بعد أن عاش ( سليم ) أعواما من الرخاء و رغد العيش بغربته يحتضن أسرته. توقفت فجأة تروس الترف و عشعشت الحاجة بين جنباته و أخذ الفقر يطرق بابه صباح مساء و العوز يمسك بتلابيه. اتخذ قراره سريعا بعودة أسرته لحضن الوطن . قاومت زوجته فكرة الرجوع بكل ما أوتيت من حجج و عناد ، توسلت إليه ، و عندما اصطدمت توسلاتها بإصرار ( سليم ) قامت بالاستعانة بالأجاويد و لكن دون فائدة ، فتصدّت شقيقتها ( حفيظة ) التي تعيش معها بنفس الغربة للأمر و وقفت في وجه ( سليم ) تناكفه و تحاججه و تارة تكيل له سيلا من الإهانات ، بل و أتهمته بأنه ربما ينوي أمرا و يتأبط شرا. كل هذا لم يغير من ما خطط له (سليم) فهو يعرف و يعي تماما أن قراره في صالح الأسرة. أذعنت زوجة (سليم) نهاية المطاف و عادت مع أطفالها و هي تعاني ألما نفسيا طال جسدها . شقيقة الزوجة ( حفيظة )، فاجأها زوجها يوما بخبر زواجه من إحدى قريباته يتيمة الأبوين و تعيش في القرية لا حول لها و لا قوة و أنه سيرسل في طلبها لتعيش معهم بالغربة تحت سقف واحد ، فما كان من ( حفيظة ) إلا أ طلبت الطلاق و عادت للوطن بعد أن جعلت بعلها يرى عدة ( نجيمات عز الظهر ) و بعد أن جردت البيت من كل ما خف حمله و غلا ثمنه. بعد معاناة مع المرض لم تدم طويلا ، فارقت زوجة ( سليم ) الحياة ، تاركة أطفالها لليتم. بعد أن أنقضت أيام العزاء ، جلس ( سليم ) يفكر في مصير أيتامه دون أم. لم يطل التفكير كثيرا ، و تم تقليب الأمر على نار هادئة كان وقودها العقل و الأمر الواقع و أشياء أخرى ، وافقت(حفيظة) شقيقة المرحومة على الزواج من(سليم) لرعاية أطفال شقيقتها. شرط (سليم) الوحيد كان أن تبقى (حفيظة) في السودان مع أطفاله و أطفالها إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا. فقبِلت في التو و اللحظة دونما أي نقاش.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة