|
Re: نصار الصادق الحاج و كلما في السر أطفأنا القناديل (Re: بله محمد الفاضل)
|
نصار الصادق الحاج
شاعر سوداني. يقيم ومنذ عام 1995في المملكة العربية السعودية.
مؤلفاته:
ديوان ” يسقطون وراء الغبار ” عن دار كاف نون – بالقاهرة 2003 تحت لهاة الشمس – مختارات شعرية سودانية – الجزائر 2007 غابة صغيرة – مختارات شعرية قصصية – الجزائر 2009 كلما في السر أطفأنا القناديل – نينوى للدراسات والنشر – سوريا 2009
بيت المشاغبات – دار النهضة العربية لبنان – قيد الطبع
أعمال منشورة في إصدارات:
- مجلة كتابات سودنية - مجلة ثقافات سودانية - مجلة سطور المصرية - مجلة البحرين الثقافية - مجلة “ألف ياء” اللندنية - مجلة الرافد الاماراتية - مجلة البيان الكويتية - جريدة الزمان اللندنية - عدة صحف سودانية وعربية. - مجلة الواح- اسبانيا - مجلة الحركة الشعرية – المكسيك - مجلة شعر – القاهرة - العديد من المواقع الابداعية على الانترنت
مختارات شعرية للكاتب:
الولد ساخنا يكتب سيرته
الشاهق من بذرة
المصدر: http://www.arabworldbooks.com/authors/nassar_elsadek.htm
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نصار الصادق الحاج و كلما في السر أطفأنا القناديل (Re: بله محمد الفاضل)
|
ومن (مدارات محمومة): نصار الصادق الحاج
في ذاك الوقت المسروق من أوقاتٍ شاردة الوقت الذي يرتدي ذات جلبابه المهترئ يهش بعصاه حديثنا المحموم المتواتر يطويه في كنفه يرشرش عليه الهذيان والتخوم في ذاك الوقت تحديداً يا صاحبي لم يكن ينقصنا سوى مدائن تقرن حواجبها تسوي من ارتيادنا النبيل لمعارج خفية بلاداً نسيج وحدها غارقة في المحبات كيفما التفت ملتفة بالضحكات أينما أقبلت لم يكن ينقصنا يا صاحبي سوى شواهِد من العدم تنصبنا في الفضاء وقد كان
أقسم يا صاحبي أنه بمقدورك: زرع ابتسامة بأفواه أُخذت غيلة حالما تصافحها بروحك البهية نثر الحديث في بياضٍ لا يحد الحديث الذي بمقدوره التشكل كيفما نظرت إليه في البدء واللا انتهاء يخرج بك إلى فسحات من الخروج كالعبق حين يرتطم بالهواء يعجنه .... يطغى ............. كما يشاء
أنت يا صاحبي بهجة منسوجة من صندل
حتى ذاك الحديث الذي ارتدناه في وقت ما أتى يتقافز في فضاءِ الأثير وقد تحور إلى طرق خفي كأنه يهذي كأنه لم يجئ من العدم فقط وإنما حديثٌ لا تخبره اللغات ولا لاكته الألسن/ ولا تقدر ذاك لما جئنا نفتح شرفات الشيء الشيء الجميل الموشى بالسلام القلق الشيء الهاتف بالمسار كلما حاد لعنه وكلما مضى في اتجاه الرجاح جافاه الشيء الذي لا يفقه السكون ولا ترفع إليه الغفوة حاجبا فيلج الشيء المهووس بقاطني النجوم حاصبي النضار بارتيادات هشة هشة كلما أوغلوا بمتنها ارتدوا يفتشون عن مداخل مأزومة
أنت يا صاحبي ليس مجرد ملائكة تجرأت وتواطأت مع البشر في إرعاب الكرة الأرضية بالجمال أنت يا صاحبي ولا أخبرك سراً: في كل ليلة لا قمر ينيرها بصيصك /خشية أن يتغشانا الوجل لهيبة النور/ كغطاء لكف أصابع الإعتام عن وجوهنا فلا نتعثر في خيالاتنا المتراكمة بعضها فوق بعض أنت يا صاحبي ليس مجرد ملائكة
وأينك... كلما تلقفني الدفء الممجوج صرعني رتق الرهق بادلتني الأماكن صلابتها جرحني السكون
أينك... كلما جئت بعد بعد سحيق تسيجت بالصمت والحبر والبصيرة الداكنة وأمامي مباشرة هرول البياض بسروايله الموشاة بالأحاسيس القلقة المتطايرة في متنه الدائرة بحوافه
أينك... تنزلت كطقس فارط الدعة بينما عبارتان....
