|
|
 ( كلو ينزل تحت ، ويوسع للفنان)..!
|
خط الاستواء
عبد الله الشيخ
( كلو ينزل تحت ، ويوسع للفنان)..!
ما حقيقة هذه الثورات فى بلاد العرب ، هل هي عفوية ، أم هي كالاعاصير ، تنبثق من حرارة الصحراء، ثم تنقشع و تتلاشى لتنبت من جديد..؟ هل هذه الثورات نتاج صدفة أم هي فعل مدروس..! لو سألت حتى البلاشفة الذين تخصصوا فى علوم الثورات ، تجدهم لا يستطيعون نفي أن هنالك تفاعل ما قد حدث ..فاللافتات البهيجة من شاكلة ( إرحل من أجل المستقبل) ، تحتاج الى تمويل بـ ( قرشين حلوين)..! من هو هذا الممول السخي..؟ إن نشوب الثورات على هذا النحو يثير الكثير من التساؤلات ، إن لم نقل (الشبهات)..
نحن هنا لا نتحدث عن فساد أو إهتراء الانظمة ، هذا أمر مفروغ منه ، ومتفق عليه ، نحن هنا نبحث عن المحرك الكامن وراء هذا الفعل.. هل هذه عملية منظمة..؟ من هذا الحريف الذي نظمها ، من يقف وراء هذا العمل الجليل..؟ أترى هو الشعب؟ الذي لا يعرف المستحيلا ، ولا يرتضى بالخلود بديلا..؟ هل هذه الثورات فى بلاد العرب هي نتاج التمكين الذي تمتع به ( أخوان الصفا) هنا ،لكونهم اشتهروا بحب الخضاب..؟! أم ترى فعلتها البقية الباقية من البلاشفة العهد القديم..!؟
إن الشعب موجود فى كل ديار الثائرين، فى الحسكة والبريقة وإدلب ، وغيرها .. كما أن عدم انبثاق الثورة لا ينفي وجود الشعب عندنا هنا فى المرابيع وبيت المال ومزاد بحري.. وكما هو معلوم فإنه لا يمكن لـ ( حقيبة الفن ) أن تتنصل عن حالة كون دستورها لم يزل قائماً فى الخرتوم تلاته..!
ومعلوم أيضاً أن البداية تشبه النهاية ، ولا تشبهها ..! مهما قيل بأن مصر ليست تونس ، سوريا ليست طرابلس ، والخرطوم ليست موسكو..! دعونا نتصفح وجوه البلاد التى نشبت فيها الثورة..غريبة هذه الثورات ، غرابة الفال الحسن فى مثل هذا الوقت الذي بلغت فيه سعر علبة الكبريت فى السودان جنيهان انقاذيان..! لقد قيل لنا (موت البعث شيئ مستحيل) ، و أن الجماهير ستزحف بالملايين، من يصدق ،بسهولة أن حسنى مبارك انتهى ، وأن القذافى على الطريق، كيف به لا يتوقع ( اللون الخمري)!؟
هل هناك عاقل يفتتن بتحصينات (باب العزيزية)..! إن لعنة سقوط الانظمة اذا توقفت ــ لا سمح الله ـ عند الحدود المصرية التونسية السورية الليبية ستبدو أقرب الى القصص والحكايات القديمة ،منها الى حوادث واقعية ..!
إذن ( عليكم أن ترقصوا وتغنوا وتستعدوا)..!نقل إبن بطوطة، فى نزهته من طنجة الى مصر شيئاً مشابها لما حدث فى ميدان التحرير .. قال ابن بطوطة :ـ و كان سلطان مصر على عهد دخولي إليها الملك الناصر أبا الفتح محمد بن المنصور سيف الدين قلاوون الصالحي ..وفى ذكر بعض أمراء مصر يقول ابن بطوطة :ـ منهم ساقي الملك الناصر، وهو الأمير بكتمور ، وهو الذي قتله الملك الناصر بالسم، ومنهم نائب الملك الناصر أرغون الدودار، وهو الذي يلي بكتمور في المنزلة، ومنهم (طشط )، وقد وسجنه الملك الناصر مرة، فاجتمع من الحرافيش آلاف، ووقفوا بأسفل القلعة، ونادوا بلسان واحد :ـ يا أعرج النحس، يعنون الملك الناصر، أخرجه ..!
فأخرجه من محبسه، وسجنه مرة أخرى ،، ففعل الأيتام مثل ذلك فأطلقه..!
إذن، فعلها الحرافيش فى الماضي من أجل ذلك الـ( طشط)..! والطشط حسب معلوماتي اللغوية هو طشت الغسيل..!
تالله لقد أصاب ابن بطوطة ( فى التأطير للثورة) ..! لأنه إذا هبت الثورة ، ( كلو يروح مع الغسيل)..! و ، ( كلو ينزل تحت ، ويوسع للفنان)..!..
و.. هل هناك فنان غير هذا الشعب الفنان..؟
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
عبد الله الشيخ
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست