الصراع بين البطاحين والشكرية رواية شعرية صوتية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 11:22 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة الراحل خالد الحاج الحسن(خالد الحاج&aba)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-24-2003, 01:52 PM

aba
<aaba
تاريخ التسجيل: 03-06-2002
مجموع المشاركات: 1993

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الصراع بين البطاحين والشكرية رواية شعرية صوتية






    الرواية الشعبية إرث جميل يتطلب ذاكرة فتوقرافية للراوي وقدرة علي التمثيل وتغيير نبرات الصوت,وهذا الضرب من الفنون قديم قدم الإنسان نفسه ولا ينحصر علي التأريخ الإنساني العربي فهو متجزر في التراث الشعبي الأفريقي وقد أشار لذلك ألكس هيلي في روايته (رووتس) وحكي كيف أن الراوي يجمع الأهالي في القرية في أوقات الحصاد والإحتفالات ليحكي تأريخ القبيلة شعرا ورواية,وبذا يتوارث النشئ سيرة الجدود وحكاياهم, ونجد ان هذا النوع الجميل من الفنون قد صار إلي إندثار نتيجة لدخول الكهرباء وانتشار الأجهزة الحديثة من تلفزيون وراديو,وإن احتفظ بمذاقه ورونقه الخاص هنا نموزج للحكاية الشعبية من البطانة تمجد البطولة والشرف وكرم الوفادة وحماية الضعيف وعذرا لقصرها وإن رأيتم ننزلها علي أجزاء

    (عدل بواسطة aba on 08-24-2003, 01:58 PM)

                  

08-25-2003, 10:05 AM

aba
<aaba
تاريخ التسجيل: 03-06-2002
مجموع المشاركات: 1993

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصراع بين البطاحين والشكرية رواية شعرية صوتية (Re: aba)

    ****
                  

08-25-2003, 11:00 AM

ابو يسرا
<aابو يسرا
تاريخ التسجيل: 02-21-2002
مجموع المشاركات: 1837

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصراع بين البطاحين والشكرية رواية شعرية صوتية (Re: aba)

    مسرحية المك نمر
    تأليف ابراهيم العبادى

    طه: أخوك يا ريّة أخوك وقت الخيول يدبكن

    اخوك يا ريّة أخوك وقت الرماح يشبكن

    أخوك جبل الثبات وقت القواسى يتحبكن

    كم بكيت وكــم قشيت دمـوع الببكن

    ريّه: وراك أسـود علىّ ما نمت أسـع طيب

    طه: ها بسم الله قـــولى أخــوك طيب

    وشديد وحاضـر وقلبوُ ماهـو مغـيب

    إلا الشفتو فى النـوم من هوايلو اشيب

    *******

    الزول فى الصُحى مهضوم عليه شقاهو

    وإن غمد شويه تجى الهموم لحقــاهو

    الصف أب لؤيس أنا ما بخاف لقيـاهو

    يا ريت الحلم فى صحاي كان بلقـاهو

    ******

    كان خير ولو شر برجاه ما بهـم بـالى

    وحارثنى الثبات من الكبـار قُبّـــالى

    وقت حســع حسيت وشفتك قاعدة قِبَالى

    إن إتلخبط الكـون تـانى مـانى مبـالى

    ريّه: كعب نوم النهار أمس العصير كنت نايمه

    رأيت قدام فريقن اشوف صقـوراً حايمه

    كبير غـار على من نـوم تبين غـايمه

    صحيت مهجومه لا مفصل ولا فينى قايمه

    طه: إنتى كمان رأيتى صقور

    (هنا يشعر طه ان حلمهم مع بعض)

    علامة كافيه ظنيت الحكايه قريبه

    هاك من الصحيح الما بتدخلو الريبه

    هذه الحله بعينىّ أشوف تخريبه

    دحين يا اختى يلاك لأرض الجعلين نعيش

    هناك باقى حياتنا معاهم

    ( هنا ريّه قنبت تبكى)

    طه: ما بفيد البكى وكلامى احسن تنسى

    ريّه: كيف ما ببكى كيف افوت مراتع انسى

    افقد كل شىء عزء ورجالى وجنسى

    تطلق فوقى ناراً عقباً تقولى أنسى

    ************

    ما ببكى الفريق ببكى الرجال قُبالو

    شن طعم الفريق ما بيوت شُقاق وحبال

    خرابُُ انت حين ما بمر بالبال

    إلا يقع قتالا بعده نلقى وبال

    طه: هاْ فأل الخير أخير ما شفنا شيتن جَتَ

    كل الشفنا احلام فى طريقَ اتعدت

    قبل الليله بيدى حمان قط ما ندت

    مانهدم شرفنا لو السماء انهدت

    ريّه: ورينى الحلم التورك مذهول

    طه: اصبرى لىّ أروق عقد الفكر ممهول

    احكيلك شنو الشفتو والله مخول

    شفت الوحده..وشفت النار وشفت الهول

    احيلك تمام الشفتو ما بتغابه

    جاين العصير أنا وانت من الغابه

    سايقه ليك بهم قدامك برقابه

    بين والفريق اتولعت التقابه

    قدر ما نشوف بعيد قدّامن نلقى حريق

    وقت النار علت ما شفن تانى فريق

    باصرن المروق مالقين لينا طريق

    تشكى من العطش واخوك يابس ريق

    فترتى قعدتى وانا محتار جلست حداك

    حاقب الدركه ختيت سيفى فوق أوراك

    وقت بِعد البهم دا كسحتى انتى براك

    كسحتى وجيتى ومعاك كور صقور تبراك

    تبيت بعجل شافنى جفلن وطارن

    غابن من عيونى فى اللعوت إضارن

    ما غابت كتير جن إقدلن يتبارن

    قدامهم كبيرن عيننى وغارن

    سلّ سيف لاقاهم اخوك يالضامرة

    تور غنز ام هشيم الفى المجامع دامرة

    سيل تلا واندفق فوق السحابه الهامره

    حجر الصاقعه فرتاق الصفوف العامره

    بادرنى الكبير ، ديلك استعدن وقفن

    مامهلتو طار راسو وجناحيه يرفّن

    طاراً ديلك وقت بريشو رقد إتكفن

    ريّه: عارض ومات الليله يمكن عفّن

    طه: نحمد ربنا اليله مات عارضنا

    وان كان عمرو طال يا ريّه كان قارضنا

    يلحقو بعجل ديش همنا المارضنا

    انبدا زواجنا بكرة منو البجى يعارضنا

    بطال البعيش فى الدنيا اصلو مناهو

    إن كان مالو راح غير اهلو مومدناهو

    سمح الفوق اساس ابواتُ تّم بناهو

    والزول دون قبيلةُ مناهو شن معناهو

    ما بنفرح بمال ونقول كفانا ورثنا

    نفخر بالرجال فى الحارة يبقوا ترسنا

    نجمع ناسن هيلنا من الكبار حارسنا

    يحضروا اهلنا فرحانين يباهوا عرسنا

    كل بطحانى يفرح بعرسنا مناهو

    ساعت جمعتهم بيتنا بنتم بناهو

    عزاب عيش يا ريّه مرض مناهو

    سمح الزول حبيبى يلد ويربى جناهو

    (كان والدها لم يتم السنه عايزاه كلام ذى دا لا يذكره حكايه العرس)

