الظل الباهت

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-12-2024, 05:32 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-16-2011, 10:15 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 37024

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الظل الباهت (Re: adil amin)

    Quote: الإله أبادماك

    اليانورا كورماشيفا

    مستل من كتبابها :عالم آلهة مروي، المنشور باللغة الروسية.





    الصور الأخرى لأبادماك في المصورات الصفراء













    كانت المراكز الأساسية لعبادة أبادماك تتمركز في جنوب المملكة المرَّوية في المصورات الصفراء، والنقعة، ومروي. ينقسم تشييد مركب المصورات الصفراء، الذى أصبح مركز العبادة لدى المرويين (Hintze, Hintze 1970: 50)، إلى سبع مراحل. شيد معبد الأسد، المكرس لأبادماك، خلال المرحلتين السادسة والسابعة في عهد الملكين المرَّويين أرنخاماني وناتاكاماني - القرن الثالث ق.م.- القرن الأول الميلادي (Hintze, Hintze 1970: 62).



    في الجانب الخارجي للجدار الشمالي للمعبد صور أبادماك وهو يترأس موكب الآلهة. يقف أمامه ملك وملكة يحمل كل منهما كؤؤس بخور متقد (Hintze 1962: Taf. II,V; Hintze 1971: Taf. 16, 37; Wenig 1993: 86, Taf.35,37). يتقدم أبادماك الموكب، الذي يشترك فيه مختلف الآلهة، لكن جسمه صور بحجم أكبر من بقية الآلهة. هذا التصوير الرمزي كان يستخدم في الغالب للتدليل على الدور القيادي لـ أبادماك.



    تظهر نعوت أبادماك، وكذلك تفاصيل ملابسه نموذج اتحاد مصري-مروي واضح كان تشكيل هيئة الإله المرَّوي نتاجاً له. بمساعدة رمزية ملائمة منحته قوة آلهة مصر القدماء وسطوتهم (1). على عنق أبادماك - صدرية يظهر عليها صورتان جانبيتان لإلهين. أحدهما هو أبادماك نفسه، والإله الثاني في الغالب الإلهة المرَّوية المرافقة لأبادماك (Wenig 1993: 184-185,Abb. 136).



    يقف أرنخماني والأمير اركا أمام أبادماك في وضعية عبادة ، الذى صور شكله مصغراً. صورت خلف أرنخماني ايزيس المجنحة وهي تقف على عمود وكأنما تحمي الملك وتباركه بجناحيها، في الوقت الذي يقدم فيه أبادماك عن طريق صولجانه للملك الرمزين الأساسيين للحياة والسطوة الموهوبة إلهياً "عنخ" و "جد". معنى المناظر، كما مناظر الحائط الجنوبي، الاعتراف بـ أرنخماني وخليفته ومباركتهما.



    غطاء رأس أبادماك - " تاج هم هم hmhm "- المعروف في مصر منذ عهد الأسرة الثامنة عشر (Abd el Monem Youssef Abubakr 1937: 64; Zabkar 1975: 102-105; Gamer-Wallert 1983: 112-113) والمنتشر بكثرة في مصر المتأخرة. يبدو الأكثر احتمالاً هي فرضية التفسير المحلي لهذا التاج من قبل الحرفيين المرَّويين، وأيضاً رجال الدين الذين جعلوه غطاء رأس مميز لأبادماك.



    انتباه خاص لا بد وأن يوجه إلى سمات أخرى لغطاء رأس أبادماك، والتى تظهر في هذا المنظر البارز. يتعلق على رأس أبادماك قرن كبش وأسد مجنح - واحد من مجسدات أبادماك، والذي يمكن ملاحظته، بصفة خاصة، بين المناظر في أعمدة المصورات الصفراء. كل واحد من العناصر له رمزيته الخاصة. قرن الكبش، الذي كثيراً ما يوجد في الايقونية الملكية، لازم أبادماك في تصوير له سابق على لوح نذري من معبد الأسد في مروي (Wenig 1978, No. 121). صُور أبادماك هنا بلبدة قصيرة، غير موجودة عند الأسود في الطبيعة، وبقرن كبش، وهو ما يمثل خاصة مرَّوية مميزة في تصوير هيئة الإله (Hofmann, Tomandl 1987b: 25-26). يعكس ظهور قرن كبش لدى أبادماك تأثير ايقونية آمون (Leclant 1970: 147) ويمكن النظر إلى ذلك كمحاولة لتوحيد رموز الإله المرَّوي أبادماك مع إله الدولة لدى المرويين آمون، أجريت في معبد المصورات الصفراء المكرس لأبادماك.



