|
|
 مرشح المؤتمر الوطني لمنصب الوالي بجنوب كردفان، أحمد هارون في حوار ما قبل الانتخابات
|
حاوره بكيلك: إبراهيم عربي
- نريد استبدال صندوق الحرب بجنوب كردفان بصندوق الأمن
- أحداث الفيض الأخيرة لا علاقة لها بالانتخابات ونتائج التحقيق خلال أسبوع
- التحديات التي تواجهنا بجنوب كردفان تتطلب إشراك الجميع في الحكم
- عازمون على إنهاء الصراعات القبلية بصلح نهائي
- ولاية غرب كردفان ذهبت بالسلام وستعود بالسلام والتزامنا بذلك أصيل
- الجيش الشعبي لم يستطع التحول من جيش "الغوريلا" إلى جيش محترف
- الانفصال لا ينهي أواصر الأخوة والتواصل بين الجنوب والشمال
- نسعى لتغيير سلالات الماشية باستحداث نظام جديد للرعي
مع اقتراب موعد توجه الناخبين في جنوب كردفان إلى صناديق الانتخابات التكميلية بالولاية بداية مايو المقبل ، وتسارع وتيرة الحمى الانتخابية، واصل المؤتمر الوطني حملته الانتخابية التي أكد خلالها اكتساحه لغالبية المقاعد، وجدد مرشحه لمنصب الوالي أحمد هارون، الالتزام بما طرحه من برامج، نافياً وجود أية صلة للأحداث التي شهدتها منطقة الفيض بالقطاع الشرقي للولاية بالعملية الانتخابية، وأكد في حوار مع "الرائد" أن الأحداث قبلية وقد شرعت لجنة قانونية في التحقيق بشأنها وستظهر نتائج التحقيق خلال أسبوع، واعتبر هارون أن التحديات التي تواجهها جنوب كردفان تتطلب تحقيق وفاق وطني وإشراك الجميع في السلطة بمن فيهم الحركة الشعبية، مجدداً عزمه على إنهاء الصراعات القبلية بالولاية من خلال مصالحات شاملة، وتعهد بإعادة ولاية غرب كردفان، وقال " إن ولاية غرب كردفان ذهبت بالسلام وستعود بالسلام والتزامنا بذلك أصيل"، ورأى أن انفصال الجنوب لا يؤثر على أواصر الإخاء الموجودة بين الشمال والجنوب.. فإلى مضابط الحوار ..
* أحداث منطقة الفيض الأخيرة هل لها أي علاقة بالانتخابات ؟
- لا.. ليس لهذه الأحداث الأخيرة أي ربط موضوعي يجعلها أن تكون ذات علاقة بالانتخابات، بل هي أحداث ناتجة عن صراعات تراكمية قبلية ،ولكنها جاءت في المرة الأخيرة عنيفة وبقوة.
* ما المعالجات التي تمت لاحتواء تداعيات تلك الأحداث ؟
- قامت قوات الشرطة بدورها لاحتواء الموقف، وقمنا نحن في لجنة أمن الولاية بتكوين لجنة خاصة بالتحقيق حول الأحداث الأخيرة بالفيض أم عبدالله، تطبيقاً لبيان وقرار لجنة أمن الولاية ، وقد أدت اللجنة القسم أمامنا، برئاسة مولانا عبدالله، كبير المستشارين وكيل النيابة الأعلى بالولاية، وعضوية القوات الأمنية والشرطة، وباشرت أعمالها فوراً وسوف تنهي أعمالها في أسبوع وسوف تعلن نتائجها للجمهور.
* ألا يمكن أن تؤثر تلك الأحداث على نتيجة الانتخابات ؟
- إن كان هناك من تأثير لها سوف يكون في الجو العام، وقد تم احتواء الأحداث تماماً وعادت الأحوال الأمنية بالمنطقة لطبيعتها، والحكومة حريصة جداً على توفير الأمن من أجل بيئة صالحة، لأجل قيام انتخابات حرة ونزيهة وشفافة، وذلك في مصلحتنا الشخصية كمرشحين.
* كيف تنظر لمستقبل الشراكة بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية بالولاية خلال المرحلة القادمة ؟
- نحن نركز على قضية الوفاق الوطني، لأن التحديات التي تواجهنا باستمرار في الولاية تتطلب أن تحكم الولاية على أساس قومي وهذا يعني إشراك الجميع، وإشراك أكبر قدر من القوى السياسية في تحمل المسؤولية، وهذا بالطبع يشمل الحركة الشعبية وبقية القوى.
* هل يمكن استمرار الشراكة بينكم والحركة الشعبية بعد الانتخابات ؟
- نحن الآن في مرحلة تقديم العرض، ومن ثم دعنا نتحدث عن ذلك بعدما نعبر الجسر أولاً.
* كيف استطعت مع نائبك عبد العزيز الحلو تحقيق هذا الانسجام في قيادة الولاية؟
- هذه علاقة لها بعدها الشخصي الراسخ جداً، وهي علاقة قوية وأخوية وتفاهم متبادل، وقدر عالٍ جداً من الانسجام النفسي بيننا، ولكن هذا ليس التفسير الوحيد، فقد تكون مشاركتنا معاً في مفاوضات وقف إطلاق في سويسرا عام 2002، فمن خلال معايشتنا لكل هذه التفاعلات التي أنتجت حالة السلام ،مكنتا من أن نمتلك القدرة المشتركة على تحليل الواقع الذي أمامنا لوضع المعالجات.
* لماذا لم ينعكس هذا الانسجام على علاقة الشريكين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية في إدارة شأن البلاد؟
- أبداً، ليس هنالك حاجة شخصية، ولكننا أكثر تميزاً في شكل العلاقة بين الوالي ونائبه ولكن ذات التميز ينطبق على الإخوة الموجودين من الحزبين بمجلس الوزراء والمجلس التشريعي، وهكذا عندما تصل إلى القيادات القاعدية، وقد تكون عملية العوائق وعدم التواصل وغيرها من عوامل تعيق ذلك، ولكننا عازمون على تحقيق قدر كافٍ من التوافق.
* تبنيكم لإعادة ولاية غرب كردفان، هل أملته ظروف موضوعية أم هو كرت انتخابي ؟
- عودة ولاية غرب كردفان التزام أصيل، فالولاية هي إحدى إنجازات ثورة الإنقاذ الوطني وأيضاً المؤتمر الوطني، وهنالك ظروف استثنائية في مسار التفاوض اقتضت ذهاب ولاية غرب كردفان، ونستطيع أن نقول إنها ذهبت بالسلام وتعود بالسلام .
* هل توجد لكم أي تفاهمات حول قضية الجيش الشعبي ؟
- هنالك لجان تعمل في هذا الجانب لمعالجة الوضع المعلق، ويحتاج فعلاً إلى معالجة وهي من القضايا التي يفترض حسمها قبل التاسع من يوليو القادم، وهنالك عدة أطروحات في هذا المجال منها أطروحة النائب الأول، أن يتكفل كل طرف بمعالجة القوات التابعة له، اعتقد أن القوات المسلحة لديها القدرة والخبرة لمعالجة مشكلة الجنوبيين بالقوات المسلحة، ولكني أشك أن تتوفر هذه القدرة بالجيش الشعبي، حيث لا زال لم يستطع التحول من جيش "الغوريلا" إلى جيش نظامي محترف.
* هل اعتقال المرشح لمنصب الوالي تلفون كوكو، سيؤثر على الانتخابات ونزاهتها برأيك؟
- هذا السؤال تسأل عنه الحركة الشعبية لأن الرجل في سجونها وينتمي لها.
* لاحظنا تغيب قيادات النوبة عن تدشين الحملة الانتخابية للحركة الشعبية كيف نفسر ذلك؟
- قيادات النوبة إجمالاً ليس هم حركة شعبية، بل اعتقد أن قيادات النوبة بالمؤتمر الوطني أكثر عدداً من القيادات بالحركة الشعبية، ولا يمكن تجيير أبناء النوبة بالحركة الشعبية.. أو ماذا تقصد بسؤالك ؟
* أقصد غياب قيادات من الصف الأول من النوبة أمثال الدكتور عبدالله تية ودانيال كودي والدكتورة تابيتا بطرس وآخرين.
- هذا أيضاً تسأل عنه الحركة الشعبية (يضحك).
* بماذا تفسر شعار الحركة الشعبية الذي ترفعه.. "النجمة يا الهجمة" ؟
- هذا أيضاً يسأل عنه صاحب الشعار (يضحك).
* هنالك بعض الملفات الأمنية كقضية المسيرية بأبيي وغيرها كيف يمكن حسم هذه الأوضاع؟
- نحن دوماً ننظر للجوار الجنوبي وفقاً لمفهوم الحدود المرنة الذي أعلنه السيد رئيس الجمهورية في 4 يناير 2011 بجوبا وهو مفهوم يستوعب الواقع الموجود بأن الانفصال عملية سياسية محضة ولا تنتهي العلاقة وأواصر الأخوة والقضايا الاقتصادية والثقافية والاجتماعية بين الإنسان في الجنوب والشمال في هذه الحدود ولذلك نحن مهتمون برعاية هذه العلاقات على أن تصبح الحدود آمنة ومستقرة يستفيد منها أهل الشمال والجنوب، القضية ليست قضية رعي فقط بل من خلال توفير الحبوب لإنسان الجنوب لضمان غذائه ونقيس ذلك كلياً على الشمال.
