د. منصور خالد...تلقيح الفتن والرثاثة البُدائية....اشاعة الاباطيل

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 02:56 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة نزار يوسف محمد حاج الطاهر(Nazar Yousif)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-13-2007, 03:59 PM

Abdelfatah Saeed Arman
<aAbdelfatah Saeed Arman
تاريخ التسجيل: 07-13-2005
مجموع المشاركات: 595

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
د. منصور خالد...تلقيح الفتن والرثاثة البُدائية....اشاعة الاباطيل



    عامان من السلام : حساب الربح والخسارة (13)

    تلقيح الفتن والرثاثة البُدائية

    اشاعة الاباطيل

    لم ندهش قليلاً أو كثيراً عندما نددت صحيفة «الانتباهة» بالدعوة التي أطلقها السيد مبارك المهدي للمستثمرين و رجال الأعمال الشماليين للتوجه للجنوب. لم ندهش لأن تلك الصحيفة لم تجد منذ نشأتها ما تتساند عليه لاقناع الناس بأهدافها الانفصالية غير اشاعة الاباطيل عن كل ما هو جنوبي، ثم عن كل ما يتصل باتفاقية السلام الشامل. ليس من حقنا في ظل نظام تعددي أن ننكر على أي مواطن أن يدعو لما يؤمن به، بما في ذلك الدعوة لانفصال الجنوب عن الشمال أو فصل الشمال عن الجنوب، شريطة أن يحترم الدعاة، وهم ينشرون دعوتهم، قيماً تواطأت عليها الانسانية، وقواعد ألزم بها دستورنا الحاكم والمواطن على السواء. من القيم الانسانية نبذ العنصرية، ومن قواعد الدستور احترام «التنوع الثقافي والاجتماعي للشعب السوداني هو أساس التماسك القومي، ولا يجوز استغلاله لاحداث الفرقة»

    (المادة 4 (ج)).

    نبدأ بما هو أدنى، ألا وهو الاباطيل،. قال صاحب «الانتباهة» وكأن لأهل السودان «قنابير»: لا أدري ما إذا كان الرجل (يعني مبارك) قد سمع بأخبار الأمبررو الشماليين الذين طردوا من قبل حكومة بحر الغزال و الرعاة الشماليين الذين طردوا من قبل حكومة أعالي النيل '' (الانتباهة 7/12/2006). وتَواتَر الحديثُ، بعد، عن قبائل الامبررو الشماليين وما تعانيه في الجنوب على يد حكومته، في أكثر من خمس مقالات في الصحيفة. ليس للموضوع أهمية حتى ننهك طاقتنا للرد عليه لولا ما فيه من افتراض لجهل القارئ، وكشف لتحامل الصحيفة على حكومة الجنوب وعلى الاتفاقية، حتى فيما لا يد لها فيه. أمبررو، أولاً، ليسوا بشماليين وانما هم قبيل من الفولاني ظل ينزح من غرب افريقيا الى السودان جرياً وراء المرعى، وزاد من حدة هجرته الجفاف والتصحر في السهل الافريقي في السبعينات حتى وصل بعضهم الى النيل الأزرق جنوباً والنيل الأبيض شرقاً. وفي نهاية السبعينات استقر بعضهم في منطقة الدمازين بعون من شيخها المك يوسف حسن عدلان الذي حدد لتحركهم مناطق معينة في مسارات الرعي. رغم ذلك، أخذت تلك الجماعة تنتدح بأبقارها الى الجنوب القصي حتى مناطق المورلي في الاستوائية مما قاد الى صراعات دامية بينها وبين ذلك القبيل. بيد أن المشكل الذي يعاني منه الجنوب اليوم، اضافة الى اندياح الامبررو القادمين من النيل الأزرق الى الجنوب الاستوائي، هو الأفواج الجديدة منهم التي دفعها عدم الاستقرار في شرق تشاد للهجرة الى مناطق لم يفدوا اليها ولم تألفهم من قبل مثل بحر الغزال ومناطق الزاندي في الاستوائية.

