بن لادن أم الـ«بن لادنية»؟! جابر حبيب جابر! مقال جدير بالقراءة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 03:55 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-08-2011, 05:11 AM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30720

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بن لادن أم الـ«بن لادنية»؟! جابر حبيب جابر! مقال جدير بالقراءة

    Quote: بن لادن أم الـ«بن لادنية»؟!
    جابر حبيب جابر
    الاحـد 05 جمـادى الثانى 1432 هـ 8 مايو 2011 العدد 11849
    جريدة الشرق الاوسط
    الصفحة: الــــــرأي

    الطابع الاحتفائي الذي ساد الإعلان عن مقتل بن لادن في الولايات المتحدة يكشف عن حقيقة أن السياسة يصعب عليها أن تتصالح مع الفكر حتى في أكثر بلدان العالم تقدما، فهنالك قدر كبير من «الشعبوية» والتوصيفات «الهوليوودية» في خطاب الإدارة الأميركية وفي استقبال الجمهور الأميركي للحدث، وكأنه نهاية أخرى للتاريخ. وفي المقابل ساد رد فعل الشارع العربي وبعض وسائل الإعلام العربية شكل مشابه من اللغة الخطابية وطغيان نظريات المؤامرة، بحيث أصبحت قضايا من مثل رمي الجثة في البحر وطبيعة الغارة التي شنها الكوماندوز ونوع الأسلحة التي استخدمت ومدى صدقية أو عدم صدقية الصورة التي نشرت لابن لادن، هي المواضيع المهيمنة في التداول الإعلامي والشعبي، وكأن المنطقة قد تجاوزت إشكالياتها الأكبر، وكأنها لا تشهد أحداثا جساما في ذات الوقت تتعلق بمصير بلدان بأكملها! لا أقصد بذلك القول بأن ليس من حق أحد طرح أسئلة من هذا النوع ومحاولة التحقق من الرواية الرسمية حول الموضوع، ولكن المخيف وراء هاتين الطريقتين، الأميركية والعربية - الإسلامية، في تناول الحدث، هو ميلهما نحو تجاهل القضية الأعمق والأكثر أهمية وجذرية في الموضوع، وأعني بها الـ«بن لادنية»، لصالح التركيز على بن لادن الشخص وبن لادن الجثة.

    في الولايات المتحدة هنالك قدر كبير من التبسيط وأحيانا التسخيف للموضوع، حيث يقدم بن لادن و«القاعدة» بوصفهما الشر المطلق الذي تم أخذ القصاص منه بعملية أكاد أجزم بأنها ستتحول إلى فيلم سينمائي في أقرب فرصة ممكنة، بحيث طغى التركيز في تناول الحدث على بعده الصوري وعلى «بطولة» العسكريين والتقنيات العالية التي استخدمت في العملية، التي تعكس كل مواصفات العمل الهوليوودي.. حيث «الأبطال يقتلون الشرير» وينتهي الفيلم نهايته السعيدة. لكن الأمر لن يكون كذلك في الواقع، فلا العالم بهذه البساطة حتى نقسمه إلى أخيار وأشرار، ولا ظاهرة «القاعدة» أو على الأقل العنف المقترن بها ستنتهي بنهاية الشرير. وراء هذه الصورة «البراقة» و«البطولية» يختفي الحديث عن الأسباب التي أدت إلى ظهور «القاعدة»، والخلفية التي في ظلها نشأ كل هذا العنف وكل هذه القدرة على التدمير، والأسباب التي دفعت إلى أن تتجه كراهية «القاعدة» إلى أميركا وأن يستقطب خطابها هذا جمهورا واسعا بدا أنه يتعاطف مع مناوأة «القاعدة» لأميركا أكثر من تعاطفه مع أي شيء آخر فيها. إن الدوافع التي أنتجت «القاعدة» ما زال الكثير منها قائما اليوم، لا سيما إذا فهمنا «القاعدة» كظاهرة معبرة عن كباش إسلامي - غربي أساسه العجز في إقامة علاقة سوية بين الطرفين.

    «القاعدة» ليست بن لادن فقط، والإسلام السياسي ليس «القاعدة» فقط، والموقف المناوئ للغرب ليس إسلاميا فقط، ولذلك يبدو اختزال الأمر إلى مظاهر احتفالية بموت بن لادن في عهد إدارة يفترض أنها أكثر حكمة وحساسية تجاه قضايا من هذا النوع لن يؤدي سوى إلى إبقاء الحاجز النفسي والسياسي والثقافي بين العالمين الغربي والإسلامي، فهذا الحاجز بني وتقوى بفعل تجنب الطرفين للنقد الذاتي ولمحاولة فهم الموضوع بعيدا عن منطق الفسطاطين الذي اعتمدته «القاعدة» في خطابها كما اعتمدته الإدارة الأميركية السابقة صراحة والحالية ضمنا. لو لم يكن بن لادن لكان أي شخص آخر، ولو لم تكن «القاعدة» لكانت منظمة أخرى، ولو لم يكن الإسلام السياسي لكان تيار آخر. أصل الموضوع هو العلاقة المختلة بين الطرفين والإصرار على التعامل مع الشعوب الإسلامية بوصفها كيانات لاعقلانية هاجسها الوحيد ديني وقضيتها الوحيدة هي محاربة «الكفار».

    لقد فشلت «القاعدة» في جذب الشارع العربي نحو تأييدها بالضبط لأنها عبرت عن هذا المنطق، فتجاهلت كل تعقيدات المجتمعات العربية والإسلامية والجوانب المتعلقة بغياب الحريات وبالفوارق الاقتصادية والاجتماعية وبالتخلف السياسي والاجتماعي لتختزل كل شيء في موقف من شيطان آخر اسمه «الغرب المسيحي»، وتعلل الصراع معه بمنطق ديني متعصب ومنغلق لا ينتمي إلى العصر وما يتطلبه من قبول للآخر المختلف ومن احترام للتنوع الثقافي يرفده احترام للكرامة الإنسانية، بغض النظر عن الانتماء والدين والهوية. من هنا يبدو رد الفعل السائد عربيا وإسلاميا هو الآخر لا يقوم على المراجعة والنقد الذاتي، البعض بحكم عدائه للغرب وللسياسة الأميركية يستسهل أن يضع نفسه مع «القاعدة» وبن لادن في نفس الخانة ويقبل بالتالي منطق الفسطاطين، ذات المنطق الذي يجعلنا نميل إلى رمي كل مصائبنا على الآخر ونتجاهل عجزنا وإشكالياتنا الكبرى. أن نتباكى على جثة بن لادن ولا ننظر لآلاف الضحايا المسلمين وغير المسلمين الذين أسقطهم إرهاب «القاعدة» يعني أننا عاجزون عن أن نفهم بعقلانية مأزقنا الذي أنتج «القاعدة» وجعلنا نتصور أنها تمثلنا كمسلمين.

    المعالجة السياسية الغربية تميل إلى إنكار دور الدول الغربية في الزمن الاستعماري وما بعده في أزمة المجتمعات العربية، بينما المنطق الشعبوي عندنا يميل إلى إنكار أن أزمتنا لا يمكن حلها إلا بمراجعة للذات وجدال حر ومفتوح لإشكالياتنا كمسلمين وكشعوب وطنية، بدلا من الاتكال المطلق على اتهام الآخر وشيطنته. عنف «القاعدة» ليس طارئا، بل هو جزء من منظوماتنا السياسية والاجتماعية والثقافية وجد الظرف والفرصة المناسبين للتحقق على شكل كيان اسمه «القاعدة»، مصدر وجوده هو كراهية الآخر، أي آخر: الغربي، وغير المسلم، والذي لا يتبنى إسلام «القاعدة». لم يكن لدى «القاعدة» سوى مشروع كراهية وهدم، ولذلك فإنها صارت ملاذا لكل الساخطين والجاهلين بما يكفي لتقديم رسالة واحدة للعالم، هي رسالة القتل والتدمير. لذلك تبدو «القاعدة» نقيضا للأمل الذي أشاعته الثورات العربية وحركات الشباب المطالبة بالحرية والكرامة، لأن تلك الحركات تتطلع إلى المستقبل، ومشروعها هو مشروع بناء، بينما «القاعدة» كانت تتطلع للماضي بمشروع قائم على الهدم.

    لذلك يبدو واضحا أن الكيفية التي يتعامل بها الغرب مع الحراك الشعبي الراهن، والكيفية التي يمكن من خلالها لهذا الحراك أن ينضج مشروعه ويجعله قابلا للتطبيق، هي التي ستحدد ما إذا كانت «القاعدة» ستضمحل وتنتهي كظاهرة تقوم على الإرهاب والتطرف، أم أنها ستنتعش ولو بثوب آخر وعقيدة أخرى. التحدي الذي يواجهه العالم لا ينتهي برصاصة في رأس بن لادن وبرمي جثته في البحر، بل بمواجهة الأسباب الكامنة التي أنتجت الـ«بن لادنية».

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de