن الإنسان الأوربي الأبيض حامل مشاعل الحضارة والتقدم لإنسان أفريقيا البدائي المتوحش المسكون بجينات التخلف .

    ولقد لعبت الحملات التبشيرية دورا لا يستهان به فى إطار توفير ذرائع للظاهرة الاستعمارية. كما كرّس بعض علماء البيولوجي من الأوربيين أبحاثا كثيرة لتأكيد تفوق الإنسان الأبيض وقدراته الذهنية علي إنسان أفريقيا الأسود لتقديم مبررات لحملة المشاعل خلال القرن السابع والثامن عشر. لكن أوربا لم تعدم علماء آخرين وقفوا فى وجه هذه النظرية الزائفة دحضاً وتفنيداً. ويتماهي هذا الإرث الكولنيالي مع نظرية تفوق الإنسان الآري علي غيره من اليهود والسود ومبرراً للهولوكست وأفران الغاز ومعسكرات الاعتقال الجماعي وإجراء الاختبارات علي البشر بدلا من الفئران.

    ولقد وفرت كتابات "نيتشه" إطارا فلسفيا لفكرة "السيوبرمان" وكتاب "كفاحي" "ماين كامف" لهتلر. وتحفل بعض صور الثقافة السودانية (هنالك جيوب ثقافية كثيرة) بعبارات ومفردات مشابهة لعبارة "أخوان فاطمة" مثل "ود القبائل" و "أخوان البنات" وكلها ذات خلفية واحدة وتصدر من عقلية استعلائية ووهم زائف بالتفوق وأنا "إيقو" عليا تمتح من عشق مفرط بذات منكفئة علي نفسها دون تدبر لذوات أخري من حولها ، ومحاولة التعرف عليها واستنكاه ثقافاتها . وكل هذه المفردات تنطلق من فكرة أن العرب متفوقون علي غيرهم وأخوان فاطمة وود القبائل وأخوان البنات من سلالة عربية وفي قلب هويتها.

    لا أزعم أن ذلك يماثل الإرث الكولنيالي المشار إليه ، أو فكرة تفوق الجنس الآري لكن التشابه حاضر فى بعض صوره ، وهذه ليست مقارنة متعسّفة أو اعتباطية لأن المقارنة مؤسسة علي مفهوم التعصّب أو العصبية التي تكتسي لبوساً مختلفة ، لكنها تصدر من ذهنية واحدة سواء كانت عصبية إثنية أو دينية أو أيديولوجية ، وبعضها يصدح بامتلاك الحقيقة الكاملة المطلقة التي لا يأتيها الباطل من أمامها أو خلفها ، واحتكارها مع إلغاء كامل للآخر وإقصاء له ، وفرض الوصاية عليه ، ومحاولة إلحاقه واستتباعه وتدجينه، وهي أقرب لعلاقة الغالب بالمغلوب ، كما عبّر عنها إبن خلدون أو علاقة مستبد وتابع كما عبّر عنها فى كتاب "العبودية الطوعية" .

    مثال آخر ساطع وصادم يرد فى قانون الإجراءات الجنائية السوداني، فالقانون يورد أمثلة لتقريب مفهوم بعض الجرائم وركنيها المادي والمعنوي باستخدام إسم زيد وعمرو . وكلها أسماء عربية محضة و ق ح ة فى بلد يعجّ ويزخر بأسماء فى الغرب والشرق والجنوب من غير الأسماء العربية أو أسماء هجين ، لكن زيدا وعمرو رسخا فى عقلية المشرّع وتسربا لعقول طلاب كليات القانون لأنهما أقرب وأولي بالاستدعاء لتمثيل الجريمة المعينة لانسداد أفق المشرّع وعقليته المسكونة بأسماء عربية دون سواها . ولا يدرك التأثير السلبي للتوظيف والاستخدام الحصري لهذه الأسماء وإسقاط ما سواها ، وكان متاحا المصالحة بين كل الأعراق والهويات باستخدام أسماء عربية وغير عربية رغم أنها قد تكون مصالحة شكلية وتلفيقية. كما أن استخدام تلك الأسماء يعبر حتى فى الفضاء العربي عن هيمنة ثقافة ذكورية بالاكتفاء "بالأخوة" و إلغاء "فاطمة" وأخواتها .

    وفي سياق الحديث عن القوانين نشير بإيجاز لقانون يسمي بقانون خدم المنازل. وإسم القانون يفصح عن المقصود بخدم المنازل ، وهي لغة تنم عن تمييز اجتماعي وطبقي ، كما أن الخدم توصيف لشريحة اجتماعية منحدرة من مناطق جغرافية معروفة وتنتمي لمجموعات سكانية محددة . صحيح أن القانون صدر فى عام 1955م ، وهي بدايات حقبة الحكم الوطني ، إلا أن استمراره حتى الآن سبة اجتماعية وخزي ووصمة عار سياسية فى جبين المجتمع والدولة . ولا أرغب فى الإسهاب فى الحديث عن هذا القانون ومعالجة أحكامه الواردة فيه لأن ذلك يحتاج لدراسة مستقلة خارج إطار هذه المقالة .

