قولة حق في نقد مسيرة حق (وثائق)

Quote: الأخوة الأعزاء في المجلس القيادي الاقتراح أدناه مقدم للتكرم بالاطلاع والمناقشة مع خالص الشكر والتقدير بشير بكار التحضير للمؤتمر العام للحركة مشروع اقتراح للمجلس القيادي بعد خمسة عشر عاما من نشأة حق نجد أنها في فترة تراجع وضمور تكاد تؤدي إلى نهايتها كحركة ديمقراطية جديدة رائدة تطمح إلى تقديم بديل ديمقراطي عجزت عنه النخبة السياسية التقليدية منذ الاستقلال. معلوم أن هناك عوامل عديدة أدت إلى ذلك التراجع والضعف، منها الانقسام الشهير وجوانب القصور الذاتي العديدة، والغياب المفجع للأخ الخاتم، أبرز مؤسسي الحركة. ولكن انضمامنا خلال السنتين الماضيتين إلى ما يسمى قوى إجماع جوبا، وتكريس كل جهودنا ومواردنا المحدودة للعمل في إطار ذلك التحالف المتهالك، وإهمالنا للأنشطة الأساسية لحركتنا وانعزال قيادتنا عن القواعد، كل ذلك أدى إلى تماهي الحركة تماما مع تلك الأحزاب التي ما نشأت الحركة إلا يأسا منها وبحثا عن بديل لها. وكان طبيعيا أن تنتهي تلك التجربة إلى كارثة تمرير مهزلة الانتخابات، التي كان لمواقف أحزاب جوبا المتناقضة والمتهافتة دور كبير في تمريرها، وتمكين النظام من إضفاء شرعية ديمقراطية زائفة على نفسه. في المحادثات التي أدت إلى إعادة توحيد الحركة في يوليو 2009، تركت جميع القضايا الأساسية – تقييم التجربة، والخط السياسي والفكري في مرحلة ما بعد التوحيد، وبرنامج إعادة بناء الحركة، والموقف من التحالفات، وبرنامج التغيير في الوطن إلخ - معلقة إلى حين انعقاد المؤتمر العام للحركة. وجرت مناقشة حول ضرورة عقد المؤتمر في أقرب وقت ممكن وكان هناك سعى لأن يتقرر عقده خلال فترة لا تتعدى الستة شهور. ولكن لما كان أحد الطرفين مصرا على عدم تحديد موعد حتى لا نقيد أنفسنا بموعد قد لا نستطيع الوفاء به بسبب الظروف، تم الاتفاق على صيغة "عقده في أقرب موعد ممكن". وما كان يدور بخلدنا أن يتمدد ذلك الموعد إلى ما يقرب العامين. الحركة الآن تبدو كحركة بلا رأس. فليس واضحا أين مركز اتخاذ القرار ولا كيفية اتخاذ القرار. وانبهمت العلاقة بين المجلس القيادي والمكتب التنفيذي. فكانت النتيجة شللا وعجزا عن العمل في كثير من الأحوال. وآخر تلك الحالات ما جرى من نقاش حول عقد المؤتمر العام للحركة خلال الأسابيع الماضية. خرج المكتب التنفيذي بقرار مرتجل لعقد المؤتمر العام في يوليو أو أغسطس، بينما يوليو وأغسطس على الأبواب. وجاءت اعتراضات عديدة من أعضاء في المجلس القيادي على ذلك القرار، لأنه كان يستحيل التحضير للمؤتمر والاستعداد له والمشاركة فيه وقد بقيت أمام الناس قبل الموعد المقترح بضعة أسابيع فقط.واقترح كل المعترضين تقريبا شهر ديسمبر المقبل موعدا للمؤتمر. ولكن المكتب التنفيذي لاذ بالصمت المطبق، كما جرت العادة. فلم يأخذ بآراء المعترضين بأن يحدد ديسمبر المقبل موعدا للمؤتمر، ولم يمض إلى تنفيذ قراره بعقد المؤتمر في يوليو أو أغسطس. في هذه الأثناء، ظلت رئيسة الحركة مشغولة منذ أكتوبر الماضي بمعركة مصيرية بينها وبين الباقر العفيف مدير مركز الخاتم، حول إدارة المركز. وهذه مشكلة عويصة ومؤسفة تكاد تؤدي إلى إغلاق المركز و إلى انهيار الحركة. وهي الآن موضع النظر لدى لجنة وساطة لحلها وربما تحال إلى المجلس القيادي إذا ما تعذر حلها من خلال اللجنة. أعتقد أنه من الواضح الآن أن المكتب التنفيذي بمستوى أدائه الحالي لا يستطيع التحضير للمؤتمر بصورة مرضية، ولابد من أن يتدخل المجلس القيادي لتوجيه هذه العملية. ولكن المجلس القيادي يبدو كهيئة بلا رأس أيضا. ومعظم المبادرات الفردية التي تلقى تجاوبا واستحسانا يصبح مصيرها التجاهل والإهمال. وكثيرا ما يدور النقاش في حلقات مفرغة ولا ينتهي إلى قرارات ملموسة. فما العمل؟ أعتقد أن السبيل المناسب لأن يتصدى المجلس القيادي الآن لتحمل مسؤوليته في هذه الفترة الحرجة هو أن يتولى عملية التحضير للمؤتمر العام للحركة. وذلك بأن يكلف المجلس اللجنة الرباعية التي أعدت التقرير بأن تكون هي المسؤولة عن التحضير للمؤتمر، وأن تتولى هي الإشراف على أعمال المكتب التنفيذي المتعلقة بالتحضير، مستعينة بعضوية المكتب التنفيذي. والسلام.