|
Re: عمودي اليوم بالسوداني: ما غاب عن صلاح قوش (Re: قيقراوي)
|
يا محمد عثماننا سلام عمودي اليوم بصحيفة الجريدة أيضاً عن ذات الموضوع المربك! ربما يضئ قليلاً مع التحيات. أنياب الأزمة العضوية! راشد مصطفي بخيت.
للمفكر الإيطالي (انطونيو قرامشي) مقولة ليست بشهرة مقولته عن المثقف العضوي التي يتداولها معظم الكتاب والمثقفين لكنها أكثر عمقاً عنها، وأكثر توصيفاً للحالة السودانية الراهنة. المقولة هي (الأزمة العضوية)! ويعرفها قرامشي بأنها الوضع التاريخي لدولة تتقاذفها حكومة مأزومة، ومعارضة أكثر تأزماً من الحكومة نفسها! وقياساً علي حالة السودان الراهنة، فإن حالة الأزمة العضوية تتلبس كل شبرٍ في أرض سياسته العجفاء، للحد الذي تستحيل السياسة بموجبه محض طلاسم تحتاج (لعراف) يفك أسرارها العصية أكثر من حاجتها لسياسي ببرنامج وفكر محدد! أزمة الحكومة بينة ولا تحتاج لكثير شواهد نعضد بها موقفنا، فهي علي الأقل ينطبق عليها أيضاً وصف السيد الصادق المهدي عندما رد تهمة الحرص علي المشاركة في الحكم عن حزبه قائلاً في ما معناه، أنها –ويقصد الحكومة - تجلس فوق صاج ساخن! وهو زهِد في المشاركة أوان كانت غنائمها أكثر وأغنى! وصل الصراع داخل الحكومة حداً لدرجة أنك ربما ترتبك عندما تود إقامة شروط منطقية عامة تقسم بموجبها أطراف الصراع إلي تيارات عديدة كما في حالة كل الأحزاب السياسية، والتي رغم إنكارها الدائم لوجود هذه التيارات داخلها إلا أنها تحس بوجودها يومياً عبر وسائل الإعلام المختلفة وعبر سهام النقد الموجهة لأفراد بعينهم! بالنسبة للمؤتمر الوطني فحالة وجود هذه التيارات لا تحتاج إلي فحص ميكروسكوبي لاكتشافها أو التأكد من وجودها بين الصفوف! فقد بلغ السأم ببعض هذه التيارات أنها أصبحت تعد نفسها معارضةً للمؤتمر الوطني أكثر منها عضوة فيه! من ناحيتنا لا ننكر وجود هذه التيارات مرةً واحدة، لكننا نؤكد علي أنها تنهض علي دعائم واهمة من التمايزات أقامها البعض منا فجأة ناسياً أو متناسياً أن هذه الصفوف المتمايزة لا تنهض علي أرضية فكرية أو سياسية مشتركة بين منسوبي التيار الواحد، بقدر ما يعلو صوتها وينخفض داخل الجهاز التنفيذي بناءً علي قوة موقعها منه وصلتها بمراكز اتخاذ القرار في جسد مؤسسات الدولة! وتحديداً الأمنية منها! وخير دليل علي ما نذهب إليه من قول حادثة إعفاء مستشار رئيس الجمهورية (صلاح عبد الله) (قوش) التي أوردت خبرها قناة الجزيرة أمس، حيث يتناولها البعض باعتبارها قائمة علي الخلاف الذي دار بين نافع علي نافع والأخير في موضوعة مستشارية الأمن التي أكّد نافع فشلها في مهمة الحوار الوطني مع الأحزاب السياسية وعقد قوش مؤتمراً صحافياً جاء كأنه رد مبطن لما بدر من نافع في برنامج مؤتمر إذاعي وصدر بعده قرار الإعفاء هذا. لكنا إذا عدنا لتطبيق مفهوم صراع التيارات داخل المؤتمر الوطني لوجدنا أن لا فرق بين رؤية الطرفين تجاه القضايا الملحة وأنهما الاثنان معاً ينحدران من ذات الخلفية الأمنية الأكثر خطورة ضمن موازين قوى الصراع الداخلي، فما الفارق إذن؟! من وجهة نظرنا أن حالة الأزمة العضوية الضاربة أطنابها في جسد السياسة السودانية، وصلت حداً من التمكن فيها لدرجة أن (الموقف السياسي) ليس هو المحدد الأوَّل ولا الأخير بالنسبة لحسم كفة الصراع لأي جهةٍ تميل، بقدر ما أن الأكثر أهمية هو أي الخسارات كلفتها أفدح بالنسبة للمؤتمر الوطني وهو موقنٌ بضرورة تحملها في هذه المرحلة لاعتبارات كثيرة لكنه يبحث عن إمكانية تقليلها للحد الذي لا تجرجر وراءها تفاقماً في بنية الأزمة العضوية نفسها وهي لا تحتمل مثقال ذرة من الزيادة! ما فعله قوش سابقاً في ذات الوضع، فُعل فيه الآن لأنه ليس بمقدار قوته التي انتقلت لجهة ما أخرى حالياً، ومهما بلغت أيٌ من هذه التيارات المفترضة حداً انحازت فيه لتيار الإصلاح السياسي، لن تبلغ غايتها إلا إذا كانت ممتلكة لما فقده قوش! وهذا لن يحدث طبعاً لأن ضريبة الوصول لهذه المكانة تقتضي الانحياز للتيار (الأقوى) لا الأكثر صدقاً!
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
عمودي اليوم بالسوداني: ما غاب عن صلاح قوش | محمد عثمان ابراهيم | 04-28-11, 01:37 PM |
Re: عمودي اليوم بالسوداني: ما غاب عن صلاح قوش | قيقراوي | 04-28-11, 02:33 PM |
Re: عمودي اليوم بالسوداني: ما غاب عن صلاح قوش | محمد عثمان ابراهيم | 04-28-11, 02:51 PM |
Re: عمودي اليوم بالسوداني: ما غاب عن صلاح قوش | هاشم نوريت | 04-28-11, 03:04 PM |
Re: عمودي اليوم بالسوداني: ما غاب عن صلاح قوش | محمد أبوجودة | 04-28-11, 03:16 PM |
Re: عمودي اليوم بالسوداني: ما غاب عن صلاح قوش | راشد مصطفي بخيت | 04-28-11, 03:07 PM |
Re: عمودي اليوم بالسوداني: ما غاب عن صلاح قوش | محمد الكامل عبد الحليم | 04-29-11, 05:26 PM |
Re: عمودي اليوم بالسوداني: ما غاب عن صلاح قوش | خالد العبيد | 04-30-11, 01:01 AM |
Re: عمودي اليوم بالسوداني: ما غاب عن صلاح قوش | محمد عثمان ابراهيم | 04-30-11, 02:18 AM |
Re: عمودي اليوم بالسوداني: ما غاب عن صلاح قوش | محمد عثمان ابراهيم | 04-30-11, 02:24 AM |
Re: عمودي اليوم بالسوداني: ما غاب عن صلاح قوش | محمد عثمان ابراهيم | 04-30-11, 02:54 AM |
Re: عمودي اليوم بالسوداني: ما غاب عن صلاح قوش | Murtada Gafar | 04-30-11, 05:47 AM |
Re: عمودي اليوم بالسوداني: ما غاب عن صلاح قوش | Mohamed Yassin Khalifa | 04-30-11, 06:14 AM |
Re: عمودي اليوم بالسوداني: ما غاب عن صلاح قوش | راشد مصطفي بخيت | 04-30-11, 10:02 AM |
Re: عمودي اليوم بالسوداني: ما غاب عن صلاح قوش | Ahmed musa | 04-30-11, 10:16 AM |
Re: عمودي اليوم بالسوداني: ما غاب عن صلاح قوش | العوض المسلمي | 04-30-11, 10:26 AM |
Re: عمودي اليوم بالسوداني: ما غاب عن صلاح قوش | قيقراوي | 04-30-11, 11:58 AM |
Re: عمودي اليوم بالسوداني: ما غاب عن صلاح قوش | محمد عثمان ابراهيم | 04-30-11, 12:18 PM |
Re: عمودي اليوم بالسوداني: ما غاب عن صلاح قوش | محمد عثمان ابراهيم | 04-30-11, 12:30 PM |
Re: عمودي اليوم بالسوداني: ما غاب عن صلاح قوش | محمد عثمان ابراهيم | 04-30-11, 12:37 PM |
Re: عمودي اليوم بالسوداني: ما غاب عن صلاح قوش | محمد الكامل عبد الحليم | 04-30-11, 01:04 PM |
Re: عمودي اليوم بالسوداني: ما غاب عن صلاح قوش | محمد عثمان ابراهيم | 05-01-11, 05:08 AM |
Re: عمودي اليوم بالسوداني: ما غاب عن صلاح قوش | محمد عثمان ابراهيم | 05-01-11, 05:18 AM |
Re: عمودي اليوم بالسوداني: ما غاب عن صلاح قوش | محمد عثمان ابراهيم | 05-01-11, 05:23 AM |
|
|
|