أبو الفتوح يكرر حادثة السادات! محمد مصطفى أبو شامة

Quote: أبو الفتوح يكرر حادثة السادات! محمد مصطفى أبو شامة السبـت 25 جمـادى الثانى 1432 هـ 28 مايو 2011 العدد 11869 جريدة الشرق الاوسط الصفحة: الــــــرأي لم ينس الكثيرون المواجهة الشهيرة التي حدثت بين الرئيس المصري الراحل أنور السادات، والشاب عبد المنعم أبو الفتوح، الذي كان حينها رئيسا لاتحاد طلاب جامعة القاهرة، وكيف أحرج هذا الشاب رئيس الجمهورية وأخرجه عن وقاره، وهو ما جعل السادات يصرخ منفعلا: «قف مكانك.. مكانك، اتعلموا الأدب.. دي مش صراحة.. ده مش شغلك.. الزم حدود الأدب.. أنا غير مستعد إني أسمع أي كلام لأنه خرج عن حدود الأدب.. الزم مكانك وحدودك». انفعل السادات بعد أن عبر أبو الفتوح عن رأيه كشاب بصراحة وعارض رئيس الجمهورية واتهمه بأن من حوله ينافقونه، حدث ذلك في اللقاء السنوي للسادات مع شباب الجامعات المصرية في منتصف السبعينات من القرن الماضي، وكان هذا الانفعال وهذه المواجهة بقعة سوداء في ثوب النظام المصري، خاصة بعد أن تعقب أمن الدولة الشاب الذي عارض الرئيس واختلف معه على الهواء مباشرة حيث كان الحوار يذاع عبر شاشة التلفزيون المصري. لكن يبدو أن أمين عام اتحاد الأطباء العرب، والقيادي الكبير بجماعة الإخوان المسلمين الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، على الرغم من أنه بطل القصة السابقة فإنه قد نساها أو تناساها، عندما انفعل على زميلتنا المحررة الشابة لبنى عبد السميع ورفض إكمال حواره معها بعد أن عارضته في الرأي، وهو الأمر الذي لم يحتمله مرشح الرئاسة، في تكرار مثير للقصة القديمة. وكانت «الشرق الأوسط» قد سعت لإجراء حوار مع الدكتور أبو الفتوح تزامنا مع إعلانه نيته للترشح لمنصب رئيس الجمهورية في الانتخابات المزمع إجراؤها نهاية العام الحالي وهو المنصب الذي خلا بعد تنحي الرئيس المصري مبارك في أعقاب ثورة 25 يناير، وجاء هذا السعي في إطار استكمال الصحيفة لسلسلة من الحوارات الصحافية من القاهرة بلغت 120 حوارا صحافيا، بدأتها الصحيفة عقب ثورة يناير مع كل أطياف السياسة المصرية من شباب الثورة والإخوان والقوى الليبرالية والأقباط والوزراء الحاليين والسابقين والمفكرين والناشطين والفنانين ومرشحين محتملين للرئاسة. أما حوار الدكتور أبو الفتوح فلم يكتمل مع «الشرق الأوسط»، وقد ظهر من تسجيل الشريط الصوتي للدقائق التي سجلها مع المحررة، أن انفعاله كان يتكرر كلما سألته عن موقف جماعة الإخوان المسلمين من ترشحه، ويصر هو على أن هذه أسئلة «خايبة» بحسب وصفه ولا يجيب عليها، وأنه يريد أسئلة تليق به كمرشح رئاسة!! أغفل القيادي الإخواني أن دوره كمرشح رئاسي يتطلب منه أن يكون واسع الصدر وصبورا في تحمله لصحافية شابة، مهما كانت الأسئلة مستفزة - من وجهة نظره - ولكنه وقع في خطأ السادات، فانفجر فيها ساخرا ومقرعا ومهينا لمهنيتها ومقللا من أهمية أسئلة تحاور حولها قبل أيام في أحد البرامج التلفزيونية، في رفض غير مفهوم. وفي اتصال هاتفي مع مكتب الصحيفة في القاهرة، حاول القيادي الإخواني أن يعاتب الصحيفة على فعلتها – من وجهة نظره - بأنها قد أرسلت محررة مبتدئة لإجراء حوار معه، مؤكدا أنه كان يجب أن ترسل مدير المكتب، وهو ما كرره المرشح الرئاسي للمحررة ومسجل صوتيا لدى الصحيفة، وهو ما يعكس نظرته للمهنة، فقد تخيل أن مدير المكتب «رتبة» صحافية تتناسب مع قدره الرئاسي. وقد بدأ الحوار بعدد من الأسئلة التي أجاب عليها أبو الفتوح في هدوء ومودة؛ حيث كانت تدور حول قراره بالترشح وأسباب تردده، وملامح أولية لمشروعه الإصلاحي الذي ينوي تحقيقه في حال فوزه بالمنصب، ثم أخذ الحوار منحى مختلفا بعد أن تطرقت الأسئلة لموقف جماعة الإخوان المسلمين من ترشحه بالمخالفة لقرار الجماعة المعلن بعدم تقديمها لمرشح لهذا المنصب، وكان نص الحوار كالتالي: * «الشرق الأوسط»: بس الجماعة مابتعملش بهذا المنطق لأن الجماعة قالت إن من يخرج عنا لا يتحدث عنا وقالوا إن حضرتك... - أبو الفتوح (مقاطعا): هذا كله كلام المتطرفين الذي لا تقبل جماعة الإخوان به ولا يجوز أن يصدر عن مسؤول في الإخوان، وإذا صدر فهو خطأ أن يقول: من يخرج.. يخرج دي مصطلح جماعات التكفير والهجرة.. يخرج علينا؟؟! كأنه بيقول يخرج عن الإسلام! * «الشرق الأوسط»: اتقال على لسان خيرت الشاطر.. - أبو الفتوح (مقاطعا): اللي يقول كده يقول، إن شاالله تكون اتقالت من مين.. ده لنفسه، أنا مايهمنيش أشخاص، لكن كلمة يخرج علينا دي نفسها، هذه الكلمة بتاعت جماعة التكفير لا يجوز نقولها إحنا، لكن ممكن نقول والله فلان خالفنا في القرار ده أو خالفنا في هذا الموقف نقول كده.. دي الصيغة بتاعت الإخوان أما «من يخرج علينا» دي.. صيغة جماعات.. * «الشرق الأوسط»: حضرتك أكيد استمعت.. - أبو الفتوح (مقاطعا): لا لم أستمع إلا منك. * «الشرق الأوسط»: أنا جايبة من صفحات.. - أبو الفتوح (مقاطعا): أنا ماعرفش انتى جايباها منين؟ عشان كده أنا باستبعد إن حد عاقل أو مسؤول قال مثل هذه الكلمة.. انتي اللي بتقولي.. عشان كده أنا مش مع أسئلتك عن الأشخاص.. عشان الأشخاص لازم أسمع منهم إنه قال كده، وبالتالي قولي من قال في سؤالك والإجابة والكتابة ماتكونش فلان ولا علان لأنه هيقول إنه ماقالش وهو فعلا ماقالش. * «الشرق الأوسط»: اتقال برضه إنهم يعرفوا.. واتكتب مسألة.. - أبو الفتوح (مقاطعا): أنا ضد هذا الكلام أصلا وهذا غير صحيح وضد إنك تسأليني في المواضيع الخايبة دي! * «الشرق الأوسط»: حضرتك النهارده فيه تصريح لصبحي صالح في «المصري اليوم».. - أبو الفتوح (مقاطعا): هذا ليس مسؤولا ولا يمثل الإخوان بقليل أو بكثير وأنا مش مع إنك تستمري في الأسئلة بالطريقة دي وهاقفل الحوار. * «الشرق الأوسط»: أنا بس عاوزة رد من حضرتك.. - أبو الفتوح (مقاطعا): لا أنا مابردش على التفاهات دي؟ إذا حضرتك جاية تعملي حديث صحافي لـ«الشرق الأوسط» في مواضيع ########ة فأنا مش هاعمل. * «الشرق الأوسط»: أكيد لا.. ده بس سؤال.. - أبو الفتوح (مقاطعا): لا لا إذا مواضيع ########ة زي دي؛ فلان قال وعلان قال ودي حكاوي المصاطب وماتنفعش حديث معايا.. * «الشرق الأوسط»: أنا مش قصدي فلان وعلان! أنا قصدي رد الفعل العدائي للجماعة.. - أبو الفتوح (مقاطعا): أنتي سألتي عن رد فعل موقف معين بتاع الإخوان وأنا شرحته وهذا يكفي، أما تخشي بقى في تفاصيل فلان قال وعلان قال، حضرتك ممكن ماتقوليهاش في الحديث حتى لا تتعرضي لإنهاء الحديث بكل بساطة وده حقي.. حقي إني أنهي الحديث، وإنك تاخدي عدتك وتمشي (مازحا) * «الشرق الأوسط»: طيب قصة الاستقالة اللي حضرتك أشعت.. - أبو الفتوح (مقاطعا): شرحتها.. شكلك كنتي سرحانة.. * «الشرق الأوسط»: أكيد مش سرحانة بس حضرتك قلت لو أعلنت قراري هاقدم استقالتي.. - أبو الفتوح: ده صحيح.. وهدأت المشاجرة الأولى في الحوار بعد دخول المصور، والذي تعرض أيضا لقصة أخرى بسبب مدير مكتب أبو الفتوح. واستكملت الأسئلة بعد ذلك لنصل إلى النهاية الدرامية للحوار والتطاول الذي قام به القيادي الإخواني على الصحيفة ومحررتها ومدير مكتبها بالقاهرة، ونص الحوار كالتالي: * «الشرق الأوسط»: عدم تأييد الإخوان لحضرتك هل ده ممكن يضعف موقفك في الانتخابات؟ - أبو الفتوح (مقاطعا): لا تعليق.. (ساخرا) أنا ماعرفش هو فيه حد كاتب لك الأسئلة؟ أرجو لو كنتي تسأليني فيما يخصني كمرشح، وبرامجي وأفكاري، أما إذا كنتي جايه تسأليني في أسئلة أقرب ما تكون لمباحث أمن الدولة فأنا مش هاجاوب عليها. * «الشرق الأوسط»: يا فندم... - أبو الفتوح (مقاطعا): أصله تضييع وقت يا بنتي. * «الشرق الأوسط»: لا مش تضييع وقت يا فندم. - أبو الفتوح: لا تضييع وقت. * «الشرق الأوسط»: بس دي أسئلة مطروحة على الساحة.. - أبو الفتوح: مطروحة! اختاري الأسئلة ماتضيعيش وقتي. * «الشرق الأوسط»: بس حضرتك سئلت هذه الأسئلة في أكتر.. - أبو الفتوح (مقاطعا وغاضبا): لا طبعا أنا ماسئلتش هذه الأسئلة وماقبلش إن حد يسألني في كده ويسيب الحاجات الأساسية. * «الشرق الأوسط»: طيب تعليق حضرتك إيه على تحويل بعض شباب الإخوان المسلمين للتحقيق لأنهم مشتركين في حملة دعم واتخاذ القرار؟ - أبو الفتوح: لا ما هي نفس الحدوتة، أنا حاسس إنك مصرة.. لو سمحتي كلميني في القضايا الهامة أنا مش فاضي للكلام ده. * «الشرق الأوسط»: حضرتك دي أخبار مهمة.. - أبو الفتوح (مقاطعا): هامة عندك مش هامة عندي، مش هاتكلم فيها! هو انتي جايه تعملي حديث لـ«الشرق الأوسط»؟ علشان كده سألتك الأول.. فعلا «الشرق الأوسط»؟ هل جريدة «الشرق الأوسط» هتتكلم في الكلام الخايب ده؟ * «الشرق الأوسط»: أنا عاوزة أقولك إن الأسئلة دي مراجعها مدير المكتب قبل ما آجي لحضرتك - أبو الفتوح: خلاص أنا آسف أن ينزل الحديث ده عندكم برجاء التسجيل اللي خدتيه أنا مش هانزل الحديث ده عندكم، إذا كان كمان مدير المكتب مشغول بالقضايا دي فهذا ليس عمل صحافي. * «الشرق الأوسط»: يا دكتور الشعب كله مشغول بالقضايا دي لأن هو.. - أبو الفتوح (مقاطعا): أنا لا علاقة لي بتضييع الوقت.. انتي جايه تعملي حديث معايا مش مع حد تاني فأنا الكلام ده مش هارد عليه لأن أنا مش فاضيله أصلا، وده مش حديث لواحد مرشح للرئاسة.. * «الشرق الأوسط»: حضرتك.. - أبو الفتوح (مقاطعا): أنا كل ما انبهك ليه تدخلي للموضوع تاني، أكنك جايه تنفذي توجيهات المدير بتاعك اللي مابيفهمش في الصحافة، قوليله الدكتور عبد المنعم قال عليك كده.. * «الشرق الأوسط»: لا بعد إذن حضرتك يا دكتور أنت كده.. - أبو الفتوح (مقاطعا): واخد الموقف ده لأني هانهي الحديث معاكي مش هاكمل وأرجو إن الشريط تديه للسكرتير ومش هكمل الحديث. * «الشرق الأوسط»: عفوا.. ليه يا دكتور ما حضرتك ممكن تقول لا تعليق أو مش عاوز أجاوب.. - أبو الفتوح (منفعلا): خلي مدير مكتبك هو اللي ييجي يعمل حديث معايا للأسف إني التقيت معاكي.. إدي الشريط للسكرتير..