في الذكرى 28 للحركة الشعبية - جون قرنق ... رؤية ما لم ير الآخرون

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 04:24 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-17-2011, 09:38 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
في الذكرى 28 للحركة الشعبية - جون قرنق ... رؤية ما لم ير الآخرون

    قد تبدأ الأشياء العظيمة باكتشاف يبدو لنا بسيطا.

    إكتشاف الجاذبية الأرضية الذي قاد خطى الإنسانية إلى القمر، بدأ باكتشاف بيسط. تفاحة نيوتن.

    السر إذن يكمن في رؤية ما لم ير الآخرون. فقد ظل التفاح يسقط منذ تفاحة آدم المجازية والحقيقية، ولم ير إنسان في ذلك بداية لكشف عظيم حتى جاء العبقري نيوتن ليقول أن هذه بداية ثورة في علوم الفيزياء.

    والاكتشاف العظيم لحظة فاصلة بين الظلام والنور، لا يكون ما بعدها مثل قبلها.

    هذه اللحظة الفاصلة لا يستطيع الإمساك بها سوى العباقرة.

    وهذه اللحظة هي التي استطاع الراحل العظيم جون قرنق دي مبيور الامساك بها، فخرج بفكرة السودان الجديد.

    ولو لم يفعل قرنق شيئا غير ذلك لدخل التاريخ كأحد اعظم بناة الأمم
    .
                  

05-17-2011, 10:20 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في الذكرى 28 للحركة الشعبية - جون قرنق ... رؤية ما لم ير الآخرون (Re: حامد بدوي بشير)

    لا أنوي هنا شرح فكرة السودان الجديد، فهي فكرة بسيطة لأنها في الأصل تجلي تجسيدي لفكر البسطاء المهمشين. التفاحة تسقط إلى اسفل، إذن، ثمة جاذبية أرضية.

    كما لا أنوى التغني بمحاسن الحركة الشعبية لتحرير السودان التي أسسها جون قرنق، فهذا فن لا أجيده.

    الذي أريد القيام به هنا هو الإجابة على السؤال التالي:

    لماذا اقتنعت بفكرة السودان الجديد؟

    ومن خلال الشرح آمل أن تتجلى عظمة صاحب الفكرة.
                  

05-18-2011, 06:40 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في الذكرى 28 للحركة الشعبية - جون قرنق ... رؤية ما لم ير الآخرون (Re: حامد بدوي بشير)

    قناعتي أن فكرة السودان الجديد قد جاءت استجابة منطقية، تبلغ حد الحتمية التاريخية، للمشكل السوداني المزمن الذي حول أغنى دولة أفريقية إلى دولة فاشلة.

    فلو أننا اتينا بمخلوق عاقل من كوكب آخر واعطيناه المعطيات التالية:

    - بلد بمساحة تقارب المليوني كيلومتر مربع.
    - تتنوع مناخاتها من الصحراء شمالا، حتى خط الأستواء جنوبا.
    - تجري على أرضها عشرات الأنهار من وسط القارة الأفريقية ومن شرقها.
    - بها ثروة حيوانية مستأنسة وبرية من أكير الثروات في العالم.
    - بها موارد معدنية مهولة.
    - بها البترول.
    - بها مساحات صالحة للزراعة المطرية والمروية تجعلها سلة لغذا العالم.
    - لا ينقصها العنصر البشري، إذ تدرج الآن باتجاه حاجز الخمسين مليون نسمة.

    فإذا كان هذا المخلوق عاقلا حقا، لقال لنا "هذه مواصفات دولة عظمى"

    وإن قلنا له "هذه دولة فاشلة، تضربها المجاعات والحروب والجهل والأمراض وحتى العطش، كمايعيش قسم كبير من سكانها إما لاجئين أو مغتربين أو متسولين للإغاثات الدولية، لقال لنا:

    "أنتم محتاجون لثورة تحرير تخرج بكم إلى مسار جديد حتى تتمكنوا من خلق بلد جديد قادر على تفعيل هذه الموارد المهولة لصالح إنسان هذا البلد".

    هذا البلد الجديد، البلد الضرورة، حسب قناعتي الشخصية، هو ما دعى إليه الراحل العظيم، جون قرنق دي مبيور وأطلق عليه: (السودان الجديد).

    ففكرة السودان الجديد وتعريفه الراهن والتبشير به وقيادة ثورة التحرير التي تخلقه، كل ذلك، هو ملكية فكرية مسجلة لجون قرنق.

