|
Re: يسألونك عن العلمانية : حوارات في اتجاه صياغة رؤية الحزب الديمقراطي الليبرالي عن العلمانية . (Re: Abdel Aati)
|
مساهمة سابقة لاستاذنا بشير بكار :
Quote: - نجح المتأسلمون السلفيون في شحن مصطح "علمانية" بمعان سالبة حتى أصبح عند العامة وكثير من أنصاف المتعلمين يطابق كلمة "كفر"
- العلمانية نشأت في سياق تطور تاريخي معين واكتسبت معان وتطبيقات متفاوتة في مختلف البلدان.
- جوهرها هو الفصل بين الدين والدولة، أي إن الدولة لا تنحاز إلى دين مجموعة معينة من مواطنيها أو مذهبهم سواء كانوا أغلبيةأم أقلية. بهذه المناسبة الفصل بين الدين والدولة ممكن، ولكن الفصل بين الدين والسياسة غير ممكن عمليا، بمعنى أن أي صاحب أيدولوجية يستمد قيمه ومواقفه السياسية من إيدولوجيته سواء كانت دينية أو لادينية. جورج بوش كان رسول اليمين المسيحي في البيت الأبيض. ولكنه محكوم بدستور علماني يحد من حريته في تطبيق ما يراه واجبا تجاه الله حسب فهمه. في أوروبا هناك أحزاب تسمى مسيحية ولكنها تعمل في إطار دستور علماني.
- السيادة للشعب يمارسها بالنيابة عنه نوابه المنتخبون ديمقراطيا.
- الشعب هو مصدر التشريع والسلطات.
- الدستور الديمقراطي هو الدستور الذي يضمن الحقوق والحريات الأساسية: حق الحياة وحق الحرية، حرية التعبير، والتنظيم، والاعتقاد،إلخ أي دستور دون ذلك ليس بدستور.
- يتحايل المتأسلمون على تفريغ الدستور الديمقراطي من محتواه بإدخال الشريعة كمصدر أساسي أو أحد مصادر التشريع. هذه الحيلة يجب أن ترفض تماما. ولدى المساومة يمكن تقييدها بعبارة مثل "على ألا يتعارض ذلك مع العهود والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان".
- إذن العبرة بمحتوى الدستور في النهاية، وليس بمفهوم كلمة واحدة. لأن الديمقراطية نفسها يمكن أن يكون منصوصا عليها في الدستور وتفرغ من محتواها بمواد أخرى في الدستور نفسه مثلما هو حادث في الدستور الحالي.
- ليس من الخير الدخول في معارك ديماغوجية مع المتأسلمين حول كلمة "علمانية" بل يمكن تركها لهم ليأكلوها(كان تنفعهم)
- "مدنية" يمكن أن تؤدي المعنى المقصود بعلمانية إذا ما تضمنت نصوص الدستور المعاني المذكورة أعلاه.
- يمكن التفكير في استنباط مصطلحات جديدة تتجاوز مدنية وعلمانية: مثلا مصطلح "الدولة الإنسانية" وهو مصطلح طرقه بعض السياسيين والمفكرين في نطاق محدود حتى الآن، ويطرح في محاولة لتجاوز قصور الدولة القومية واستشراف عهد وحدة الكوكب الأرضي ووحدة البيئة ووحدة البشرية
- الأمبراطورية الإسلامية ظلت منذ عهد معاوية دولة علمانية بمعنى من المعاني، وقد جاء هذا حتى في الحديث النبوي، "تصبح ملكا عضوضا" وظهر مصطلح السلطة الزمنية والسلطة الدينية للتفريق بين السلاطين والملوك الذين يمارسون سلطة زمنية وسلطة رجال الدين والفقهاء والعلماء والقضاة. الدولة الزمنية في السياق الإسلامي معادل للدولة العلمانية.
- مرة أخرى، العبرة بمحتوى نصوص الدستور وليس بمسمى الدولة: علمانية أم مدنية أم إنسانية أم زمنية
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يسألونك عن العلمانية : حوارات في اتجاه صياغة رؤية الحزب الديمقراطي الليبرالي عن العلمانية . (Re: Abdel Aati)
|
تعريف الزميل عبد العزيز كمبالي للعلمانية في اطار الورقة التي صاغ فيها موقف الحزب لتوحد :
- تتمثّل آرائنا فى الآتى: - أهمية إدراج مصطلح ومفهوم العلمانية فى البند (2) من المادة (3) وهنا تعريفنا لمصطلح العلمانية كما نفهمها فى السياق السياسى: "العلمانية عندنا تعني فصل الدين عن الدولة، باعتبار أمور السياسة وتنظيم المجتمعات واختيار أنظمة الحكم والاقتصاد، تخضع دائماً للتغيير و التطور تبعاً لحاجات المجتمع ووفقاً لإبداعات الخيال الإنساني، وأنها عمل بشرى محكوم بخيارات ومصالح بشرية خاضعة للخطأ والصواب كما تخضع للمحاسبة البشرية، كما تعنى المراعاة الدائمة والإحترام العميق للأديان بوصفها مكونات جوهرية لوجدان الإنسان و حضارته، و مراعاة المساواة بينها، و إستلهام القيم الخيرة في كل الأجيال انتصاراً لمبادئ الحرية و العدل المعبر عنها في وثائق وعهود حقوق الإنسان العالمية، و ضمان حرية العبادة و المعتقد".
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يسألونك عن العلمانية : حوارات في اتجاه صياغة رؤية الحزب الديمقراطي الليبرالي عن العلمانية . (Re: Abdel Aati)
|
من مساهمة سابقة لي في الحوار :
أصل المصطلح: اصل المصطلح في اللغة الانجليزية يرجع لكلمة (saecularis) اللاتينية وهي تعني الانتماء الى جيل او زمن ما ؛ اي بالعربي كدا (زمني) .. ونسبة لأن المسيحيون كانوا يعتقدون ان الله يقع خارج الزمن؛ فقد بدا المفكرون العلمانيون في القرون الوسطى يستخدمون كلمة سيكولار بمعني زمني للتفريق بين الاشياء الدنيوية وبين ما هو لازمني ( تابع للإله)
بالمقابل فان اول دولة اعلنت نفسها علمانية ؛ وهي الجمهورية الفرنسية ؛ قد استخدمت تعبيرا مقتبسا من الكلمة اللاتينية (lāïkós ) ؛ اي بشري ؛ لايمان؛ شخص غير متخصص (في العلوم الدينية) اي ليس يقسيس او غير كاهن ؛ واعلنت عن نفسها انها دولة لائكية (لا كهنوتية ) ؛ حيث جاء في الدستور الفرنسي ( ("La France est une République indivisible, laïque, démocratique et sociale.") ؛ أي ان فرنسا جمهوربة موحدة (غير قابلة للتجزئة) علمانية ؛ دسمقراطية واجتماعية. عموما يتضح ان مفهوم العلمانية أتى من نسبة الاشياء لهذا العالم ؛ للقضايا الدنيوية؛ للقضايا الزمنية وليس الغيبية ؛ وفي هذا فأن الترجمة الأفضل لها كانت ستكون (الدنيوية) او (الزمنية) ؛ وهي ما تتفق مع ما جاء في الاثر ( أنتم اعلم بامور دنياكم).
وهنا تعريفات بسيطة لبعض المصطلحات في هذا الصدد : الدولة الدينية: هي الدولة التي تدعي الحكم بإسم الدين وبإسم الله او ما يسمى بالدولة الثيوقراطية : من نماذجها في مصر القديمة حكم الفراعين الذين زعموا انهم ابناء الالهه وانهم يحكمون باسمهم ؛ وفي اوروبا في القرون الوسطى كان الملوك يزعمون انهم معينون من الله .. وحديثا تزعم ايران تحت ولاية الفقيه (الذي ينوب عن المهدي) انها تحكم باسم الله ؛ وكذلك زعمت طالبان وزعم طغاة السودان .
الدولة المدنية مصطلح غائم ومشوش يعني واحدا من التالي : 1. ان الدولة تحكمها مؤسسات مدنية لا عسكرية ؛ أو 2. ان القانون السائد فيها قانون مدني او 3. تعني دولة متمدنة او 4. دولة يسود فيها المجتمع المدني . المشكلة ان من يدعون للدولة المدنية لا يضمنون كل معاني فصل الدين عن الدولة لا في تعريفاتهم ولا في نصوصهم الاطول ومطالبهم ؛ بل البعض منهم يطرحون اشياء تتناقض معها تماما كاعتماد التشريع على القوانين الدينية (الصادق المهدي) وقبول العمل تحت دستور اسلامي (الحزب الشيوعي) ؛ لذلك لا يمكن لنا الركون الى هذا المصطلح الذي اصبح متكأة اصحاب المواقف الرمادية ونطالب ان تدعو القوى الحديثة والديمقراطية لدولة علمانية عديل . الدولة العلمانية: (بعد ضبط التنوين) هي الدولة التي تتحقق فيها الشروط التالية: 1. محايدة تجاه القضايا والشعائر والافكار الدينية للمواطنين : لا تتدخل فيها ولا تدعمها ولا تعارضها – 2. تتحقق فيها الحريات الدينية وحرية الضمير وحرية تغيير الديانة وحرية عدم الاعتقاد 3. لا تنص على دين رسمي للدولة 4. لا تميز شخصا او تعطيه امتيازات بسبب دينه ولا تضطهد احدا او تحرمه من حقوق بسبب دينه 5. يقوم فيها القانون والدستور على اسس مدنية لا دينية 5/ يقوم فيها التعليم على اسس مدنية لا دينية
المسلمون والعلمانية: مصطلح علمانية اذا تبناه المسلمون لا يفرغه من محتواه لان محتواه واضح؛ وهناك الكثير من المسلمون علمانيون ويصنفون انفسهم كعلمانيين . ومصطلح العلمانية يمكن ان يقابله مصطلح الدنيوية ؛ وان كان سيحتاج الى تعريفه بدقة وهو امر غير موجود - حسب علمي - في التراث ؛ وعموما الاسلام دين وليس قاموسا لغويا ولا فلسفيا ؛ ولا اعتقد انه ناقش قضية العلمانية لأن جوهر الدين يختلف عن نظريات السياسة والعلمانية ليست نقيض الاسلام اذ الاسلام دين والعلمانية نظرية سياسية لتنظيم علاقة الدولة بالمجتمع ؛ وتبني المسلمين للعلمانية لا ينتقص من اسلامهم ولا يحجر على عقائدهم او عباداتهم بل يضمنها ان تتم في اطار دستوري ودون تدخل او حجر من قبل الدولة او انحياز لهم او عليهم .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يسألونك عن العلمانية : حوارات في اتجاه صياغة رؤية الحزب الديمقراطي الليبرالي عن العلمانية . (Re: Abdel Aati)
|
مساهمة من الاخ الاستاذ ابو عبيدة النعمان :
Quote: العلمانية مفهوم الى ان المجتمع والدولة يجسدان علاقات اجتماعية وليست علاقات دينية , والعلمانية لا تلغي الدين ولا الممارسات الدينية , بل تخرج السياسة والتنظيم الإجتماعي من حيز الممارسة الدينية كما تخرج الممارسة الدينية من الحيز الإجتماعي والسياسي بمعنى أنها تقوم على فكرة فصل الدين عن الدولة . وبعبارة أدق " العلمانية تحرر الدين من قيود الدولة وتحرر الدولة من قيود رجال الدين " .
ويمكننا تعريف الدولة العلمانية ( المدنية ) بأنها الدولة التي تنتقل فيها سلطات الحكم والإدارة والتشريع والتعليم , من المؤسسات والمحافل الدينية الى الهيئات المدنية والتي تحاول بدورها تنظيم شؤون المجتمع وفقا للأساليب العلمية بما يكفل توفير الرفاهية للمجتمع بأكمله في وطن يمكن للناس ان يلتقوا فيه كمواطنين , دون أي اعتبار للفروق في العنصر أو العقيدة , فالدولة العلمانية لا ينص دستورها على دين او مذهب تتبعه حكومتها ولذلك وجدنا الكثيرين يعتبرون الدولة العلمانية دولة كفر
ولكن لو نظرنا الى كل الدول التى طبقت اسلوب الدولة المدنية سنجد كل دولة لها كيان مختلف واسس مغايرة لاى دولة اخرى لان كل دولة لها موروثاتها وثقافتها ومستوى تطورها الثقافى والعلمى والتاريخى ولا يمكن الجزم بان مفهوم العلمانية ثابت فى كل دولة فكل دولة تستثيغ المعنى وتطبقة تبعا لوضعها الخاص، لذلك الأتيان بمفاهيم و قوالب معلبة لافراغها على اي واقع دونما اعتبار لخصوصياته لهو ضرب من مضيعة الوقت وانطلاقاً من المفاهيم التي ارتكزت عليها مبادئ العلمانية كنتاج لواقع ما تتجسد فيه تجارب شعوب و امم و حقب تاريخية شهدت نفس مضمون الصراعات التي نعيشها نحن الآن فليس بالضرورة ان تفضي لنفس النتائج بتفصيلاتها الداخلية، اي بمعنى ان علينا الاستشهاد بالتجارب الانسانية في ابداع (مصطلح) او مفهوم يتوافق مع طبيعة اشكالاتنا الاجتماعية و السياسية بدلاً من الهروب من الواقع لاستجلاب حلول (نظن) ان بها صلاحنا .. و نضيع الوقت في الاختلاف حول ما تعنيه و ما لا تعنيه، هذه المفاهيم التي توصلت اليها الانسانية لم تتنزل عليها من السماء و انما كانت نتاج صراع حقيقي خلص في النهاية إليها.
بمعنى آخر بدل الاخذ بمستخلصات هذا الصراع قفزاً، علينا فهم الآلية التي انتجت هذا المفهوم و إعتمادها لإيجاد حل يخصنا فيما يخصنا.. |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يسألونك عن العلمانية : حوارات في اتجاه صياغة رؤية الحزب الديمقراطي الليبرالي عن العلمانية . (Re: Abdel Aati)
|
مساهمات سابقة للزميل عاصم فقيري :
هنالك الكثير من اللغط والظلال الرمادية التي يلتفح بها مفهوم العلمانية (بفتح العين) "وهي بفتح العين يكون مصدرها العالم وليس العلم بكسر العين" ومن نطقها هذا "العلمانية" بفتح العين تعني الحياة في عالم يسع الجميع دون تمييز ديني أو عرقي أو قبلي أو نوعي أو باللون أو باللغة، بمعنى أن يتساوى الجميع تحت هذه العلمانية.
هذا ما يوجه للذين ينظرون إليها من منظور ديني وعلى الأخص نظرة بعض الإسلاميين الذين يعتبرونها معادية للدين. هل وقف هؤلاء مع أنفسهم ليسألوا ما إذا كانت هناك مجموعة من المسلمين تمثل أقلية في دولة ما أو مجتمع ما وكان ذلك المجتمع يحكم بنظام غير علماني أي نظام يضع الدين كأساس للحكم؟ إذاً لضاق بمثل ذلك النظام المسلمون ذرعاً وهتفوا بأنهم مضطهدين، ولكن إذا كان ذلك النظام علماني لا يفرق بين أفراد المجتمع من حيث الدين والعرق واللون واللغة والنوع، لوجد المسلمون أن ذلك النظام عادل ورضوا بالعيش والإنخراط بإنسجام فيه.
إذاً فجماعة الإسلام السياسي عندما يهاجمون العلمانية يهاجمونها من منطلق وجودهم في مجتمع هم غالبية فيه، يريدون أن يحكموا حكماً يجعل من الدين متداخل مع كل جوانب الحياة السياسية وأنظمة الحكم مؤسسسات الدولة دون النظر إلى ما يترتب على ذلك مما يمكن أن يلحق ضرراً بغيرهم وليس غيرهم فحسب، بل فيما بينهم حيث أن المسلمين والمجتمع الإسلامي وحتى جماعات الإسلام السياسي تختلف في فهمها وتطبيقها للدين في الحياة وإن إتفقت غالبيتها في ما يخص العبادة، ولكن إختلافهم هذا إذا كان فيما يخص بعض الجوانب العبادية قالوا أن هذا الإختلاف رحمة حتى يجد المسلم الأسهل فيتبعه، فماذا عن الإختلاف فيما يخص نظام الحكم أي ما ليس بعبادات، هل سيكون هذا أيضاً رحمة؟
هنا مربط الفرس، وحتى لا يكون هناك إختلاف فيجب أن نحفظ للأديان والمعتقدات حقها وكيانها وذلك بتطبيق نظام علماني ديمقراطي يحترم كل المعتقدات ويكفل حريات الإعتقاد والحريات الشخصية في الفكر والتعبير والإبداع الإنساني.
فما هي الدولة المدنية وما هي مقوماتها اللهم إلا إن كان هذا فقط إصطلاح من ورائه شيء آخر ولكني أرى أن الدولة المدنية هي الدولة العلمانية ذاتها، أم أن هناك دولة مدنية ستكون ذات صبغة دينية محددة ويطلق عليها دولة مدنية وهل للدولة المدنية مؤسسات حكم خاصة أم هي نفس المؤسسية والمؤسسات التي لدى الدولة العلمانية؟؟؟
ومعروف أن العلمانية الديمقراطية لا تنحاز لدين أو طائفة أو عرق فهي بذلك تكون النموذج الأمثل، وهي ذاتها الدولة المدنية حيث العلمانية هي الضامن لوجود مثل تلك الدولة وبغياب العلمانية لا ضامن لوجود أو إستمرار دولة مدنية.
- العلمانية تحقق السلم الإجتماعي - العلمانية تحقق العدالة - العلمانية الديمقراطية تتيح تداول السلطة للجميع - العلمانية تؤمن دستورية الدولة - تكرس الدولة المدنية التي لا تفرق بين مواطنيها سياسياً أو اجتماعياً أو اقتصادياً أو تعليمياً على أساس فكري أو عرقي أو ديني - السيادة فيها للقانون، حيث لا مجال تحت مظلة هذا النظام للانحياز الديني أو الفكري أو القبلي أو لممارسة الواسطة أو لتقنين العنف الجسدي أو اللفظي تحت أي مسمى كان.
إذاً العلمانية هي الوسيلة الوحيدة للدولة المدنية ودولة المؤسسات المدنية التي تؤلف بين التباين الثقافي والديني والعرقي.
ونورد هذا السؤال لعله يفتح آفاقاً أرحب:
1 - ماذ لو كانت دول أوربية مثل فرنسا وإنجلترا غير علمانية؟ وكيف يكون المسلمين فيها في ظل نظام غير علماني؟
وكذلك :
(بالرجوع لمداخلتي السابقة أعلاه، ومن عندها أواصل)
كما ذكرت آنفاً هناك كثير من اللغط والظلال الرمادية التي تشوب مفهوم وتفسير معنى العلمانية.
أعود بعد الكثير من التمحيص للمساهمة الآتية فيما يخص مفهوم العلمانية بعد الإستفادة من التفسيرات الدستورية لعدة دول من بينها بريطانيا وفرنسا لمفهوم العلمانية قديماً وحديثاً، حيث أنه في العصر الحديث، إنتبه المهتمين بالأمر للبس الذي يشوب المعنى والمفهوم الحقيقين للعلمانية (وكما أسلفت بفتح العين).
لقد تعرض تفسير كلمة العلمانية لكثير من الآراء المختلفة والتي تتعددت وتباينت في مختلف أرجاء العالم.
التفسير الراجح والأكثر شيوعاً للعلمانية هو حيادية الدولة، وحيادية الدولة هذه تأتي في محازاة حيادية القضاء أي إستقلاله فالقاضي يجب أن لا يلتفت إلى خصوصياتك أو عرقيتك أو لونك عندما تكون ماثلاً أمامه ليفصل في قضية أنت طرف فيها والدولة كذلك يجب أن لا تتعامل مع المواطنين على أساس دياناتهم أو قبائلهم أو ألوانهم أو خلاف ذلك مما يصب في مجرى التمييز بين المواطنين.
العلمانية = حيادية الدولة
والديمقراطيون يعتبرون العلمانية هي الأساس للديمقراطية فإن لم تكن هنالك علمانية لن توجد ضمانات للديمقراطية أو لا يمكن أن تكون هناك ديمقؤاطية حيث أنه في النظام الديمقراطي يجب أن يصوت كل فرد في الإنتخابات كفرد وليس ممثلاً لطائفة دينية أو قبلية أو طائفة عرقية أو أياً كانت من أنواع الطوائف التي تشير للتمييز بين المواطنين فالديمقراطية تستوجب الحياد التام وكل فرد يمثل نفسه ويصوت لمن يشاء، ولا نجد أن أعضاء التنظيم السياسي يفوضون ألزعيم أو رئيس الحزب ليصوت نيابةً عنهم بل كل فرد يمارس حقه في التصويت كفرد وهنا تكمن أهمية الحيادية في الديمقراطية وهي لا تتوفر إلا بتوفر حيادية الدولة وعلمانيتها.
وبذلك تكون الديمقراطية والعلمانية في تزاوج متناغم يخدم كل منها الآخر وتتسع مساحة التفاعل بينهما إذا توفرت الحريات الفردية من حرية تعبير وحرية فكر وتفكير وخلافه وهو ما نسميه (بالليبرالية).
العلمانية بهذا المفهوم تدعم وتحمي الأفراد من الوصاية عليهم من قبل زعامات طائفية أو دينية أو قبلية أو غيرها، وهذا ما يكرس ضرورية العلمانية في بناء حياة ومجتمع ديمقراطي وحر.
وفي ذات الوقت تحفظ العلمانية والديمقراطية والليبرالية مجتمعة مع بعضها البعض حقوق الفرد في أن يختار ديانته التي يرتضي ومذهبه الذي يرتضي ورأيه الذي يرتضي.
إنها سبيل العيش الكريم وحرية الإنسان وكرامته
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يسألونك عن العلمانية : حوارات في اتجاه صياغة رؤية الحزب الديمقراطي الليبرالي عن العلمانية . (Re: Abdel Aati)
|
مساهمة من الاخ الاستاذ محمد الواثق عن مفهوم حزب الامة للدولة المدنية:
Quote: دعونا نتفق أولا على ان الدولة المدنية المقصودة في طرح حزب الأمة : هي دولة المواطنة التي تقوم على حق الاختيار وحق المساءلة .
فالدولة في المصطلح السياسي هي: ( جمع من الناس، مستقرون في إقليم معين الحدود، مستقلون وفق نظام خاص). ابراهيم مصطفى وآخرون ، المعجم الوسيط ، ج أ ، مجمع اللغة العربية ، القاهرة ، 1960 ، ص 304.
بمعنى ان الناس هم الذين يختارون نظمهم وفق معطيات واقعهم وتلك المعطيات متغيرة بتغير الزمان والمكان.
والدولة في الإٍسلام لا تعد إلهية (theocracy) . فالنظرية الثيوقراطية – على اختلاف صورها – لا تتطابق مع النظرية السياسية للإسلام ، فالحاكم ( الخليفة أو الإمام ) في الإسلام ليس له سلطان من الله ، ولا هو مستمدا سلطانه من قوة غيبية . وانما يستمد الخليفة سلطانه من الأمة عن طريق الانتخاب والاختيار في صورة البيعة التي يتولى بها الخلافة . وهو مسئول أمام الأمة كما هو مسئول أمام الله . وإذا ثبت أن الخليفة حاد عن الطريق السوي، ولم يرع الأمانة، وإذا استبد وطغى، أو خرج على أحكام القرآن والسنة ، حق للأمة عزله بل مقاومته والثورة عليه . حازم عبد المتعال الصعيدي ، النظرية الإسلامية في الدولة : مع المقارنة بنظرية الدولة في الفقه الدستوري الحديث ، دار النهضة العربية ، القاهرة ، 1977 ، ص 192.
وقد ناقش المفكر عبد الإله بلقزيز هذا الأمر واشار الى ان الحضور الكثيف للمسألة السياسية في الوعي السياسي الإسلامي الحديث تعود إلى تقدير عام لدى النخب بأن الخلل الذي أصاب بنى المجتمعات الإسلامية ومدنيتها عموماً إنما مرده إلى عوامل سياسية في المقام الأول : إلى دولها ونظمها السياسية على وجه التحديد ليس التقدير طارئاً على وعي الفقهاء والنخب الفكرية الإسلامية ، انه قديم جداً وربما يعود إلى ظروف وملابسات انهيار نظام الخلافة وقيام الحكم الجبري العاض . ولم يشكك أحد من الفقهاء في سلامة النظام الاجتماعي والثقافي والقيمي الإسلامي في أي من العصور بل انصرف التشكيك أو الطعن والنقد إلى النظام السياسي بحسبانه النظام الذي حاد عن جادة الكتاب والشرع وأدخل وحدة الجماعة الإسلامية في محنة لم تخرج منها حتى الآن .عبد الإله بلقزيز ، الدولة في الفكر الإسلامي المعاصر ، مركز دراسات الوحدة العربية ، بيروت ، 2002 ، ص 23.
وهناك حقيقة تغيب عن كل الباحثين في النظام السياسي للدولة الإسلامية ذلك أن كثيرا من هؤلاء يعتقدون أن هناك صورة واحدة للنظام السياسي الذي يعتبرونه إسلاميا تلك هي صورة الخلافة التي عرفتها الدولة الإسلامية منذ وفاة الرسول (ص).
وقد ذكر الأستاذ / محمد ضياء الدين الريس أن لفظ الخلافة أو الإمامة الذي أصبح – منذ بدأ تدوين العلوم وأصبح للبحوث السياسية نصيب منها – علما ، بأن نظام الحكم في الدولة الإسلامية لا يعنى في مدلوله السياسي أو الدستوري اكثر من تنظيم رئاسة الدولة الإسلامية تنظيما يشمل اختيار الرئيس وتقرير حقوقه وواجباته على نحو يشير إلى محاولة اتباع المثل الأعلى الذي كان قائما في بداية نشوء الدولة الإسلامية حين كان الرسول (ص) يتولى رئاستها ، لكن هذا اللفظ (الخلافة) لا يدل على نظام حكم معين محدد التفاصيل بل ليس في الشريعة نظام حكم معين ومحدد التفاصيل وانما جاءت الشريعة الإسلامية في هذا المجال بالقواعد العامة فحسب. محمد ضياء الدين الريس ، النظريات السياسية في الإسلام ، ط 4 ، القاهرة ، 1967.
وفي رأي : أن وجوب الخلافة في تعبيرات الفقهاء المعنيين بالفقه الدستوري لا يعنى أكثر من وجوب قيام حكومة تحقق الغاية التي رسمتها الشريعة الإسلامية وهو لا يتناقض ولا يقدح في حق الجميع في ممارسة حقهم في الاختيار أو المساءلة .
كما انه لا يوجد اتفاق بين فقهاء المسلمين على المبادئ العامة المتعلقة بالأسس الدستورية التي تقوم عليها الدولة الإسلامية. ولكن هذا الخلاف لم يكن حول المباديء ذاتها ، بمعنى خلاف حول ما إذا كان الإسلام قد جاء أو انه لم يجيء بها ، بل كان حول ما يعتبر منها متصلا أو غير متصل بالشئون الدستورية أو بنظام الحكم . والمباديء الدستورية في الإسلام ، أي المباديء المتعلقة بنظام الحكم ، هي : الشورى ، العدالة ، المساواة ، الحرية ، ومسئولية الحاكم أي خضوع الدولة للقانون |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يسألونك عن العلمانية : حوارات في اتجاه صياغة رؤية الحزب الديمقراطي الليبرالي عن العلمانية . (Re: Abdel Aati)
|
مساهمة في البوست السابق للزميل ثروت سوار الدهب:
لا يوجد شيئ اسمه الدولة المدنية. هي تخريج لرفع الحرج عند المنادين بها بالنسبة للمستلهمين تعريفات العلمانية و نافرين من الكلمة لتشبعها بحمولات سالبة الصقها بها اعداءها. هذا فيما يخص معظم احزاب توحد او ربما هو موقف الحزب الشيوعي و اليسار.
اما موقف الامة و الاتحادي و القوى الرجعية الطائفية ففهمها مضاد حتى للتعريفات العلمانية المستوعبة في ما يسمى بالدولة المدنية. و ما قبولهم للمصطلح الا استهبال ينسجم مع نهجهم المتخلف و الاستغلالي الاجتماعي و التخريج الطائفي حول التداول السلمي للسلطة و موقفهم المبدئ تجاه الديمقراطية الليبرالية كاجراء ميكانيكي فقط.
و لان معركتنا حول تحديث و نهضة السودان و صياغة مجتمعه بشكل معاصر في حلقة من حلقات تطور الصراع تحتم علينا المصادمة مع القوى الطائفية المتخلفة, فتراجع عن مصطلح العلمانية غير مبرر و غير مقبول إطلاقا. و غني عن القول ان نذكر الانقاذ و مجموعة الترابي و باقي القوى الظلامية و موقفها تجاه العلمانية.
لذلك الموقف من توحد يجب ان يكون بعدم التنازل عن العلمانية اطلاقا. و دونها فالتذهب توحد حيث تريد. بل فلنحتفي بموقف الاستاذة لنا مهدي الواضح تجاه العلمانية اكثر من كل احزاب توحد مجتمعة. فهذه خطوة نحو الاشراق يقابلها قفز في الظلام بمجاراة احزاب تقدم سابقا و توحد حاليا في قصوراتهم النظرية و تبلد احساسهم تجاه المعطى و المستحدث.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يسألونك عن العلمانية : حوارات في اتجاه صياغة رؤية الحزب الديمقراطي الليبرالي عن العلمانية . (Re: Abdel Aati)
|
مساهمة من استاذنا كابتن صديق عبد الجبار حول الأمر مقدمة لحزب حشد الوحدوي الحليف للدراسة والقرار فيها في مؤتمر الحزب القادم:
Quote: باسمك اللهم نبدأ رؤيتنا في مسألة الدين والدولة
1. لقد وضح جلياً لكل الناشطين في مجال الفكر الحداثوي والباحثين في ثقافة الديمقراطية وحقوق الانسان وجميع الذين ساهموا من علماء السياسة والمجتمع السودانيين خاصة، والمسلمين والعرب عامة، أن مفهوم العلمانية قد شابه كثير من الغموض وعدم الوضوح، لذلك فلقد صار يستخدم كمرادف للإلحاد والدعوة للإباحية والحرية غير المنضبطة بخبث وذكاء. ومن المؤسف حقاً أن ذلك التوصيف للعلمانية لا يأتي فقط من دعاة الدولة الدينية أو الإسلام السياسي، ولكنه أيضاً صار ملازماً في كثير من الأحيان لخطاب بعض المتطرفين من دعاة العلمانية. لذلك فإن الحكمة السياسية تقتضي على دعاة الاستنارة والحداثوية بأن لا تكون "العلمانية" هي واجهة خطابهم الفكري والسياسي في هذه المرحلة الانتقالية في تاريخ مجتمعنا السوداني المحافظ.
2. إن متلازمة "فصل الدين عن الدولة" للفكر العلماني لهي متلازمةٌ أُقحمت خطأً في الفكر العلماني للوصول لنفس النتائج التي أشرنا إليها في (1) أعلاه، وذلك في تقديرنا بسبب الفهم الخاطئ لتعريف الدولة. إن (الدولة) تعرّف في الفقه القانوني والسياسي على أنها مفهوم ثلاثي الأبعاد ، فالدولة تتكون من : أ. الأرض ( البُعد أو الحيز المكاني أو الجغرافي ) ب. المواطنين والمواطنات ( البُعد أو الحيز الإنساني ) ج. الحكومة (البعد أو الحيز السياسي) ونحن درجنا على إضافة بُعد أو حيز رابع لهذه الأبعاد الثلاثة للدولة وهو البُعد أو الحيز الزماني، والذي سنأتي إليه لاحقاً. لذلك وفي دولة مثل السودان يدين فيها أكثر من 95 % من المواطنين و المواطنات بالديانات السماوية الرئيسة وهي الإسلام والمسيحية واليهودية، فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن يدعو عاقل أو حكيم إلى (فصل الدين عن الدولة) لأن ذلك يعني فصل أحد الأضلاع الهامة في تركيبة الدولة وهو الإنسان، عن معتقداته الدينية.
3. توافقت معظم الأحزاب الديمقراطية أو التي تدًّعي الديمقراطية على الدعوة إلى مفهوم "الدولة المدنية" ، وهنا برزت إشكالية الغموض من بعض القوى السياسية حيال تفسيرهم لماهية هذه الدولة المدنية.
فأحزاب الطوائف والدين في السودان والتي تدعو بوضوح أو بطريقة مستترة إلى الدستور الإسلامي، تفهم الدولة المدنية أو كما يقولون "دولة المواطنة" على أنها هي: الدولة التي تهيمن عليها الأغلبية المسلمة وتبشر الأقلية غير المسلمة بأنها سترعى فيهم حق المواطنة، وهنا تظهر إشكالية الإستعلاء الاجتماعي بواسطة الغالبية الميكانيكية، وهذا ما أدي وما سوف يؤدي إلى الاحتقانات الاجتماعية وانتفاضات المهمشين و بؤر التوتر وسط الأقليات غير المسلمة. لذلك فإننا ندعو إلى الطريق الثالث و الواضح وضوح الشمس والذي يندرج تحت عنوان: (فصل الدين عن السياسة). فماذا نعني بفصل الدين عن السياسة ؟ إننا بكل بساطة عندما ندعو إلى فصل الدين عن السياسة، فإننا بذلك ندعو إلى فصل الدين عن مكون واحد من مكونات الدولة وهو (الضلع الحكومي) ، أو بمعنى آخر (البعد السياسي)، وسيبقى الدين على الأرض وهي (البعد الجغرافي) للدولة وفي معاملات الناس وقلوبهم، وذلك هو (البعد الإنساني) للدولة. البُعد الزمكاني للدولة: إن الدولة مثلها مثل أي مفهوم مادي في الكون لا يمكن أن تنفصل عن بعديها الزماني والمكاني أو كما يطلق عليه إختصاراً البعد (الزمكاني).
كما أشرنا سابقاً فإن البعد المكاني للدولة هو الأرض أو الحيز الجغرافي التي تمارس فيه "الدولة" وجودها وأنشطتها المختلفة، وهو قد صار يتعارف عليه في العصر الحديث بالحدود السياسية المعترف بها دولياً، والتي تحدد سيادة الدولة على حدود معلومة من يابسة وبحار ومجال جوي.
أما البعد الزماني للدولة فنعني به العصر المعين الذي توجد وتزدهر وتضمحل فيه دولة معينة، لذلك فإن المؤرخين والدباحثين يشيرون إلى زمان الدولة الأموية بالعصر الأموي وعلى زمان الدولة العباسية بالعصر العباسي ، وقبل ذلك أطلق على زمان دولة رسول الإسلام محمد (ص) بالعصر النبوي، وعلى زمان دولة الخلفاء الراشدين بعصر الخلافة الراشدة.
ولقد فطن المؤرخين بذكاء لأهمية الزمان كبعد وحيز مادي لتوصيف ودراسة دولة ما، فالشروط الموضوعية/الزمانية التي ازدهرت فيها دولة رسول الإسلام محمد (ص) ليست هي نفس الظروف (الموضوزمانية) التي ازدهرت فيها دولة الخلافة الراشدة أو الدولة الأموية أو الدولة العباسية .. وهكذا ! إن العنصر القائد لإزدهار أي دولة هو المكون السياسي لهذه الدولة أو تلك، والذي هو متغير تابع للمتغيرات الأخرى التي تحدث في عناصر الدولة الأخرى الجغرافية منها والإنسانية عبر الزمان، من هنا يتضح جلياً أن فصل الدين عن السياسة أمر ضروري وهام لإزدهار الدولة ومكونها الإنساني والجغرافي، وذلك لأن الدين في قلوب البشر والحيز المكاني يعتبران من الثوابت النسبية في معادلة الدولة، بينما السياسة هي المتغير الدائم والتابع للمتغير الموضوعي والزماني.
صديق عبد الجبار (أبوفواز) رئيس المكتب السياسي حشد الوحدوي في 11 أغسطس 2010م |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يسألونك عن العلمانية : حوارات في اتجاه صياغة رؤية الحزب الديمقراطي الليبرالي عن العلمانية . (Re: Abdel Aati)
|
Quote: "العلمانية عندنا تعني فصل الدين عن الدولة، باعتبار أمور السياسة وتنظيم المجتمعات واختيار أنظمة الحكم والاقتصاد، تخضع دائماً للتغيير و التطور تبعاً لحاجات المجتمع ووفقاً لإبداعات الخيال الإنساني، وأنها عمل بشرى محكوم بخيارات ومصالح بشرية خاضعة للخطأ والصواب كما تخضع للمحاسبة البشرية، كما تعنى المراعاة الدائمة والإحترام العميق للأديان بوصفها مكونات جوهرية لوجدان الإنسان و حضارته، و مراعاة المساواة بينها، و إستلهام القيم الخيرة في كل الأجيال انتصاراً لمبادئ الحرية و العدل المعبر عنها في وثائق وعهود حقوق الإنسان العالمية، و ضمان حرية العبادة و المعتقد". |
عشرة على عشرة أخ عبدالعاطي ، ولأن العلمانية تمثل الاتفاق الأساسي والجذري بين من جمعهم حيز جغرافي وسياسي بوقف الصراعات الدينية التي كابد الإنسان مراراتها سابقا دون أن يجني منها ثمرة في واقعه المعاش ولا يرغب بتكرارها في ظل أسلحة ذرية وكيماوية وبيولوجية، ثم الحيلولة دون إتخاذها مطية لتحقيق المصالح الشخصية والغرر بالمؤمنين كما فعل الترابي ، وهي أيضا إعلان ذاتي من الفرد بالإقرار والإعتراف بالآخر دون مبارزة وهو أمر ضروري كما تعلم لتعديل موازين القوة التي هي الآليّة الوحيدة المنوط بها درء المفاسد والمساهمة في تحقيق العدل وسيادة القانون .
تحـــــــــياتي أبوحمــــــــــد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يسألونك عن العلمانية : حوارات في اتجاه صياغة رؤية الحزب الديمقراطي الليبرالي عن العلمانية . (Re: عثمان عبدالقادر)
|
العزيز أبو حمد تحياتي ..
Quote: لأن العلمانية تمثل الاتفاق الأساسي والجذري بين من جمعهم حيز جغرافي وسياسي بوقف الصراعات الدينية التي كابد الإنسان مراراتها سابقا دون أن يجني منها ثمرة في واقعه المعاش ولا يرغب بتكرارها في ظل أسلحة ذرية وكيماوية وبيولوجية، ثم الحيلولة دون إتخاذها مطية لتحقيق المصالح الشخصية والغرر بالمؤمنين كما فعل الترابي ، وهي أيضا إعلان ذاتي من الفرد بالإقرار والإعتراف بالآخر دون مبارزة وهو أمر ضروري كما تعلم لتعديل موازين القوة التي هي الآليّة الوحيدة المنوط بها درء المفاسد والمساهمة في تحقيق العدل وسيادة القانون . |
هذه الفقرات يمكن ان تشكل ديباجة قوية لأي اعلان سياسي يتوخي ان تكون العلمانية احدى الدعائم الثابتة لإقامة نظام دستوري مستقر ..
اؤمن ان اعضاء حزبنا ممن منوط بهم صباغة الورقة النهائية سيوردونها في ديباجتها كتلخيص مهم لضرورة العلمانية في واقعنا المعاش .
تسلم ولك كل الاحترام ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يسألونك عن العلمانية : حوارات في اتجاه صياغة رؤية الحزب الديمقراطي الليبرالي عن العلمانية . (Re: Abdel Aati)
|
مشروع مسودة ورقة عن العلمانية
إن تسويق العلمانية علي أنها (فصل الدين عن الدولة ) يبسطها ويضفي عليها بعض فهم سالب بحيث يحولها لشعار يفرغها من مضمونها الحقيقي ويشحنها بمضامين أيديولوجية محفزة علي الاستفزاز والتحدي وبذلك يخرج بها أي التسويق من ساحة الممارسة العملية إلي ميادين المماطلة ومطاطية الألفاظ .
كذلك التبسيط يصرف النظر عن الهدف الحقيقي للعلمانية الماثل في التاريخ وهو أن: (العلمانية عملية تاريخية ،سيرورة تقدم في التاريخ وفي المعرفة نحو نقطة استهداف مركزية هي فصل الدين عن المؤسسات السياسية والاجتماعية والثقافية بوجه عام ، وعن المدرسة والدولة بوجه خاص) <جاد الكريم الجباعي مجلة الوحدة >. لذا يجب أن نؤسس لمفهوم للعلمانية يحدد موقفها الواضح من الدين وذلك بتحرر كل من الدولة والسياسة من الدين وتحرر الدين منهما . يقول الغزالي في كتابه< إحياء الدين> : ( لا يتم الدين إلا بالدنيا .والملك والدين تؤمان ،فالدين أصل والسلطان حارس وما لا أصل له فهو مهدوم وما لا حارس له فهو ضائع)! إلا أنه يجب تثبيت حق الفرد في ممارسة شعائره وطقوسه الدينية بحرية كاملة وكفالة حقه في التعبير والتفكير بما في ذلك الدخول والخروج من الدين , والتحرر هنا لا نعني به عزل الدين أو طرده من ميدان العقل أو إقصائه من الواقع و التاريخ والثقافة ، بل علي النقيض من ذلك هو إعمال للعقل وتفتق وتحديث للفكر بنبذ الخرافة وتبني العلم وكذلك توطيد للمعرفة التي من شأنها تحريره أي العقل من الأسطورة ودحض الايدولوجيا بالواقع ، يقول غلوم في كتابه <الثقافة وإنتاج الديمقراطية > : (التراث هو القوة المركزية المهيمنة علي الثقافة العربية .. الدين كاعتقاد واجتماع وأيديولوجيا وكطوائف ومذاهب ...واللغة والشعر ...والسلطة والدولة). وهذا المفهوم منوط به توفير شروط بناء دولة المواطنة والديمقراطية والحداثة التي تقوم علي حق التعايش بين الفئات المختلفة دينياً وعرقياً وسياسياً مع حل مشكلة الأقليات الدينية والعرقية حلاً علمانياً مع مراعاة حق الأكثرية ديمقراطيا. ولتأسيس مثل هذا المفهوم يجب علينا مواجهة المعوقات التي تقف في طريق العلمانية وإماطة اللثام عن هذه المعوقات وتفكيكها ، ومن أهم التحديات التي تواجه العلمانية في الراهن يميناً : الفكر الديني الذي يلبسها لبوس الإلحاد ويرميها بالزندقة ويسبق عليها صفة الوفود من الخارج والولاء للغرب ، أما يساراً فالفكر الماركسي يعرض عنها كما البدعة الجديدة بفهمه الدوغمائي الستاليني الذي يصور له أن الماركسية لا يعلي عليها وتحوي علم ما تقدم وما تأخر .
فالعلمانية أصبحت ضرورة ملحة الآن أكثر والعالم يشهد ثورات الحرية والديمقراطية ولا تكتمل الدموقراطية إلا بالعلمانية فهما صنوان لا يكون أحدهما دون الآخر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يسألونك عن العلمانية : حوارات في اتجاه صياغة رؤية الحزب الديمقراطي الليبرالي عن العلمانية . (Re: AMNA MUKHTAR)
|
الاصرار على العلمانية ، ضرورة حتى لا يكون الدين أو العقيدة مطية لاصحاب المآرب السياسية أو غير السياسية لتحقيق مكاسب ودعم جماهيرى ما كان لهم أن يحصلوا عليه لولا تبنيهم لشعارات دينية تستعطف الوجدان الشعبى وتلعب على اعتقادات الناس ، وتجيشهم لصالح مصالحها الدنيوية وتتخذ عواطفهم هذه وسيلة للوصول الى السلطة والحكم .
العلمانية هى الضمان الوحيد للفصل بين الأجندة الدينية والأجندة الدنيوية ، والسبيل الوحيد الجلى والواضح لحماية مبادئ الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية ، وحماية حقوق المواطنة ، حيث تضمن احترام كافة الأديان والعقائد وتؤمن حرية ممارسة الشعائر والطقوس الدينية لجميع الأديان والمذاهب ، شرط أن لا يسم الطابع الدينى المجتمع بصورة سافرة ، مما يؤدى الى الاحتكاكات والتطرف والتشنج الدينى .
وفى الحالة السودانية بالذات يعتبر ( النظام العلمانى ) هو خيار لا بد منه للملمة الشتات السودانى ثقافيا وعرقيا ودينيا . لأن طبيعة المشكلة السودانية منذ الاستقلال تدور حول محور( الدين وعلاقته بالمواطنة ) ، وهذه أزمة كبيرة ، لو رجعنا لدروس التاريخ البعيد والقريب نرى ان هذه المعادلة تعتبر من أخطر الأزمات التى يمكن ان تشكل خطرا على وحدة أى دولة .
واعتقد ان الحالة السودانية ستشكل نموذجا لدراسة هذه المعادلة فى يوم من الأيام ( أعنى الدين وعلاقته بالمواطنة ) لأنها تفصح عن نفسها فى أبشع صورها ، التى تجلت مع حروب دينية وجرائم ابادة جماعية يرفع فيها لواء الدين ، وتجيش فيها الشعوب باسم الاله ..
كذلك اعتقد ان النموذج المصرى بعد الثورة المصرية يشكل لنا عبرة ومدرسة - بالذات نحن الحالمون بالتغيير - حيث شاركت فئات الشعب المصرى فى الثورة ، بكل دياناتها وأعراقها وميولها السياسية ، مطالبون جميعا بدولة مدنية ..
