|
Re: الهيئة العامة للحزب الاتحادي الديمقراطي تؤبن الشقيقةاستاذة\ سيدة ابو القاسم (Re: ريهان الريح الشاذلي)
|
حفل التجمع النسائي الوطني الديمقراطي لتأبين الأستاذة الراحلة المقيمة– 6/3/2005/
سيدة أبو القاسم احمد الامام
كلمة الحزب الاتحادي الديمقراطي - الهيئة العامة عزالعرب حمد النيل
يقول الله تعالى في كتابه المكنون " وما كان لنفس ان تموت الا باذن الله كتاباً مؤجلاً "
صدق الله العظيم
ويقول ربابة الضمير الحزين صلاح عبد الصبور :
زرنا موتانا في يوم العيد وقرأنا فاتحة القران ، ولملمنا أهداب الذكرى
وبسطناها في حضن المقبرة الريفية.
وجلسنا ، كسرنا خبزاً وتساقينا دمعاً وانينا .
وتصافحنا ، وتواعدنا ، وذوي قرباناً أن نلقى موتانا في يوم العيد القادم
ياموتانا كانت اطيافكم تاتينا عبر حقول الذرة الممتدة.
ما بين تلال القرية حيث ينام الموتى.
والبيت الواطيء في سفح الاجران
كانت نسمات الليل تعيركم سحرياً
موعدكم كنا نترقبه في شوق هدهدة الاطمئنان .
حين الاصوات تموت، ويخمد ظل المصباح الزيتي على الجدران
نشتم طراوة أنفاسكم حول المرقد .
ونسمع طقطقة الآصوات كمشي ملاك وسنان .
هل جئتم تأتنسون بنا ؟ هل نعطيكم طرفاً من مرقدنا .
هل ندفئكم فينا من برد الليل؟ نتدفأ فيكم من خوف الوحدة.
حتى يدنو ضوء الفجر ، ويعلو الديك سقوف البلدة فنقول لكم في صوت مختلج بالعرفان:
عودوا يا موتانا سندير في منحنيات الساعات هنيهات.
نلقاكم فيها ، قد لا تشبع جوعاً ، أو تروى ظمأ ، لكن لقم من تذكار .
حتى نلقاكم في ليل آت .
مرت ايام يا موتانا ، مرت اعوام
يا شمس الحاضرة الجرداء الصلدة.
يا قاسية القلب الناري
لم انضجت الايام ذوائبنا بلهيبك حتى صرنا احطاباً محترقات .
حتى جف الدمع النديان على خد الورق العطشان
حتى جف الدمع المستخفي في أغوار الأجفان.
عفواً يا موتانا ... أصبحنا لا نلقاكم إلا يوم العيد
لما أدركتم أنا صرنا أحطابا في صخر الشارع ملقاة
أصبحتم لا تأتون إلينا رغم الحب الظمآن
قد نذكركم مرات عبر العام ... كما نذاكر حلما لم يتمهل في العين
لكن ضجيج الحاضرة الصخرية لا يسعفنا حتى أن نقرأ فاتحة القرآن
أو نطبع أوجهكم في أنفسنا , و نلم ملامحكم و نخبئها طي الجفن
يا موتانا ذكراكم قوت القلب
في أيام عزت فيها الأقوات
لا تنسونا ... حتى نلقاكم ... لا تنسونا ... حتى نلقاكم .
كان مساء حزينا ذلك اليوم السادس من مطلع هذا العام فقد غابت عن دروب السياسة في وجهها البهي مثلما نامت سنون سابقات في حقل التربية و التعليم و اصطبغت حزنا عظيما مدينة التراب و التاريخ أمدرمان .
رحلت الأستاذة العظيمة سيدة أبو القاسم أحمد الأمام في ذلك التاريخ مخلدة صحائف لن تبيد و لن تنالا في التربية و التعليم و من بعد في السياسة و الكياسة .
كانت فقيدتنا قنديلا في الحياة مسرجا بالنضال ضد الاستبداد و القهر و كبت الحريات عبر مسيرة طويلة لم يفت عضدها المعتقلات و الملاحقات و زوار الليل فقد نما وعيها و نضجها تحت ظلال العمل العام رفيقة لزوجها الراحل الأستاذ مصطفى عبد الرحمن حسين المحامي .
و كان ذلك عطاء غير مجذوذ في ميادين السياسة و عبر حقب متتاليات تمثل معظم تاريخ السودان الحديث .
كانت الفقيدة طوال هذه المسيرة من الذين يؤثرون طريق الأفعال حيث كانت تتجمل في أغلب الأحيان بالصمت و حسن الإصغاء و حين تبادر بالحديث يجهد المستمع نفسه ليسمع ما تقول فقد كان يسندها في هذا السلوك الإرث التربوي و الأسري الذي أخرجها .
اختطت الأستاذة سيدة هذا الطريق في أروقة الحزب الاتحادي الديموقراطي عاصرها في ذلك كثيرون و كثيرات من من هم على قيد الحياة أطال الله أعمارهم و أعمارهن و على أعناق بعض هؤلاء تقع فضيلة قول الحق و الأنصاف للأستاذة سيدة فأن عجزوا عن ذلك وهي تسعى بيننا بالخير فليكن ذلك بعضا من باب الرحمة على روحها فقد تعرضت عبر هذه المسيرة لكثير من أنواع العسف و الظلم و عدم الأنصاف .
و ظلم ذوى القربى أشد مضاضة على الفتى من وقع الحسام المهند .
توجت الفقيدة مسيرتها السياسية في الحزب بأن أصبحت عضوا في المكتب السياسي للهيئة العامة بالحزب الاتحادي الديموقراطي و لعبت دورا في الحزب بجانب شقيقاتها بأن يكون تمثيل المرآة في المكتب السياسي بنسبة 33% مما يعد انتصاراً للمرأة في سابقة تعد الأولى في أشباه بلادنا وكان ذلك تتويجاً لجهود مضنية حيث لا تزال الاغلال تطبق على حقوق المرأة في كثير من احزابنا ومنظماتنا المدنية بل وفي فكرنا. وما كان ذلك التتويج ماضياً في طريق التحقق إلا بالتحلى والتجمل بكثير من الصفات ما كان لها أن تؤتي إلا لأولي العزائم مثل التجرد ونكران الذات والاخلاص والأخلاق الفاضلة في أبهى حللها.
وإن كان من دليل على ذلك فما ان شاركت الفقيدة في اجتماع الهيئة العامة للحزب الاتحادي الديمقراطي وتم انتخابها عضواً بالمكتب السياسي وبما أن الهيئة لم تكن عضواً بالتجمع النسائي الوطني الديمقراطي سارعت بتقديم استقالتها من التجمع لكيما تضع الأمانة حيث المؤتمن.
اعلم أن الموت حق والحياة باطلة
والمرء لا يعيش مهما عاش إلا ليموت
وكل صرخة مصب نهرها السكوت
وأروع النجوم ذلك الذي يضيء درب القافلة
حين يغطي العشب ذكرياتنا
وتشهق المأساة في البيوت
رحم الله الأستاذة / سيدة أبوالقاسم وأنزل على قبرها شآبب الرحمات وجعلها من ذوي الوجوه الناضرة إلي ربها ناظرة وجعل الخير والبركة في عقبها.
الاستاذة العظيمة سيدة أبو القاسم : طبت حية تسعين بيننا و طبت ميتة وسلام عليك في الخالدين
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الهيئة العامة للحزب الاتحادي الديمقراطي تؤبن الشقيقةاستاذة\ سيدة ابو القاسم | ريهان الريح الشاذلي | 03-05-05, 11:52 AM |
Re: الهيئة العامة للحزب الاتحادي الديمقراطي تؤبن الشقيقةاستاذة\ سيدة ابو القاسم | ريهان الريح الشاذلي | 03-05-05, 12:03 PM |
Re: الهيئة العامة للحزب الاتحادي الديمقراطي تؤبن الشقيقةاستاذة\ سيدة ابو القاسم | Hani Abuelgasim | 03-06-05, 06:00 AM |
Re: الهيئة العامة للحزب الاتحادي الديمقراطي تؤبن الشقيقةاستاذة\ سيدة ابو القاسم | ودقاسم | 03-06-05, 06:14 AM |
Re: الهيئة العامة للحزب الاتحادي الديمقراطي تؤبن الشقيقةاستاذة\ سيدة ابو القاسم | عصام دهب | 03-06-05, 07:36 AM |
Re: الهيئة العامة للحزب الاتحادي الديمقراطي تؤبن الشقيقةاستاذة\ سيدة ابو القاسم | ابن النخيل | 03-06-05, 01:09 PM |
Re: الهيئة العامة للحزب الاتحادي الديمقراطي تؤبن الشقيقةاستاذة\ سيدة ابو القاسم | ريهان الريح الشاذلي | 03-07-05, 12:27 PM |
Re: الهيئة العامة للحزب الاتحادي الديمقراطي تؤبن الشقيقةاستاذة\ سيدة ابو القاسم | أحمد الشايقي | 03-08-05, 02:08 AM |
Re: الهيئة العامة للحزب الاتحادي الديمقراطي تؤبن الشقيقةاستاذة\ سيدة ابو القاسم | Hani Abuelgasim | 03-09-05, 12:00 PM |
Re: الهيئة العامة للحزب الاتحادي الديمقراطي تؤبن الشقيقةاستاذة\ سيدة ابو القاسم | Hani Abuelgasim | 03-09-05, 12:47 PM |
|
|
|