|
Re: ندوة : هل سنخسر الوحدة والسلام معاً ؟ (ملخص + صور) (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
ضربة البداية فى الامسية كانت حديث د. الطيب زين العابدين :-
السلام عليكم اظن اننا نتفق جمعياً ان الصورة فى السودان غير واضحة اطلاقاً وكلنا نقوم بعمل تخمينات , والساحة مفتوحة لكل الاحتمالات . وربما لو تم سؤال شخص قبل فترة من الزمن عن احتمال اندلاع حرب فى جنوب كردفان كما هى حادثة الان , فانه على الاغلب لن يقدم اجابة بنفس شكل السيناريو الذى يحدث فى الولاية . قبل حضورى الى هنا كنت فى لقاء تم عقده فى جامعة الخرطوم اشرف عليه مركز ابحاث السلام وتم دعوة عدد كبير من شخصيات جنوب كردفان بما فيها الاحزاب السياسية والزعامات القبلية , وتم فى هذا اللقاء توضيح الصورة المؤسفة التى تحدث , وعن اعداد كبيرة من النازحين من (كادوقلى) مشياً على الاقدام من منطقة الى اخرى . الاحتمالات فى السودان مفتوحة لان السياسات نفسها مفتوحة , ولا تستطيع ان تتنبأ ان الحزب الحاكم سوف يقوم بفعل كذا او كذا , او الاخرين سوف يفعلون هذا او ذاك . عندما يقول عنوان الندوة اننا خسرنا الوحدة , اظن انه يعنى الوحدة مع الجنوب , فهل ليس هناك احتمال ان نخسر وحدة اخرى من داخل الشمال نفسه ؟ مناطق مثل جنوب كردفان والنيل الازرق ودرافور ؟ , الصورة قاتمة بالنسبة للوضع السياسى فى السودان . بالنسبة لخسارة الوحدة ورغم ان هناك مشاكل كثيرة جداً تسبب فيها المؤتمر الوطنى منذ بداية اتفاقية نيفاشا الى اليوم , ومنذ تكوين الحكومة عندما اصر على ان يأخذ وزارتين اقتصاديتين (البترول , والمالية) , وبعد ذلك كانت هناك مُشاكسة طوال الوقت حتى حدوث الانفصال , وعندى اعتقاد ان غالبية اعضاء الحركة الشعبية لديهم ميول انفصالية , واحساسى ان المؤتمر الوطنى منذ البداية لم يكن يُمانع فى حدوث الانفصال , البند الوحيد فى الاتفاقية الذى لم يتم تحديد معايير له هو ما يُعرف بالوحدة الجاذبة , وهذه الوحدة الجاذبة ليست لديها معايير او آلية ولا تحديد مسئولية , وفى نهاية المطاف اصبح كل طرف من الطرفين بقوم بتفسير الوحدة الجاذبة كما يشاء . هل هذا يعنى اننا خسرنا الوحدة للابد ؟ انا اظن انه ما زالت هناك فرصة , لو كان هذا الانفصال سلمى وسلس وحدث تعاون بين الطرفين , واصبحت هناك حدود مرنة تسمح بالحراك السكانى والحيوانى بين الشمال والجنوب وتجارة حدود , والبترول اصلاً سوف يقوم بالزامنا بالتعاون مع بعضنا لمدة من الزمن .. لو كل هذه العوامل المشتركة استمرت بصورة سلسة وسلمية فمن الممكن ان لا يشعر الناس بالانفصال وخاصةً لو اصبحت هناك مواطنة مزدوجة او مواطنة مفتوحة . لكن حتى الان فليس هناك اى مؤشر باننا سوف نقوم بسلوك يؤدى بنا الى قدر من التعاون والارتباط والتمازج بين الشعبين , بعد عُشرة استمرت لمدة 150 سنة فانه من العار ان نكون فى حالة عداء مُستمر , ومشاكسة مستمرة . منطقة (ابيي) التى تُهددنا انها ستكون قنبلة مؤقتة , مساحتها 10 الف كيلومتر مربع , فكيف تقوم باعطاء ثُلاث السودان حق تقرير المصير , ثم تقوم باحداث مشكلة فى مساحة 10 الف كيلومتر , هذا ليس منطق على الاطلاق لكن القيادات السودانية قد عودتنا على ان لا تكون منطقية فى تصرفاتها , وهى تصرفات وخطب انفعالية وكلام غير مسئول . فى قضية السلام , هل سنخسر السلام ايضاً ؟ , انا اقول ان الاحتمال وارد , رغم انه خيار غير مُرجح عندى , فى التحليل الذى تم ذكره لعدد من الكتاب ومن بينهم محجوب محمد صالح , ان هذا اشبه بالسير على حافة الهاوية وهناك كتابات غربية فى هذا المجال , وخاصةً لموقف المؤتمر الوطنى ودخوله الى (ابيي) بهذه الصورة العسكرية الضخمة والتى هى اقرب للاستعراض , وانا استبعد انها مطبوخة او انها مؤامرة لان الضرب حقيقةً بدأ من عناصر الجيش الشعبى للقوات المسلحة المنسحبة , والمنسحبة فى عربات وشاحنات تنتمى للامم المتحدة وهو ما يجعل من الامم المتحدة شهود على هذا , لكن رد الفعل كان بطريقة يمكن ان تؤدى الى تطورات اكبر فى المستقبل , وكان رد الحركة الشعبية هادىء والحكومة نفسها بدات فى التقليل من نبرتها وتقول ان هذا وضع مؤقت واذا تم اتفاق بخصوص المنطقة فان الجيش على استعداد للانسحاب مرة اخرى , وهذه خطوات تراجعية تُجنبنا على الاقل الحرب فى الوقت الراهن . لكن التصرفات الغير مسئولة موجودة , والان فان ما حدث فى جنوب كردفان من الممكن ان يمتد و (ابيي) جزء من جنوب كردفان حسب الاتفاقية القائمة حتى الان . نتمنى ان يستقر الوضع , وان يتم الاستماع الى قوى المجتمع الاخرى , حيث ان الوضع الحالى بوجود طرفين فقط هو وضع شاذ جداً , رغم ان القضايا مصيرية وتهم كل السودان , وهو وضع بدأ من 2005 حتى الان ويبدو ان هناك اصرار على ان يكون المجتمع الدولى له مساحة من التدخل اكثر من القوى الوطنية السودانية المختلفة . وانا افهم موقف الحركة الشعبية حيث ان لديها تعاطف مع القوى الغربية , ولكنى لا استطيع ان افهم موقف المؤتمر الوطنى الذى يسعى للخارج كل يوم ويتهم القوى الوطنية الاخرى بانها متأمرة . *
|
|
|
|
|
|