    يمكن القول، إلى حد ما، برمزية مملكة إلهية، وهو ما يستشف من المناظر. يحتمل أيضاً أن تكون أشكال صقر الباز على تاج أبادماك وصقر الباز على غطاء رأس أبادماك، غض النظر عن الاختلافات الأسلوبية في تقديم المنظر، تمثل نتاج معتقدات عن تجسيد حورس في الملك وتولي أبادماك وظيفة حورس. كما هو معروف، فإن الملوك المرَّويين حتى أركامانى وأديكلاماني، المستخدمين اللغة المصرية والألقاب المصرية الخماسية للفرعون، عدو أنفسهم تجسيداً لحورس. إن الاحتفاظ في البانثيون المرَّوي الخاص بالألقاب الملكية المرتبطة بحورس، وبطقوس التتويج المصرية بمشاركة حورس، والتي تم تبنيها في طقوس التتويج المرَّوية، تشكل سبباً مباشراً لظهور رمز حورس لدى أبادماك. تشير تفاصيل الملبس وغطاء الرأس إلى امتصاص أبادماك لسمات الإلهين المرموقين ذوي الأصل المصري، واللذين تقبلهما المرويون - آمون وحورس، وكذلك عناصر متفرقة من الايقونية الدينية المصرية مع الاحتفاظ بسيادة العناصر المحلية في الشكل. الطبيعة العامة للتصوير تشير إلى وظيفة أبادماك بوصفه إلهاً خالقاً، واهباً الحياة والقوة للملك.



    منظر أبادماك في الجانب الخارجي للحائط الجنوبي يُظهر سمات قتالية (Hintze 1962, Taf. II; Wenig 1993: 77, Taf. 25). صور أبادماك هنا يتقدم موكب الآلهة، المؤلفين من آمون، وسيبومكر، وارنسنوبيس، وحورس، وتوت. يحمل أبادماك في يده اليمنى قوساً ضخماً وسهام، ويقود أسيراً بحبل. ويضع على أصبعه خاتماً، كما هو الحال لدى الملك. مثل تلك الخواتم مميزة لرماة الاسهم المرَّويين في مدافن كافة الفترات، باستثناء بلانا (Taylor 1991: 46, fig. 57; Wenig 1993:198)، ولا تزال هذه الخواتم توجد في بعض أقاليم السودان. ترتبط الخواتم مباشرة بهيئة أبادماك-المحارب، المستخدم كسلاح القوس والسهام (Zabkar 1974: 16; Wenig 1993:199, Abb. 171) والذي يمنح بمساعدة هذا المنظر المحدد قوته القتالية الإلهية إلى الملك. رموز أبادماك - محلية الأصل. ضخامة القوس الواضحة، الذي يحمله أبادماك في يده اليمنى، ويبدو أنه تجسيد لأقواس الإثيوبيين الشهيرة التي يصفها هيرودوت. حقيقة أن المصريين ربطوا القوس بالنوبة، وأن رماة السهام النوبيين تم استخدامهم في الجيش المصري، أمر معروف ولا يحتاج إلى اثبات. حقيقة تقديم القوس من الإله إلى الملك مثبتة في نقش ايركيامانوتى (Macadam 1949, Inscr. IX.1.53; Leclant 1970: 147).



    تسمح الأهمية الأساسية لأبادماك إلهاً للحرب ورموزه في هذا المنظر بافتراض أن تفاصيل هيئته الأخرى تخدم هذا الهدف. يدور الحديث، بصفة خاصة، عن شكل الأسد المجنح في زي أبادماك (Hintze 1971, Taf. 25; Wenig 1993: 80, 215). الافتراض بأهمية المنظر، بوصفه فعل تقديم القوة القتالية لأبادماك (2)، يدعمه بروزه الرمزي من المسرح في الحائط الشمالي، حيث يعترف الملك ووريثه بالإله الأعظم لمعبد المصورات الصفراء، الذي يمنح له الحياة والقوة القتالية والقوة الجسمانية، والتي يرمز لها في هذه الحالة الأسد. في كلا المنظرين ترافق الملك ووريثه ايزيس.



    يصور موضوع الحرب أيضاً في الجانب الخارجي للحائط الغربي. شكل أبادماك تعرض لضرر، لكن مع ذلك تظهر بوضوح بقايا قوس يحمله الإله في يده (Hintze 1962, t. III, X B; Hintze 1971, Taf. 17, 47; Wenig 1993: 94). أمامه - مذبح قرابيني. خلف أبادماك - نقش يحتوي سطور متفرقة من نشيده (Wenig 1993: 94-95, Abb 47, Inscr. 12). يقف أبادماك هنا على فيلين. عقد على خرطوم الأول من الفيلين حبل يمتد إلى أعناق أسرى. أمامه مجموعة أخرى من الأسرى البجة - هدندوة في رأي هنتزا. استخدمت الأفيال - الأفريقية الأصل - لأغراض قتالية (Hintze 1962a: 50; Hintze 1962, Inscr. 12, Anm. 1).



    في الجانب الداخلي للحائط الغربي صور أبادماك مع أسد وفيل يقودهما بحبل معقود على هيئة رمز عنخ (Hintze 1971, Taf. 50). يحمل أبادماك في يده قوس وسهام. يصور المنظر بلا جدال الجانب القتالي لأبادماك. تشير طبيعة المنظر إلى أن الأسد والفيل اقترنا بأدماك. الأسد، بوصفه حيواناً معبوداً أبادماك، كان جزءاً من شكل أبادماك أو نظييره في شكل حيوان مرافق له، من سمات أبادماك المميزة. الفيل يمكن أن يكون اقترن بأبادماك بهدف التشديد على السمات القتالية للإله، وهو ما يرتبط بممارسة تطويع الأفيال واستخدامها في المعارك الحربية. ليس صدفة أن يكون العرش الذي يجلس عليه أبادماك يتسم بتخطيط على هيئة فيل (Hofmann and Tomandl 1987a: 179).



    رمزية "الأسد-الفيل" المميزة لأبادماك استخدمت في محتوى آخر، حيث ظهر أبادماك وآمون(3). النقش البارز للأسد-الفيل الموجودين في الجزء الأسفل يوحد التركيب العام للمنظر، الذي يمجد الإله الجديد أبادماك ويضعه في مقام إله الدولة لدى المرَّويين - الإله آمون برأس كبش. يمكن الحديث عن تبادل الرمزية. فأبادماك يمتلك راس كبش في حين صُور آمون في أحد أعمدة المعبد وهو يقتاد فيلاً بحبل (Hintze 1971: Taf. 85, 3/3/2).



    وظيفة أبادماك إلهاً للحرب تتجلى بوضوح من خلال شاراته: القوس والسهام، والتي يحملها في يده في النقش البارز على الجانب الداخلي للحائطين الجنوبي والشمالي لمعبد الأسد في المصورات الصفراء. صور أبادماك هنا مع إلهة مرَّوية، والتي ترافقه في هذا المعبد. من سماته المميزة أيضاً قربة ماء يحملها على كتفه. يقود أسداً بحبل (Hintze 1971: Taf. 53, 67; Wenig 1993: 104). في الجانب الداخلي للحائط الشمالي تحت خف أبادماك يرقد أسرى مقيدين (Hintze 1971: Taf. 67). موضوع هزيمة العدو تنعكس أيضاً على جزء نحيف من الجانب العكسي لنخس المعبد، حيث، وفقاً لإعادة تركيب المنظر المفترضة، صُور أبادماك وهو يقود بحبل أسيراً. منظر مماثل، تحديداً تصوير العدو على الجانب الثاني للنخس، يتكرر في معبد الأسد بالنقعة (Wenig 1993: 100).



    طبقاً لـ ستيفان فينج، فإن قربة الماء المصورة على كتف أبادماك في المنظر في نقش بارز بأحد الأعمدة (Hintze 1971: Tafl. 93, 5/2/1)، يعد أمراً مميزاً فقط لآلهة الحرب والصيد (Wenig 1979: 224-225)، وهو ما يتوافق مع خاصة أبادماك في كلا المنظرين. مع ذلك، فإن حقيقة تصوير مناظر نشاطات زراعية تحت صورة الإله والشخصيات الملكية في وضعية التعبد، إنما تشير إلى أن هذا النوع من النشاطات يتم تحت رعاية الإله المصور في هذا المنظر التعبدي. بهذا الخصوص يجدر ملاحظة أن وظيفة أبادماك بوصفه إلهاً للخصوبة تنعكس في النشيد المحتفظ به في معبد الأسد. رمز القربة مع الماء تمثل انعكاساً لخصائص محلية ترتبط بضرورة الحفاظ على الماء، المؤمنة كما للخصوبة أيضاً للجنود والصيادين في الحملات. يبدو أن القربة في هذه الحالة بالتحديد لا تشدد على واحدة من الخصائص المعينة لأبادماك، بل تمثل رمزاً محلياً لإله المرَّويين، والذين تمثل الماء لديهم رمزاً للحياة في أشكالها المختلفة.



    لاحقاً تشكك أوناش في الموضوعة الخاصة بأبادماك إلهاً للخصوبة والتى تم تأسيسها في وقت سابق (Seguenny 1984: 150; Onasch 1990: 58, Anm. 34). مع ذلك، فإنه ومع بعض جدلية ايقونية التفاصيل، لا تترك سطور النشيد مجالاً للشك. كتب النشيد على الحائط الجنوبي لمعبد المصورات الصفراء ورص في أعمدة بالقرب من صورة أبادماك (Hintze 1962: 25-31). كما لاحظ هنتزا، فإن عبارات وأجزاء متقطعة من النشيد تجد نظيراً لها في نصوص مصرية مرتبطة بآلهة مختلفين، لكن من حيث المحتوى فقد عكس النشيد أفكاراً دينية خاصة بالسكان المحليين (Hintze 1962: 22).



    اسم أبادماك يمثل مزاوجة اسم شخصي بد مع كلمة مك = إله. عد أبادماك إلهاً لـ تولاكت واببرانخ، أي النقعة والمصورات الصفراء. يتوافق هذا مع النصوص المرَّوية من المصورات الصفراء، حيث يشار إلى أبادماك مع التسمية الجغرافية ابوريبى تى (REM 1052/1; 1111/1). فيما يتعلق بالتسمية المرَّوية نقعة (تولكتى تى)، فإنه لا توجد في ارتباط بأبادماك لا في المخربشات المرَّوية، ولا في النقوش الهيروغليفية من النقعة، لكن في المصورات الصفراء سُمي أبادماك مباشرة سيد تويلكت، معبد النقعة (Gamer-Wallert, Zibelius 1983: 33). فوق ذلك يكنى أبادماك بلقب "القائم على رأس تا- سيتي". تشدد هذه العبارة على الدور الريادي لأبادماك في مملكة مروي. كما هو معروف، فقد استخدم مصطلح تا- سيتي في نقشي هارسيوتف ونستاسن للاشارة إلى المنطقة الواقعة تحت سلطات ملك مروي (Кормышева 1985: 140-162).



    يقابلنا مصطلح آخر في النشيد - كنس. ت. المحتوى الذي استخدم فيه ليس واضحاً تماماً. اقترح زابكار قراءة "الحائط داخل كنس. ت" (Zabkar 1975: 24-25)، معلقاً على القراءة المقترحة(4). آخذين في الحسبان عمليات التماسك المصري- المرَّوي، والمنعكس في شكل أبادماك، يتضح أن كنس. ت تحمل هنا معنى محدداً لا معنى أسطورياً. أصبحت دالة على الجزء الجنوبي لمملكة مروي. افترض واضعو النص أن أبادماك هو إله كنس. ت حيث وجد معبداه الأساسيان. بهذا يربط مصطلح كنس. ت أبادماك بمملكة مروي.



    بقيت في منطقة البطانة أطلال تشهد على وجود معابد هنا مكرسة للأسد. بقايا معابد وتماثيل أسد تم العثور عليها في البعصة، وأم أسودة وأماكن أخرى. تحديداً هنا تمركزت المراكز الأساسية لعبادة الأسد، وهو أمر أسهم فيه العنصر الطبيعي - وجود أعداد كبيرة من الأسود التي تعيش في المنطقة. لم تك صدفة أن الكابتن هوسكنس، الذي سافر في السودان في القرن التاسع عشر، لم يتجرأ بسبب ذلك على الوصول إلى النقعة (Gamer-Wallert Zibelius 1983: 33).



    أشارت عبارة "الأسد عندما يكون قوياً" إلى أبادماك إلهاً لمملكة مروي. عدد من العبارات في نشيد أبادماك مستعارة بلا شك من المصرية. النظائر التى يمتلكها أبادماك مع الآلهة المصريين ناتجة عن الرؤية الكونية المشتركة القائمة على أساس التشابه في الظروف الطبيعية، وكذلك على العلاقات طويلة الأمد بما في ذلك العلاقات في المجال اللاهوتي. لا يجوز الحديث عن الاستعارة، فيما يتعلق بعبادة الأسد، طالما أن ارتباط الأسد بمفهوم القوة الفيزيقية وعظمة الملوكية لا يحتاج إلى استعارة، وإنما يظهر باستقلال لدى مختلف الشعوب. يمكن للاستعارة أن تنعكس فقط في التعبيرات، أي بكلمات أخرى، في أسلوب التعبير عن الأفكار.



    هناك نص هيروغليفي آخر من المصورات الصفراء، كتب على الجانب الخارجي للحائط الشمالي أمام رأس الإله (Hintze 1962: 31, Inscr. 13; Wenig 1993: 86) يصف أبادماك إلهاً خالقاً. تمت صياغة النص بروح مصرية كاملة مميزة للعديد من آلهة الخلق المصريين، مثل آمون، وهورس، ورع وغيرهم. يمجد هذا النقش الإله المرَّوي ويشدد على تعددية وظائفه، وهو ما أشرنا إليه عند تحليلنا لنشيد أبادماك.



    تلخيصاً لما قلناه، يجدر ملاحظة أن اسم أبادماك، مروي أصيل من حيث المفهوم، ويحمل سمات مؤثرات أفكار لاهوتية مصرية بلا جدال ليس فقط في عبارات متفرقة، مشابهة لتلك الموجودة في المعابد المصرية. التصور الخاص بسرية مكنون الإله، والمرتبط بأبادماك، مميز إلى حد ما للإله آمون، الذي عنى اسمه "المكنون اسماً" (Bersina and Minkowskaya 1977: 3). التصورات المصرية عن اسمه وقوته السحرية انعكست في هيئة أبادماك، وبخاصة في وظائفه واهباً الطعام (في الاسم "المبعوث سالماً") والمنتصر على الأعداء (في اسم "القوة الهائلة"). الارتباطات هذه تضرب بجذورها في التصورات السائدة في القدم والخاصة بارتباط الظواهر واسمه. خارج الاسم لا وجود لا لموضوع ولا لظاهرة (Дьяконов 1990: 53). في الغالب أنه ونتيجة العلاقات طويلة الأمد في المجال الروحي، تم تبادل الأفكار المتشابهة غض النظر عن مكان ظهورها البدئي.



    يجدر أيضاً ملاحظة سمات أبادماك، غير المرتبطة بالتصور له كإله للحرب، والتي تصبح بينة وجلية لدى تحليل نشيده. يتعلق ذلك في المقام الأول بتحديد هويته "واهباً الطعام"، وهو ما يدفع إلى عد أبادماك مصدراً للطعام، أي، إلهاً للخصوبة. ايقونياً تنعكس وظيفة أبادماك هذه بوضوح أكثر في معبد النقعة (Wenig 1993: 196-197, Abb. 168; Hofmann 1978a). يشير ذكر التاج في الأسطر المتضررة من النشيد إلى دور أبادماك في العبادة الملكية، بخاصة في مفهوم الملوكية المقدسة. حتى تلك الرموز، التي تشير إلى وظيفة أبادماك إلهاص للحرب، يمكن أن يكون لها جانب آخر. هكذا فإن العدو المهزوم، والقوس، والسهام تحمل ضمنياً التصور عن القوة الممنوحة من الإله إلى الملك، وهو ما يعتمد عليه رخاء الشعب بأكمله. النشيد وهو يعكس مختلف جوانب الحياة اليومية فإنه يمجد أبادماك بوصفه إلهاً يتحكم في حياة الناس وموتهم (Gamer-Wallert 1983: 185). واحدة من أكثر السمات حيوية للنشيد تتمثل في أنه يعكس إشكاليات ذات طابع فلسفي تميز مجتمعاً يحمل أفكاراً لاهوتية متطورة. تلك هي إشكالية معرفة جوهر الإله، والتي يطرحها المرويون بالنسبة لأبادماك. في سعيهم لمعرفة جوهر الإله، الذي يقلق المخيلة البشرية، اضطر المرويون في نهاية المطاف للاعتراف بأن جوهره غير مدرك. بالتالي، فإن محاولات تصوره بهذه الصورة أو تلك، بهذه الخصائص أو تلك كانت نتاجاً للسعي لإعطاء مظهر دنيوى لقوة عليا. في هذا المخطط فلإن الفكر اللاهوتي للمرويين بمحاولته اختراق جوهر اللا معروف، تحديداص الكائن الأعلى، تطور إلى مستوى التيارات اللاهوتية المعاصرة له في القدم، والتي وقفت على أعتاب المسيحية.



    الصور الأخرى لأبادماك في المصورات الصفراء

    الأفكار الأساسية الكامنة في عبادة أبادماك والتي تظهر في هيئته، المطبوعة في النقوش البارزة على جدران المعبد، انعكست في صور أخرى للأسد في المصورات الصفراء. هكذا، صور الأسد على أعمدة معبد أبادماك بما في ذلك مناظر العبادة. أحد محاور العمل الفني على الأعمدة - الأسد إلهاً للحرب. هذا الأسد، الرابض على إنسان (Hintze 1971: Taf.79, 1/1/1; 1/1/4)، الأسد المجنح، القابض بكفه رأس إنسان (Hintze 1971: Taf. 81, 2/1/1; Taf. 89, 4/1/2). شكل لهذا العمل الفني - الأسد، يطأ بخفيه الأماميين أسيراً (Hintze 1971: Taf. 85, 3/1/1; 1/1/4). في كل الحالات يرافق الأسد الساخط تصوير لوتس، رمز البعث. الموضوع الأكثر وضوحاً لهزيمة أبادماك للعدو تنعكس في المنظر حيث يصور أبادماك نفسه وهو يجلس على ظهر أسد يهجم على إنسان. ويدافع أبادماك بنشر جناحيه، ثعبان مجنح (Hintze 1971: Taf. 97, 6/1/2).



    يظل غير واضح شكل من صُور في المنظر على العمود 5 (Hintze 1971: Taf. 93, 5/1/3)، حيث يصور أسد مجنح يطأ عدواً. احتمال كبير، مع ذلك، أن يكون المنظر المعني يدخل ضمن سلسلة المأثورات الخاصة بأبادماك، وهو ما تشهد عليه رموز الأسد المجنح، والقوس، وقربة الماء - وهي شارات خاصة بأبادماك.



    تقع المناظر المبينة أعلاه في صف تحتي للرسوم على الأعمدة وتعكس حلقة من سلسلة أسطورية تتعلق في الأساس بأبادماك. فوق ذلك صُور أبادماك في مناظر تعبد ومناظر إضافية. هذا بالتحديد المنظر في العمود 2 (Wenig 1993: 143, 2/3/4). في هذا المنظر صُور أبادماك بشارته المعهودة - القوس في يده، مع أسير مقيد، يقوده الإله بحبل. ترافق أبادماك إلهة بثوب طويل، تقف على فيل، ويبدو أنها من المفترض أن تكون زوجته.



    في منظر آخر (Hintze 1971: 4/2/2)، ينتمي أيضاً للمناظر الإضافية، صُور أبادماك، الذي يحمل قوساً واحتمالاً شعاراً في يديه، مع ملك. ويشير التاج المزدوج إلى أن من يقف أمام الإله ملك وهو ما يتم تأكيده بجريدة النخيل في يده وهي خاصة تميز صور الملوك في النقعة. هذه الصورة تمثل منظراً يدل على اعتراف أبادماك بالملك بوصفه جزءاً من وظيفته المنفذة في عالم الغيب، طالما أن المنظر نفسه وضع هناك حيث نقشت مناظر من الحياة الأخرى لشخوص دينية. كما في النقوش البارزة للمعبد أظهر الملك المرَّوي هنا واقفاً أمام أبادماك، وهو يتلقى كلمات البركة من الإله عن طريق رمزية ملامسة اليد اليمنى المرفوعة. بطريقة مماثلة ركب المنظر في العمود 6/ 2/ 2 حيث تبقى فقط شكل أبادماك. تشكيل هذا المنظر يشير إلى وجود شكل آخر، غالباً لملك.



    في المنظر في العمود 5 (Hintze 1971: 5/2/4) يقف أبادماك أمام تمثال له مكرس للعبادة. وفي العمود 3 (Wenig 1979: 166) يقف أبادماك أمام مذبح يرقد عليه أسد (Hintze 1971: Taf. 85, 3/2/3). يشير شكل الأسد إلى أنه لا بد وقد وجدت بالمعبد تماثيل تعبدية لأسود، تجسيداً لأبادماك. صُور أبادماك مع صفاته المميزة: القوس وقربة الماء في عدد من مناظر التعبد (Hintze 1971: 4/3/1). في واحد من تلك المناظر في عمود صُور الملك أمام أبادماك وهو جالس على العرش (Hintze 1971: 5/3/3).



    تكرر سمات ايقونية أخرى لأبادماك في الأعمدة ما نجده في النقوش البارزة لجدران المعبد.











































    (1) الصولجان المصري التقليدي "واس" والذى ينتهي بتركيب رموز هيروغليفية تعني الحياة والاستقرار (عنخ و جد) والموجهة لا الى أنف الملك، كما هو الحال دائماً في المناظر المصرية المحفورة البارزة، وإنما الى يده المرفوعة في وضع تعبدي. رمز حياة آخر عنخ، والذى يقبض عليه أبادماك في يده، ذو شكل أكبر وأضخم وهو ما يميز النموذج المرَّوي للتصوير.

    (2) صور الأسد المجنح وهو يطأ عدواً عل أعمدة معبد المصورات الصفراء. البيرق الذي صور فيه أبادماك وهو يقدمه لأرنخماني (Wenig 1993: 201-202, Abb. 175)، يرمز هو الآخر قوة الإله القتالية التي يهبها للملك. نظير يمكن أن يكون منظر كوة الذي يرجع لأزمان أسبالتا ويصور آمون وهو يقدم سيفاً زين مقبضه بهيئته (Macadam 1955, t. XVIIIa).

    (3) في المنظر 1 على الجانب الداخلي للحائط الغربي فإن شكل الإله تعرض لضرر إلى درجة أن التعرف عليه يكون ممكنً فقط بالتناظر مع تفاصيل متفرقة في الجانب الغربي للحائط الداخلي في معبد الأسد بالنقعة (9، حيث يصور آمون. المنظر يوجد بمواجهة المنظر 2، الذى يصور أبادماك. يقع الشكلان وكأنما هما منقطعين واحدهما عن الآخر من وجهة نظر وضعيتهما في المخطط التشكيلي لهذا الجزء من المعبد، وهو ما يعكس مفهوم الملكية المؤلهة.

    (4) تعتمد وجهة نظره على موقفين في تعقيبه. متحدثاً عن تشابه قراءة الكلمات "حائط داخل كنس. ت" في نشيد أبادماك و "مسلة المجاعة" لبطليموس الرابع، والتى عُثر عليها في جبل سلسيلة، وفي أعداد كبيرة من النظائر بين نشيد أبادماك وألقاب الآلهة براس أسد في المعابد المصرية والمرَّوية. وق فسر زابكار هذه الظواهر بالتماسك المصري-المروي الديني والفني، والذي أصبح في الفترة المتأخرة نزعة لاهوتية واسعة الانتشار.


    اعرف نفسك ايها السوداني وزور هذا الموقع الهام
    وترحم على بروفسر اسامة عبدالرحمن النور

    http://www.arkamani.com/
                  

العنوان الكاتب Date
الظل الباهت adil amin04-05-11, 09:48 AM
  Re: الظل الباهت adil amin04-05-11, 10:07 AM
    Re: الظل الباهت adil amin04-06-11, 08:23 AM
      Re: الظل الباهت adil amin04-07-11, 09:17 AM
        Re: الظل الباهت adil amin04-10-11, 08:36 AM
          Re: الظل الباهت adil amin04-10-11, 09:11 AM
            Re: الظل الباهت adil amin04-10-11, 09:25 AM
              Re: الظل الباهت adil amin04-10-11, 09:32 AM
                Re: الظل الباهت adil amin04-10-11, 09:48 AM
                  Re: الظل الباهت adil amin04-10-11, 10:13 AM
                    Re: الظل الباهت adil amin04-11-11, 07:49 AM
                      Re: الظل الباهت adil amin04-11-11, 08:11 AM
                        Re: الظل الباهت adil amin04-11-11, 08:22 AM
                          Re: الظل الباهت adil amin04-11-11, 08:37 AM
                            Re: الظل الباهت adil amin04-11-11, 08:45 AM
                              Re: الظل الباهت adil amin04-12-11, 09:46 AM
                                Re: الظل الباهت adil amin04-13-11, 08:44 AM
                                  Re: الظل الباهت adil amin04-13-11, 09:28 AM
                                    Re: الظل الباهت عثمان عبدالقادر04-13-11, 11:44 AM
                                      Re: الظل الباهت adil amin04-16-11, 08:27 AM
                                      Re: الظل الباهت adil amin04-16-11, 08:47 AM
                                        Re: الظل الباهت adil amin04-16-11, 10:15 AM
                                          Re: الظل الباهت adil amin04-16-11, 10:24 AM
                                            Re: الظل الباهت adil amin04-17-11, 08:00 AM
                                              Re: الظل الباهت adil amin04-18-11, 10:22 AM
                                                Re: الظل الباهت adil amin04-19-11, 08:47 AM
                                                  Re: الظل الباهت adil amin04-23-11, 10:16 AM
  Re: الظل الباهت adil amin04-27-11, 09:22 AM
    Re: الظل الباهت adil amin04-28-11, 08:31 AM
      Re: الظل الباهت adil amin04-28-11, 08:36 AM
        Re: الظل الباهت adil amin04-30-11, 08:39 AM
          Re: الظل الباهت adil amin05-04-11, 10:15 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de