|
يوم التسـامح - تجربـة سلوكية فرديــة
|
قررت أمس ان يكون يومـا للتسـامح..
فلا اعاتب احدا أخطأ فى حقى
ولا أحتج على مظلمـة جاءتنى من احد مهما كانت
ولا الوم احدا ..
وسارت الامور على هـذا المنوال.. فقد تخطانى أحدهم فى الصف فى محل تجارى، فما كان منى إلا ان رجعت خطوتين للوراء بدون إمتعاض أو إحتجاج، وكأنه امر عادى..
سائق حاول ان يدخل امامى فى صينية (دوار) (يعمل مقص) وكان بإمكانى ادوس البنزين شوية لأقطع عليه المحاولة، ولكن توقفت حتى مر..
الجرسونة جابت موية حارة وشاى بارد.. حمدت الله وشربت ما رزقه الله لى من شاى كما اراد.
فى كل هـذه الاوقات كنت اراقب التفاعلات الكيماوية فى المخ التى تسمى "الغضب" فكانت مجرد مراقبتى لها تتلاشى ولا يكون غضب.. والامور تسيـر اكثر من عادى.. لماذا اتعذب مرتين مـرة يأتى العذاب من تعدى خارجى على حدودى وحقوقى، ومرة يأتى العذاب بيدى انا فأدفق كمية من الكيماويات الضارة لتسرى فى الدم، فتتسبب فى الضغط العالى والسكرى وغيره.. لماذا؟
ولو اخذنا الامر بحساب الربح والخسـارة.. فلو وقف احد امامك فى شباك متجر، فسوف تخسـر دقيقتين من وقتك.. ثم تسيـر الى تسييـر حياتك العادية وانت فى صحـة وعافية.
أما لو غضبت.. فسوف يتسمم جسمك بكيماويات ضارة، (طبعا ستفقد الدقيقتين ايضا).. وسوف لن تتمكن من الحديث الى الأصدقاء والأحباب بوجـه طلق.. وربما تشاجرت من الشخص وإنتهى بك الأمر الى مركز شرطـة إن لم يكن الى مستشفـى.. فتخسـر ليس دقيقتين فحسب، وإنما اياما وليالى واموال كثيرة..
هل تعلم لو خسرت الدقيقتين لكسبت صداقة ذلك الشخص الذى أعتدى على دورك فى الصف؟ وهل فكرت أن قيمـة صداقـة جديدة أغلى من دقيقتين فى صف صراف؟ وربما كسبت عاما كاملا من وفاء ذلك الشخص؟
يجب ان نتذكر الحديث النبوى: لا تغضب.
بالمناسبـة، سوف اعيد المحاولة اليوم ايضا، فقد نجحت امس واتت اٌكلهـا.. بس بورداب الدوحة مستثنين لأنهم عرفوا السـر وسوف لن يأتوا لحوار ولا لرأى.
.
|
|
|
|
|
|