|
|
 فاتورة الاحتجاج!! خصخصة المياة!
|
فاتورة الاحتجاج!! خصخصة المياة!
راشد مصطفي بخيت.
لم تمض أكثر من يومين، عندما نبهنا في هذه الزاوية إلي أن الاحتجاجات التي ضربت بعض أحياء العاصمة المثلثة في الأيام القليلة الفائتة، رافعةً صوتها بشدة جراء انقطاع الإمداد المائي عنها لفترة طويلة وهي علي مرمى حجر من النيل العظيم!
حيث بدأ الاحتجاج بمنطقة بري أولاً ثم جلس الوالي إلي سكانها متحدثاً يحاول بعطر حديثه إصلاح ما أفسده الدهر!
وخرجت إلي مسامع الناس قصصاً تروى علي قارعة الطريق بخصوص تلك المؤامرة الخبيثة والأيادي الخارجية التي قفلت (بلوفة) المياه بحثاً عن تظاهرات عاصفة تطيح بالنظام!
انتقلت عدوي الاحتجاج إلي أكثر من منطقة لاحقاً فسخط أهالي الحلفايا إلي أن قابلهم المعتمد ووجه بحل المشكلة مؤقتاً عبر عربات الشرطة التي طلب منها نقل المياه لبعض المربعات التي لم ترى الماء لأكثر من ثلاثة أيام متتالية.
أيضاً حفلت أمدرمان باحتجاجات مثيلة وتضجر بعض أهالي الصافية في مربعات انقطعت عنها المياه لأكثر من يومين بالمثل!
كتبنا يومها منبهين إلي أن طريقة التفكير المعكوسة لولاة الأمر منا، ممن يجاهرون صبحاً ومساء بضرورة أن (يساعدهم المواطن في معرفة حقه! ويتعامل مع سلعة السكر بالسعر الحكومي فقط)! ويمشون بين الناس تيهاً بجدوى تحريرهم للاقتصاد والنتائج الباهرة التي أورثنا لها هذا التحرير، ويصرون دوماً علي إيكال للمواطن المغلوب علي أمره مهاماً هي من مهام الدولة بالمقام الأول ويتقاضي عن القيام بها مرتبات يدفعها دافع الضرائب الذي يحمل الماء علي ظهره ويموت من العطش!
حيث تنهض طريقة التفكير المعكوسة هذه علي أن يتحمل المواطن العبء مزدوجاً بنهوضه بأعبائه الشخصية زائداً أعباء الدولة نفسها! وعندما يحتج هذا المواطن بأي طريقة علي اختلال هرم العلاقة الحقوقية بينه وبين ولاة الأمر يهمون لمعاقبته علي هذا الاحتجاج الذي أزعجهم به وأخرجهم من مكاتبهم الرطبة في زمهرير صيف يغلي مراكز الاستيعاب، لا لشيء سوى أنه لم يتحمل انقطاع المياه عنه لأسبوع واحد أو حتى عشرة أيام! فهل بالماء وحدها يحيا الإنسان!؟
قررت الدولة أن تنفذ ما تخوفنا منه عند إشارتنا لموضوع الاحتجاجات الماضية، وعرفنا ساعتها أن الطريقة المعكوسة لأمر إدارة الدولة ستقفز مباشرة لخطوة عقاب المواطن بأن تحوِّل ملف المياه الخدمي الذي يسبب لها إزعاجا كثيفاً إلي ملف رفع قيمة فاتورة المياه وتبديل العدادات بدلاً عن الشبكات! حتي تصبح الماء في نهاية الأمر مثلها مثل الكهرباء يشتريها الماء بالمتر ولا يستطيع لوم أحد إن قطعت عن حنفيته لأنها أوانذاك ستكون قد أُسست لها شركة خاصة علي غرار شركة الكهرباء وستبدأ في إنفاذ مشروع الدفع المقدم للمياه! ويموت الجميع عطشاً! في أرض النيلين!