* هل هذا أحد الكروت التي تلوحون بها في وجه الجنوب ؟
- أبداً.. في كل خطاباتي ظللت أنادي وأكرر على أهمية قضية الأمن والتصالح الاجتماعي وانسياب الحركة شمالاً وجنوباً للرعاة والمسافرين وحركة البضائع وهذا ذو فائدة للطرفين.
* لماذا ظلت ولاية جنوب كردفان، وأنت تحديداً تتمتع بدعم متميز من المركز دون سائر الولايات ؟
- ما أعلمه هو أن الخرطوم تتخذ القرارات بنهج مؤسسي وليس شخصي وهنالك تعامل خاص وكل شخص له أسلوبه وتعامله الخاص .
* كيف تنظر لانتخابات جنوب كردفان الحالية؟
- الفكرة الأساسية لولاية مثل جنوب كردفان عانت الحرب أن نستبدل صندوق الحرب بصندوق الأمن.
* الصراعات بين النوبة والمسيرية، وبين المسيرية والرزيقات، النوبة والحوازمة هل هي صراعات تقليدية أم صراعات نخب سياسية ؟
- هي صراعات تقليدية، مثلاً الصراع بين المسيرية والرزيقات منذ السبعينات، لديه دورة تعاقبية كل (10) سنوات يتجدد، ولكننا عاقدون العزم على ألا يتجدد هذا الصراع ثانية بإرادة الطرفين وتأكيدهم على أن الصلح الذي تم في الخرطوم خلال العام الماضي نهائي ومستدام.
* يقولون أنك أحياناً لا تجد زمناً لتدير كثيراً من الملفات إلا في الجو من داخل الطائرة أو بالسيارة ما صحة ذلك؟
- هذه طبيعة الأشياء في ولاية استثنائية ولا يمكن أن تغلق نفسك من الناس في ولاية استثنائية، تحتاج لنمط تعامل خاص ولقلب مفتوح وسياسة القلب المفتوح، وأحياناً السماع للإنسان فقط يعتبر حلاً لمشكلته.
* بشرت بفكرة المزارع الرعوية على ماذا تقوم هذه الفكرة ؟
- فكرة المزارع الرعوية ،وتغير نسل الماشية من منظور اقتصادي واجتماعي يهدف لإدخال هذه الثروة الحيوانية الهائلة التي تتميز بها الولاية، في منظومة الاقتصاد الشخصي لمالكه والقومي للدولة، من خلال الاستفادة من مشتقات الألبان واللحوم الأخرى، وتعتبر النظرة الاجتماعية السائدة هي تعظيم العدد وليس الكم، ولكن الفكرة الأساسية في هذا الاتجاه مبنية على العدد وليس الكم، من خلال تغيير السلالات باستحداث نظام جديد للرعي، وهذا يتوقع له أن يحدث نوعاً من الاستقرار، والتنمية المجتمعية،ويمكن الرعاة للاستفادة من ثرواتهم الحيوانية الكبيرة في الاستقرار وإحداث التمدن،وتوفير فرص أفضل في التعليم ورعاية الأطفال والرعاية الصحية،وخدمة المجتمعات الرعوية،وهذا هو المنظور الأساسي بناء على تجارب بعض الدول، هولندا مثلاً في مساحتها أصغر من جنوب كردفان ولكنها تسيطر الآن على سوق مشتقات الألبان العالمي ،ونحن أبقارنا لا يتجاوز إنتاجها أكثر من (4) أرطال من اللبن ،ولا توجد بقرة لاحم توزن أكثر من (100) كيلو جرام ،في حين أن الحد المعقول للمنافسة (400) كيلو جرام .
* ماذا يتطلب تنفيذ هذا المشروع ؟
- هذا المشروع متكامل فيه مكونات خاصة بمصادر المياه والأعلاف وتحسين السلالات، ومكون اجتماعي يرمي لإقناع الرعاة أنفسهم بالتجارب والفكرة وهو مشروع طويل الأمد ،فالبداية خطوة ضرورية ومهمة.
* هل قمت بإجراء دراسات جدوى في هذا الإطار ؟
نعم هنالك العديد من التجارب والدراسات والأنماط المتشابهة في البلدان الأفريقية حيث وقفنا من خلال التعرف على هذه التجارب،من ثم تطوير النموذج الأمثل للسودان .
هل يمكن أن تكون بحيرة كيلك هذه هولندا السودان مثلاً ؟
- نعم يمكن أن تصبح كيلك مثل هولندا لأنها تمتلك المقومات بها أكبر مسطح مائي بالولاية وهنالك جهود من إدارة السدود لتعميق البحيرة وبها أرض متميزة صالحة للزراعة والرعي ويوجد بها نسيج اجتماعي متناغم.
|
|
  
|
|
|
|
صلاح غريبة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست