من علامات الساعة .. أمين محمد سليمان كاتباً في صحيفة الأحداث

Quote: كلام والسلام أمين محمد سليمان ----------------- قبل اسابيع كنت في السودان لقضاء بعض الأمور الخاصة من ضمنها إستخراج شهادة خلو طرف من الضرائب لعقار ورثناه . ذهبت لمبني الضرائب و بعد سلسله من (المطوطحات) و (الوصف الغلط) وصلت للمكتب المعني . موظفة الضرائب كانت مشغوله بمراجعة بعض الأوراق فلم تعر سلامي أي التفاتة! جلست صابرا محتسبا حتي إذا فرغت من مراجعة الأوراق سالتها عن اجراءت إستخراج شهادة خلو طرف من الضرائب لعقار في المنطقه و بدون كلام مدت لي ورقة صفراء )لا تسر الناظرين( ووجهتني بكتابة رقم العقار . أخذت الموظفة الورقة و من نفس الرف الذي أصاب أديبنا الراحل التجاني يوسف بشير بالربو جاءت بغبار كثيف غطي ملامح وجهها و بين يديها شئ يبدو أنه كان ملفا من ملفات الحكومة قبل حوالى ألف سنة! قلِّبت الموظفه الأوراق داخل (الفايل) و من بين الغبار جاء صوتها : - دايرين منكم خمسة و تلتين الف ! و قبل أن استوعب الأمر تماما بادرتني قائلة : - خمسة و تلتين الف بالجديد يعني خمسة و تلتين مليون بالقديم !! ثم بدأت تعدد أسباب ضخامة المبلغ و تشرح لى فى شئ من الضيق والعجلة قانون الضرائب الجديد، و الضرائب التصاعدية، و كمية المتاخرات المتراكمة علي العقار. يبدو ان الموظفة لم تتنبه للآثار الفوريه التي نتجت من هول ما قالت، ومن ذلك أنني فقدت معظم ما تبقي من شعري فتمددت الصلعة، انتفخت شفتاي، و جحظت عيناي، و ثقل لساني، حتي ظننت أني أخاطب ملك الموت في شكل موظفة الضرائب: و بآخر نفس ظننتني أملكه خرج صوتي كحشرجة المحتضر : - أها هسي الحل شنو ؟! - الحل تدفع القروش دي. - ياخي القروش دي ما عندنا !! - ممكن تقدم إستئناف : تملأ الفورم ده و ترفعو للمدير و .... قاطعتها قائلا : - دقيقة بالله ، أنا عندي إقتراح قبل موضوع الاستئناف ده . - ......... - طالما الحكومه بترث و بتقسم مع الناس في بيوتهم حقو نسعي لانو اسمها يكون مكتوب في الاعلام الشرعي،و شهادات البحث زيها و زي باقي الورثة، و بكده الناس تكون عارفه البيها و العليها بدل ما تجيبوهم تخلعوهم في المكاتب! - ....... ساد الغرفه صمت طويل قبل أن تبدده صيحات الموظفه : - يا عطا ..... عطا ...... دخل عطا فملأ نصف الغرفة، و بصوت واضح و صارم خاطبته الموظفة: - بالله وري الأستاذ ده باب الشارع بوين !!