|
مولانا هرون.. أمسك اعصابك..!
|
خط الاستواء عبد الله الشيخ مولانا هرون.. أمسك اعصابك..!
دنيانا السودانية هذه مليئة بالثنائيات المتناقضة..آخر الثنائيات المتناقضة شكلاً ومضموناً هي ثنائية هرون والحلو ، بعد أن قدما ( اسكتش) استقرار الشراكة المضطرب فى جنوب كردفان.. ورغم إنو (الحال من بعضو) ، إلا أن الذهنية السودانية ، تصر على تسمية الشيئ أو الحتة الواحدة بمسميات متشابهة، ربما لكسل ذهني أو حاجة زي كده .. من هنا ، ليست هناك دروشاب واحدة ، ولا أُمبدة واحدة ، ولا كلاكلة واحدة ، هناك أمبدة العاشرة وأخرى بالردمية وأخرى بالسبيل، والكلاكلة ليست هي القبة ، ولا هي صنقعت وحدها ، ولا اللفة ، هنك كلاكلات شرق وكلاكل غرب..! إلخ .. يضاف الى ذلك ثنائية المريخ والهلال اذا تحدثنا فى موضوع الرياضة ، و هناك الختمية والانصار ، اليمين واليسار ، والمنشية والقصر ـ ومندور وفرفور إذا أيقن الحزب الحاكم بأهمية الوفاق الوطني فى الاصلاح السياسي .. هذه كلها ثنائيات ، وهي ثنائيات لا تدهشنى كثيراً ، بقدر ما يدهشنى تصديق بعض الناشطين على رأسهم استاذي محمد جلال هاشم ـ بحسن نية ـ لثنائية الحركة الاسلامية المعلنة بأن هناك ( وطني وشعبي)..! هذه الثنائية الفريدة التى تقدم عند كل منعرج انقاذي ما يمكنك أن تسميه بـ (متلازمة التوحد)..! ما هي هذه المتلازمة..!؟ حقيقة أنا لا أعرف تشخيصاً علمياً لهذه المتلازمة الانقاذية ، لكننى أحس بفداحة خطرها على ابناء السودان كلما رمانى قدري أمام سيرة ، أو صورة فتوغرافية لنوعية محددة من الكيزان ، من عيار المعتصم عبد الرحيم..! هذا العيار من مجاهدي الحركة الاسلامية تجده شديد الحرص على تقديم نفسه الى الملأ بالهيئة التى ظل عليها منذ أن قام الترابي بتجنيده فى التنظيم..! لا تتابع التجارب، ولا مرور الأيام ، ولا الاحداث الجسام ، ولا استشراء الشيب فوق الاصداغ والجفون .. لا ، ولا ..!!لا شيئ يدفع هذا النوع من الأعيرة الجهادية الى مبارحة محطته الجهادية الاولى ، فيبقى هكذا (مبرمجاً) فيها ، يبقى هكذا ،على حالة كونه راجل البركس ، ومن البركس ينطلق الى القصر ، ثم يعرج الى الوزارات، والولايات..! وكلما تقلد ولاية بدا زاهداً فى أشياءها (الفانية) وقال : ( إنها أمانة ، وإنها يوم القيامة خزي وندامة )..! الآن ، هذه المتلازمة تبدو شديدة الوضوح فى مشهد مولانا هرون وهو يفتح النار بضراوة على شريكه الحلو.. وقد كان مولانا هرون، فى أحايين كثيرة ، قد تمكن من تقديم نفسه كأحد عقلاء التنظيم .. قارن،عزيزي القارئ بين مشهده وهو ينزع فتيل الأزمة خلال اعتقال باقان وعرمان بعد مسيرة الإثنين الشهيرة ، وبين مشهده الحالي وهو يتوعد نائبه الحلو بعظائم الامور..! لماذا يفقد مولانا هرون أعصابه هكذا ، وهو يعلم أن الوضع فى جنوب كردفان لم يكن فى حاجة الى تحريشات من عرمان ، الوضع فى الجبال شعللته (متلازمة الانقاذ) يا مولاي ..! يا مولاي ..عد الى هدوءك الطبيعي ، دع الاجاويد أو الوسطاء الدوليون يحاولون البحث عن مخرج من أزمة الجبال، فهذه أزمة لا تحلها الطائرات ولا الدبابات ولا المدافع .. يا مولاي ، (الفقرا إتقاسموا النبقة) ، فتقاسموا السلطة فى الجبال إن كنتم تحرصون على صون دماء هؤلاء المساكين.. إن أبناء النوبة هم عماد الجيش السودانى، فكيف يموت ابن الجبال ببندقية الجيش؟ يا مولاي .. الامر ليس كذلك .. إن اشتعال الحريق فى جنوب كردفان لم يتسبب فيه ياسر عرمان ، ولا دخل لـ ( المندسين) ، ولا بقايا اليسار فى هذا الموضوع ، هذا الحريق ناتج من احتكاك ( المتلازمة الانقاذية المعروفة) ، من داخل صناديق انتخاباتكم..! مولاي .. إن الترزي فى ليلة العيد لا يستطيع تفصيل كل الهدوم ( الانتخابية)..!
|
|
|
|
|
|