    (عدل بواسطة حامد بدوي بشير on 05-18-2011, 06:46 AM)

                  

05-18-2011, 07:06 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في الذكرى 28 للحركة الشعبية - جون قرنق ... رؤية ما لم ير الآخرون (Re: حامد بدوي بشير)

    غير أن هذا المخلوق الافتراضي الذي أتينا به من كوكب آخر لن يستطيع أن بقول لنا: "ما هي الاسباب التي حولت دولة كبرى إلى دولة فاشلة".

    نحن الذين يتعين عليهم أن يحددوا الأسباب.

    وليس هذا بالأمر السهل، فتحديد هذه الأسباب هي جزء من رؤية ما لم ير الآخرون، أو رأوه وتعاموا عنه وغبشوه حتى لا يرى
    .
                  

05-18-2011, 08:33 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في الذكرى 28 للحركة الشعبية - جون قرنق ... رؤية ما لم ير الآخرون (Re: حامد بدوي بشير)

    حتى لا نتوه في مسالك المشكل السوداني، دعونا نبدأ بالظاهر والمرئي والملموس، أي قمة جبل الجليد من هذا المشكل.

    والمرئي هو التناحر السياسي الذي وصل حد الحروب الأهلية.

    ولا يكون الصراع السياسي عيبا في حد ذاته أو سببا لأزمة خطيرة، إلا إذا كان دائرا بلا أرضية مشتركة هي الوطن – الهوية، أو دائرا بسبب الاختلاف حول مفاهيم الوطن والهوية . هنا يتعدى الأمر الاختلافات الطبيعية بين البشر في البلد الواحد ليتحول إلى تشوه بنيوي. وهذا للأسف الشديد هو الحال في بلادنا.

    ولنبدأ ببحث هذا الزعم حول التشوه البنيوي في نمو مفاهيم الوطن – الهوية في السودان.
                  

05-18-2011, 09:52 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في الذكرى 28 للحركة الشعبية - جون قرنق ... رؤية ما لم ير الآخرون (Re: حامد بدوي بشير)

    التشوه البنيوي
    أو المرجعية التاريخية لتيارات الحركة السياسية السودانية



    يعود الفضل في التحديد الجغرافي للسودان إلى حملة الفتح التركي المصري في عام 1821. فما قبل الفتح التركي سلطنات ومشيخات بلا رابط قومي أو وحدة ترابية. وكان هذا الفتح بداية حقيقية لوعي سياسي قومي إتفاقا أو معارضة للحكم التركي، اكتمل وتجلي في الثورة المهدية ثم تطور وتوسع إبان العهد الإستعماري الحديث، مشكلاً البدايات الحقيقية للحركة السياسية السودانية الحديثة. إذن ومنذ الغزو التركي - المصري وحتى نيل السودان إستقلاله في بداية عام 1956 ، ليس ثمة أكثر من ثلاث علامات مرجعية يمكن أن نعتبرها أسسا مرجعية للحركة السياسية السودانية الحديثة وللتيارات التي انتظمتها.

    العلامة المرجعية الأولى:

    هي العهد التركي- المصري (التركية السابقة1821-1885) والذي ربط السودان بمصر إداريا وإقتصاديا وثقافيا علي مدي أربعة وستين عاماً. وقد ترك هدا الإرتباط الطويل آثارا من العمق بحيث أنها أصبحت عنصرا أساسيا ضمن الأركيولوجيا السياسية - الثقافية لشعب السودان، لا تزال تتفاعل حتى اليوم. والي هذه العلامة المرجعية ننسب مباشرةً نشأة التيار الإتحادي العروبي المرتبط بمصر ضمن الحركة السياسية السودانية. وبالطبع يستفيد هذا العامل السياسي – الإداري من عوامل أخرى كثيرة لها أهميتها الكبيرة في ربط السودان بمصر مثل التداخل العرقي والديني والثقافي على مر عصور التاريخ.