وعندما نجحت الثورة ، يحاول الان المتاسلمون والسلفيون الالتفاف على مفهوم الدولة المدنية ، باللعب على العواطف الدينية للجماهير ، وافتعال معركة وهمية حول المادة الثانية من الدستور المصرى التى تنص على ان الشريعة هى المصدر الرئيسى للتشريع ، بدعوى ان العلمانيين والليبراليين والمسيحيين يريدون حذف هذه المادة .والغريبة انهم بدأوا مزايداتهم هذه مبكرا ، منذ الاستفتاء الشهير على التعديل الجزئ للدستور ، الذى أثار جدلا واسعا ماكان له أن يكون لولا تحالف القوى الرجعية القديمة كالأخوان والسلفيين وفلول الحزب الوطنى للتصويت بنعم ، ضد القوى الأخرى التى اتفقت على التصويت بلا ..للتعديل الدستورى .
لدرجة انهم أطلقوا على الاستفتاء لقب ( غزوة الصناديق ) !! وحشدوا الناس فى المساجد للتصويت بنعم للتعديلات الدستورية القاصرة ..!!
لذلك يتضح لنا ان المعركة ستكون خاسرة فى حكاية الدولة المدنية هذه عندما نخوضها مع اولئك الذين يرفعون شعارات دينية لينافسوك بها سياسيا .
لذلك يجب ان نقطع الطريق أمام هذه المزايدات بالاصرار على الدولة العلمانية ، بل وتجريم رفع شعارات دينية فى ميدان التنافس السياسى .. لأن هذه الأمر له عواقب وخيمة ورهيبة ، والمثال موجود أمامنا الان فى السودان .
.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يسألونك عن العلمانية : حوارات في اتجاه صياغة رؤية الحزب الديمقراطي الليبرالي عن العلمانية . (Re: AMNA MUKHTAR)
|
سلامات الاخ عادل عبد العاطى كل المساهمات اعلاه قيمة و تفتح الطريق لنقاش مثمر كتبت ورقة عن العلمانية منذ زمن و ساكتب مقدمتها هنا حول يعض الاساسيات التاريخية و الفلسفية للعلمانية و اتمنى ان اجد وقت للمشاركة فى هذا البوست
تعتبر العلمانية من اهم الافكار التى نالت اهتماماً واسعاً من مختلف الباحثين ومختلف المدارس النظريه لتعريف المفهوم والبحث في الجذور التاريخية والموضوعية التى نتج عنها المفهوم وذلك لما تكتسبه العلمانية من قيمة معنوية ولما قدمته من وعود عظيمة لمستقبل البشرية والحلم الانساني في الخلاص من ظلام العصور الوسطى واستشراف آفاق اجتماعية جديدة . ما هي العلمانية : العلمانية واقعة تاريخية تعكس تطور نمط معين من العقلنه الموضوعية والعلمية في الممارسة السياسية والاجتماعية وهى تقدم في حركة التاريخ وتطور نوعى في حركة الفكر الانساني يستهدف إعادة تأسيس العقل على اسس موضعية وعلمية وتطبيع الوعي العام بطابع العقلانية الموضوعيه والبعد عن التفسيرات الميتافيزيقيه التى سادت العقل لفترات تاريخية طويله . ومع التطور النسبي لمظاهر الحياة والمتطلبات الاجتماعيه فقدت هذه التفسيرات الميتافيزيقيه موضوعيتها وقدرتها على سيطرة وتوجيه العقل والسلوك الانساني مما دفع الانسان الى البحث عن ادوات تفكير ورؤى جديده تتناسب مع حجم الاحتياجات والآمال مما تتعارض مع مصالح سلطات المجتمع المسيطره انذاك والتي ظلت تضلل الوعي البشري للابقاء على مصالحها المتمثلة في التحالف الاقطاعى الكنسي وعلاقات الانتاج الجائره . ولهذا يستدعى الحديث عن العلمانية وفهم مضمونها ومقاصدها التميز بين متسوين، مستوى الواقع الذي تسعى العلمانية لمواجهته ومستوى التركيب النظري لهذا الواقع ، اي الكشف عن قوانين حركته . فاي نظريه اجتماعية هى مزيج من تحليل الواقع كظاهره خارجية مستقلة عن الوعى ومن الوعى بتحويل هذا الواقع في الاتجاه الملائم للقيم الاجتماعية . و الواقع الذي نريد ان نستكشفه هو واقع الخلط بين الدين والتفكير و الدين والسياسة بما هو من مظاهر الحياة الاجتماعية والسياسية القروسطيه , ويتجلى هذا في ادخال المعايير والقيم الدينية في الممارسة السياسية والتضحيه بالحريات المدنية لصالح سيطرة السلطة الروحية وما نجم عن ذلك من حروب مدمرة استنزفت الجهد البشري على مدى قرون طويله . وعلى هذا الواقع ترد العلمانية جزورها بنظريه فصل الدين عن الدولة كشرط للقضاء على الاستبداد والتمييز بين الناس حسب قربهم من المعارف الدينيه وشرط اولي لتحرير العقل من الخرافة واطلاق الروح الابداعية والعلمية من قبيل عقلنه وترشيد النشاط الانساني كنتيجة لفتحة على المعارف العلمية وتخليصة من النظريه اللاهوانية ، ويتخلص هذا في ميدانين اساسين : - ميدان الصراع السياسي حيث تتحول العلمانية الى نظرية في القضاء على النظام الثبيوقراطي . - ميدان النشاط العقلي حيث تهدف العلمانية الى تصفية الارث الماضي والقضاء على النظام اللاهوتىاستبداله بالنظام العلمي كمصدر لمعايير المعرفة الصحيحة ومصدر لتوليد ولاءات فكريه تتعلق ببناء الضمير والوعي والغاء العوامل التي تقوم بتدمير المجتمع والعقل بما تخلقه من انسداد وانحباس للنظام السياسي والعلمي والخروج من الازمة التى تعيق تطور الدولة والجهاز العلمي وتقضي على فرص التطور التاريخي ولقد ظل الخطاب الديني المعاصر وعلى مختلف مراحله التاريخية مهاجماً للعــلمانية و ومشـوها لهـا ويدعو الى العوده الى القيم الدينية المعادية للعلم والبحث العلمي والتي لا تتناسب مع لغة العصر ومنتوج التجربه البشريه الحديثة من قيم ومفاهيم تأسس لحرية الانسان واخاء الانسان وحقوق لانسان فبغض النظر عن الانتماء الاثني والديني ، تلك القيم التي رفضتها الانسانية وسعت لتغييرها من منظومة القيم المستمدة من الفكر الديني القديم ، والتى ظل الخطاب الديني يدافع عنها بحجة قدسيتها وصلاحيتها لكل زمان ومكان مما لا يستدعى ضرورة النظر اليها برؤية نقديه ومراجعة ومعرفة الظروف الاجتماعية والاقتصادية التى انتجتها وبالتالي ضرورة تجديدها وبعثها وهو الخلل الفلسفي الذي افقد الخطاب الديني دور المشاركة في صناعة الفكر الحديث وظلت الحركات الدينية تنظر للتاريخ من زاوية الثبات ورفض النظر للظاهره كحركة تاريخية تطوريه ، مما افقد الخطاب فاعلية وقدرة في التأثير على الواقع واصبح خطاب عقيم غير قادر على انتاج مفاهيم حديث بسبب النقل الحرفي لنموذج نظري دون فحص وتدقيق ونقد. والنقد العلمي لاي نظريه يعتمد التجربه لكي تظهر مصداقيتها وفاعليتها في تنظيم الواقع وضبطه اي كان واقعاً سياسياً او اجتماعياً او فكرياً . ولهذا اذاء اثبتت النظريه بعد التجربهانها غير قادره على توجيه الواقع اذي تدعى التصدي له فانها تهجر تلقائياً بعد نقد نظري صارم يظهر ضعف فرضياتها الاصليه ، فالنظريات ليست عقائد مقدسة وانما هي ادوات لفك تعقيدات الواقع ، والادوات تفقد قيمتها اذا حلت محلها ادوات اخري اقدر على القيام بوظيفتها
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يسألونك عن العلمانية : حوارات في اتجاه صياغة رؤية الحزب الديمقراطي الليبرالي عن العلمانية . (Re: Mohamed Khalil)
|
استاذنا الكبير محمد خليل
شكرا لهذه المقدمة الضافية والتي اعتقد انها تعطي اطارا نظريا جيدا ومدخلا مهما للموضوع
Quote: تعتبر العلمانية من اهم الافكار التى نالت اهتماماً واسعاً من مختلف الباحثين ومختلف المدارس النظريه لتعريف المفهوم والبحث في الجذور التاريخية والموضوعية التى نتج عنها المفهوم وذلك لما تكتسبه العلمانية من قيمة معنوية ولما قدمته من وعود عظيمة لمستقبل البشرية والحلم الانساني في الخلاص من ظلام العصور الوسطى واستشراف آفاق اجتماعية جديدة .
ما هي العلمانية : العلمانية واقعة تاريخية تعكس تطور نمط معين من العقلنه الموضوعية والعلمية في الممارسة السياسية والاجتماعية وهى تقدم في حركة التاريخ وتطور نوعى في حركة الفكر الانساني يستهدف إعادة تأسيس العقل على اسس موضعية وعلمية وتطبيع الوعي العام بطابع العقلانية الموضوعيه والبعد عن التفسيرات الميتافيزيقيه التى سادت العقل لفترات تاريخية طويله . ومع التطور النسبي لمظاهر الحياة والمتطلبات الاجتماعيه فقدت هذه التفسيرات الميتافيزيقيه موضوعيتها وقدرتها على سيطرة وتوجيه العقل والسلوك الانساني مما دفع الانسان الى البحث عن ادوات تفكير ورؤى جديده تتناسب مع حجم الاحتياجات والآمال مما تتعارض مع مصالح سلطات المجتمع المسيطره انذاك والتي ظلت تضلل الوعي البشري للابقاء على مصالحها المتمثلة في التحالف الاقطاعى الكنسي وعلاقات الانتاج الجائره . ولهذا يستدعى الحديث عن العلمانية وفهم مضمونها ومقاصدها التميز بين متسوين، مستوى الواقع الذي تسعى العلمانية لمواجهته ومستوى التركيب النظري لهذا الواقع ، اي الكشف عن قوانين حركته . فاي نظريه اجتماعية هى مزيج من تحليل الواقع كظاهره خارجية مستقلة عن الوعى ومن الوعى بتحويل هذا الواقع في الاتجاه الملائم للقيم الاجتماعية . و الواقع الذي نريد ان نستكشفه هو واقع الخلط بين الدين والتفكير و الدين والسياسة بما هو من مظاهر الحياة الاجتماعية والسياسية القروسطيه , ويتجلى هذا في ادخال المعايير والقيم الدينية في الممارسة السياسية والتضحيه بالحريات المدنية لصالح سيطرة السلطة الروحية وما نجم عن ذلك من حروب مدمرة استنزفت الجهد البشري على مدى قرون طويله .
وعلى هذا الواقع ترد العلمانية جزورها بنظريه فصل الدين عن الدولة كشرط للقضاء على الاستبداد والتمييز بين الناس حسب قربهم من المعارف الدينيه وشرط اولي لتحرير العقل من الخرافة واطلاق الروح الابداعية والعلمية من قبيل عقلنه وترشيد النشاط الانساني كنتيجة لفتحة على المعارف العلمية وتخليصة من النظريه اللاهوانية ، ويتخلص هذا في ميدانين اساسين : - ميدان الصراع السياسي حيث تتحول العلمانية الى نظرية في القضاء على النظام الثبيوقراطي . - ميدان النشاط العقلي حيث تهدف العلمانية الى تصفية الارث الماضي والقضاء على النظام اللاهوتىاستبداله بالنظام العلمي كمصدر لمعايير المعرفة الصحيحة ومصدر لتوليد ولاءات فكريه تتعلق ببناء الضمير والوعي والغاء العوامل التي تقوم بتدمير المجتمع والعقل بما تخلقه من انسداد وانحباس للنظام السياسي والعلمي والخروج من الازمة التى تعيق تطور الدولة والجهاز العلمي وتقضي على فرص التطور التاريخي ولقد ظل الخطاب الديني المعاصر وعلى مختلف مراحله التاريخية مهاجماً للعــلمانية و ومشـوها لهـا ويدعو الى العوده الى القيم الدينية المعادية للعلم والبحث العلمي والتي لا تتناسب مع لغة العصر ومنتوج التجربه البشريه الحديثة من قيم ومفاهيم تأسس لحرية الانسان واخاء الانسان وحقوق لانسان فبغض النظر عن الانتماء الاثني والديني ، تلك القيم التي رفضتها الانسانية وسعت لتغييرها من منظومة القيم المستمدة من الفكر الديني القديم ، والتى ظل الخطاب الديني يدافع عنها بحجة قدسيتها وصلاحيتها لكل زمان ومكان مما لا يستدعى ضرورة النظر اليها برؤية نقديه ومراجعة ومعرفة الظروف الاجتماعية والاقتصادية التى انتجتها وبالتالي ضرورة تجديدها وبعثها وهو الخلل الفلسفي الذي افقد الخطاب الديني دور المشاركة في صناعة الفكر الحديث وظلت الحركات الدينية تنظر للتاريخ من زاوية الثبات ورفض النظر للظاهره كحركة تاريخية تطوريه ، مما افقد الخطاب فاعلية وقدرة في التأثير على الواقع واصبح خطاب عقيم غير قادر على انتاج مفاهيم حديث بسبب النقل الحرفي لنموذج نظري دون فحص وتدقيق ونقد.
والنقد العلمي لاي نظريه يعتمد التجربه لكي تظهر مصداقيتها وفاعليتها في تنظيم الواقع وضبطه اي كان واقعاً سياسياً او اجتماعياً او فكرياً . ولهذا اذاء اثبتت النظريه بعد التجربهانها غير قادره على توجيه الواقع اذي تدعى التصدي له فانها تهجر تلقائياً بعد نقد نظري صارم يظهر ضعف فرضياتها الاصليه ، فالنظريات ليست عقائد مقدسة وانما هي ادوات لفك تعقيدات الواقع ، والادوات تفقد قيمتها اذا حلت محلها ادوات اخري اقدر على القيام بوظيفتها |
ننتظر باقي مساهماتك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يسألونك عن العلمانية : حوارات في اتجاه صياغة رؤية الحزب الديمقراطي الليبرالي عن العلمانية . (Re: AMNA MUKHTAR)
|
تحياتي عادل
مساهمة بسيطة ...
في إعتقادي الشخصي إن هناك إطار اشمل لمعالجة قضية العلمانية مقابل الدولة الدينية، وهو إطار التفكير الحر مقابل الدوغما، هنا تتبدى الازمة بشكل اشمل وتصبح قضية المطالبة بالعلمانية جزء من منظومة تفكير كاملة ترفض كل انواع الدوغما والمقولات الإطلاقية التي لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا خلفها، إن كانت دينية المصدر او دنيوية.. ورفض الدوغما ليس ملزما للفرد فيما يخص حياته الخاصة ورؤيته للكون والحياة والإجابات التي يراها مناسبة لميوله النفسي فيما يخص اصل الانسان وطبيعة الحياة ومآلاته في الآخرة، ولكنها تصبح ملزمة في الجانب الاجتماعي فلا قداسة لاي فكرة تطرح لتقول للناس كيف تعيشون حياتكم مع بعضكم البعض، فلا تطبق شريعة دين بعينه يبدأ بمسلمات إيمانية تقتضيها طبيعة الدين، ولا حتميات نظرية بعينها ترى ان المجتمع يسير عبر قوانين تمليها ضرورات حتمية وبالتالي يجب تجيير مؤسسات المجتمع بكاملها لتحقق تلك الحتمية في مفارقة غريبة جدا!. إلزام رفض الدوغما فيما يخص المجتمع يأتي من ضرورة يمليها إلتزام الفرد والجماعة بالمادة الثالثة من الاعلان العالمي لحقوق الانسان "لكل فرد حق في الحياة والحرية وفى الأمان على شخصه." هذه المادة لا أظن ان احد سيختلف معها، ورغم وجود عدد من الاسس الفلسفية التي يمكن إستنباط رفض الدوغما في الحياة العامة من خلالها، ومن ضمنها فلسفات مثالية قائمة على الدين في الاساس، إلا انني سأنتطلق من هذا المبدأ الوحيد الذي يجب ان تطبقه كل دولة عضو في الامم المتحدة بنص ميثاق الامم المتحدة، سأنطلق من هذا المبدأ للبرهنة على ان اي قوانين او دساتير تقوم على مقولات دوغمائية هي تشكل خرقا واضحا وصريحا لأهم مادة من مواد الإعلان العالمي لحقوق الانسان. المشرع في الاعلان العالمي كان دقيقا جدا، وذكر كلية موجبة لا تقبل التأويل "لكل فرد"، وهنا يصبح القول بأن الغالبية تدين بكذا او تعتنق كذا هو قول مردود، فوجود فرد واحد يخالف المقولات الدوغمائية او الاطلاقية التي بنيت عليها القوانين او الدساتير يجعل حقه في الحرية قد انتهك، ولأنه لا يوجد إلزام حتى في الدين نفسه يجبر الجميع على اعتناق مقولات دوغمائية بعينها فإن الحالة الوحيدة التي لاينتهك فيها حقوق الافراد هي ان يكون الجميع مؤمن بفس المقولات الدوغمائية، الجميع بلا اي استثناء وهو أمر من الاستحالة بمكان.. حق الحرية هنا وكما يعلم الجميع يشمل حقك في نقد الدولة ودستورها وقانونها، وقدرتك على تغييره بالوسائل الديموقراطية والسلمية، ومتى ما كان هذا القانون او الدستور قائم على مقولات دوغمائية فوق النقد، فإن هذا الحق ينتهك بشكل واضح وصريح، لأن الدوغما محصنة ضد النقدوغير قابلة للتطوير لتواكب الزمن الذي يمضي دائما الي الامام..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يسألونك عن العلمانية : حوارات في اتجاه صياغة رؤية الحزب الديمقراطي الليبرالي عن العلمانية . (Re: محمد حيدر المشرف)
|
شكرا محمد المشرف
Quote: كيف يمكن مخاطبة القضايا الاساسيه فى السودان ؟!..
المسألة قطعا تتجاوز الاطار المدرسي للافكار, او حكمة مشروعية المصطلح, تفاصيله واللغه .. بداية التأسيس للانسان السودانى لم تبدأ فى المانيا او انجلترا او فرنسا .. وبالتاكيد ليس فى روسيا نهايات القرن التاسع عشر فى الواقع ان رحلة التأسيس للشخصيه السودانيه المعاصره لم تبدأ بعد فى حدود الوطن ومناضحات الشوارع والازقه والبيوت .. ويمكن ان نعزوالفشل التأريخى لليسار السودانى لنحو هذه المقاربات الفاشله ولكل تلك التجارب العاقره فى التربه الوطنيه .. ومن المؤكد أن الحزب الشيوعى السودانى هو اول من التفت لهذه الاخطاء المفاهيميه الشائعه والتى لا تنتمى الا للكسل الذهنى الحاد .. والكسل الذهنى فى أقصى تجلياته يتجاوز النبض الحى لدورة الحياة .. ويفترض المقدس .. وما المقدس الا مثل هذه التصورات الساذجه عن صواب الكائن الأعلى بعيدا عن تجريب الشوارع و آنية المعاناة اليوميه .. يكون الكائن الاعلى إلها أو عقلا جبارا أو فلسفه هى فى أحسن حالاتها لا تخاطب محمدأحمد.. وبالتأكيد لم ينتجها محمد أحمد .. أو يشارك حتى فى صياغتها. |
سؤال مشاركة المواطن مهم ؛ ولكن للاحزاب دور فكري تنويري يجب ان تقوم به؛ وجزء من مهمتها يجب ان تكون تنوير المجتمع وتطوير قدراته كما تنوير عضويتها وتطوير قدراتها.
اعتقد ان تأييد المجتمع للتيار العلماني لن يكون تاييدا في حدود الفكر فقط وانما ببروز التيار العلماني كمدافع قوى عن حقوق المواطنين ومشارك معهم ؛ ولعلك تعرف ان نفوذ الحزب الشيوعي الذي تمتع به وسط العمال والمزارعين في الستينات والخمسينات لم يكن نتاج اقتناعهم بالماركسية؛ وانما لدفاع ذلك الحزب عن حقوقهم كما رآها وكما رأؤها هم في تلك المرحلة التاريخية .
اتمنى عودتك بالمزيد من العصف الذهني
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يسألونك عن العلمانية : حوارات في اتجاه صياغة رؤية الحزب الديمقراطي الليبرالي عن العلمانية . (Re: Shihab Karrar)
|
سلام يا شهاب
هناك قضية مهمة يجب الانتباه لها .. الدساتير السودانية المختلفة تتحدث وتنص على مساواة المواطنين امام القانون .. هذا النص يشكل مدخلا للطعن في كل القوانين التي تميز بين المواطنين بسبب الدين او النوع وما اكثرها .. هذا يضغط على القوى الرجعية إما ان تحترم النص الدستوري وإما ان تغير الدستور لتقول ان المواطنين غير متساويين امام القانون وهذا ما لا تقدر عليه في عالم اليوم
اضافتك حول الاعلانم العالمي لحقوق الانسان والذي وقعت عليه معظم الدول "الاسلامية" مهمة كثيرا حيث ان هذا التزام للدولة تخرقه الحكومات عن طريق تلك القوانين القروسطية المتخلفة التي تتناقض مع دساتيرها ومع التزاماتها الدولية وقبل كل شي مع مبدأ الحرية والمساواة ...
لك الود وانتظر اسهامات اضافية لك
Quote: في إعتقادي الشخصي إن هناك إطار اشمل لمعالجة قضية العلمانية مقابل الدولة الدينية، وهو إطار التفكير الحر مقابل الدوغما، هنا تتبدى الازمة بشكل اشمل وتصبح قضية المطالبة بالعلمانية جزء من منظومة تفكير كاملة ترفض كل انواع الدوغما والمقولات الإطلاقية التي لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا خلفها، إن كانت دينية المصدر او دنيوية.. ورفض الدوغما ليس ملزما للفرد فيما يخص حياته الخاصة ورؤيته للكون والحياة والإجابات التي يراها مناسبة لميوله النفسي فيما يخص اصل الانسان وطبيعة الحياة ومآلاته في الآخرة، ولكنها تصبح ملزمة في الجانب الاجتماعي فلا قداسة لاي فكرة تطرح لتقول للناس كيف تعيشون حياتكم مع بعضكم البعض، فلا تطبق شريعة دين بعينه يبدأ بمسلمات إيمانية تقتضيها طبيعة الدين، ولا حتميات نظرية بعينها ترى ان المجتمع يسير عبر قوانين تمليها ضرورات حتمية وبالتالي يجب تجيير مؤسسات المجتمع بكاملها لتحقق تلك الحتمية في مفارقة غريبة جدا!. إلزام رفض الدوغما فيما يخص المجتمع يأتي من ضرورة يمليها إلتزام الفرد والجماعة بالمادة الثالثة من الاعلان العالمي لحقوق الانسان "لكل فرد حق في الحياة والحرية وفى الأمان على شخصه." هذه المادة لا أظن ان احد سيختلف معها، ورغم وجود عدد من الاسس الفلسفية التي يمكن إستنباط رفض الدوغما في الحياة العامة من خلالها، ومن ضمنها فلسفات مثالية قائمة على الدين في الاساس، إلا انني سأنتطلق من هذا المبدأ الوحيد الذي يجب ان تطبقه كل دولة عضو في الامم المتحدة بنص ميثاق الامم المتحدة، سأنطلق من هذا المبدأ للبرهنة على ان اي قوانين او دساتير تقوم على مقولات دوغمائية هي تشكل خرقا واضحا وصريحا لأهم مادة من مواد الإعلان العالمي لحقوق الانسان. المشرع في الاعلان العالمي كان دقيقا جدا، وذكر كلية موجبة لا تقبل التأويل "لكل فرد"، وهنا يصبح القول بأن الغالبية تدين بكذا او تعتنق كذا هو قول مردود، فوجود فرد واحد يخالف المقولات الدوغمائية او الاطلاقية التي بنيت عليها القوانين او الدساتير يجعل حقه في الحرية قد انتهك، ولأنه لا يوجد إلزام حتى في الدين نفسه يجبر الجميع على اعتناق مقولات دوغمائية بعينها فإن الحالة الوحيدة التي لاينتهك فيها حقوق الافراد هي ان يكون الجميع مؤمن بفس المقولات الدوغمائية، الجميع بلا اي استثناء وهو أمر من الاستحالة بمكان.. حق الحرية هنا وكما يعلم الجميع يشمل حقك في نقد الدولة ودستورها وقانونها، وقدرتك على تغييره بالوسائل الديموقراطية والسلمية، ومتى ما كان هذا القانون او الدستور قائم على مقولات دوغمائية فوق النقد، فإن هذا الحق ينتهك بشكل واضح وصريح، لأن الدوغما محصنة ضد النقدوغير قابلة للتطوير لتواكب الزمن الذي يمضي دائما الي الامام.. |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يسألونك عن العلمانية : حوارات في اتجاه صياغة رؤية الحزب الديمقراطي الليبرالي عن العلمانية . (Re: AMNA MUKHTAR)
|
Quote: الاصرار على العلمانية ، ضرورة حتى لا يكون الدين أو العقيدة مطية لاصحاب المآرب السياسية أو غير السياسية لتحقيق مكاسب ودعم جماهيرى ما كان لهم أن يحصلوا عليه لولا تبنيهم لشعارات دينية تستعطف الوجدان الشعبى وتلعب على اعتقادات الناس ، وتجيشهم لصالح مصالحها الدنيوية وتتخذ عواطفهم هذه وسيلة للوصول الى السلطة والحكم .
العلمانية هى الضمان الوحيد للفصل بين الأجندة الدينية والأجندة الدنيوية ، والسبيل الوحيد الجلى والواضح لحماية مبادئ الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية ، وحماية حقوق المواطنة ، حيث تضمن احترام كافة الأديان والعقائد وتؤمن حرية ممارسة الشعائر والطقوس الدينية لجميع الأديان والمذاهب ، شرط أن لا يسم الطابع الدينى المجتمع بصورة سافرة ، مما يؤدى الى الاحتكاكات والتطرف والتشنج الدينى .
وفى الحالة السودانية بالذات يعتبر ( النظام العلمانى ) هو خيار لا بد منه للملمة الشتات السودانى ثقافيا وعرقيا ودينيا . لأن طبيعة المشكلة السودانية منذ الاستقلال تدور حول محور( الدين وعلاقته بالمواطنة ) ، وهذه أزمة كبيرة ، لو رجعنا لدروس التاريخ البعيد والقريب نرى ان هذه المعادلة تعتبر من أخطر الأزمات التى يمكن ان تشكل خطرا على وحدة أى دولة .
واعتقد ان الحالة السودانية ستشكل نموذجا لدراسة هذه المعادلة فى يوم من الأيام ( أعنى الدين وعلاقته بالمواطنة ) لأنها تفصح عن نفسها فى أبشع صورها ، التى تجلت مع حروب دينية وجرائم ابادة جماعية يرفع فيها لواء الدين ، وتجيش فيها الشعوب باسم الاله .. |
هذا كلام مهم جدا واتمنى ان يصبح ايضا جزء من اطروحات حزب الخضر السوداني الذي اؤمن انه سيكون سند قوي للمعسكر العلماني في السودان
Quote: الاصرار على العلمانية ، ضرورة حتى لا يكون الدين أو العقيدة مطية لاصحاب المآرب السياسية أو غير السياسية لتحقيق مكاسب ودعم جماهيرى ما كان لهم أن يحصلوا عليه لولا تبنيهم لشعارات دينية تستعطف الوجدان الشعبى وتلعب على اعتقادات الناس ، وتجيشهم لصالح مصالحها الدنيوية وتتخذ عواطفهم هذه وسيلة للوصول الى السلطة والحكم .
العلمانية هى الضمان الوحيد للفصل بين الأجندة الدينية والأجندة الدنيوية ، والسبيل الوحيد الجلى والواضح لحماية مبادئ الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية ، وحماية حقوق المواطنة ، حيث تضمن احترام كافة الأديان والعقائد وتؤمن حرية ممارسة الشعائر والطقوس الدينية لجميع الأديان والمذاهب ، شرط أن لا يسم الطابع الدينى المجتمع بصورة سافرة ، مما يؤدى الى الاحتكاكات والتطرف والتشنج الدينى .
وفى الحالة السودانية بالذات يعتبر ( النظام العلمانى ) هو خيار لا بد منه للملمة الشتات السودانى ثقافيا وعرقيا ودينيا . لأن طبيعة المشكلة السودانية منذ الاستقلال تدور حول محور( الدين وعلاقته بالمواطنة ) ، وهذه أزمة كبيرة ، لو رجعنا لدروس التاريخ البعيد والقريب نرى ان هذه المعادلة تعتبر من أخطر الأزمات التى يمكن ان تشكل خطرا على وحدة أى دولة .
واعتقد ان الحالة السودانية ستشكل نموذجا لدراسة هذه المعادلة فى يوم من الأيام ( أعنى الدين وعلاقته بالمواطنة ) لأنها تفصح عن نفسها فى أبشع صورها ، التى تجلت مع حروب دينية وجرائم ابادة جماعية يرفع فيها لواء الدين ، وتجيش فيها الشعوب باسم الاله ..
كذلك اعتقد ان النموذج المصرى بعد الثورة المصرية يشكل لنا عبرة ومدرسة - بالذات نحن الحالمون بالتغيير - حيث شاركت فئات الشعب المصرى فى الثورة ، بكل دياناتها وأعراقها وميولها السياسية ، مطالبون جميعا بدولة مدنية ..
وعندما نجحت الثورة ، يحاول الان المتاسلمون والسلفيون الالتفاف على مفهوم الدولة المدنية ، باللعب على العواطف الدينية للجماهير ، وافتعال معركة وهمية حول المادة الثانية من الدستور المصرى التى تنص على ان الشريعة هى المصدر الرئيسى للتشريع ، بدعوى ان العلمانيين والليبراليين والمسيحيين يريدون حذف هذه المادة .والغريبة انهم بدأوا مزايداتهم هذه مبكرا ، منذ الاستفتاء الشهير على التعديل الجزئ للدستور ، الذى أثار جدلا واسعا ماكان له أن يكون لولا تحالف القوى الرجعية القديمة كالأخوان والسلفيين وفلول الحزب الوطنى للتصويت بنعم ، ضد القوى الأخرى التى اتفقت على التصويت بلا ..للتعديل الدستورى .
لدرجة انهم أطلقوا على الاستفتاء لقب ( غزوة الصناديق ) !! وحشدوا الناس فى المساجد للتصويت بنعم للتعديلات الدستورية القاصرة ..!!
لذلك يتضح لنا ان المعركة ستكون خاسرة فى حكاية الدولة المدنية هذه عندما نخوضها مع اولئك الذين يرفعون شعارات دينية لينافسوك بها سياسيا .
لذلك يجب ان نقطع الطريق أمام هذه المزايدات بالاصرار على الدولة العلمانية ، بل وتجريم رفع شعارات دينية فى ميدان التنافس السياسى .. لأن هذه الأمر له عواقب وخيمة ورهيبة ، والمثال موجود أمامنا الان فى السودان . |
توثيق التجربة المصرية مهم جدا؛ ولكن اظن ان الحال عندنا سيختلف؛ و1ذلك لأن اسقاط النظام الحالي سيشكل ضربة قوية للنهج الثيوقراطي واضافة للمعسكر العلماني؛ مع الانتباه لمناورات القوى القديمة التي ستتحالف مع فلول النظام وسدنته وابيه الروحي الزاعم نشاطه في المعارضة (الترابي).
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يسألونك عن العلمانية : حوارات في اتجاه صياغة رؤية الحزب الديمقراطي الليبرالي عن العلمانية . (Re: Abdel Aati)
|
عادل سلامات ..
Quote: ولكن للاحزاب دور فكري تنويري يجب ان تقوم به؛ وجزء من مهمتها يجب ان تكون تنوير المجتمع وتطوير قدراته كما تنوير عضويتها وتطوير قدراتها.
|
نشوء الاحزاب يسبق كثيرا ادوارها التنويريه .. وأعنى كيفيات التشكل على الخلفيه الاجتماعيه والاقتصاديه والثقافيه بدافع الاحتياج للتكتلات ومن ثم القدره على التعبير ومن ثم القدره على التأثير والمشاركه فى الحاله الوطنيه العموميه ..
المحك الاساسي هنا .. تجاوز القطيعه مع المجتمع .. ذلك لا يعنى ان تكون الاحزاب مجرد أصداء للمجتمع بصوره مطلقه ولكن .. لا يجب باى حال من الاحوال الوقوع فى خطأاعتبار المجتمع مجرد فراغ ثقافى مهول مناط بالاحزاب ان تعبيه بالافكار التى نفترض صحتها المطلقه فى المقاييس المدرسيه الفلسفيه وتطابقهاالتام مع النصوص الاكاديميه..
العلاقه بين المجتمع والحزب أكثر جدليه من هذا التسطيح .. كيف يمكن تنهض الافكار من مناضحات الشارع ومعطياته, تمر عبر التجريب والعصف الذهنى واستخلاص المعانى وتجاوز اللغه الملغومه فى التعبير عن ذات الفكره الناهضه من ذات الشارع وذات المعطيات ..
ويسألونك عن العلمانيه .. قل هى من أمر محمدأحمد .. وكيفما شاء أو هى السلطه الانسانيه المحدوده بمقدرة الانسان فى حدود وجوده الوطنى الفاعل مع أخيه المواطن.. لا تلك المحدوده بالسلطات المطلقه او سطوة التداعى الفكرى للانسان .. سواء كان ذلك التداعى دينيا او ثقافيا أو متنزل عن اى تصورات تفترض فى ذاتها اى نوع من القداسه ..
فلتكن دوله بذات هذه الصفات .. ولنتجاوز اليها كل الاسماء والتوصيف واللغه ..
تحياتى..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يسألونك عن العلمانية : حوارات في اتجاه صياغة رؤية الحزب الديمقراطي الليبرالي عن العلمانية . (Re: محمد حيدر المشرف)
|
شكرا حيدر ... سارجع لمداخلتك المهمة غدا
Quote: نشوء الاحزاب يسبق كثيرا ادوارها التنويريه .. وأعنى كيفيات التشكل على الخلفيه الاجتماعيه والاقتصاديه والثقافيه بدافع الاحتياج للتكتلات ومن ثم القدره على التعبير ومن ثم القدره على التأثير والمشاركه فى الحاله الوطنيه العموميه ..