    لا شك في أن الذين يدركون أبعاد الصراع على الموارد في دارفور بين الرعاة والمزارعين المستقرين لا يتمنون خلق بؤرة جديدة للصراع حول الموارد في السودان، هذه المرة في جنوبه. كما ان الذي يتابع سيرة القبائل الرعوية في الشمال والجنوب لا يجهل المشاكل المتعددة التي تنجم بين هذه القبائل في الظروف السياسية العادية (أي ظروف السلام) حول مسارات الرعي : بين الدينكا والنوير في الجنوب أو بين الرزيقات والمعاليا في الشمال، على سبيل المثال. هذه الصراعات بين القبائل ذات الحقوق التاريخية المعروفة تُعالج عبر مجالس الصلح التي تقودها القيادات الطبيعية لهذه القبائل دون أي تدخل من السلطة أو تحريض من الصحف. وبدهي أن تزداد حدة هذه النزاعات في ظروف الحرب، أو تلك التي تعقب الحرب، خاصة عند عودة النازحين الى مواطنهم القديمة. هذه أمور لم تغفل عنها الاتفاقية إذ نصت على تكوين مفوضية قومية، ومفوضيات ولائية، للأراضي، على رأس واجباتها معالجة المشاكل الناجمة عن الصراع حول ملكية أو استخدام الأراضي وفقاً للأعراف السائدة.

    ليست هذه وحدها هي القضية، القضية، في حالة الداعية لفصل الجنوب عن الشمال، أو دفع الجنوب للانفصال عن الشمال انفصالاً غاضباً بلا وفاق أو هوادة، هى : ما الذي سيفعل مع كل قبائل السودان الرعوية التي تُحازي الجنوب ان قُدِر للجنوب الانفصال عن الشمال على الوجه الغاضب الذي يتمناه. نشير الى البقارة و المسيرية و الحوازمة في دارفور و كردفان الذين يتجهون بابقارهم الى بحر الغزال واعالي النيل الكبرى، أو الصبحه و اولاد حميد و عرب رفاعة الهوى الذين لا موطن لهم و لأبقارهم في فترات الجفاف غير أعالي النيل. الذين تعنيهم حياة هؤلاء، دون أن تتملكهم الأوهام الايديولوجية، يقبلون على هذه القضايا كما ينبغي أن يقبل عليها عقلاء القوم، ويسعون لخلق أرضية للتعايش السلمي من أجل حماية المصالح المشتركة. فمثلاً، في الرابع عشر من ديسمبر من العام الماضي، مثلاً، تداعى المهتمون بمشاكل القبائل الرعوية لاجتماع بقاعة اتحاد المصارف أسهم في الاعداد له وزارة الثروة الحيوانية، وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية، وخبراء سودانيون في مجال البيئة والمراعي. في ذلك الاجتماع شارك ثلاثة وزراء من الجنوب وعضو برلماني جنوبي وكان من بين مواضيع البحث : معوقات النظام الانتاجي للرحل، وضبط مسارات الرعي، وايجاد البدائل للرعاة. ولسوء الحظ كان النقاش مقصوراً على استقرار الرُحل في الشمال دون أن يتطرق الى مسارات الرعي جنوباً، وعل هذا الموضوع يلقي اهتماماً من الجهات التي رعت ذلك المؤتمر.

    الانفصال كعلاج !