    العلامة المرجعية الثانية:

    هي الثورة المهدية (1885 – 1898). فقد إستطاعت قيادة هذه الثورة أن تبرز مساوئ الحكم التركي وأن تعبئ معظم الشعب السوداني ضده وأن تدكه دكا لتقيم على أنقاضه حكما وطنيا ذا أساس صوفي محلي. ويتضح الأثر العميق لهذه الثورة وما أسست من حكم وطني، في أنها لا تزال حتى اليوم باقية بكل حيويتها لدى الجماهير الغفيرة التي تعتنق وتعتقد في المهدية. كما أن هذه الثورة الوطنية الدينية قد تحولت إلى مفخرة قومية لدى جميع الأجيال السودانية. لهذا لم يكن من المستغرب محاولة بعث هذه الثورة في صورة المهدية الثانية وما إرتبط بها من تيار سياسي، هو التيار الإستقلالي الديني. وهنا أيضا توجد عوامل أعمق جذورا حتى من الثورة المهدية، تجعل من الدين مركز جذب أساسي في الحياة السياسية السودانية وتغذي تيارا سياسيا دينيا يتجاوز أهداف القسم المهدوي من التيار الديني في السودان.

    العلامة المرجعيةالثالثة:

    هي العهد الإستعماري الحديث الذي دام ثمانية وخمسين عاما (1898- 1956). وهو ما عرف بالحكم الثنائي في تاريخ السودان الحديث. ومع جيوش الفتح الإنكليزي – المصري في عام 1898 دخلت الأفكار الحداثية العلمانية إلى السودان. وقد خرَّجت المدارس النظامية، مع قلتها فئة من المثقفين والمتعلمين، صارت تتطلع إلى أن تصير جزءاً من العالم المتنور المتقدم وتتطلع إلى أن تكون ضميرا وصوتا لشعبها في عالم بدأ يسرع من وتأئر تحولاته، خاصة في فترة ما بين الحربين وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية. ولهذا العهد الإستعماري الحديث يعود الفضل في ظهور التيار الحداثي العلماني ضمن الحركة السياسية السودانية.

    ودعوني أقول هنا إن جميع التيارات السياسية التي انطلقت من هذه المرجعيات التاريخية، هي تيارات شرعية باعتبار أنها تعود لحقب تاريخية قومية سادت على أرض هذا الوطن.

    وقد أكد الأهمية المرجعية لهذه الحقب التاريخية الثلاث في فهم السياسية السودانية المعاصرة، الدكتور شريف حرير في ورقته (إعادة تدوير الماضي في السودان) حيث قال (( بينما كانت الممالك القديمة التي سيطرت علي أواسط وادي النيل وما تلتها من ممالك – ممالك النوبة والمقرة وعلوه المسيحية – مهمة كخلفية تاريخية لتشكيل السودان كدولة، فهي لا علاقة لها بفهم السياسة السودانية ................... ومما له أهمية خاصة في هذا السعي إلى هذا الفهم , هي الفترات الثلاث التي تلت صعود مملكة الفونج (1504) وسلطة الفور حوالي (1650) ، وهي الحكم الإستعماري التركي – المصري (1821- 1885) والدولة المهدية (1885- 1898) وفرض الحكم الثنائي الإنكليزي- المصري (1898 - 1956) .

    وقد زاد من حدة تأثيرهذه المرجعيات التاريخية الثلاث، الصراع المكشوف الذي كان دائرا حول مستقبل السودان ما بين مصر التي تريد ضمه إليها والمهدية الثانية التي تحاول تأكيد إنفصاله عنها وضرورة عودته وطناً مستقلا،ً وبريطانيا التي لها رؤية ثالثة وهي ضرورة إنشاء وطن قومي علماني ديمقراطي في السودان. ولهذا لم يعد تأثير الحقب التاريخية الثلاث، التركية السابقة والمهدية والعهد الإستعماري، لم يعد تأثيرا تاريخياً مستبطناً لدي أجنحة الحركة السياسية السودانية الوليدة، وإنما صار وقودا حيا لصراع حاضر انعدمت فيه الفواصل الزمانية. وكأن تاريخ السودان السياسي قد بعث وجمع في حيز زمني واحد، مما جعل منه محدداً وحيداً لجوهر الحركة السياسية السودانية وهي تتكون.

    هذا الإستقطاب السياسي الحاد الذي يتغذى من عوامل ماضية - حاضرة هو المسؤول عن التباعد والتضاد فيما طرحت أجنحة الحركة السياسية السودانية من رؤى لمستقبل السودان. وذلك لأننا إذ نظرنا إلى نوع العلاقة بين هذه العهود التاريخية الثلاثة، والتي شكل كل واحد منها مرجعية تامة ونقية لأحد أجنحة الحركة السياسية السودانية الوليدة (الإتحاديين العروبيين، والإستقلاليين الدينيين، والحداثيين العلمانيين)، إذ نظرنا لنوع هذه العلاقة لوجدنا لها توصيفا واحداً وهو أنها قد كانت علاقة إجتثاث، وليس علاقة إفضاء. فقد قامت الثورة المهدية من أجل إجتثاث العهد التركي المصري، وجاءت جيوش الفتح الإنجليزي المصري لإجتثاث الدولة المهدية. ومن هنا لا يمكن منطقا أن تكون ثمة أرضية مشتركة أو قإسم مشترك بين الإتحاديين العروبيين ذوى المرجعية المصرية وبين الإستقلاليين الدينيين ذوي المرجعية المهدية وبين الحداثيين العلمانيين ذوي المرجعية الأوربية الحديثة. بل أن هذه التيارات السياسية لم تتكون في السودان أصلا إلا تلبية مباشرة لإستمرار هذه الحقب التاريخية أصلا، أو لمنع إستمراريتها.

    فقد جاء التيار الإستقلالي الديني بهدف واضح وعته كل الساحة السياسية السودانية آنذاك وهو إعادة الدولة المهدية الدينية ومنع ذوبان السودان في مصر. وبهذا فان التيارالإتحادي العروبي لم يجيء إلا بهدف منع عودة الدولة المهدية الدينية والذي لا سبيل لإنجازه إلا باللجؤ لقوة مصر. ولهذا السبب نجد أن مؤيدي هذا التيار هم الفئات التي اكتوت بنار الدولة الدينية علي عهد الخليفة عبد الله، وهم سكان المدن والمتعلمين والختمية. أما التيار الحداثي العلماني فهوالآخر لم يجيء إلا لمنع تحقق كل من الدولة المهدية الدينية والدولة الإتحادية العروبية، ومن أجل بناء الدولة السودانية القومية، الحديثة والمرتبطة بالفكر الحداثي العلماني الأوربي.

    وهذا بحسب تقديرنا، تشوه بنيوي خطير صاحب نشأة الحركة السياسية السودانية، وهو اصل ( المشكلة) المتمثلة في عدم التواضع والتراضي بين أجنة الحركة السياسية علي نظام لحكم السودان، كما هو مرجعية (الأزمة) السياسية التي يعانيها السودان الآن.
                  

05-19-2011, 04:59 PM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في الذكرى 28 للحركة الشعبية - جون قرنق ... رؤية ما لم ير الآخرون (Re: حامد بدوي بشير)

    التشوه البنيوي الذي شرحناه أعلاه، والذي شكل أساس العلاقة بين المرجعيات التاريخية لأجنحة الحركة السياسية السودانية وما تميز بع من علاقة الاجتثاث، هو المسئول عن تمهيد الأرض أمام العنف والتهميش في الممارسة السياسية في السودان.
                  

05-21-2011, 05:33 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في الذكرى 28 للحركة الشعبية - جون قرنق ... رؤية ما لم ير الآخرون (Re: حامد بدوي بشير)

    ***
                  

05-21-2011, 05:43 AM

تولوس
<aتولوس
تاريخ التسجيل: 06-06-2004
مجموع المشاركات: 4132

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في الذكرى 28 للحركة الشعبية - جون قرنق ... رؤية ما لم ير الآخرون (Re: حامد بدوي بشير)

    اوجز يارعاك الله



    احترامي وتقديري
                  

05-21-2011, 06:15 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في الذكرى 28 للحركة الشعبية - جون قرنق ... رؤية ما لم ير الآخرون (Re: تولوس)

    الأخ تولوس، شكرا على المتايعة.

    أود في البداية التأسيس لأن ما قام به الراحل العظيم، جون قرنق دي مبيور، لم يكن مجرد تمرد على السلطة المركزية في الخرطوم، وإنما هو ثورة شاملة في مفاهيم الوطن والهوية والمواطنة. أي أنه قد حاول معالجة تشوهات التجربة السياسية السودانية معالجة جذرية. وهذا هو فعل المفكرين الثوار المخلصين.

    ومعالجة ذلك تحتاج لبعض الإطالة، إذا يتعين أولا شرح تلك التشوهات من أجل التأسيس لفكرة ان قرنق قد رأى ما لم ير الآخرون.
                  