أنت يا صاحبي... لما لا تتعثر –وأنت قد ارتضيت سكنى الكرة الأرضية- في مساراتِ البغض ولا شح الإطناب في غير ما مكان واربنا دفتيه لكأنك اللطف كأنك النسيم
أنت تعلم أن مِنظار المرء قلبه وأنت تعلم أن القلب سيد وأنت تعلم أنك قلب شهي القسمات
بينما لا أعرف كيف بدأت/ارتحلت ولم أوفيك تمام ما لك أيضاً لا أعرف كيف الخروج من مآزق الكتابة إليك وأنت تضحك قبالتي تماماً كما تضحك بالذاكرة/لها/حولها ذات الضحكات التي هجس بها فؤاد أذني أبو الهزائم صاحبنا البهي (فتحي أبو النصر) الذي بصنعاء أو الذي به صنعاء – سيان فهمس بفتنته التي لا تُمحى من زكائب (لا لمثلنا الحقائب) الذكريات
أنت يا صاحبي... وأتركني مُعلقاً بين أجنحة الحديث إليك.....
بله محمد الفاضل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نصار الصادق الحاج و كلما في السر أطفأنا القناديل (Re: بله محمد الفاضل)
|
الأخ الفاضل بلة
يعلم الله أن الرغبة الأكيدة فى التواصل معك عبر الكتابة تسكننى و تدق بإصرار عجيب كلما قرأت لك هنا.و لانى من المقلين و زاد على ذلك بعدى عن المنبر فى الربع الماضى لم أجد الفرصة، و أمامى هذه السانحة أود فى أولها أن أبدى إعجابى بكلماتك، من ثم أدلف إلى نصار هذا الشاعر الصادق. نصار مميز فى كل شئ لذلك عندما أشتهى أن أقرأ لنصار فإن الشهوة لا يطفئها إلا هو. أردت أن أكتب بعض التأملات فى هذه المجموعة أسميها (نصار صادق الحاج يهب الحب أبدية جديدة) و حال عن ذلك عدم علمى بصدور المجموعة بصفة رسمية. أنا الآن فى عجالة و سأعود لكى أسهم معك فى هذا البوسط و أتمنى أن يجد الجميع الفرصة فى سبر أغوار التفاصيل النادرة التى تمجد ملكوت الحب..
B B S
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نصار الصادق الحاج و كلما في السر أطفأنا القناديل (Re: Abuzar Omer)
|
العزيز أباذر عمر تحايا ومحبات أكيدة وامتنان لا يفتر لمقدمكم إلى هذا المقام الهام واللائذ صاحبنا فيه بصومعة الحب ليمنحنا لذاذاتها في أبهى ما يمكن أن تمنح عبره (الشعر)
وأثمن عالياً رغبتكم في التواصل مع ما ننثره من (لا شيء) في هذا المدى الجميل وغيره ونأمل أن يكلل الله مساعيكم في ما يشغلكم ويسدد خطاكم
ونصار أفزعني بأن (كلما في السر أطفأنا القناديل) قد استهلكته تماماً ولعمري فإنها مهلكة وتأسر اللب تماماً في مداها وإن قرأتها مرتين فإنك لا محالة ستقع أسيرها مثله ولا تنفك تحضر كلما أردت المضي مع كتابة ما لكنما النسيان / الهرب هو السبيل الوحيد إلى الفكاك من ذلك رغم أنه لعمري أسر لذيذ قيده لو يعلمون
في انتظار ما تجود به عن هذا السفر الباهظ واتعشم أيضاً أن يطل علينا نصار ويُدلنا عن الكيفية التي بها يتم الحصول على هذه المجموعة
أكيد محبتي وامتناني
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نصار الصادق الحاج و كلما في السر أطفأنا القناديل (Re: nassar elhaj)
|
أَشْتَهِي مَحَبَّةً تَلِيقُ بِالْبَنَاتْ
كُلَّمَا فَتَحْتُ بيتًا للشَّيَاطينِ أيْقَظَتْ قَنَاديلَ خَوْفِهَا وَمَشَتْ تَفْتَحُ بَوَّاباتِ الْهُرُوبْ.