    لصاحب الانتباهة رأي في الانفصال يقول فيه ان الحالة التي يعيشها السودان حالة مَرَضية، وان الاصرار على بقاء الجنوب كجزء من الوطن هو مصدر الداء، لذا سيعافى السودان ان بتر الجنوب : فـ '' المشكلات التي يتخوف الناس من حدوثها اذا تم الانفصال لا تختلف كثيراً عن الآثار الجانبية للدواء، فقد تضطر احياناً الى بتر الرجل المصابة «بالغرغرينا» (الانتباهة 22/11/2006). ذلك المقال كان رداً على رأي نقيض للاستاذ محجوب عروة. وكم استحسنا الرأي الرصين الذي ابداه كاتب تناول فيه تشريح صاحب '' الانتباهة '' للحالة السودانية، قال الكاتب : '' لا يظن البعض من اصحاب دعاوى الانفصال ان دعواهم لو تحققت سوف تحل الاشكال القائم ما لم يحدث توافق قومي يصنع الاستقرار. فمثلاً، لو افترضنا ان انفصالاً وشيكاً سوف يحدث للجنوب عن الشمال، فأن حرباً كالتي تدور في دارفور سوف تُنتج نفس الظاهرة. وبهذا المنهج سوف نتحول الى دولة قد اصابها مرض السكري يقتطع منها السياسيون من أمثال الطيب مصطفى كل حين قطعة، دون التفكير في حقنها بالانسولين '' (صهيب حامد، ألوان 6/12/2006). هذا ما أسميناه تداعي مكعبات الدومينو. ولا شك في أن الكاتب لم يكن يقرأ المستقبل في كرة بلورية كالعرافين، بل يترجم الواقع السياسي الذي امامه ترجمة دقيقة. ولعله، ولعل غيره، قرأ الحديث المطول لـ '' المجاهد الاسلامي '' ـ بحكم ما كان ـ الدكتور خليل ابراهيم (أخبار اليوم 22/11/ 2006) منذراً فيه بانفصال دارفور، وهو الذي حارب باستماتة من قبل للابقاء على الجنوب كجزء من الوطن. مثل هذا الحوار صار مشروعاً في الجو الديموقراطي الذي نعيش فيه، والذي اشاعته اتفاقية السلام. فلو رغب احد ان ينتقد موضوعياً اساسيات نظام الحكم السابق في أجهزة الاعلام لما استطاع. ولربما أصابه مكروه بسبب رغبته هذه على يد مجاهدي التلفزيون، قبل أن ينقض عليه جلاوزة الأمن. فلنحمد لنايفاشا هذا الجو المعافى على الأقل.

    تلقيح الفتن

    بيد أن صاحب الانتباهة يلح على الذهاب الى ما هو أبعد عن الحوار الموضوعي حول قضيته : أولاً باثارة الفتنة بين أهل السودان على أساس عرقي. ثانياً بالاساءة الى الجيش الشعبي الذي هو، بنص الدستور، جزء من القوات الوطنية المسلحة، وبلغة لو استخدم احد غيره ما هو ادنى منها بكثير عن القوات المسلحة السودانية لاودع غياهب السجون. ثالثاً بالحديث عن قيادات الحركة الشعبية بأسلوب لم يسبقه اليه الا النازيون واساطين الابارثايد عندما دعوا الى اقامة جيتوهات لليهود أو مناطق سكن محددة للافارقة السود. رابعاً الايماءات العنصرية، إذ ما ورد له حديث عن الحركة الشعبية أو الجيش الشعبي أو الجنوبيين الا وصحبته كلمة الغاب. هاكم النماذج : في مقال تحت عنوان '' لقد بلغ السيل الزبى ''، قال '' لطالما حذرنا من ترتيبات نايفاشا الأمنية التي ادخلت جيشاً حاقداً مليئاً بالمرارة ومتعطشاً ومتحرقاً للتشفي والانتقام الى قلب البلاد. جيشاً لا يعرف غير ثقافة البندقية وشريعة الغاب (الانتباهة 20/11/2006). وفي مقال آخر قال : '' ان اهم الاولويات ينبغي ان تتمحور في نزع السلاح غير المرخص به مع ابعاد الحركة الشعبية (يعني الجيش الشعبي) من جبل اولياء وسوبا وغير ذلك من المناطق بحيث تبعد معسكرات تلك القوات بما لا يقل عن سبعين كيلومتراً عن العاصمة، وكذلك ينبغي تنظيم حراسة الشخصيات القيادية في الحركة الشعبية، وأرى ان يرحل هؤلاء المسئولون جميعاً الى منطقة محددة ويستحسن ان تكون في اطراف العاصمة '' (الانتباهة 29/11/2006). وحتى فيما يتعلق بطلاب الجامعات من الجنوبيين، والذين نقطع بأنهم جميعاً نالوا تعليمهم الثانوي، ان لم يكن الابتدائي، في مدارس الشمال، الحقوا، هم الآخرون، بالغاب. ففي مقال له حول الأحداث المؤسفة في جامعة جوبا كتب صاحب «الانتباهة» عن تلك الجامعة التي أصبحت الحركة الشعبية، كما قال، على رأس الاتحاد فيها '' أنها الغابة، بل أن الحركة الشعبية تدخل حرم جامعة أكتسبت مكانة كبيرة وسمعة بين الجامعات الى حين هبت عليها رياح نايفاشا ''. ترى كم هو مغيظ هذا الرجل بسبب فلاح منسوبي الحركة الشعبية في قيادة اتحاد الطلاب. وعلى أي، جميل أن يهتم صاحب «الانتباهة» بموضوع العنف في جامعاتنا التي «أكتسبت مكانة كبيرة وسمعة بين الجامعات»، ولكن أجمل من ذلك أن لا يُغِيب عن ذاكرته أن للعنف في الجامعات السودانية تاريخاً قديماً سبق نايفاشا، وكان من أدواته السيخ والسلاح الأبيض.