05-21-2011, 10:33 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في الذكرى 28 للحركة الشعبية - جون قرنق ... رؤية ما لم ير الآخرون (Re: حامد بدوي بشير)

    وثمة تشوه بنيوي آخر يتعلق بالبنيات الأساسية للحركة السياسية السودانية، ولكنه لا يرتبط بالمرجعية التاريخية للحركة السياسية الوطنية كما عرضناها أعلاه، وإنما يرتبط بالظروف والعوامل التاريخية التي لم يكن للحركة السياسية الوطنية يد فيها. فهذا التشوه الثاني يكاد يكون قدرا تاريخيا علينا أن نعيه ونتعامل معه وندرك نتائجه. وخطورة هذا التشوه البنيوي الثاني تكمن في تأثيره السلبي علي المنظومات المفهومية الخاصة بالوطن والمواطنة والقومية والهوية.

    فالثابت تاريخيا أن أي من العهود التاريخية السودانية الحديثة الثلاث، التركية والمهدية والإستعمار، لم ينعم بالمدى الزمني اللازم والكافي له ليتمكن من خلال آليات التطور التاريخي التلقائية من التحول والترقي. فلم يتح لأي من هذه العهود أن يتطور من المرحلة العسكرية الفجة، مرحلة الفتح والغزو والثورة إلى مرحلة الدولة.

    فقد قامت التركية السابقة وإنتهت دون أن تتجاوز مرحلة الغزو والحملة العسكرية. وقامت المهدية وإنتهت دون إن تتجاوز مرحلة سلطة الثورة. وأضطر الإنجليز للخروج من السودان، بعد نهاية الحرب العالمية الثانية قبل أن يؤسسوا الدولة الديمقراطية المستقلة المرتبطة ببريطانيا عبر الكومونولث مثلما فعلوا في الهند قبل إستقلال السودان، ونيجيريا بعده. فقد كانت بريطانيا مضطرة للتخلي عن العديد من مستعمراتها حسب مقتضيات النظام العالمي لما بعد الحرب العالمية الثانية. ومعلومة تماما الضغوط التي مارستها الولايات المتحدة والأمم المتحدة ضد بريطانيا للتخلي عن السودان. وقد ذكر جابريل د. وار بيرج ذلك بوضوح في قوله: (كان الرأي السائد أن السودان سيظل تحت النفوذ البريطاني في المستقبل المنظور، ولهذا لا يبدو أن هناك سبباً في التنمية السريعة. ولقد تغير هذا كله بعد الحرب العالمية الثانية بعد أن أجبر الإرهاق والضغوط من الأمم المتحدة وظهور الوطنية المتطرفة في كل من مصر والسودان، حكومة العمال البريطانية بتفكيك الإمبراطورية بأقصى سرعةٍ ممكنة).
                  

05-22-2011, 06:15 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في الذكرى 28 للحركة الشعبية - جون قرنق ... رؤية ما لم ير الآخرون (Re: حامد بدوي بشير)

    التشوه البنيوي الأول (العلاقة الاجتثاثية التي ورثتها أجنحة الحركة السياسية عن مرجعياتها التاريخية) هو المتسبب المباشر في التشوه البنيوي الثاني (التجارب الميتورة والعودة المتكررة لنقطة البداية وانتفاء التطور الطبيعي).

    كانت النتيجة هي حركة سياسية شوهاء تتصارع أجنحتها لنفي بعضها البعض والوصول للسلطة عن طريق الانقلابات العسكرية.

    إدمان العنف كوسيلة للوصول إلى السلطة في المركز أدى لتكريس مركزية خانقة وإلى تهميش جغرافي - اقتصادي للمناطق البعيدة عن المركز.

    وكون أن الجناحين الرئيسين في الحركة السياسية السودانية هما الجناح العروبي الساعي لربط السودان بالفضاء السياسي العربي، والجناح الديني الرامي لربط الحكم في البلاد بالدين الاسلامي، فقد ادى ذلك لتهميش ثقافي - اقتصادي في المركز والأقليم.

    وكل هذه الدوامة قد أدت لقيام سياق سياسي مازوم يتمظهر في حركة دائرية مفرغة، (ديموقراطية - إنقلاب - ديموقراطية - انقلاب ...الخ).

    وكان لا بد من مخرج يسمح للبلاد بالخروج من هذا السياق الذي أهدر إمكانياتها ووصل بها إلى وضع الدولة الفاشلة.

    وما كان ليتسنى الخروج إلا بظهور من يمتلك موهبة ان يرى ما لايراه الآخرون ويكتشف الأدواء ويحدد العلاج ويمتلك الإرادة والصبر اللازمين لتنفيذ الوصفة العلاجية.

    (عدل بواسطة حامد بدوي بشير on 05-22-2011, 06:20 AM)
    (عدل بواسطة حامد بدوي بشير on 05-22-2011, 06:23 AM)

                  

05-22-2011, 10:35 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في الذكرى 28 للحركة الشعبية - جون قرنق ... رؤية ما لم ير الآخرون (Re: حامد بدوي بشير)

    إن الحركة السياسية السودانية، متمثلة في جناحيها الكبيرين، عندما طرحت مشروع الدولة العروبية ومشروع الدولة الدينية، فقد تجاهلت عن عمد كل السودانيين الذين هم ليسو عربا أو مسلمين ولم تعاملهم سوي معاملة الأقليات. ونسبة لانخفاض الوعي والتخلف السائد في عموم المناطق التي يقطنها غير العرب وغير المسلمين في السودان، فان هذا الطرح الانتقائي لأكبر أجنحة الحركة الوطنية، قد إستطاع أن يمر وسط زخم الفرحة بالإستقلال على الكثيرين ألا مواطني جنوب السودان، الذين تنبهوا باكرا وقبل الإستقلال إلى الخلل الذي صاحب الحركة السياسية السودانية.

    ثمة رجل واحد شجاع استطاع أن يرى ما تعامى عنه الآخرون من ساسة السودان قبيل إعلان الاستقلال. هذا الرجل الشجاع هو السيد إبراهيم بدري والذي وثق موقفه هذا في مذكرة تقدم بها إلى لجنة تعديل الدستور لعام 1951 والتي دعا فيها إلى (تضمين بنود احترازية خاصة بالجنوب والمناطق المتخلفة في الشمال ) وقد فسر ما عناه بالجنوب قائلا (عندما أقول الجنوب فأنا لا اعني سكان المديريات الجنوبية الثلاثة فقط، بل أيضا سكان جنوب الفونج في مديرية النيل الأزرق وأيضا بعض السكان من دار فور وجبال النوبة في كردفان .. كل هؤلاء لا يدينون بالإسلام ولا يتحدثون باللغة العربية ولا توجد روابط في التقاليد، الدين، اللغة، أو الثقافة بينهم وبين الشماليين. الصلة الوحيدة هي التواجد الجغرافي الذي يمكن إرجاعه لتاريخ الفتح المصري عام1820).
                  

05-23-2011, 05:47 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في الذكرى 28 للحركة الشعبية - جون قرنق ... رؤية ما لم ير الآخرون (Re: حامد بدوي بشير)

    السيد إبراهيم بدري وثق موقفه هذا الواعي منذ عام 1951.

    لكن الأمر المدهش حقا هو أن هذا الرجل قد وضع يده على القضية التي صارت محورا للكثير من النشاط السياسي والإنساني والأكاديمي اليوم. نعني قضية "التهميش".

    لا شك ان ذلك كان وعيا مبكرا بوجود مشكلة أسست لها الإدارة الاستعمارية، فانبرى هذا السياسي للفت النظر إليها في ذلك الزمن المبكر. بل انه قد حدد الإطار الجغرافي للمشكلة فذكر بدقة المناطق المهمشة حتى اليوم، وهي حسب لغة ذلك الزمن، (المديريات الجنوبية الثلاثة زائدا جنوب الفونج في مديرية النيل الأزرق وأيضا دار فور وجبال النوبة والمناطق المتخلفة في الشمال)،

    كان الرجل يفكر ويعمل في إطار ما نسميه اليوم (السودان القديم)، لكنه كان جديدا حينها والبلاد على أعتاب نيل استقلالها. ولا شك انه لم يخطر ببال هذا السياسي النبيل أن الحال في السودان سيتدهور لدرجة فرض الحكم الاسلامي والثقافة العربية، أي فرض التهميش السياسي والثقافي، على المناطق التي ذكرها وبقوة السلاح.

    مر ما يزيد عن نصف قرن على دعوة إبراهيم بدري الشجاعة، ولا يزال المستفيدون من هيكلية السودان القديم القديم يتمسكون بها ويدافعون عنها ولم يصلوا بعد لذرة من وعي ذلك الرجل.

    لكل ذلك تطلب الأمر تأسيس حركة سياسية عريضة لها ذراعها العسكري لمواجهة الحرس القديم الذي اعتمد القوة العسكرية لفرض أسوأ نسخة للحكم تمخضت عنها هيكلية السودان القديم.

    وفي ظل الظروف التي كانت سادة في بداية الثمانينات، وقد جن جنون الدكتاتور نميري، فارتمي بالكامل في أحضان مهووسي الحركة الإسلامية، كان الأمر يحتاج إما معجزة سماوية أو سوداني عبقري.

                  

05-24-2011, 05:56 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في الذكرى 28 للحركة الشعبية - جون قرنق ... رؤية ما لم ير الآخرون (Re: حامد بدوي بشير)

    ***
                  

05-24-2011, 10:27 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في الذكرى 28 للحركة الشعبية - جون قرنق ... رؤية ما لم ير الآخرون (Re: حامد بدوي بشير)

    فهم جديد للمشكل السوداني

    كانت بصمات الراحل جون قرنق واضحة في (منفستو – 1983 ) الذي أعلنت من خلاله الحركة الشعبية لتحرير السودان عن وجودها. حاء ذلك المنفستو نقلة نوعية ضخمة ضمن تطور حركة التمرد والثورة التي ظلت مندلعة في الجنوب منذ عام 1955م. فلأول مرة في تاريخ السودان يقدم تنظيم سياسي سودإني فهماً قائماً على الدراسة والتحليل لما كان يسمى (مشكلة جنوب السودان)، وتتبدى نتائج الدراسة والتحليل في الفهم الجديد للمشكلة. فقد توصلت (الحركة الشعبية لتحرير السودان) إلى إن ما يسمى بمشكلة جنوب السودان هي في الحقيقة (مشكلة عامة، إذ هي في الاساس مشاكل المناطق المتخلفة في القطر كله).

    ولا تتحامل الحركة على (الشمال أو الجلابة او المندوكورو) في مسئولية خلق مشكلة المناطق المتخلفة، كما يفعل بعض متشدقي النضال هذه الايام، بل تلوم الإستعمار. فهي ترجع نشوء هذه المشكلة إلى سياسة الإستعمار التي كانت قائمة على (تكريس التباين الإجتماعي والثقافي والديني بين الشمال والجنوب).

    كما يظهر أثر الدراسة والتحليل في تحديد مصطلح (الشمال) في فهم الحركة، فالحركة ترى إن الشمال (يشمل [فقط] مديريتي الخرطوم والجزيرة القديمتين). وترى الحركة إن إقليم دارفور وكردفإن وكسلا والشمالية (متخلفة مثلها مثل المديريات الجنوبية).
                  

05-25-2011, 05:29 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في الذكرى 28 للحركة الشعبية - جون قرنق ... رؤية ما لم ير الآخرون (Re: حامد بدوي بشير)

    ترجع الحركة سبب إندلاع التمرد في الجنوب، دون بقية الاقاليم المتخلفة إلى عدم الرضى بحركة سودنة الوظائف [1954-1955م] من قبل الصفوة الجنوبية. إلا إنها لا تلوم الصفوة الشمالية على التوزيع غير العادل للوظائف بين الصفوه الشمالية والصفوه الجنوبية. فهي ترى إن هذا التوزيع غير العادل، (كان ضرورة تاريخية ترجع جذورها إلى التنمية الهامشية غير المتوازنة في الشمال والجنوب خلال الفترة الإستعمارية).

    وبناءاً على هذا الفهم للمشكلة تتوصل الحركة إلى إستنتاج أساسي يبرر إحداث هذا التحول الراديكالي في تنأول المشكلة. فحيث إن إندلاع التمرد في الجنوب يرجع إلى عدم رضا الصفوه الجنوبية ######طها على التوزيع غير العادل للوظائف التي أخلاها الموظفون الاستعاماريون، فإن هذا قد جعل أهداف التمرد في الجنوب (تدور حول الوظائف والالقاب الوظيفية) وليس حول مشكلة الجماهير المهمشة والاقاليم المتخلفة. يوضح التشخيص الدقيق والتحليل النقدي لنشأة المشكل السياسي السوداني ولطبيعة حركات التمرد في الجنوب، أن المنهج الذي اتبعته الحركة الشعبية، تحت قيادة جون قرنق، كان منهجا نقديا بعيدا عن الديماجوجية والصراخ السياسي والشعارات الرنانة.
    كان منهجا يقوم أولا على الصدق مع النفس.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de