|
ايام فى دارفور
|
تطلبت ظروف العمل الذهاب الى دارفور اول المحطات ولاية شمال دارفور حطت بنا الطائرة على مطار الفاشر وظروف الحرب جعلت منه لوحة سيريالية تداخلت فيها خطوط الطول والعرض يمين المدرج طائرات اللامم المتحدة المروحية تحتل جزءا كبيرا من باحة المطار لتشاهد مطار اخر المروحيات كجرادة ام طهارة المعروفة تنشط عندما ينتصف الخريف وتتطاول قناديل الذرة مزهوة باكتمال النضوج والولوج الى موسم البلوغ. والحركة اللولبية لطيران القوات الدولية يجبرك على اخذ الحذر وانت سودانى وتخيلت فى تلك اللحظة ان يطلب منى اظهار الجواز فالمطار مرتع للعسكر والعتاد والعيون الخضراء ترقبك والاجساد الافريقية الممشوقة ترهبك والحسان والجمال فى الزى العسكرى يددغدك لتغريك بالتسكع وجر الكرعين والدخول الى بص المطار لتصبح لغة العيون التلفت والجنون . اما على الناحية اليمين كراكر الجيش تصبرك ويدخل الاطمئنان الى قلبك فانت فى اراضى السودان ولو رجعلنا الى وصف بالسودانى تجد امامك مدفع وخلفك دوشكة وحوليك تدافع وتسابق لا اجد تعبير اجمل من مولد وصاحبه غايب . كنت امنى النفس بالوصول الى صالة الوصول والاتكاءة على كراسى الجلوس والارتواء من الماء ولكن كانت المفاجاة صالة الوصول حوش تلفه الاسلاك وقاعة الجلوس شبيهة بمساطب زنكى الخضار والكراسى لولا بقايا مقاعد باصات المجروس ايام كانت الخرطوم تعرف للحكومة مواصلات وتذاكر وللطلاب ابونهات حتى اهل الكاكى بكل طوائفهم كانوا يركبون ملح المهم فى ساحة الوصول عليك الاحتماء والاختفاء فى ظل برج المطار فلا ظل يقىء الجميع من حرارة الشمس وانعكاسات ذرات الرمال فى فصل الصيف اما فى الخريف فعليك بشراء شمسية فالمطر فى دارفور غزير وطال انتظارنا لوصول المتاع وكيمامة الزرقاء رصدت العربات الحديدة يجرها الترتر ماركة جياد حينها بدا الحضور يتداعبون بلغة الصفوف ووقف قطر البضاعة امامنا وتحركت الاعين كاجهزة الذهب التى يستخدمها الباحثين عنه فى فيافى السودان ترقب وترصد الحقائب واتذكر من ضمن الفريق جلب احدنا كمية من الموز فكانت نهايته التحول الى عصيدة نتيجة الاحمال وعضلات العمال التى تضرب الحقائب كأنها تطرق الحديد وخرجنا الى فناء عريض ونفس الحراك عسكر من كل البلاد العربية والافريقية والاسيوية حيث يلتحم السلاح بلاجساد وتنعكس الشمس على القبعات الحديدة لتقرأ رغم انفك UN . تحركت بنا العربة اسرعت وهدأت وجثمت لتحيى قافلة من القوات الدولية تعبر والجنود فى القافة يوجهون مدافعهم نحونا وبسلام تحركنا ووصلنا الى السوق الكبير حيث عربات القوات الدولية تجثم ودوشكات الامن تتحفظ والناس كأن الامر لا يعنيها فى شئ الا نحن كنا بين الحيطة والترقب والخوف من المجهول . نواصل
|
|
|
|
|
|