المحك الاساسي هنا .. تجاوز القطيعه مع المجتمع .. ذلك لا يعنى ان تكون الاحزاب مجرد أصداء للمجتمع بصوره مطلقه ولكن .. لا يجب باى حال من الاحوال الوقوع فى خطأاعتبار المجتمع مجرد فراغ ثقافى مهول مناط بالاحزاب ان تعبيه بالافكار التى نفترض صحتها المطلقه فى المقاييس المدرسيه الفلسفيه وتطابقهاالتام مع النصوص الاكاديميه..
العلاقه بين المجتمع والحزب أكثر جدليه من هذا التسطيح .. كيف يمكن تنهض الافكار من مناضحات الشارع ومعطياته, تمر عبر التجريب والعصف الذهنى واستخلاص المعانى وتجاوز اللغه الملغومه فى التعبير عن ذات الفكره الناهضه من ذات الشارع وذات المعطيات ..
ويسألونك عن العلمانيه .. قل هى من أمر محمدأحمد .. وكيفما شاء أو هى السلطه الانسانيه المحدوده بمقدرة الانسان فى حدود وجوده الوطنى الفاعل مع أخيه المواطن.. لا تلك المحدوده بالسلطات المطلقه او سطوة التداعى الفكرى للانسان .. سواء كان ذلك التداعى دينيا او ثقافيا أو متنزل عن اى تصورات تفترض فى ذاتها اى نوع من القداسه ..
فلتكن دوله بذات هذه الصفات .. ولنتجاوز اليها كل الاسماء والتوصيف واللغه .. |
وليستمر العصف الذهني
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يسألونك عن العلمانية : حوارات في اتجاه صياغة رؤية الحزب الديمقراطي الليبرالي عن العلمانية . (Re: Abdel Aati)
|
عادل سلامات ..
Quote: ولكن للاحزاب دور فكري تنويري يجب ان تقوم به؛ وجزء من مهمتها يجب ان تكون تنوير المجتمع وتطوير قدراته كما تنوير عضويتها وتطوير قدراتها.
|
نشوء الاحزاب يسبق كثيرا ادوارها التنويريه .. وأعنى كيفيات التشكل على الخلفيه الاجتماعيه والاقتصاديه والثقافيه بدافع الاحتياج للتكتلات ومن ثم القدره على التعبير ومن ثم القدره على التأثير والمشاركه فى الحاله الوطنيه العموميه ..
المحك الاساسي هنا .. تجاوز القطيعه مع المجتمع .. ذلك لا يعنى ان تكون الاحزاب مجرد أصداء للمجتمع بصوره مطلقه ولكن .. لا يجب باى حال من الاحوال الوقوع فى خطأاعتبار المجتمع مجرد فراغ ثقافى مهول مناط بالاحزاب ان تعبيه بالافكار التى نفترض صحتها المطلقه فى المقاييس المدرسيه الفلسفيه وتطابقهاالتام مع النصوص الاكاديميه..
العلاقه بين المجتمع والحزب أكثر جدليه من هذا التسطيح .. كيف يمكن تنهض الافكار من مناضحات الشارع ومعطياته, تمر عبر التجريب والعصف الذهنى واستخلاص المعانى وتجاوز اللغه الملغومه فى التعبير عن ذات الفكره الناهضه من ذات الشارع وذات المعطيات ..
ويسألونك عن العلمانيه .. قل هى من أمر محمدأحمد .. وكيفما شاء أو هى السلطه الانسانيه المحدوده بمقدرة الانسان فى حدود وجوده الوطنى الفاعل مع أخيه المواطن.. لا تلك المحدوده بالسلطات المطلقه او سطوة التداعى الفكرى للانسان .. سواء كان ذلك التداعى دينيا او ثقافيا أو متنزل عن اى تصورات تفترض فى ذاتها اى نوع من القداسه ..
فلتكن دوله بذات هذه الصفات .. ولنتجاوز اليها كل الاسماء والتوصيف واللغه ..
تحياتى..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يسألونك عن العلمانية : حوارات في اتجاه صياغة رؤية الحزب الديمقراطي الليبرالي عن العلمانية . (Re: محمد حيدر المشرف)
|
سلام أخي أستاذ عادل[/
B]أعتقد أن الحديث عن فصل الدولة ذات العقيدة ، إن كانت للدول عقائد ومناسك ، و عن مجتمع إنساني يصبوا لقوانيين دستورية تستلهم حجيتها بقوة و سند أصوات من صاغوها و تحمل تلك الغالبية نتيجة إختيارهم و مقدرتهم ، أيضا ، في إدراك و إستبطان أن خيارهم ذاك كخيار إنسانى قابل للتطور و التصحيح صار أمرا لا معدى للناس من أن يتصدوا له .
الحديث عن الدولة -المدنية - إستهبال سياسي و قانوني وهو لا يعدو إلا أن يكون من نوع الكلام المدغمس ..المدغمس لم يعجب حتى البشير.
متوكل الحسين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يسألونك عن العلمانية : حوارات في اتجاه صياغة رؤية الحزب الديمقراطي الليبرالي عن العلمانية . (Re: متوكل الحسين)
|
Quote: المحك الاساسي هنا .. تجاوز القطيعه مع المجتمع .. ذلك لا يعنى ان تكون الاحزاب مجرد أصداء للمجتمع بصوره مطلقه ولكن .. لا يجب باى حال من الاحوال الوقوع فى خطأاعتبار المجتمع مجرد فراغ ثقافى مهول مناط بالاحزاب ان تعبيه بالافكار التى نفترض صحتها المطلقه فى المقاييس المدرسيه الفلسفيه وتطابقهاالتام مع النصوص الاكاديميه..
العلاقه بين المجتمع والحزب أكثر جدليه من هذا التسطيح .. كيف يمكن تنهض الافكار من مناضحات الشارع ومعطياته, تمر عبر التجريب والعصف الذهنى واستخلاص المعانى وتجاوز اللغه الملغومه فى التعبير عن ذات الفكره الناهضه من ذات الشارع وذات المعطيات ..
ويسألونك عن العلمانيه .. قل هى من أمر محمدأحمد .. وكيفما شاء أو هى السلطه الانسانيه المحدوده بمقدرة الانسان فى حدود وجوده الوطنى الفاعل مع أخيه المواطن.. لا تلك المحدوده بالسلطات المطلقه او سطوة التداعى الفكرى للانسان .. سواء كان ذلك التداعى دينيا او ثقافيا أو متنزل عن اى تصورات تفترض فى ذاتها اى نوع من القداسه ..
فلتكن دوله بذات هذه الصفات .. ولنتجاوز اليها كل الاسماء والتوصيف واللغه .. |
الأخ/ المشرف طيب التحايا لك ولصاحب الدار وكل الزوار أحب أن اسمع منك الرؤية العمليّة لحل المشكل الذي تسبب في تقسيم بلادنا وكان أحد أسباب تعطيل نهضتها وشغلها في صراع لم نكن بحاجته بعد أن جربته أمم غيرنا بعيداً عن شطط الثورات لو أن الناس تأتي بلطائف الإحسان !؟. كيف يمكننا عمليّا التوفيق بين عدم تجاوز القطيعة مع المجتمع وبين أن تكون العلمانيّة وهي من شروط قيام الديمقراطية بمشيئة محمد أحمد وكيفما شاء دون الوقوع في فخ القيادة من الخلف بقوة عامل ( الدين ) في ظل الطبع البشري المجبول ؟علما أن الطائفية ( الختمية – الأنصار ) حكمت بعيدا عن ما يعرفه محمد أحمد من أمر الدين وخاطبته بلسان الذي يعرفه منه ، وكذلك فعل نميري وانهزم سوار الدهب وهاهم الإنقاذيّون يفعلون الأمر ذاته ومازالوا وهو أمر قابل للتكرار اليوم وغدا مدنيّاً وعسكريّاً. أبوحمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يسألونك عن العلمانية : حوارات في اتجاه صياغة رؤية الحزب الديمقراطي (Re: عثمان عبدالقادر)
|
الاخ عثمان تحياتي
الاخ المشرف انسان علماني وهو واضح في اطروحاته ؛ واعتقد ان نقاشه هو عن افضل السبل لتسويق العلمانية وتأصيلها في الواقع السوداني ؛ بحيث لا تصبح هما من هموم الصفوة وانما تصبح هما من هموم الناس العاديين وان ترتبط بمشاكلهم الحياتية؛ او هكذا ما فهمت
Quote: طيب التحايا لك ولصاحب الدار وكل الزوار أحب أن اسمع منك الرؤية العمليّة لحل المشكل الذي تسبب في تقسيم بلادنا وكان أحد أسباب تعطيل نهضتها وشغلها في صراع لم نكن بحاجته بعد أن جربته أمم غيرنا بعيداً عن شطط الثورات لو أن الناس تأتي بلطائف الإحسان !؟. كيف يمكننا عمليّا التوفيق بين عدم تجاوز القطيعة مع المجتمع وبين أن تكون العلمانيّة وهي من شروط قيام الديمقراطية بمشيئة محمد أحمد وكيفما شاء دون الوقوع في فخ القيادة من الخلف بقوة عامل ( الدين ) في ظل الطبع البشري المجبول ؟علما أن الطائفية ( الختمية – الأنصار ) حكمت بعيدا عن ما يعرفه محمد أحمد من أمر الدين وخاطبته بلسان الذي يعرفه منه ، وكذلك فعل نميري وانهزم سوار الدهب وهاهم الإنقاذيّون يفعلون الأمر ذاته ومازالوا وهو أمر قابل للتكرار اليوم وغدا مدنيّاً وعسكريّاً. |
لك الود
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يسألونك عن العلمانية : حوارات في اتجاه صياغة رؤية الحزب الديمقراطي (Re: متوكل الحسين)
|
سلام يا عزيزي متوكل
Quote: أعتقد أن الحديث عن فصل الدولة ذات العقيدة ، إن كانت للدول عقائد ومناسك ، و عن مجتمع إنساني يصبوا لقوانيين دستورية تستلهم حجيتها بقوة و سند أصوات من صاغوها و تحمل تلك الغالبية نتيجة إختيارهم و مقدرتهم ، أيضا ، في إدراك و إستبطان أن خيارهم ذاك كخيار إنسانى قابل للتطور و التصحيح صار أمرا لا معدى للناس من أن يتصدوا له . |
نعم .. لا بد من فصل الفضاء السياسي عن الفضاء الديني
Quote: الحديث عن الدولة -المدنية - إستهبال سياسي و قانوني وهو لا يعدو إلا أن يكون من نوع الكلام المدغمس ..المدغمس لم يعجب حتى البشير. |
مشكلتنا ان البشير واضح جدا في طرحه؛ وكذلك الترابي الذي اعلن لحلفائه الجدد (( يجب الا تحلموا بدولة علمانية في السودان )) - يعني دهاقنة الحكم الثيوقراطي في الحكم وفي المعارضة واضحون تماما في خياراتهم ولا يقبلوا التنازل عنها حتى ولو سنتي واحد .. اما جماعتنا من المعسكر "العلماني" او "التقدمي" تجدهم يتضارون وراء الحيط ويحاربون بسيوف من عشر ويقدمون التنازلات وراء التنازلات لطفابيع الاسلام السياسي ..
يا للبؤس .
| |
|
|
|
|
|
|
|