    تزداد بين الفينة والأخرى ظاهرة "شجرة العائلة" حتى أصبحت نوعاً من الوسواس والهوس المرضي . فكثير من الأسر منكبّة وحريصة علي إعداد شجرة عائلة تؤصّل جذورها وتوثّق نسبها وتمتد هذه الجذور تاريخياً لتنتهي عند السيدة فاطمة أو آل البيت أو الخلفاء الراشدين أو أحد الصحابة والأسماء العربية الشهيرة والرنانة "ذات محتد ولها شرف ومرؤة وسؤدد فى عشيرتها" كما جاء فى التعريف بالشاعر الأموي المقنّع الكندي الذي اشتهر عنه قوله:

    إن الذي بيني وبين بني أبي ..................... وبيني وبين بني عمي لمختلف جدا
    فإن أكلوا لحمي وفرت لحومهم ..................... وإن هدموا مجدي بنيت لهم مجدا

    وما يجمع بين هذه "الأشجار" انتهاؤها بأسماء عربية وإسلامية لها صيت وشهرة ، مما يؤكد أن الذي يؤرّق هذه الأسر ويقض هجينها البرهنة علي أصولها وهويتها العربية ، والذي لم يفز بذلك منقطع الجذور مقطوع المنبت وليتفيأ ظلال احدي هذه الأشجار عل ذلك يسبغ عليه انتماءاً عربياً . هذا التهافت المخجل علي الهوية العربية يعبر عن هوية مأزومة ومجروحة ، وقد يكون أحد تجليات شعور طاغ بالدونية والإحساس بالنقص . ويتم التعويض عن ذلك بانتحال الأنساب والادعاء الكاذب بالهوية العربية ، وهي ورقة توت لمدارة سؤة اجتماعية ثقافية لكنها تسعر وتؤجج لصراع هويات فى بلد كالسودان ، يفضي لشر مستطير ومعظم النار من مستصغر الشرر.

    ومما يقدح فى صدقية هذه الشجيرات أنه لا توجد واحدة منها تتابع وتؤصل جذورها لتنتهي عند بلال بن رباح كأنه لم يخلف ذرية أو احد الموالي الذين أعتقوا عند مجيء الإسلام وبداية تفكيك مؤسسة الرق ، ربما خشية "ما ملكت أيمانكم" . وهم فى غمرة هذا الافتتان العربي ينسون أو يتغافلون قول الرسول الكريم "لا فضل لعربي علي أعجمي ولا لأبيض علي أسود إلا بالتقوى . إن أكرمكم عند الله أتقاكم" .

    وتحتدم ظاهرة شجرة العائلة ويشتد أوارها عادة فى زمن الأزمات والكوارث والحروب ، ربما لأن الإحساس بوجود ما يتهدد هذه الهوية ويسعي لإنتقاصها أو اختطافها هو الإحساس الطاغي مما يستوجب وجود حائط صد واستدعاء ميكانيزمات دفاعية عبر استجلاب هذه الهوية وإعلاء شأنها والتخندق خلفها.

    فى رثاء محمود درويش للمفكر الكوني والمثقف العضوي إدوارد سعيد (وأسميها دائماً القصيدة الحوارية لتحولات الضمير الشعري) يسأله درويش:

    سألته ما الهوية ....
    قال إنها ابنة الميلاد ، وهى دفاع عن الذات ....
    لكنها فى النهاية صنع صاحبها ....

    "من صنع صاحبها" تفتح الباب لمغادرة "هوية الميلاد" والاستقالة منها ، والانفتاح علي هويات أخري ومعانقتها والتساكن معها بدلا من إدعاء أخرق بتفوق هوية علي أخري بصورة صنمية وتقديس وسواسي. و "من صنع صاحبها" تمثل صدي لحديث سارتر عن فكرته عن الاختيار بالانحياز الاجتماعي والطبقي اللاحق بخلاف المنبت الاجتماعي والطبقي عند الميلاد.

    ورغم المحاولات المستميتة والخائبة لتعريب الهويات الأخرى ، إلا أنها عصية علي الاختزال والقولبة ، لأنها ابنة واقع معقّد ومتشابك نحتاج لفهمه وتفسيره بشكل عقلاني بدلا من ازدرائه والتعالي عليه ، وإدارة الظهر له وتنكب طريقه لأن مآل ذلك الانفجار ولا مآل غيره .

    أتمني أن يفتح هذا المقال الباب أمام حوار هادئ وموضوعي .

    ميرغني عبدالله مالك (شايب)
    محامي سوداني
    23/6/2011م
                  

العنوان الكاتب Date
أخوان ميري و سوميت و ميرم و تاجوج - ميرغني الشايب Mohamed Abdelgaleel06-25-11, 01:23 PM
  Re: أخوان ميري و سوميت و ميرم و تاجوج - ميرغني الشايب Nasr06-25-11, 04:38 PM
    Re: أخوان ميري و سوميت و ميرم و تاجوج - ميرغني الشايب Mohamed Abdelgaleel06-26-11, 08:31 AM
      Re: أخوان ميري و سوميت و ميرم و تاجوج - ميرغني الشايب على زين العابدين06-26-11, 08:50 AM
        Re: أخوان ميري و سوميت و ميرم و تاجوج - ميرغني الشايب فايزودالقاضي06-26-11, 09:34 AM
          Re: أخوان ميري و سوميت و ميرم و تاجوج - ميرغني الشايب Mohamed Abdelgaleel06-26-11, 12:18 PM
        Re: أخوان ميري و سوميت و ميرم و تاجوج - ميرغني الشايب Mohamed Abdelgaleel06-26-11, 11:05 AM
          Re: أخوان ميري و سوميت و ميرم و تاجوج - ميرغني الشايب ياسر السر06-26-11, 02:07 PM
            Re: أخوان ميري و سوميت و ميرم و تاجوج - ميرغني الشايب Mohamed Abdelgaleel06-27-11, 07:25 AM
              Re: أخوان ميري و سوميت و ميرم و تاجوج - ميرغني الشايب Mohamed Abdelgaleel06-28-11, 06:45 AM
                Re: أخوان ميري و سوميت و ميرم و تاجوج - ميرغني الشايب Mohamed Abdelgaleel06-28-11, 09:15 AM
                  Re: أخوان ميري و سوميت و ميرم و تاجوج - ميرغني الشايب Mohamed Abdelgaleel06-29-11, 10:28 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de