|
رسالة من امرأة سودانية الي قناة الجزيرة
|
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته الى الشيخ يوسف القرضاوي حفظه الله الى السيد وضاح خنفر الى الساده الصحفيين والمحررين والمحللين في قناة الجزيرة .
الحمد لله الذي خلقنا وفضلنا على كثير مما خلق وحملنا في البر والبحر... ورزقنا من طيبات الرزق وكرمنا وهدانا إلى سواء السبيل ، قال تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) . و نحمده كذلك على عدله ذلك لأنه لم يجعل مقياس التمايز بين بني الإنسان الذي ننتمي إليه بالألوان والأعراق أو الطوائف والقبائل ، بل كانت التقوى فوق ذلك كله ضابطة لسلوك الإنسان من أن ينتكس أو يرتكس إلى الوراء تعصباً للون أو جنس أو قبيلة ، لكنها تسكن باطن الإنسان كما قال عنها النبي عليه الصلاة والسلام حين سئل عنها التقوى هاهنا مشيراً إلى قلبه ، وتنعكس على سلوكه ـــــ الفرد ـــــ إمتثالا بشرع الله مساواة وعدلاً بين الناس بإختلاف ايات الله فيهم ألواناً وأشكالأً وألسنه .
أكتب اليكم ناصحة أمينه لا اخشى في الحق لومة لائم ولا أجاملكم و أعلم أن من عادى للإعلام وليا فإن الإعلام يؤذنه بحرب تطال شخصه وكل ماينتمي إليه ، لكننا تربينا ألا نخشى إلا الله و ألا نرجو إلا الله و ألا نقول قولا لأحد إلا في الله وبعد ... تا بعت قناتكم في أيام إتهام المحكمة للبشير وفي حرب غزة وفي حرب لبنان وفي ثورة تونس ومصر والاهم ثورة ليبيا وسمعت تحليلاتكم عن حرب الغرب على البوسنه وعن قضية دارفور فوجدت انكم غضبتم لإتهام المحكمة للبشير ...! لكن دون أن تتعمقوا في ذلك الإتهام أسباباً ودواعي قائمةً على أرض الواقع ، دون أن تجمّلوا حقيقه او تتذرعوا بكيل السياسة الدولية بمكيالين ، نعم تكال السياسة الدولية بمكيالين ولكنها حين تكيل للحق نبتهج ونحتفل بخطوة ولو واحدة أو متعثره على الطريق وذلك المرض قديم لو تدبرنا أيات الله سبحانه وتعالى (وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ * وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ * وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ * أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) فالمنافق إن كان له الحق أتى خاضعاً للقضاء ممتثلاً لأمره أما إن كان الحكم عليه فهو يعرض عنه . ألا يستحق الدارفوريون أن نعيض حقهم ممن قصف قراهم الأمنه وأحرق الزرع والضرع والنسل وشرد الملايين وقتل مئات الألاف منهم – أو قل عشرات الألاف على حد تعبير البشير نفسه – واغتصب نسائهم وانتهك حرمات المسلمين !؟ ولماذا فرح مدعو الإنحياز لحق الإنسان و كرامته من قادة العرب وساسته عندما تقرر تحويل ملف الحرب على غزة وإتهام إسرائيل بإرتكاب جرائم حرب بل وبدأتم تفضحون من عرقل الطريق عل التقرير كأنه إرتكب جرماَ او تستر على مجرم ، وما الفرق بين إسرائيل والبشير؟ أن البشير يتفوق على إسرائيل فهو يقتل أبناء شعبه ويتساوى معها في التشريد والتهجير للسكان لكنه يتفوق عليها في عدد الضحايا ، كم بلغ عددهم في حرب إسرائيل على غزة بكل تلك الاله الرهيبه التي شاهدناها على شاشتكم ؟ وفوق ذلك إنه الأسوأ لإنه يحكم بإسم الإسلام ويدعمه المسلمين ويرفع كذباً راية الشريعة الإسلامية . وما الفرق بين أهل دارفور وغزة؟ إنني الأن عرفت الفرق هو أن أهل دارفور سود ! ليسو عربا ؟ مع ان دارفور كل سكانها مسلمين وبهم حفظه للقرآن الكريم بأكثر مما في غزة بل إنهم كانوا يكسون الكعبة المشرفة كل عام حين لم يكن للعرب أبراجاً أو قصوراً ولا يملكون بترولاً أو ذهباً وضحوا في وجه المستعمر حتى عام 1916م . حسبنا الله ونعم الوكيل كم قتلوا في غزة كم تشردوا؟ هل نزح منهم الملايين ؟ أم وصلت أعداد موتاهم الى نصف عدد الذين قتلوا في دارفور ؟ ذلك الإقليم الذي زاره كل الغربين بما فيهم اوكامبو الذي يدعي بعض مخادعيكم كذباً انه لايعلم عن دارفور شيئاً سوى بعض الأخبار التي شاهدها على التلفاز او قراءها في الصحف والمجلات ، بل أكثر من ذلك أنهم إتهموه بالعماله وأنه ينفذ مخططات أجنبيه لزعزعة الأمن والإستقرار في السودان وكأن السودان مستقر !!! ألم يقل عنها كوفي عنان بأنها الجحيم على الارض ، بالرغم من ذلك لم يكلف العرب والمسلمين انفسهم ان يرسلوا لها رسولاً او حتى مراسلاً أو حتى مواسياً على ما يفعل بهم . الم يقف البشير في الفاشر العام 2003م خارجا عن العرف والقانون وعن تعاليم الدين قائلاً بصوت وصورة بثتها قنوات العالم لا أريد أسيراً أو جريحاً (إقتلوهم) فأعمل عليهم يد البطش لا لشيء إلا لأنهم طالبوا بحقهم في ثروة السودان ونصيبهم من المشاركة في الحكم بالحسنى التي لا يسمعها الظالمون . إن تتفاخرون بثورات العالم العربي اليوم فقد إعتادها السودان مرتين بعد الإستقلال لكن ثورة أهل دارفور ثورة طالب حق ومنافح عن ظلم وقع على أهله وعندما قوبلت بالنار ثأرت بالنار كما حدث في ليبيا . دارفور هي مدخل الإسلام إلى غرب إفريقيا وقصة حضارة قبل حضارة البترول الزائفه ، و اهل غزة بيض اللون ينتمون الى الدم العربي النقي كيف يقتلون ! لو أن رجلا قتل في غزة لأقام الدنيا وأقعدها ولو أن الفاَ ماتو في دارفور لما اكترث لهم أحد و لكان ذلك مناسباَ لهم لانهم يقتلون بيد عربي يدعم مجاهدي غزة ! لو أن الإسلام دينكم والعربيه لسانكم لتركنا الدين وهجرنا اللغه ، لكن الدين لله ولرسوله اللذين لم يفرقا بين سيد وعبد ناهيك عن أسود و أبيض واللغه لغة القرآن الذي أمر بالعدل والشهادة بالحق ولو كانت على ذي القربى او على النفس والإسلام براء من تلك العنصرية .
إننا لا ننسى شهداء أمري في شمال السودان ولا شهداء مظاهرة بورتسودان ، إن شعب السودان لم يوقف ثوراته على البشير ولن يوقفها إلا بعد أن يعتدل ميزان الثروة والسلطه شاء من شاء وابى من ابى .
هند دفع الله
|
|
|
|
|
|