وهذا ما حدث بالضبط بعد أن تزايدت هذه الاحتجاجات! ولم نتفاجأ مطلقاً لأننا توقعنا هذا في عمودنا الذي لم تمض عليه أكثر من يومين عندما قلنا بالحرف الواحد أن الحكومة ستعاقب المواطن علي إزعاجه بخصخصة المياه! وهاهي بواكير الأمر بدأت تلوح في أفق صباحنا المترع بدكنة السواد والهموم! فقد أعلنت حكومة ولاية الخرطوم أمس أنها ستزيد تعريفة المياه لسكان الدرجة الأولي وإدخال نظام عدادات الدفع المقدم!
إنها بداية النهاية لمشروع مياه خدمي ورفع يد الدولة نهائياً عنه! وهذا أقل العقاب بالنسبة لطريقة التفكير المعكوسة تلك.. فهل ستعدلوها أم سيجيء اليوم الذي تصل المياه عنق حنفياتكم لكنها لن تقوى علي صب قطرة واحدة مالم تأخذ إذنها من (سيستم) الدفع المقدم الخاص بشركة مياه السودان الخاصة!
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فاتورة الاحتجاج!! خصخصة المياة! (Re: راشد مصطفي بخيت)
|
سلام يا راشد, كلامك تمام و صحيح, لم تحدث ازمة في أى مجال من حياة الناس و الا حولته الحكومه لوسيله للتكسب و الربح و غالبآ دون حل الأزمه المحدده, لا يفرق في هذا أن كان الأمر يتعلق "برفاهية" كالتعليم - رفاهية للغالبيه العظمى ممن يسدون رمقهم بالكاد او يتعلق بأمر حياة أو موت مثل الماء و الدواء, من ده أختلف معك في في أن طريقة تفكير الحكومة دى معكوسه - دى راجعه للحكومه و ليس لطريقة التفكير - , الحكومه دى أعلنت بمختلف أشكال التعبير الممكنه و المتاحه "عمليآ" - أى باستثناء الكلام - أنها جايه عشان يخموا أكبر قدر من موارد و ثروات و قروش البلد و مواطنينو, بكل الوسائل , لا يهم ان كانت قانونيه أم لا , اخلاقيه أم لا, "شرعيه" أم لا. للسب ده أنا شايف طريقة التفكير المعكوسة هي توقع شئ آخر من الحكومة. أنا فاهم قصدك و هو صحيح, و مهم جدآ توضيحك للمفارقة الجليه في دعاية الانقاذ عن دور الحكومه و أساليب النهب و عدم التطبيع معها أو قبولها كقدر. بالمناسبه : الجماعه فتحو البلوفه و لا لسه؟
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فاتورة الاحتجاج!! خصخصة المياة! (Re: احمد محمد بشير)
|
سلام يا عصام
يبدوا أن حكومتنا الموقرة، تريد أن تربط بين فعل الاحتجاج وردة فعله الذاهبة جهة الخصخصة كما أظن! كأنها بذلك تريد أن ترسل الرسالة التالية: احتجاج يساوي غلاء معيشة!
وبذلك تضرب الحكومة خطاب العارضة الأزلي بأن غلاء المعيشة واحد من أسبابه المباشرة الاحتجاج!! فلذلك إن لم يحتج المواطن فعلياً علي خصخصة المياه، فذلك يعني أنه بدأ يتعايش مع المعادلة الجديدة، وخصوصاً أن أمر المياه اليومية أكثر خطورة من قضايا التعليم والصحة كما أظن.
تحياتي
البلوفة لم تُفتح بعد! يبدوا أن أعضاء الحزب الشيوعي اختفوا في ظروف غامضة!
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فاتورة الاحتجاج!! خصخصة المياة! (Re: راشد مصطفي بخيت)
|
سلام يا أحمد
خصخصة المياه مشكلة في حد ذاتها! وهي مشكلة كبيرة جداً بالمقارنة مع ما تم تخصيصه من قبل! فقط تخيل أنك لن تمكث في الحمام بالمقدار الذي يناسبك! ذلك لأن أمتار المياه التي بحوزتك لا تكفي لاستحمام الأسرة بكاملها!
هذا علي أبسط تقدير وعلي ذلك قس بقية الأضرار.
تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
| |
احمد محمد بشير
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست