غارة بورسودان رواية شاهد شاف كل حاجة

Quote: تصريحات وزير الدفاع في البرلمان العذر الأقبح من الذنب كتب: علي ميرغني عقب غزو قوات العدل والمساواة لمدينة أم درمان عام 2008م استدعى البرلمان السيد وزير الدفاع الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين، ويبدو أن الاستدعاء كان (كلام والسلام) ذلك لأن إفادات وزير الدفاع لم تكن مقنعة على كل المقاييس إن كانت عسكرية بحتة أو عامة. ولم يحاول السادة نواب البرلمان تفنيد مبررات وزير الدفاع رغم أن بعض النواب يحملون رتباً عسكرية رفيعة وهم بالضرورة يعلمون أن إفادات الفريق أول عبد الرحيم غير مقنعة. أولاً لأنه ذكر أن القوات المسلحة تستخدم عتاداً من عهد الحرب العالمية الثانية، ونسي عبد الرحيم أنه قبل أقل من شهرين من حادثة الغزو كان يتحدث عن أن القوات المسلحة أصبحت تصنع كل الأسلحة التقليدية بل حتى الطائرات بدون طيار، أما الطامة الكبرى فكانت عندما قال إن القوات المسلحة اتخذت شارع الأربعين خط دفاع، وبالتأكيد لا يوجد خط دفاع لا يستند على مانع سواء كان مانعاًً طبيعياً كنهر النيل مثلاً أو مانعاً صناعياً كقناة السويس مثلاً، ولا يعقل أن يكون خط الدفاع هكذا في الهواء الطلق لأن القوات الغازية يمكن تفادي هذا الخط والالتفاف حوله وهو ما حدث وتمكنت قوات خليل من الوصول إلى ما وصلت إليه. وفي تبريره لحادثة قصف السيارة المدنية مساء الثلاثاء الماضي تحدث الفريق أول عبد الرحيم عن أن الطائرات الإسرائيلية قامت بالتشويش على الرادارات بالبحر الأحمر، والسؤال هنا ألم تكتشف الجهات المناط بها مراقبة هذه الرادارات عملية التشويش، وبالتأكيد إذا حدث تشويش للرادارات فإن المشغل لهذه الرادارات يدرك بالضرورة حدوث تشويش وبالتالي يتوقع أن يكون هناك أمراً ما وراء هذا التشويش وحتمية رفع حالة الاستعداد للدرجة القصوى واستبدال المراقبة بالرادارات للمراقبة بالعين المجردة التي لا يمكن التشويش عليها، خاصة وأن الهدف هنا طائرة هلكوبتر بطيئة السرعة ويسهل التعامل معها بالمدافع المضادة للطائرات التي تدار يدوياً. وتحدث عبد الرحيم عن أن الشهيدين تلقيا مكالمة هاتفية قبيل الحادثة أخطرا فيها بأن حادثاً ما سيقع. والسؤال هنا كيف علم سعادة الوزير بفحوى المكالمة، هناك سيناريوهان لذلك، الأول أن يكون مستلم المكالمة أخبر بذلك، وهذا غير منطقي لأن مستلم المكالمة قتل بعد لحظات منها، والسيناريو الثاني أن يكون السيد وزير الدفاع علم بفحوى المكالمة من جهات تنصتت على المكالمة، وإذا صح السيناريو الثاني فإن وزير الدفاع كشف عن أن جهة ما تتنصت على المكالمات الهاتفية في البلاد. ربما كان من الأفضل الاعتراف بأن إسرائيل تفوق كل جيوش المنطقة تقنياً وأن لها السيادة الجوية، بالتالي نكون وضعنا رجلنا في الطريق الصحيح لمحاربة الغارات الاسرائيلية التي نجحت في تخطي الدفاعات الجوية السورية ذات التقنيات العالية والموضوعة في حالة استعداد لأنها في حالة حرب.