    فوبيا الشيوعية و الرثاثة البُدائية

    توالت أيضاً مقالات صاحب '' الانتباهة '' عن اختراق الحزب الشيوعي للحركة الشعبية، والشيوعي، حسب دستورنا اليوم، حزب شرعي يعقد الندوات، ويلتقي المسئولين، ويشارك في الجهاز التشريعي للدولة. الاشارات لذلك الحزب تستدعى الى الذاكرة أمراً آخر هو أبلسة الخصوم بهدف القضاء عليهم، لا بالحجة والمنطق، وانما بوسائل يحرمها ذلك الدستور. من ذلك قوله في التعليق على ورقة الدكتور الواثق كمير التي طرحها على اتحاد الكتاب السودانيين حول السودان الجديد: '' لم ينس (أي الواثق) التطرق لعلاقة الدين بالدولة وفقاً لمفهوم الرجل المناهض للاسلام وشريعته ووفقاً لرؤية الحزب الشيوعي السوداني المتحالف مع الحركة الشعبية في حربها على الدين والهُوية العربية الاسلامية ''. (الانتباهة 30/10/2006).

    صاحب الانتباهة رجل اعيا رهطه، وكم ظلم الناشر الأريب محجوب عروة السناتور يوجين جوزيف مكارثي ظلماً عظيماً حينما أسمى صاحب '' الانتباهة '' مكارثي السودان. قال عروة : '' إن الحالة المكارثية شبيهة بحالة صاحب «الانتباهة»، وهى '' حالة نفسية و هوس فكري و سياسي '' (السوداني 13/12/2006). مكارثي كان بحق مهووساً سياسياً بلغت عنده الفوبيا أو الرُهاب (الهلع المرضي من شئ ما) حداً عظيماً. هذا الشئ، في حالة مكارثي، هو الشيوعية. وقد حمل الهلع منها السناتور لأن يتهم بالشيوعية رجالاً مثل الممثل العظيم شارلي شابلن والشاعر اودين. وعلى أي، فقد وجد مكارثي من يردعه عندما أصدر مجلس الشيوخ الأمريكي قراراً باغلبية ثلثي أعضائه يدين فيها هوس مكارثي وتحقيقاته التي اعتبرها المجلس وصمة في جبين الديموقراطية.

    صاحب الانتباهة، مع هوسه السياسي بالشيوعية، حتى بعد أن تخلى عنها الأمين العام لحزب الطبقة العاملة، ميخائيل قورباشوف، تملكه رُهاب آخر ضد الحركة الشعبية تشوبه عنصرية لا تخفى، والعنصرية رثاثة بدائية، بل هى، في بلد متنوع الاعراق مثل السودان، مدعاة للفتن. وفي ذات مرة ثارت ثائرة صاحب الانتباهة، كما تَلَوح لنا في احدى مقالاته، ضد الصحافي الجرئ الطاهر ساتي الذي طالب مجلس الصحافة بمساءلة الرجل عما لمس فيه خروجاً عن القيم والاعراف الصحفية. بيد أن الأمر أفدح، ففي ما يكتبه صاحب الانتباهة، اخلال فادح بالدستور، خاصة المادة 39 (3) التي تلزم '' كافة وسائل الاعلام بأخلاق المهنة وبعدم اثارة الكراهية الدينية أو العرقية أو العنصرية أو الدعوة للعنف أو الحرب ''. إزاء ذلك، نتساءل عن إن كنا نملك أي حق ادبي في الدعوة الى الزام أحزاب السودان باحترام الدستور، في الوقت الذي نسمح فيه لفرد واحد ان ينتهك الدستور كل يوم امام ناظر أجهزة تنفيذ القانون. كم من هذه الأجهزة التي تلاحق الأحزاب الشرعية بالتقارير، والصحف المسئولة بالاغلاق، والصحافيين الشرفاء بالتوقيف، قد توقفت، هى الأخرى، مرة واحدة لقراءة ما تنشره هذه الصحيفة، والتمعن في انعكاساته الأمنية المحتملة، وانتهاكه البين للقانون الأساس الذي يعلو على كل قانون؟

    هو إدمان الشمولية وحسب

    صاحب الانتباهة أيضاً كان داعية لشمولية، ألفها، و جلي أنه عاجز عن أية حياة سياسية غيرها، خاصة تلك التي توفر أرضاً منبسطة يعدو فيها الجميع على قدم المساواة. لهذا، ينتابنا شك بأن اكثر ما يؤذيه في الاتفاقية هو التحول الديموقراطي، وأن اكثر ما يقلقه في انفتاح الحركة الشعبية على الشمال هو تهديدها لمشروعه الانفصالي والشمولي في آن واحد. و ما الحديث عن التغلغل الشيوعي في الحركة، والذي تشاركه فيه الوكالة التي درجت على دس السم في الدسم، الأخت غير الشقيقة للانتباهة، الا غطاء لتلك النوايا غير المعافاة. ولعل الشيوعيين أنفسهم يتساءلون، كلما قرأوا تلك الصحيفة، ان كان هناك حزب شيوعي غير حزبهم الذي يعرفون أفلح في حشد الملايين لاستقبال الراحل قرنق في الساحة الخضراء، وفي استدعاء عشرات الآلاف لتأبينه في نادي المريخ، وفي اقناع شيوخ الطرق الصوفية وابناء زعماء العشائر المرموقين للانضمام اليه ؟

    أياً كان الحال، لو كان صاحب الانتباهة يملك الحد الأدنى من الاحترام لعقول قارئيه الشماليين لأتبع كل مقال من مقالاته عن الحركة الشعبية و التغلغل الشيوعي فيها بمقال آخر يبين فيه للقراء طبيعة السودان الشمالي الذي ينشد ؟ فالذي يؤسس منبراً للدعوة السياسية يترجى منه الناس أن يبين لهم مقومات تلك الدعوة، وكيف يريد أن يؤسس لها، والى أين سيقودهم بها. ففي الشمال، مثلاً، شيوعيون من '' أولاد البلد '' ، باللغة التي يصنف بها البعض في دواخله أهل السودان رغم الهمهمة بالاحاديث الشريفة الناهية عن تمييز الناس على أساس أعراقهم . من '' أولاد البلد '' الشيوعيين هؤلاء الشايقي و الجعلي و الدنقلاوي، فما الذي ينتوي أن يصنع بهم صاحب '' الانتباهة ''، رغم رأيه ورأينا في أفكارهم وتوجهاتهم، في دولة الشمال التي ينتوي أن يقيم ؟ أي مكان سيضعهم فيه، لاسيما ومن بينهم من اختار الشعب بمحض اختياره في دوائر الخرطوم، عاصمة بني شمال.

    الى جانب ذلك، ما الذي سيفعل بقبط السودان و هم أصحاب حق أصيل فيه ؟ و ما الذي سيصنع بالميرغني الذي لا يميز في تنظيمه السياسي بين المسلم والمسيحي ؟ ولعلنا نسترجع من الذاكرة قول والده العظيم للحاج عوض أبوزيد رحمه الله عندما جاءه مستفسراً عن رغبة قبط المسالمة في الانضمام لاتحادات الختمية : ''هم أخوان لكم، و عملكم الجماعي الخيري لن يمنعكم من الذهاب الى المساجد ولن يمنعهم من الذهاب الى الكنيسة''. أو ستبقى في دولة بني شمال التي يسعى لتأسيسها صاحب المنبر كنائس لهؤلاء يتعبدون فيها أم أنه سيلحق من تبقى منهم في السودان باخوتهم في استراليا وبرايتون؟ نسترجع من الذاكرة أيضاً ما قاله الميرغني للقاضي الراحل احمد الشيخ البشير عندما أنبأه عن حدث استغربه وهو يتدارس في أمر الترشيحات للمحاكم الأهلية. اندهش القاضي الراحل لوضع المرحوم مقار سيدهم، أحد المتقدمين للوظيفة، كلمتي '' قبطي ختمي '' في خانة الديانة في وثيقة الترشيح. قال السيد علي : '' أمثال هؤلاء هم الذين نريدهم في محاكمنا '' ، أو سيكون لهؤلاء القبط السودانيين مكان في محاكم دولته الجديدة ؟ ثم ما هو موقفه من القوى السياسية الأخرى ممن يطلق عليهم الأستاذ قطبي المهدي اسم الحركات العنصرية المسلحة : دارفور، جبال النوبة، شرق السودان ؟ وما الذي سيصنع بالفن الغنائي الشمالي، أسيتولى أمره بالتمزيق ليطهره من الرجس كما فعل من قبل إبان اشرافه على جهاز التلفزيون ؟ وما هو مكان النصارى من جماعة هليلويا في المؤتمر الوطني، أو سيأمرهم باللحاق بـ '' بني جنسهم '' ؟ ثم أخيراً ما هو موقفه من رجال الطرق الصوفية، أسيطلق على كل من انكر و استنكر مواقفه منهم نعت الشيوعي كما فعل مع ازرق طيبة، أو نعت الساذج كما اسمى الشيخ عبدالعال المكاشفي الذي أعلن انضمامه للحركة الشعبية ؟ أو لعله سيستتيبهم قبل السماح لهم بالبقاء في دولة بني شمال ؟ ثم ما هو رأيه في وثيقة حقوق الانسان دون تحايل عليها بالحديث عن صحيفة المدينة الغراء، أو بالتمتمة عن ما كان عليه الحال في فجر الاسلام وضحى الاسلام وظهر الاسلام، فهذه أمور نعرفها جيداً. الحقوق التي نتحدث عنها اليوم هى تلك التي ينص عليها دستورنا ذو الأصل النيفاشي.

    أهل الشمال الذين يدعوهم صاحب المنبر لموالاته يريدون اجابة منه على هذه الاسئلة، ثم فليسطر، من بعد، كل ما عَنَ بخاطره حول الحركة والجنوبيين ومن والاهم. حقاً، إن كان لاتفاقية السلام فضل واحد، فهو أنها وضعت الغلاة من أمثال صاحب '' الانتباهة '' في امتحان عسير، وذلك من حسابات
                  

العنوان الكاتب Date
د. منصور خالد...تلقيح الفتن والرثاثة البُدائية....اشاعة الاباطيل Abdelfatah Saeed Arman02-13-07, 03:59 PM
  Re: د. منصور خالد...تلقيح الفتن والرثاثة البُدائية....اشاعة الاباطيل فتحي البحيري02-13-07, 09:18 PM
  Re: د. منصور خالد...تلقيح الفتن والرثاثة البُدائية....اشاعة الاباطيل Yasir Elsharif02-14-07, 00:34 AM
    ما يكتبه صاحب الانتباهة، اخلال فادح بالدستور، خاصة المادة 39 (3) Nazar Yousif02-14-07, 01:59 AM
      Re: ما يكتبه صاحب الانتباهة، اخلال فادح بالدستور، خاصة المادة 39 (3) Adil Al Badawi02-14-07, 07:50 AM
  Re: د. منصور خالد...تلقيح الفتن والرثاثة البُدائية....اشاعة الاباطيل Abdelfatah Saeed Arman02-14-07, 07:00 PM
  Re: د. منصور خالد...تلقيح الفتن والرثاثة البُدائية....اشاعة الاباطيل Abdelfatah Saeed Arman02-19-07, 01:29 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de