كُلَّمَا رَأيْتُ الْفَضَاءَ يَتَّسِعُ وَقَفَ السَّقْفُ مُنْخَفِضًا جِدَّاً تَتَسَاقَطُ تَحْتَهُ الشَّهوَاتْ.
كُلَّمَا رَأيْتُهَا كَأبْهَى إلَهٍ تُدِيرُ الْحَنَانَ في بُيُوتِ الأحْلامْ نَزَلَ الْمَطَرُ وَمَشَى كَالنَّهْرِ يَحْفِرُ الأرْضَ مِثْلَ لَذَّةِ الْجَسَدْ يُضِيءُ شُرْفَةً لِوَقْتِنَا الَّذي يَنَامُ في الْبَعِيدْ.
كُلَّمَا غَازَلْتُهَا هَرَبَتْ تُفَتِّشُ عَنْ مَعَاوِلَ في الْقَوَاميسِ الَّتي قَالَتْهَا بِئْرُ الْعَائلَة لَكِنَّهَا يَوْمًا سَتَخْرُجُ مِنْ كُهُوفِ الصَّمْتِ نَافِرَةً تَفُضُّ بَكَارَةَ السَّنَوَاتْ .
كُلَّمَا كَلَّمْتُهَا في الْبَيْتِ أوْ طَريقِ الْحَافِلاتْ سَالَ مِنْ بَريقِ صَوْتِهَا صَهِيلُ شَهْوَةٍ مُقَدَّسَـة .
كُلَّمَا رَأيْتُهَا مِثْلَ وَرْدَةِ الْخَريفِ فِي تِلالِ بَيْتِهَا رَأيْتُ ضُوءَهَا يَطلُّ مِنْ بَوَّابَةِ الصَّبَاحْ يَنْتَشِي عَلَى تُخُومِ سيرةٍ تُلامِسُ الشَّبَقْ .
كُلَّمَا لامَسْتُ صَوْتَهَا لامَسْتُ نَجْمَةً تُصَلِّي في مِحْرَابِ طَاعَةٍ تَخُصُّ رُوحَهَا النَّبيلَة.
كُلَّمَا صَحَوْتُ بَاكِرًا نَادَيْتُهَا نَادَيْتُ جَنَّةَ الْبَنَاتْ طِفْلَةَ الْبَرَاري إذْ تَعيشُ في دَمي لِنَمْشي عَاليًا نُحَطِّمُ السُّقُوفَ كُلَّهَا نَكُونُ مِثْلَمَا رَأيْنَا وَعْدَنَا يَجِيءُ مِنْ سَحَابِ الْبَوْحِ تَحْتَ خَيْمَةِ الْمَطَـرْ.
كُلَّمَا أشْتَهَيْتُهَا فَتَحْتُ شَارِعًا لِصَرْخَةِ الْجَسَدْ رَأيْتُ قَادِمَ الأيَّامِ يَحْتَسِي مِيَاهَ حُبِّنَا عَلَى شَوَارِعِ الْمَدينَة رَأيْتُ وَرْدَةً بَيْضَاءَ تَشْتَهِي قِيَامَةَ الْجَسَدْ.
كُلَّمَا شَاغَبْتُهَا تَرَكَتْ حَقَائبَهَا وَجَاءَتْ عَنْ سَريرِ الْغَيْمِ نَحْكِي عَنْ رَحيلٍ مَاهِرٍ في نَشْوَةِ الأرْوَاحِ نَحْكِي عَنْ صَديقَتِنَا الْوَحيدَةِ في بِحَارِ الْلَّيْلِ نَحْكِي عَنْ نِدَاءِ الْقُبْلَةِ الأُخْرَى نُكَلِّمُ طَائرَ الْلَّيْلِ الأنيقْ.
كُلَّمَا دَاعَبْتُهَا عَلَى رَصِيفِ الأُمْنَيَاتِ كُنَّا سَاحِرَيْنِ سَاحِرَيْنْ . . . سَاحِرَيْنْ نَشْتَهِي مَدينَةً تَخُصُّنَا بِشَهْوَةٍ طَويلَةٍ وَرَغْبَةٍ جَمُوحَةٍ تُزِيحُ حِشْمَةَ الأيَّامِ عَنْ سَلالِمِ الْمَطَـرْ .
كُلَّمَا عَانَقْتُهَا لامَسْتُ وَرْدَتَيْنِ كَالدَّرْويشِ غِبْتُ في نِهَايَةِ الأسْرَارْ تَحْتَ خَيْمَةِ الرِّيَاحِ سِرْتُ عَابِرًا لِوَرْدَةِ الْجَسَدْ .
كُلَّمَا خَبَّأْتُ صُورَتَهَا رَأيْتُ عَلامَةً للسِّحْرِ تَخْرُجُ مِنْ تَفَاصيلِ الْمَكَانِ إشَارَةً للنَّجْمِ تَمْلَؤُهَا مَنَازِلُ مِنْ أسَاطيرِ الْجَمَالْ.
كُلَّمَا رَأيْتُهَا تَزْرَعُ بَيْتًا في غَابَاتِ النَّوْم بِخَبَايَا وَحِكَايَاتٍ تُشْبِهُ أسْرَارَ الأطْفَالِ أتْبَعُهَا بِهُدُوءِ سَحَابٍ أبْيَضْ ألْمَحُ خَيْطًا يَفْتَحُ بَابًا للْكَوْنِ كَالشَّجَـرِ الْبَاسِقِ أَعْـلُـو أَتَسَلَّقُ دَرَجَ الْمَجْهُولْ أَتَنَاوَلُ كَأْسًا مِنْ أوْرَاقِ الْحُبِّ بِعَرْشِ الرِّيحْ أقْطُفُ ثَمَرًا أشْهَى مِنْ فَتَيَاتِ إبْليسَ الْمَجْنُونَاتْ.
كُلَّمَا صَافَحْتُ خَيْطَ نَبْعِهَا أرْسَلَتْ كُنُوزَ مَائهَا لِبُؤْرَةِ السَّمَاءْ وَكُنْتُ وَحْدِي في حَدَائقِ التُّرَابْ أشْتَهِي نُزُولَ نَهْرِهَا يَصُبُّ في مَرَاقِدِ الشَّجَرْ.
كُلَّمَا وَجَدْتُهَا في سَهْلِ غُرْفَتِهَا كَرَاهِبَةٍ مُهَذَّبَةٍ تُصَلِّي هَرَبْنَا مَرَّةً أُخْرَى نُعَلِّقُ رَغْبَةً في الْجِسْـرِ تَحْتَ صَفَائحِ الإسْمَنْتِ نَفْتَحُهَا بَرَاكينَ الْجَسَدْ.
كُلَّمَا تَرَكْتُهَا في الْبَابِ تَمْسَحُ قُبْلَةَ الْلَّيْلِ الأخيرْ تَنْسُجُ مَعْبَرًا للبَيْتِ تَسْكُنُهَا مَخَاوِفُ مِنْ حُصُونِ الْعَائلَة هَزَّتْ يَدِي قَالَتْ كَآخِرِ لَهْفَةٍ في شَارِعِ الْكَلِمَاتِ حَتْمًا سَيَفْتَحُنَا الْوَدَاعُ لِسيرَةِ اللُّقْيَا وَيَرْسِمُنَا خَرَائطَ في الْمَدَى.
كُلَّمَا عُدْتُ للْوَرَاءِ خَلْفَ الْبِدَاياتِ قَبْلَ أنْ يَلِدَ التَّأريخُ فَتَاةَ أيَّامِي الَّتي غَسَلَتْهَا أمْطَارُ فِبْرَايرْ كَانَتْ سيْقَانُ الأشْجَارِ عَاليَةً تُلَوِّحُ بِفَاكِهَةٍ خَضْرَاءَ غَرَسَتْهَا مَشيئَةُ الْبِنْتِ الَّتي زَرَعَتْ أيَّامي دَمًا يَمْشِي بَيْنَ آلِهَةِ الْحُبِّ يُضِيءُ الْمَشَاويرَ لأنْجَالِ الْحَيَاةِ الْقَادِمينْ .
كُلَّمَا رَجَوْتُهَا لِتَتْرُكَ عِطْرَهَا يَفْتَحُ الرِّيحَ نَحْوَ شَهْوَةٍ لا تَمُوتْ ذَابَتْ في الْمَكَانِ تُلَمْلِمُ لَذَّتَهَا تَطْرُقُ أقْفَالَ شَهْوَتِهَا لِتَفْتَحَ الأبْوَابْ.
كُلَّمَا سَألتُهَا عَنْ دَاخِلِ الإطَارِ خَبَّأتْ إجَابَةً مُرَاوِغَةً رُبَّمَا لِتَصْرُخَ الأزْيَاءُ كُلُّهَا عَلَى شَوَاطِيءِ النَّهَارِ حينَمَا نُغَادِرُ الْمَكَانَ سَادرينَ في سَمَاءِ عَالَمٍ مُؤجَّلٍ لِرَغْبَةِ الْفِرَارْ .
كُلَّمَا خَطَفْتُ قُبْلَةً صَمَتْنَا سَاعَةً نُرَتِّبُ الْمَشَاعِرَ الَّتي تَقَافَزَتْ كَطَائرِ الْفينيقِ في دَوَائرِ الزَّمَنِ فَتَحْنَا شَاهِقَ الأيَّامِ للْمَطَـرْ.
كُلَّمَا شَرَخْتُ أنسِجَةَ الْمَلابِسِ وَانْتَهَيْتُ إلى ظِلالٍ خَلْفَ أستارِ السَّوَادِ رَأيْتُ عَالَمًا يَصيحُ فَاتِحًا مَسَارِحَ الْكَلامِ في دَفَاتِرِ الْجَسَدْ.
كُلَّمَا احْتَضَنْتُهَا ظَلَلْتُ وَاقِفًا عَلَى أعْتَابِ نَهْدِهَا أُبَارِكُ الْغِيابَ في مَفَاتِنِ الْجَسَدْ .
كُلَّمَا لامَسْتُ شَفَتَيْهَا النَّاعِمَتَيْنِ أبْحَرْنَا كَطَائرَيْنِ طَليقَيْنِ نَشْتَهي عُشًّا دَافِئًا يُشْبِهُ أحْلامَنَا في الأُغْنِيَاتْ.
كُلَّمَا رَأيْتُ نَهْدَيْهَا النَّافِرَيْنِ يَشْهَقَانِ خَلْفَ الزَّرَائرِ سَاقَتْني أزْهَارُ الْبَنَاتِ إلَى صَفيحِ الأُمْنيَاتِ الشَّاهِقَة.
كُلَّمَا انْتَظَرْتُهَا عَلَى بَوَّابَةِ الْبَيْتِ الَّذي يَأوي الْفَتَيَاتِ الْيَانِعَاتِ زَرَعْتُ غَابَةً مِنْ الأحْلامِ وَانْتَهَيْتُ عَاشِقًا عَلَى طُيُوفِ مَرْيَمَ الْعَذْرَاءِ أشْتَهي مَحَبَّةً تَليقُ بِالْبَنَاتْ.
كُلَّمَا تَرَكْتُهَا مُنْتَصَفَ الْلَّيْلِ تَغْزِلُ الأصْوَات في غُرَفِ النِّسَاءِ الْمُسِنَّاتْ تُخَبِّيءُ الأوْرَاقَ تَحْتَ الْوَسَائدِ تَسْمَعُ الْقَصَائدَ بِزَهْوِ امْرَأةٍ بَدَأتْ مَشَاويرَ الْعِصْيَانْ كُنْتُ هُناكَ عَلَى ضِفَافِ الْبَيْتِ أغْزِلُ الشَّوَارِعَ بالذِّكْريَاتْ.
كُلَّمَا رَفَعْتُ فُسْتَانَهَا حَتَّى وَرْكَيْهَا لِتَنْفُضَ الْغُبَارَ عَنْ أطْرَافِـهِ اِنْحَنَتْ قَليلًا بابْتِسَامَةٍ خَجُولَةٍ أيْقَظَتْ مَصَائدَ اللَّيْلِ في كُهُولَةِ الرَّغبَاتْ .
كُلَّمَا نَادَيْتُهَا رَأيْتُ وَرْدَةَ الْبَنَاتِ تَخْرُجُ مِنْ خَلْفِ مِيَاهِ الْغَيْمِ تَسْكُنُ أوْردَتي تَزْرَعُهَا عِشْقًا بِأنَاشيدِ الْكَوْنِ الرَّائقَةِ الْمَعْنَى.
كُلَّمَا رَأيْتُهَا تَسيرُ في ظِلالِ الْلَّيْلْ كُنْتُ شَارِدًا أُلَوِّنُ الْمَكَانَ مِثْلَمَا رَأيْتُهَا تُبَلِّلُ التَّنُّورَةَ الْحَمْرَاءَ بالدُّخُولِ في مَحَابِرِ الْجَسَدْ.
كُلَّمَا غَنَّيْتُ في سُهُولِ صَدْرِهَا أبْحَرْتُ قَطْرَةً فَقَطْرَة أَشُدُّ قَارِبًا عَلَى تِلالِ نَهْدِهَا نَطيرُ في السَّمَاءِ نَفْتَحُ الأسْوَارَ للنُّجُومِ كَيْ تُضِيءَ لَحْظَةَ الْعِنَاقْ .
كُلَّمَا اشْتَهَيْتُهَا كَلَّمْتُهَا لِنَمْشِيَ عَاليًا نُمَارِسَ الْحَيَاةَ في هَوَاءِ بَيْتِنَا هُنَاكَ إذْ نَعيشُ حَالَةً تَخُصُّنَا تَخُصُّنَا تَخُصُّنَا ..
كُلَّمَا غَادَرْتُ أرْضَهَا أتَيْتُ لاهِثًا أعيشُ في رِحَابِ نُورِهَا سيرةَ الرَّحيلِ شَاهِقًا على شِعَابِ قَلْبِهَا الأمينْ.
كُلَّمَا انْتَهَيْتُ مِنْ كِتَابَةٍ طَيَّرْتُ حِبْرَهَا بِسُرْعَةِ الْبُرُوقْ للَّتي عَلَى سَرِيرِ قَلْبِهَا تَنَامُ شَفْرَةُ الْغَريزَة للَّتي عَلَى بِسَاطِ نَهْدِهَا قَرَأْتُ طَالِعَ الْقَصيدَة للَّتي سَمَّيْتُهَـا أنيسَةَ الْحَيَاةِ وَالْكِتَابَة.
كُلَّمَا اقْتَرَبْتُ مِنْ مَنَالِهَا وَجَدْتُهَا تُنيرُ دَرْبَهَا تَسيرُ في الطَّريقِ مِثْلَمَا عَرَفْتُهَا صَديقةً وَعَاشِقَةً وَنَجْمَةً تُكَلِّمُ السَّمَاءَ عَنْ نُبُوءَةِ الرِّفَاقِ في سُهُولِ وَعْدِهَا أحْبَبْتُهَا وَسِرْتُ في ثِيَابِ بَحْرِهَا أعيشُ لَذَّةَ الْحَيَاة .
كُلَّمَا رَاوَغْتُ أشْوَاكَ الْغِيَابِ زَارَتْني رَائحَةُ الْحَبيبةِ في مَدَارِ النَّوْمِ سَاقَتْني هُناكَ إلَى تُخُومِ الرُّوحِ نَبْدَأُ رِحْلَةً أُخْرَى لِذَاكِرَةِ الْحُضُورْ .
كُلَّمَا سَافَرْتُ غَادَرْتُ الْمَدينةَ نَحْوَ أسْوَارِ الْغِيَابْ ظَلَلْتُ مَنْسِيَّاً عَلَى قَاعِ الرُّطُوبَةِ حَافِياً أبْكِي مَوَاقيتَ السَّهَرْ تِلْكَ الَّتي كُنَّا نُسَمِّيهَـا مَرَاسيلَ الأحِبَّةِ في قَوَاميسِ الأمَلْ.
| |
|
|
|
|
|
|
|