|
Re: محمد عثمان ابراهيم عن خبث الترابى وخطط ومؤامرات الاخوان المسلمين فى مصر (Re: Abdelmuhsin Said)
|
خارج الدوام السودان كدولة ذكية
محمد عثمان ابراهيم www.dabaiwa.com
شهد الشهر الماضي تعيين السيد رئيس الجمهورية لعدد من الأكاديميين في بعض المناصب العلمية الرفيعة أهمها منصب مدير جامعة الخرطوم الذي تولاه البروفيسور صديق حياتي. لو تم توزيع المناصب الأكاديمية بالإستحقاق وضمن القسمة العادلة للسلطة والثروة في السودان، لنال البروفيسور حياتي هذا المنصب اعترافاً بدأبه، وإخلاصه، وتفرغه لخدمة العلم ضمن الجيل الحالي من أسرة العارف بالله الشيخ حياتي، صاحب المسيد طيب الله ثراه.
أنجز البروفيسور حياتي 70 ورقة علمية و7 كتاباً أكاديمياً وقدم مئات المحاضرات وتخرج على يديه آلاف الطلاب مثلما تخرج الآلاف على أيدي إخوانه البروفيسور الطيب حياتي، العالم النحرير والحجة في علوم الوراثة والبيئة، والدكتور عمر حياتي، أستاذ الدراسات البيئية وإدارة الكوارث بجامعة الإمام محمد بن سعود السعودية وآخرين لا نعلمهم من العائلة الشريفة.
بعد مرور عقدين على ما سمي بثورة التعليم العالي، آن لحكومة الإنقاذ التي وافقت على مشاركة الأحزاب في السلطة، ومشاركة المليشيات القبلية في القوات النظامية، ومشاركة العديد من اللصوص والمهربين وقطاع الطرق السابقين في جهاز الدولة، أن تمدد سخاءها ليصل إلى دور العلم بأن تعيد الأمر كله إلى أهله. حان الوقت لأن تتوقف جامعاتنا عن تخريج أطباء يخلطون بين باكتريا المعدة والفشل الكلوي، ومهندسين يبنون سدوداً لحماية المدن من الأنهار فيغرقونها بالأمطار، ومعلمين وأئمة وخطباء يقلقلون الغين قلقلة، ويغيرون القاف تغييراً.
آن لجامعاتنا أن تعود إلى إدارات العلماء لتكون لشهاداتها معنى بعد أن حصل البعض، ممن لم يتعلموا أصول البحث ، على الدكتوراة (بإمتياز) على يد آخرين فيما صارت رسائل الماجستير تنتج في المراكز الطباعية، أما البكالوريوس فحدث ولاحرج. رأيت بعيني أستاذاً في جامعة الخرطوم لا يفرق بين ال(Editing) وال(Auditing) فيما كان يتحدث عن تطلعاته لنشر أبحاثه في الدوريات الأمريكية! لقد احسن الرئيس باختيار البروفيسور حياتي وليت إحسانه يمتد لتكوين لجنة لمراجعة سياسة التعليم العالي من خبراء سودانيين بعضهم هنا ، وبعضهم تقاسمتهم جامعات الغرب والشرق والخليج. لقد خسرت البلاد مئات الأدمغة من جراء التعسف، وهؤلاء لن تسهل إعادتهم لكن يمكن الإستفادة منهم ومن الخبرات التي جنوها من شتى بقاع الدنيا. يمكن لهذه اللجنة أن تقدم توصيات تدفع بحياتنا كلها إلى الصلاح عبر إصلاح التعليم بحيث يصبح دولة ذكية في محيطه العربي والأفريقي بعد أن كادت السياسات الخاطئة ان تحوله إلى دولة غير ذكية ، للأسف.
لقد آن الأوان لأن تتحول جامعاتنا إلى منابر لل(جدل) العلمي بدلاً من أن تتحول إلى منابر لل(دجل) الغرائبي مثل أن مضغ اللبان يطعن في مروءة المرء ، أو أن اللباس غير الموحد مدعاة للزواج العرفي!
تحية طيبة إلى البروفيسور حياتي وليت بقية الجامعات تحصل على من هم مثلكم، آمين.
|
|
|
|
|
|
|
|
|