    ريّه : دا الأعوج ترا والشين نهاية حدّو

    وان شاع دا الخبر يمل الفريق لآ حدو

    يقولو اب كبس من دخل ودّ جدو

    فرحوا وعرسوا لا من حزن ولا جدو

    وان كان فى الفريق ماتت مرّيه ذليله

    للحول يرفعوا العرس البختُ الليله

    خليه أب كيس راس الرجال وقليه

    لو كان بيقيله تعد تبقى قليله

    خليه الكلام وعرسنا سيد الحال

    من بالك أمرقُ محال والف محال

    على ميتت أبوى الليله حول ما حال

    نصبح بكرة ونسه ونشب بشاتين حال

    طه: هأ الموت موشمت غايت البفوت والببرو

    والجد والحزن ما جابو زول من قبلو

    الزول فى الشدايد اول يلزم صبرو

    بترج الكريم مولاه كسرو يجبرو

    بنخاطر من الوجعه هيلنا برانا

    نحن اهل المصاب الناس لُزم جابرانا

    فى آخر المراح دايما تجى الفترانا

    عات الحد ندوسه الناس عقب تبرانا

    ريّه : الناس بالمكارم والفعال تتباها

    وينشأ الزول فطرة حسب مرباهو

    عادت جِدُ عادتو ومثل أباه نباهو

    يلبس توب قبيلتو ان دار والله اباهو

    من الليله حول نقضيه تانى اتكلم

    الداير يتم رب العباد ان سلم

    طه: تانى انا أقضى حول وانا بالحسار أتالم

    علىّ حكمك صعب أنا قابلو ما بظلّم

    لكن مشيتى للسنه قاسيه وصعبت علينا

    ريّه: تمّ الاتفاق من الكلام خلينا

    زي عادت البلد لازدنا لا قلينا

    إنشاء الله السنه بخير عايده علينا

    يا طه البهم قاربن راجوعت الراح

    بنات واولاد هديل ناس فريقن الراح

    تصبح سمعتها من الكبار الراح

    قالوا العربى ما بنعز كما مراح

    (هنا تخرج ريه ماشه ويظل طه يعاين ليها ويقول)

    طه: آه يا ريت السعادة ان كان بقت بديه

    كنت اعيش هنى فى الدنيا بالزنديه

    علىّ حكمُ ناس الفيّ طلبوا الدِيه

    الموت بالعطش والمويه بين إيدِيّه

    ريّه علىّ قاسيه وجايرة فى التفنين

    آه يا ربى أرحم صدرى أنس ضنين

    يمحق دى السنه ربى الحليم وحنين

    يخصم من حياتى رضيت بعشرة سنين

    كيف أهن واعيش وانا صبرى ولاّ مودع

    وسبب الدخرج المن مامتور مفدّع

    جنيت وجنى جنّ وحالى اصلُ مبدّع

    اهج فى الجيش اهج فاضلى تانى أجدع

    ( قامت ماشه على الفريق لاقوها جماعه كدا قدام الفريق بجمالن وبتاع-دا يعنى ملامح من الحلم تقريباً يعنى ديل نفس ود كين ومعاهو جماعه ماشين حِته اسمها ام شديده جات مارة كدا فوقهم ساكت فايته فوقهم ناقم واحد عربى مع شيخ العرب قاليهم)

    العربى: بالضيفان تمرّ لا سلام ولا كلام

    صدقوا اهل المثل توب العرب صُح لام

    (هنا ريه تلتفت اليهم وتقول)

    ريّه: حبابكم عشرة من دون كشرة والف سلام

    يا وجوه العرب المتلى ما بتتلام

    أنا بت الرجال اهل الحدق والسيف

    بت الما بهم بحساب الخريف والصيف

    بت البيحجزوا المرقوب البكرموا الضيف

    انا ريّه ان كان شفتكم افوتكم كيف

    العربى: من وين فى الأهل يا بنيه كفاك فخر

    ريّه: أنا بنت البيوت المن بعيد معنيه

    أنا بت أب كبس فى النسبه بطحانيه

    (هنا شيخ العرب عرف زولتو الدايرة لانو قُبال كدا سمعان بيها ساكت ردّ عليها)

    شيخ العرب: آآآهـ عبد الله اب كبس عز البطانه وفخرى

    وفى رأس العرب بنعدو ما هو الوخرى

    كريم وهميم وصميم وكان للقبائل دخرى

    بت شيخ العرب هيلك صحيح تفتخرى

    توقد نارو ديما الما بكوس الجمره

    وفى ضيفان يمين وسكين دايما حمره

    بكاس ما عبر لبن يجيك بالعمره

    هيل الشكر..هيل الرّآس..هيلُ الأمره

    المرحوم ابوك كان للقبيله قطاه

    عزاك قديم حسين ابوطه

    إنشاء الله يكون اخوك دى السكه ما تخطاه

    (دايره تديه كلمه ناقصه فى ودعمها)

    ريّه: كما بسد مكانو قدم ليه يطاه

    لا يفوت ولا يموت السعى وت مغشيه

    تُهابه الفريق يوقد صباح وعشيه

    زايد فى الرجال طالق غفايه وغشيه

    ضيوف الليل يكفيهم مرارة وشيه

    شيخ العرب: مادخلت التراب البركه فى الزرّيه

    والخلاك وراه ماهو المات يا ريّه

    دايماً فى القبائل سيرت ابوك مطريّه

    بيك وبأخوك تزيد ودى المحريه

    (تانى العربى داك سأل)

    العربى: ما بتسألى لا من وين ولا وين ترسو

    ريّه: كيف العربى يسأل ضيفو كيف تنسو

    اول بكرمو وبخابرو ساعه انسو

    من مغلب حديث تعرف ابوه وجنسو

    العربى: عملتى حسابو ضيفك وكرمو وجيتى

    ويخجل كان سالتى واسمو ما عرفتى

    واسم شيخ العرب سامعابو ما عرفتى

    (داير يوريها بان حمد ودكين دا راجل غنى وراجل كذا وكذا..عشان تقبل بيه)

    دا خريف البطانه الفيها ما لو مشارك

    هيل السارحه...هيل الصاهله..هيل البارك

    ماوقع ليك كلامى ساكت لشنو خبارك

    فخرك ود دكين جاك فى فريقك زارك

    ريه: مرحب بالعز وموهو كفايه

    اب ناراً تولع للضيوف دفّايه

    بشيخ العرب الافتخار ما كفايه

    تابعو ان جانا نفخربو ونخدمو حفايه

    شيخ العرب: بارك ربى فيك عقلك يدوم يا ريه

    وكرمك موهو كُلفه دى طبعتك فطريه

    إياك بت اب تروب والسمت فيك محريه

    قديم فوت البطاحين عزّة للشكريه

    (هنا فى المحل دا جاء طه ودعمها)

    طه: سلام شيخ العرب مرحب خريفن الزارنا

    مرحبتيت حبابك واشرفنبو ديارنا

    مرحبتين حباب البيه كل مزارنا

    تنزل فى الدرب ليه ماتت نارنا

    شيخ العرب: حباب طه الضرس الفى الصهيباب راس

    الجود والكرم هيلك قديم ميراس

    نارك ما بتموت يا ولدة الحُراس

    قاصدين أم شديدة ومعانا عوجة راس

    طه: لعدوك العوجات فى الكبس سراى

    راسك ما بدوس مليان رجاله وراى

    باكر لأم شديدة بركب معاك براى

    يا شيخ العرب لكن تختو كراى

    (كراى دى لخمت شيخ العرب ما قدر يعرفها قال لطه)

    شيخ العرب: هادى الشورة يا طه القلبنا دليلا

    كل البنزلو فيك نلقاهو قليلا

    طه: كراى الدايرو تبقوا ضيوفى انتو الليله

    ترقدوا فى الفريق حتى ان عشاى بليله

    شيخ العرب: مسكنا الدرب اسرع قوام ما تلعب

    ودارك ديمة عامرة والسمح ما بتعب

    بكفينا الوصف لا تشد جمل لا تتعب

    وهدنا الطريق عقب الوصول ما يصعب

    طه: يمين تخشوا الفريق بتفوتو نحن مغابر؟

    شيخ العرب: ما تهدم فرحنا انشاء الله آمر واياك مرسى العابر

    مشطوطين خلاس مسكن فى الزمل لزم خاف عوجة الطريق من للمغور خابر
                  

08-25-2003, 11:21 AM

aba
<aaba
تاريخ التسجيل: 03-06-2002
مجموع المشاركات: 1993

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصراع بين البطاحين والشكرية رواية شعرية صوتية (Re: ابو يسرا)

    ابو يسرا
    تسلم دايما مبادراتك حلوة
                  

08-25-2003, 11:31 AM

ابو يسرا
<aابو يسرا
تاريخ التسجيل: 02-21-2002
مجموع المشاركات: 1837

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصراع بين البطاحين والشكرية رواية شعرية صوتية (Re: aba)

    الشكر لك ابا انت صاحب المبادرة
                  

08-25-2003, 11:36 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48785

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصراع بين البطاحين والشكرية رواية شعرية صوتية (Re: aba)

    شكرا يا أبا على هذه التحفة التراثية الرائعة..

    أذكر أنني سمعتها من الإذاعة قبل حوالي الثلاثين سنة وأعجبت بها ايما إعجاب، وأرجو أن تفتح بوست آخر تنزل فيه باقي النص المسموع وتسميه الجزء الثاني..

    والشكر موصول للأخ ابو يسرا.. لقد لاحظت أن النص المكتوب يحتاج إلى تصحيح في بعض الكلمات..
                  

08-25-2003, 12:18 PM

aba
<aaba
تاريخ التسجيل: 03-06-2002
مجموع المشاركات: 1993

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصراع بين البطاحين والشكرية رواية شعرية صوتية (Re: Yasir Elsharif)

    اخي الفاضل
    ياسر
    طلباتك اوامر وبالمناسبة يا ريت القي عنوانك ارسل ليك الديوان المسموع بتاع الأبنودي
                  

08-25-2003, 12:25 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48785

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصراع بين البطاحين والشكرية رواية شعرية صوتية (Re: aba)

    أنا أحمد الله يا أبّا اللماني في صديق زيك.. عنواني حيجيك هوا في المسنجر وياريت تلم معاهم الشريط بتاع البطاحين والشكرية وكل ما تراه ممتع، ولك مني الشكر أطنان أطنان..

    لقد وصلني كتاب الأخ أحمد الملك "الخريف يأتي مع صفاء" هدية شخصية منه ـ ففرحت به أيما فرح، ولكن فرحي بصداقة أمثالكم لا يعدلها فرح.. وإن شاء الله تجونا زيارة في بلدنا المجاور لبلدكم.. وحتما نحن حنجي لمدينتكم كما تعلم.. سلامي للجميع..
                  

08-25-2003, 12:30 PM

ابو يسرا
<aابو يسرا
تاريخ التسجيل: 02-21-2002
مجموع المشاركات: 1837

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصراع بين البطاحين والشكرية رواية شعرية صوتية (Re: aba)

    ياريت القي عنوانك ابا لاتبادل معك الاشرطة المسموعة
    انا املك اشرطة لابنودي السودان(حميد) ومستعد لمبادلتها باعمال لابنودي مصر عبد الرحمن
                  

08-25-2003, 02:00 PM

aba
<aaba
تاريخ التسجيل: 03-06-2002
مجموع المشاركات: 1993

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصراع بين البطاحين والشكرية رواية شعرية صوتية (Re: ابو يسرا)

    ابو يسرا
    ابشر بالخير
    عنواني سيأتيك بالمسنجر


    دكتور ياسر الشريف
    حبابك عشرة يا زول بلا كشرة يشيلك راسنا قبال بيتنا وكان الله ادانا اجازة صغيرة كده بناخد لينا خفسة عليكم
                  

08-25-2003, 03:39 PM

ود عقاب
<aود عقاب
تاريخ التسجيل: 03-10-2003
مجموع المشاركات: 869

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصراع بين البطاحين والشكرية رواية شعرية صوتية (Re: aba)

    ماك نمر الشجر حاضن فروع مقيل
    دا النمر يضارى الصف محل ما يمل
    كفك يخجل العين ابو سحاب منيل
    قدر ما اقول شكر القاوه فيك قليل
    الغالى ابا
    ما بلقى عندك
    حاجه لطه الضرير او اى حاجه للهمباته
    وبجى راجع
    ودعقاب
                  

08-25-2003, 03:45 PM

aba
<aaba
تاريخ التسجيل: 03-06-2002
مجموع المشاركات: 1993

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصراع بين البطاحين والشكرية رواية شعرية صوتية (Re: ود عقاب)

    أخي ود عقاب
    سلام
    حقيقي للهمباتة عندي بس ما حاجة مسجلة قصاصات ومراجع
    وتسلم أخي للطلة
                  

08-25-2003, 04:07 PM

nazar hussien
<anazar hussien
تاريخ التسجيل: 09-04-2002
مجموع المشاركات: 10409

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصراع بين البطاحين والشكرية رواية شعرية صوتية (Re: aba)

    الاخ ابا وابويسرا

    شكرا علي المبادرة

    يلاحظ بعض الاخطاء في النقل وذلك للتنويه فعلي سبيل المثال


    لا يفوت ولا يموت السعى وت مغشيه


    فهي لا يفوت ولا يموت الساحتو يوت مغشية

    فالعبادي استخدم مفرداته في هذا العمل المسرحي حسب

    مفردات كل قبيلة
                  

08-25-2003, 04:26 PM

aba
<aaba
تاريخ التسجيل: 03-06-2002
مجموع المشاركات: 1993

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصراع بين البطاحين والشكرية رواية شعرية صوتية (Re: nazar hussien)

    أخي نزار
    تحياتي
    أهي محاولة من أخونا أبو يسرا يشكر عليها ولا يغيب عليك صعوبة اللهجات السودانية أحيانا خاصة في الكتابة
                  

08-25-2003, 05:30 PM

Shinteer
<aShinteer
تاريخ التسجيل: 09-04-2002
مجموع المشاركات: 2525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصراع بين البطاحين والشكرية رواية شعرية صوتية (Re: aba)

    أها يا قريبي أبا .. دابك وقعت معاي. انا قلت ليك الصراع والمصارعة دي ما عندي فيها كبير غرض .. لكن ما دام قلت عندك شيء للهمباتة .. ولـ طه الضرير ذات نفسو .. لو ما وريتني اياهن بعمل معاك صراع قبلي. ولو عندك اي شيء لقريبي الطيب ود ضحوية أياني المعلق في حلقك

    المسرحية دي فيها كلام سمح والله .. لكن صراحة صراحة المسرحيات ما بتركب لي في راسي .. يعني مجازي ما بتفق مع المسرحيات. المجاز كان ما بقى مظبوط، الزول ما بيقدر يستمخ

    خسمتك لو عندك مادة من الهمباتة اسعفني بيها .. ما لي كتير في المسرحيات دي تب وحاتك .. رغم كلامها الملحمي

    (عدل بواسطة Shinteer on 08-25-2003, 05:32 PM)

                  

08-25-2003, 07:19 PM

aba
<aaba
تاريخ التسجيل: 03-06-2002
مجموع المشاركات: 1993

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصراع بين البطاحين والشكرية رواية شعرية صوتية (Re: Shinteer)

    اها يا شانتير يا خوي


    ود ضحوية

    اسمه الطيب عبد القادر سليمان ود ضحوية " وضحوية جدته لابيه " ينتمي إلى قبيلة الجعليين ولد بقرية الضيقة بجبل أم علي وهو مسندابي عاليابي والعالياب هم فرع من فروع قبيلة الجعليين .

    الهمبته في السودان

    الهمبته هي طريقة في الحياة تقوم على السلب والنهب كما كان يفعل صعاليك العرب ، هنالك قبائل في وسط السودان وغربه اشتهرت بـ" الهمبته " ويقال همباتي وهو سارق الإبل ، ويتصف الهمباته بالشجاعة وشدة البأس وهم يقومون بسلب الإبل فقط ولا يتعدوها إلى الاموال الاخري وهذا التعريف للهمباته مقتبس من اشعارهم يقول الطيب ود ضحوية

    يوماً في بســـــط* عند المزند عاجــــــــــــه*

    ويوم غــــــربتبن* من جَنْره* شايل كـــاجه*

    لا تهـــــــتاددوني ياقطبي السجن مــو* حاجه

    بيش* نرضـــــيها غير البِل جدية الـــباجــــه*



    البسط : الفرح

    المزند عاجه : المرأة المكتنزة وكانت العرب تكني عنها بخرساء الاساور وهي من علامات الجمال .

    العاج : الاساور وهي حلية تلبسها المرأة

    غربتبن : أي سرت بهن ناحية الغرب .

    جبرة : مكان في منطقة الكبابيش

    كاجة : قبيلة في كردفان

    مو : بمعنى ليس

    بيش : تعني بأي شئ

    البل : الإبل

    جدية الباجة : الجدية تصغير جدية وهي الظبية

    الباجة : اسم منطقة



    هذه المحبوبة التي تشبه الظبيه ليس هنالك سبيل لكسب ودها ورضاها غير اهدائها الإبل ، ومادام هو يسعى دائماً لنيل ود محبوبته فإن التهديد والوعيد لن يقف بينه وبين تحقيق ما يصبو اليه ، اما الوسيلة إلى ذلك فهي سلب ونهب الإبل .

    ويقول ايضاَ :

    يوم جالســـين مع الدِيقة* البقود حرتيهــــــــــا*

    وليلة بنـــــقرن أم شــــــعفة* ونسق بي التيها*

    و" أم شعفة " كناية عن الناقة ، الديقة : الصيد البكرة ، حرتيها : الحرب : الشعر ، التيها : الخلاء

    ويقول في موضع آخر :

    اللّكة الــــــــــبِِتل* يدو ومكـــــــضّم* ســــــــيفو

    واسقي انــــــياقو* من ترعة* وسدر بــــي قيفو*

    في تقطيع* مجـــــــالس همّلن من صــــــــــــــيفو

    يوم بعنــــــــــــالو* بي الســـــاحر* وابزعِل كيفو*

    اللكة : مغلق الفهم

    تل : هز ومال وتمدح الرمرأة بتل اليد

    كضم : سكت

    انياقو : انياق جمع ناقة

    ترعة : بركة الماء

    قطع : القطيعة هي الغيبة

    القيف : شاطئ النهر

    الساحر : احد جمال الطيب ود ضحوية

    بعنالو : من عنى بمعنى قصد

    الكيف : المزاج والسرور

    ويقول الشاعر " واسقي نياقو " إذا أن النياق هو جمع ناقة ، فهو هنا يتحدث عن ذلك الذي اهمل إبله بعد أن اوردها الماء وانشغل عنها بالحديث في المجالس ، مثل هذا سوف ينقض عليه في يوم من الايام فيفسد عليه مزاجه ويدخل القلق إلى نفسه .

    ويقول آخر :

    واحدين في البـــيوت بي فروخ جداد رضـــــوهن
    واحــــــــــدين بالخــــــــلا والفيافــــــــي نفـــوهن

    حد الانجليز قطــــــــعنوا بي السِكّة ماســــاموهن

    وقفــــــن زومة ياحــسن العـــــــليقات جــــــوهن

    فروخ الجداد : فرخ الدجاج

    ساموهن: سام الشئ عرضه للبيع

    زومة : مجتمعة

    حسن : علم لصديق الشاعر

    العليقات : قبيلة شمالية مشهورة ببيع الإبل

    وكما رأينا كل شعر " الهمباته " يتحدث عن نهب الإبل وسعيهم الدائب لإرضاء محبوباتهم اللاتى يكمن رضاؤهن في جلب الإبل ، مقياس الثراء في مجتمعهم .



    مصدر لفظ " همبته وهمباته " هو غرب السودان ، لكن هذه التسمية وجدت من الشيوع والتداول ما نفى عنها صفة المحلية فصار الناس يعرفون هذه المجموعة من الناس بـ " الهمباته " بينما ظلت الالفاظ الاخرى الدالة عليها محلية الاستعمال . وفي منطقة كردفان يسمونهم " الهمباته " فقد وردت كثير من الإشارات اليهم بهذا الاسم في شعر قبيلة الحمر الشعبي ، رغم أن الحمر يطلقون عليهم اسماً غير هذا إذ يسمونهم " السراجة " والكلمتان مستعملتان معاً إلا انهم يستعملون " السراجة " اكثر من الهمباته ، وقد ورد في الاشارة إلى هذا المعنى قول النساء في الحسيس " الحسيس هو ضرب من الغناء الشعبي في كردفان بغرب السودان وبعضهم يسميه الهسيس " :

    كركــــر دود العصــــير
    همباتة ساروا بي الليل
    تنبر جــبـــــد أم سيـــر



    والمرأة اكثر الناس تأثيراً في حياة الهمباتي وتأثراً بها ، منه ايضاً قولهن :

    همــباتة شــايـــــــــلين الخـــــلا

    سيد أب روحين ولا تجوني بـلاه

    ومما تغنت به النساء ايضاً :

    الدومة ود قندول تغدن بي الصقور

    السيفو الطيّار همـــباتة ابو الـــنور
    الدومة ود قندول : احد الهمباته في منطقة الحمر .

    ابو النور : اسم قرية .



    السراجة

    السراجة هم الهمباته " لصوص الإبل " واشتقت تسميتهم من ركوبهم سروج الإبل ويسمون ايضاً السروجية ، قالت المغنية الحمرية :

    مِتــــباري السراجة
    كان مت مش حاجة

    والسرّاجة او السروجية هو اللفظ الذي يميز الجماعة التي تعمل على نهب وسلب الإبل في قبيلة الحمر . مما ورد في الشعر قول احدهم :

    بشوف الســــراجة ركـــبت فـــــــــرت
    بشوف شيخكم الليلة فوق العنابر بيت

    فهذا احدهم وقد القي به في غياهب السجن يتخيل زملاءه وقد اعتلوا ظهور جمالهم وانتشروا في الارض يبحثون عن الغنائم بينما هو يقضي ليلته في السجن وبه حنين اليهم .



    المهاجرة


    مهجر لغةً سرق ونهب ، وتطلق هذه العبارة على سرقة البقر والإبل والمهاجري والمهجراوي هو الذي يهاجر طلباً للسلب والنهب وهم يفتخرون بذلك فيقول احدهم :

    لا يجيبوا الإبل إلا اولاد مهاجرة وزادهم الدخان
    والمهاجرة في منطقة البطانة في السودان الاوسط هم الهمباته أي الذين يقومون بسلب ونهب الإبل ويتخذون من ذلك حرفة ، هذا وقد حفل شعرهم بالافتخار بما يقومون به من عمل وبخصال جماعتهم من ذلك قول احدهم :

    إتملّى البــــــــحير وإطامنوا العــــجمان
    أنا في سدر الحويـري كم جبتهن أقران
    مابيجيبوهن جنّـــوناً بيرعــــوا الضــان

    إلا اولاد مهاجـــــرة وزادهــــم الدخــان

    " العجمان" هنا إشارة إلى الهدندوة و" البحير" تصغير لبحر ويقصد به نهر عطبرة " الحويري " اسم جمله ، فهو يفتخر بأن الإبل لا يقوى على لاتيان بها الا المهاجرة ، اما اولئك الذين يعملون في رعي الضان فلا طاقة لهم بمسالكها المحفوفة بالمخاطر .

    يروي أن الطيب ود ضحوية كان في منطقة ما ، فقبض على بعض المتهمين بسرقة الإبل ، وفي اثناء التحقيق تخاذل المتهمون وذكروا انهم اضاعوا المال الذي حصلوا عليه بعد بيع الجمال في بيت احدى الإماء وتدعى " شَمّة " ولم يعجب الطيب هذا التصرف منهم فأنشأ يقول :

    جنيـــــــــــات المهاجرة المابختوا* الشمتة*

    عند الحارة* ما يطروا الجلوس* والسمتة*

    حلــــــف بي الله العظيـــم وبالذات العليـــــة

    مابجيب شمـة* لي حللي إن بقى اتقسمــــت

    الحارة : الحرب وكل امر صعب ، الجلوس : المجالس ، السمتة : المواقف المشرفة الكريمة ، شّمة : احدى الغواني .

    ويروى ايضاً أن ابن عم احد هؤلاء المهاجرة ويدعى " المكيدى " طلب منه الخروج معه فحذره لكنه اصر ، ولما ادركهم اصحاب الابل " االفزع " ولم يقو ابن عمه هذا على تحمل الموقف ، فظهر عليه الخوف والفزع والإرتباك ، وهنا انشد " المكيدى " مفتخراً بجماعته :

    جنيــــــات الزمن ما بيحملـــــــــــــوا الأدراك *

    ؤلمــــــــّن* كان بقول يامكيدى سوقني معــــاك

    بِكيـــــرات* البُشــــــاري البرعن شُقوق الباك*

    بجيبوهــــن مهــــــــــــاجرة وزادهم التمبـــــــاك

    الأدراك : الاخطار ، ؤلمّن : عندما ، البكيرات : جمع بكرة وهي الصغيرة من الإبل ، شقوق الباك : الشق هو فتحة الوادي والسهل والباك مكان بعينه في شرق السودان .

    النُهّاض :

    هذا الاسم يطلق على الهمباتة في منطقة البطانة في السودان الاوسط ، و مصدر هذه التسمية " النهيض " وهو القيام لسفر أو غارة ، قال ود ضحوية في الهجاء :

    ما ضاق النهيض والشقة بي العتمور

    قال البطحاني :

    نحــــــــــن اتنيــــــــــــن نهـــــــّاضين

    نشـــــــــد انيابـــــــــــو ستيـــــــــــــن

    والنهيض بمعنى الهمبتة يرد كثيراً في شعر الهمباتة ومن ذلك قول الطيب ود ضحوية :

    جِنيـــــــات* الزمن خَربو* النهيض ياعبيــــد*

    ؤيات* مِن بقــــــــول لي امو مانــــــي* وليَد

    لاتحسبــــــــــوهوا سوق الْبِل تكتــــــل صيــد

    كاسيــــــــات الرجــــــــال من اللبد* والقِيـــــد

    جنيات : جمع جنى وهو الشاب ، خرب : وافسد الشئ وغير مظهره ، عبيد : احد زملاء الشاعر ، ؤيات : وايهم امو : امه ، ماني : لست ، وليد ، تصغير ولد .

    يخاطب الشاعر زميله " عبيد " قائلاً إن شباب هذا الزمان اساءوا إلى هذه الحرفة " خربوا النهيض " بعد التزامهم بأسسها وخرقهم لقيمها ، وإذا كن اولئك يعتقدون أن النهيض لا يعدو أن يكون مجرد صيد فقد اخطأوا التقدير فهو يحتاج الى الشجاعة والإقدام .

    يقول شاعر آخر من شعراء الهمباتة :

    جنيـــــــــات الزمـــــــن ال لي الغنيـــم* بدّبُّوا*

    ما ضاقوا* النهيـــــــض فوق الببـــــــِّرد خَبَُو*

    الســـــــــاحر* قبض بَكــــــــر الدرب يلـــعبْ بو

    طَالــــــــــبْ الادعج الكَبدَه العسينـــــــــة* مهبُّو

    الغنيم : الغنم وهي الشياه ، دب : تدبى سار سيراً خفيف بحيث لا يحدث صوت ولا جلبة . الخب : المشي السريع ، الساحر : اسم الجمل ، العسينة : من العسين وهو نوع من الاشجار

    دوافع الهمبتة واسبابها :

    هنالك عدة دوافع واسباب ادت إلى ظهور " الهمبتة " من هذه الاسباب ما كان اجتماعيناً ومنها ماهو اقتصادي ، وللهمبتة ايضاَ دوافع خاصة تتصل بشخصية الفرد الهمباتي نفسه . وكل هذه الدوافع نابعة من طبيعة المجتمع البدوي الذي نشأت فيه الهمبتة بكل ما فيها من عادات وتقاليد وقيم تمثل القانون الاجتماعي الذي ينظم حياة الافراد والتركيبة الاقتصادية المبنية على اسس تلعب الطبيعة فيها دوراً اساسياً . ويمكن أن نجمل اسباب ودوافع الهمبتة في العناصر التالية : القبيلة ، المرأة ودورها في المجتمع ، حب المغامرة والمتعة الشخصية ، تعويض المال المنهوب . ونخلص مما تقدم إلى أن اسباب ودوافع الهمبتة اما أن تكون اقتصادية أو اجتماعية وإما دوافع شخصية فالدوافع الاقتصادية ترجع إلى عدم التوازن في توزيع الثروة في المجتمع البدوي الامر الذي ادى إلي بروز طبقتين اقتصاديتين على طرفي النقيض . طبقة اصحاب الإبل ، وطبقة المعدمين الذين كان بعض الهمباتة منهم . وفي الجانب الاجتماعي كانت القبيلة بقيمها وتقاليدها احد العوامل التي أدت إلى نشأة مثل هذه الظاهرة واستمراريتها ، ثم أن طبيعة المجتمع البدوي نفسه الذي يقدس اعمال الفروسية ويشجع النهب والسلب كانت احد تلك الاسباب . ومن ناحية اخرى كانت المرأة في المجتمع البدوي تتمتع بمكانة اجتماعية ، وبحكم هذه المكانة كان لها أثرها العظيم في توجيه سلوك الرجال وإملاء المواقف عليهم تبعاً لرد الفعل الذي يصدر عنها تجاه كل فعل يقومون به أو قرار يتخذونه . اما الاسباب الخاصة فهي تتمثل في ميل البعض لحياة اللهو والمجون التي يوفرها لهم مثل هذا العمل ، ولهذا كانت الهمبتة بالنسبة لبعضهم بمثابة هواية في حد ذاتها . واخيراً فان هناك من يمارس هذا النوع من النشاط انتقامًا وتعويضا لثروة ضائعة . وتتكاتف كل هذه العوامل لتعطينا هذه الطريقة في الحياة التي تقوم على النهب والسلب والتي عرفت بالهمبتة .

    في هذه الابيات يتحدث الشاعر عن اسفار الهمباته بحثاً عن الإبل وكيف أنهم يلاقون المتاعب ، وتحتوي الابيات اشارة إلى بعض دوافع الهمبته :

    التمـــــباك مع الشاي أب شعيــــــــره مقوتنا
    كم شقـــــيت خلا وضهر الخبيـــــــرة بيوتنا

    الناجـــــــــوك جوك نســتعــــــزى بي بنوتنا

    عند كشـــح الدَرق الرجلـــــــــــة ما بتفوتنا

    ****

    التمـــــــباك مع الشاي أب شــــعيـــرة غدانا

    كم شــــقيت خلا ضهر أب شـــعيـــرة ضرانا

    الناجــــــــــوك جوك نستــــــعــزى بالعجبانا

    وعند كشــــــح الدَرق الرجلـــة ما فايــــــتانا

    ****

    كــــــــــــــم شديـت علي تيساً تريع تبــــــاب

    يمســــــي الليل مع الما مَسّـــــــــخنوا شباب

    فرشن لي واتكــــــــيت على عنـــقريب هباب

    ويتهمــــــني وبقول ستــــــات جلوسنا حباب

    ****
    الجبــــــــــــــل البـــــقولولو كرب شفنــــــــاه

    وكسر الهـــــــــــيش مع حجر الصباح ضقناه

    والمــــــــــال مابنـــــــبضع فيه من ضقــــناه

    ***

    ولداً مـــــــاسفر لامــــن يقـــــــولن فـــــــــات

    ماطلــــــــــع الجمل دل الســــداسيــــــــــــــات

    ماكــــــــــجر الحوايــــــــــا وفي ضراهن بات

    كيف يبـــــــكن عليه دقس العيــــــون إن مات

    ***

    ولداً مــــا سفر لامن شهيـــــــــرو يهـــــــــــل

    وما ورد البــــــــــحر عطّن شنانــــــــــو يبـــل

    وقت الشـــــوف يشوف مثل الصــــــــقير يقدل

    واخيــــــــــــبةًًَ علي ولداً يعــــــــــــــيش بالذل



    ضهر الخبيرة : يقصد به ظهر الجمل ، نستعزى : نعتز ، بنوتنا : بناتنا ، كشح الدرق : حمل الدرقة في القتال ، الرجلة : الرجال ، غدانا : وجبة الغداء ، الضرا : المكان الآمن .



    شعر الهمباتة :

    يعتبر شعر الهمباتة مرآة صادقة لحياتهم ، فهو يعبر عن طريقتهم في الحياة ويعكس ما يدور في نفوسهم ، فنجد فيه تصويراً اميناً للمخاطر التي يتعرضون لها والمغامرات التي يخوضونها . ويشتمل شعرهم كذلك على آرائهم الاجتماعية والاقتصادية ، وآرائهم في غيرهم ممن لا ينتهجون نهجهم . ونجد في شعرهم بجانب ذلك فخراً بأنفسهم وبسطاً لمذهبهم والفلسفة التي يقوم عليها وطرحاً لقيمهم ومبادئهم ، تلك القيم والمبادئ التي تسود حياتهم وتحكم علاقاتهم ببعضهم وبغيرهم من الناس .

    شرح الدوافع والاسباب :

    تقوم حياة الهمباتة على المغامرة ، وهي حياة مهددة دائماً بخطر الموت ، لذلك ادرك الهمباتة بحسهم انهم في حاجة إلى تعليل هذه الطريقة في الحياة ودوافعها . ومن هنا جاء شعرهم يحمل الاجابة على السؤال الذي قد يخطر بذهن أي باحث في حياتهم عن الاسباب والدوافع التي حدت بهم لانتهاج هذه الطريقة في الحياة التي تقوم على السلب والنهب :

    عكسنـــــــــا طرينا يا الممنـــــــوع ليالي لعبنا*

    وسينـــــــا* سروجنا فوق النيب* بعد ما شبنا

    قَلّت* نومـــــــــي قوسيبة* القُرير اللينـــــــــــة*

    كم لــــــــــي رضاهـــــــا بي درب الدراهم غبنـا

    ليلي لعبنا : اوقات اللهو ، سينا سروجنا : وضعنا سروجنا والسرج هو مايوضع على الدابة ليستقر عليه الراكب ، النيب : المسنة من الإبل ، قَلّت نومي : جعلتني مُسهّد ، قوسيبة : القوسيبة هى القصبة الرطبة ويشبه بها محبوبته ، قوسيبة القُرير اللينة : كناية عن محبوبته . القُُرير : منطقة في شمال السودان اُشتهرت بجمال نسائها وطبيعتها الساحرة

    وفي هذه الابيات يشير الشاعر لاحد دوافع الهمبتة وهو سعيه إلى نيل رضاء محبوبته ، وكما اسلفنا فإن للمرأة دورها الاجتماعي الفاعل في وجود ظاهرة الهمبتة .

    وعلى هذا النحو اوضح شعرهم كل الاسباب والدوافع وراء حركتهم . فتحدث عن المرأة وعن القبيلة وعن الرغبة في اللهو والطرب وعن الفقر :

    من جبــــــــــــال حُفـــــــــــرة* قمنا سربنــــــــا*

    بُكــــــــــرة في المــــــــزروب ملينا قِربنـــــــــــــا*

    حِس الجالســـــــــة* تَرطُن في الركوب متغبنــــــة

    قُعـــــــــاداً بي الفلــــــــــس كيفن ليالي الصبنـــــة*

    جبال حفرة : اسم جبال بمنطقة كردفان ، سرب : خرج لرحلة بعد الظهر ، القربة : وعاء يحمل فيه اللبن والماء حس : صوت ، الجالسة : مقعد السرج ، ورطن تكلم بالاعجمية ويعني الشاعر أن الجالسة تحدث صوتاً ، الصبنة : يقال صبن المطر إذا كف عن الهطول .

    الحديث عن الرفاق :

    جاء شعر الهمباتة حافلاً بالحديث عن رفاقهم ، تحدثوا عن مواقفهم وعددوا صفاتهم ووصفوهم الشجاعة والاقدام ، ولم يقفوا عند هذا الحد بل وصفوا مشاعرهم حين تفرق بينهم الايام ، وهو شعور مكلل بالمشاركة الوجدانية ، فقد روى " طه الضرير"

    منقول يتبع
                  

08-25-2003, 07:32 PM

aba
<aaba
تاريخ التسجيل: 03-06-2002
مجموع المشاركات: 1993

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصراع بين البطاحين والشكرية رواية شعرية صوتية (Re: aba)

    الليلة النفس امســـــــت حزينة وعامــــــدة

    وما بتســـــــلى بي برقع* حميـــــدة وحامدة*

    فارقنــــــا الرباعــــــة* أبّان* قلوبا جامــدة*

    ناس طــــــه اللحو* ضوء القبيلة الهامـــــدة*

    عامدة : من عمد اشتد حزنه ، برقع : غطاء الوجه المعروف والزبيدية اكثر القبائل استعمالاً له . ، حميدة وحامدة : اعلام نساء ، الرباعة : الزملاء والاصدقاء ، ابان : اصحاب .

    هم يعتزون برفاقهم ويعجبون بشجاعتهم وشدة مراسهم وقوة

    عزيمتهم واقدامهم



    أمـــــــْرار في الكَدُوس* وأمْرار سجارة اعلِّبْ

    أمـــــــْرار في خلاء وأمْرار بهيمــــــــة أسلّبْ

    كـــــــــم اربع جنين فوق الدّرق بِتّلــــــــــــبْ*

    لي الياجينــــــي* راسي* ؤمنو ماني مجلــِّب*ْ

    الكدوس : الغليون ، تلب : قفز ، الياجيني : الذي يجيئني ، راسي : ثابت ، حلّب : خاف وفزع

    والحديث عن الرفيق يتخذ اشكالا مختلفة بدءاً بالفخر بثباته ومضاء إرادته ، والحزن على فقده حتى ولو كان الفقد مؤقتاً وانتهاء بالوقوف معه وشد أزره والقيام بواجبه عنه والتعفف عن محارمه :

    مانــــــــــي* الفاسد* ال بي الكِضبْ بِتنبّــــى

    سارح* بى العــــُروض* لي جارتي ما بدبّى*

    ياستــــــــــار من نضم الخشوم والسِبـــــــــــّة

    انا اخــــــــو الزينة عند حل الرفيق والضّبـــّة*

    ماني : لست ، الفاسد : الذي ساءت اخلاقه ، تنبأ : اخبر، وهى هنا بمعنى المفاخرة ، سرحت المواشى : ذهبت للمرعى ، العروض : جمع عرض وهو ما يصونه الانسان من نفسه او يلزمه امره . تدبى : جاء متلصص ، الضبة : ضب شد قبضته عليه

    آراؤهم في غيرهم :

    رسم شعراء الهمباتة صورة مشرقة لحياتهم التي يعيشونها فهم يفتخرون بـ " الهمبتة" ويمجدونها ، وكانوا يحتقرون الضعفاء الذين لا يسلكون مسلكهم ، ولونوا حياتهم بالوان قاتمة وخلعوا عليهم الالفاظ الدالة على الضعف وصغر الشأن " ناس قدر الله " و " المنفوخ جراب الصوف " و " الديوك " وما اليها وجاءت في شعرهم كثير من المقارنات بينهم وأولئك :

    اكــــــــان شُفْتينا في ساعـــــــة الدَرَك*ْ والخـــوف

    ما بِتْسلـــــــي بي المنفـــــوخ جُراب* الصــــــــوف

    نحن ألبِنْكــــاور* أم قُوفــــــة* ونَسُوقــــــــا رَدُوف

    نحـــــــــــن ألنّدخُل* الحــارّة* العِصيهــا* ظْرُوف*

    الدرك : الخطر ، الجراب ، وعاء من الجلد ، نكاور : نسوقها مجتمعة ، أم قوفة : الناقة ، الندخل : أي الذين نخوض ، الحارة : الحرب ، العصيها : مفردها عصا ، الظروف : الوعاء يقصد به هنا ظرف الذخيرة .



    وكانوا يعتبرون حياتهم هي الحياة المثالية وما عداها وضيع حقير :

    واحــــــــدين أمّلُوا البـــــــرازة* والحشّاشــــــــــة

    وحدين أمّلـــــــــوا فوق سيـــــــــِرة الحواشـــــة *

    واحــــــــــدين أمّلُوا الرّكْبــــــــة المعاها جعاصــة*

    ود النــــــــور حِليــــــــــل بهما*ً مَنَامُو* حَنَاســــة*

    البرازة : تقاة لدق القمح ، الحواشة : قطعة من الارض محوشة ، جعاصة : التباهي ، البهم : في البادية يقصد بها الصيدة الصغيرة ، منامو: منامه ، حناسة : من حنّس : اغرى وارضى .



    تحدث الهمباتة ايضاً عن فئة اخرى من الناس ، وكانوا يطلقون عليهم " البلايس " ومفردها " بلاسى " وهو الجاسوس والمخبر الاجير . وقد كان هؤلاء يشكلون هاجسا للهمباتة لانهم يشون بهم لدى اصحاب الإبل والسلطة ، لذلك فقد عاب عليهم الهمباتة هذا المسلك وهجوهم في شعرهم :

    ألبِل جَفَلـــــــــــــن* على ابو فـــــــــــــــــــــــاس*

    مابجيبهــــــــِن* وَدْ يُمــــــــّة وما بجيبهِن البلاسْ

    حِسْ رصاصهـــــن بَكَى زي صبّة أم هَرْمـــــــاس*ْ

    مابْترضالنــــــــــا* بي جيبة الســــــــــــُّروج يُبّاسْ

    جفل : نفر وشرد ، ابو فاس : مكان بعينه في كردفان ، جاب الشئ : اتى به ، صب الماء : سكبه ، أم هرماس : في غرب كردفان تعني الامطار الغزيرة ، مابترضالنا : لن ترضى لنا .

    ذكر الاسلحة :

    يعتمد الهمباتي في حياته على قوته النفسية والجسدية وقوة السلاح ، فإذا تحدث عن العنصر الاول في نجاحه فلابد أن يذكر الثاني وهو السلاح ، حيث أن القوة والشجاعة لا تكفيان لتحقيق النصر . اما سلاحهم فهو سلاح عرب البادية واهل السودان عموماً المكون من السيوف والفؤوس والدرق وبعض انواع الاسلحة النارية ، اما السيف فهم يكنون عنه بالفاظ منها " القداد " ، " الهاري " ، " الحاد " ، ويكنون عن الدرقة بـ " الصايمة " اما انواع الاسلحة النارية فقد ورد منها " أب جقرة " ، " القربين " ، " أب خمسة " ، " أب ستة " ، " أب عشرة " . وقد جمع أحد شعرائهم كل هذه الانواع من السلاح في قوله :

    بعد أب جقـــــــــرة والهاري البياكل الصايمــة

    حققناهــــــا ياخوي العبـــــوس مي دايمــــــــة

    علاقتهم بالسلطة :

    تنوع الحديث عن السلطة في شعر الهمباتة . فهي احياناً رجل الأمن الذي يكلف بالقبض عليهم واحياناً اخرى العمد والنظار الذين يمثلون امامهم للمحاكمة ، وهي اخيراً مآمير السجون الذين يتولون امرهم في السجن . وقد صور الهمباتة كل ذلك في شعرهم ، والصفة السائدة في شعرهم الذي يتحدث عن علاقتهم بالسلطة هى الاستخفاف والتحدي واللا مبالاة في حالة المواجهة حين تصبح واقعاً لا مفر منه . لذلك جاء شعرهم مصوراً لمواقفهم مع كل فئة من هذه الفئات التي تمثل السلطة :

    البلد اللبَـــــــوك* عُمدو* وجفوك* نظـــــــــــــــارو*

    ليــــــه المتلنا* يقدل* ويحــــــــــــوم* في ديـــــارو

    النلوى حكارى في العند مشيهو حاكى عصارو

    منو البانينا غير المولى واسعــــــة ديـــــــارو ؟

    اللبوك : ابى : نبذ الشئ اباك : رفضك ، عمدو : عمده : مفردها عمدة ، نظارو : نظاره : مفردها ناظر ، المتلنا : المثلنا ، مثلنا ، يقدل يمشي ويتبختر ، يحوم : يتجول . ديارو : دياره

    الحياة المضطربة :

    كان القلق وعدم الاسقرار هي السمات المميزة لحياة الهمباتة ، وكان ذلك نتيجة لحياة الترحال الدائمة وكثرة ما يواجههم من مصاعب . وقد عكس شعرهم ذلك :

    يومـــــــاً في بسط عنــــــد المقسِّم نومنـــــــــــــا

    ويوم نضـــــــــارى من لفـــح السموم بي هدومنا

    في بعض الاحيان تقتلهم الحيرة وتشتد بهم الحاجة إلى بعير يسافرون عليه ، ثم ينهمر الخير عليهم فجأة فيعودون للهوهم وطربهم ويغرقون في بحور النعيم ، لكنه نعيم سرعان ما ينقضي فيعودون إلى سيرتهم الاولى :

    يوم فـــــــــــي سُولا * متحيــــــــّر ركوبتي حمـــار

    ؤيُوم مِتعلـــــــى فوق كيك* المدا* أب فَقــــــــــــّار*

    ليلــــــــة بَدير* أم برطُــــــــوم* يمين ؤيســــــــار

    ليلــــــــة ببسط الزينـــــــات* بنات الـــــــــــــــــدار*

    سولا : اسم مكان ، كيك : الجمل القوي ، المدا : لعلها من مد أي سار ومشى ، أب فقار : الفقرة قفا الرقبة وجمعها فقار او فقارات ، بدير : من دار وادار ، أم برطوم : البراطم الشفاة ، وأم برطوم هي المرأة ، الزينات : النساء الجميلات .

    ليس في حياتهم يوم كالذي مضى ولا ليلة كالتي إنقضت ، ومذاق هذا اليوم غير مذاق الامس والغد ، تناقض في الحياة بين اليوم والامس تنعكس آثاره على النفس ، لكنها الحياة التي ارتضوها لأنفسهم :

    يُـــــــــوم مجنِّبين* ماسكيـــــــن نَقيب* الهـــــوْ

    يُوم في ليلــــــة يابْسين فُـــــوق سُروجن كــوْ *

    مبـــــــرومة الحَشـــــا* الميهـــــا التخيِنة أم بَوْ*

    يوم بنجيهـــــــا نازلين زي صقـــــــور الجـــــو*

    جنب : صعب المراس ، نقيب : الطريق في الجبل ، الهو : الخلاء ، كو : كلمة صوتية تدل على القوة والشدة والصلابة ، مبرومة الحشا : كناية عن ضمور الخصر ، أم بو : السمينة المفاضة

    هذه الحياة المضطربة التي يشوبها القلق ، جعلت الهمباتة يشعرون بأن حياتهم قصيرة ، وأن الموت يترصدهم ويتعقبهم في كل لحظة وحين . ولكنهم كانوا يخففون وطأة هذا الشعور بايمانهم بأن لكل إنسان أجل مكتوب ، وأن الله وحده هو التحكم في المصائر . ونتيجة لهذا الشعور الذي سيطر عليهم , فقد كثر الحديث عن الموت في شعرهم :

    الرِّيح ليــــها خالــــــــــــق بابا مُو مَكْتـــــــــــُوم*

    الرُوْح ما بْتفـــــــــــارق الجِتّـــــــة* غير اليـــــوم

    مكتوم : الكتمة شدة الحر . الجتة : الجتة هي جسم الانسان .



    ومن شعراء الهمباته الطيب ود ضحوية :

    اسمه الطيب عبد القادر سليمان ود ضحوية " وضحوية جدته لابيه " ينتمي إلى قبيلة الجعليين ولد بقرية الضيقة بجبل أم علي وهو مسندابي عاليابي والعالياب هم فرع من فروع قبيلة الجعليين .

    الهمبتة في حياة الشاعر:

    لما بلغ الشاعر العشرين من عمره اجتذبته حياة الهمبتة لما كان يشاع عنها من أساطير وقصص وبطولات تحكى في المجالس مقرونة بإشعارهم الحماسية وأخبارهم مع محبوباتهم ، استرعت هذه الحياة انتباه الشاعر فانضم إلى جماعة القديات والهواوير من البدوالهمباتة ، ليس بدافع الفقر وانما طلباً للبطولة والمتعة . صحب الطيب ود ضحوية في غاراته اعتى رجال الهمباتة كطه الضرير ورحمة التركاوي واحمد عمران وود فكاك وصار زعيماً للهمباتة لتفوقه عليهم في هذا الميدان .

    حياة الهمباتة من خلال شعره :

    يعتبر شعر الطيب ود ضحوية مرآة لحياة رفاقه من الهمباتة لانه وليد تجربه وليس وليد الخيال وحده وفي ما يلي بعض الصور التي سجلها عن حياته ورفاقه :

    الليـــــــــل امسى والنعسان* جرايــده يرحن*

    كبــــــــــس الهم علي الســـــــط* قلوبن وحن

    كضــــــــــم* الجرة سحـــــّار الغروب اتمحن*

    نعـــــــــود سلمانه ياعمــــر الظنون إن صحن

    النعسان : يعني الجمل ، يرحن : يتألمن ، السلط : الشجعان ، كضم : كظم ، اتمحن : احتار

    في هذه الابيات يصور لنا الشاعر صورة الهمباتي الذي يستتر بالليل ويخب المسير على جمله الذي أصابه النعاس أنهكه السير حتى صارت اقدامه تؤلمه " جرايده يرحن " وكيف أن رفاقه الهمباتة الشجعان " السلط بمعنى الشجعان " قد ساورهم الهم والوساوس حتى أسرعت دقات قلوبهم فتجاوب " الساحر " وهو اسم احدهم مع هذا الموقف المتحفز " فكضم الجرة " أي لزم الصمت استعداداً للضربة القاضية التي يريد أن يكيلها الرجال لخصمهم في تلك اللحظات ، واثناء ذلك يعلل الطيب نفسه ويشجعها ويمنيها بالظفر والعودة للمحبوبة " سلمانة " برفقة صديقه عمر .



    امــــــلالنـــا الكــــــــــدوس تمبكنـــــا ياعبـــــاس

    مابـــــــترضى أم خدود جيبـــــــة الزمل يبـــــاس

    دا الجابر على الحـــــــــــارة أم ضـــــرب رصاص

    نحــــــن نــــــــدركا وعقـــــــب الكـــــــريم خلّاص

    وفي موقف آخر يبدو أن رجال الطيب قد اختلفوا في ما بينهم بين الإقدام والإحجام ، وذلك لان الغارة التي ينتوونها محفوفة بالمخاطر وفرص النجاح فيها قليلة ، لكن الطيب يضرب صفحاً عن لجاجتهم واختلافهم ويأمر رفيقه أن يقدم " التمباك " انصرافاً عن الجدل العقيم لان هذا الذي يتجادلون حوله امرمفروغ منه في رأيه ، فما دامت محبوبته لن ترضى بعودته دون غنيمة فما عليهم والامر كذلك إلا أن يخوضوا تلك الغارة و" الكريم

    خلاص " والله هو المنجي

    الفخر عند الهمباتة :

    الهمباتي فخور بشجاعته وإقدامه ، صامد عند الشدائد والملمات حريص ألا يصدر عنه ما يكون وصمة عليه وعلى رفاقه وبناته ومحبوبته وهو دائماً " يطرا " يتذكر محبوبته في مثل هذه المواقف ، فخور بمصاحبة جمله ، معتز بمضاء سيفه وبندقيته .

    يحكي لنا الطيب قصة تتبعه لقطيع من الإبل بمنطقة وادي أبو سلم لا راع ولا رقيب لهن" صياب "يريد اقتناصها وطريقه دائماً وعرة المسالك خطيرة " زلقيب " لا يمكن أن يلحق به الجبناء ولا الشجعان ولا يجبن مهما واجه من تحدي :

    بــــــــاري لي بكـــــــــاراً بي اب ســــــــــلم صياب

    مطلقـــــــــات همل بين الدليـــــــــج والكــــــــــــاب

    زلقيب دربي أنـــــــــا المنـــــــــــــو الرجال بتهــاب

    ينقطـــــــــــع اللسان يافاطمـــــــة ابوك إن عــــــاب

    وفي ابيات اخرى يتحدث عن غزواتهم ويفخر بشجاعته وذيوع صيته في انحاء البلاد كما يفخر بسباته عند اللقاء:

    نـــــــــــــــــاس أب آمنة شدوهن مع الاوكــــــــات

    عقدو الشـــــــــورة من تقلي وعقيدن فـــــــــــــــات

    ابوك ياالزينة الخجــــــــــــــــّا المديريــــــــــــــــــات

    ابوك ياالزينة عكـــــــــــاز التقيلــــــــــــــة إن جـــات

    وفي الابيات التالية يفتخر بشجاعته واعتماده على بندقيته وحدها :

    اتوجهنـــــــــــــــــــا من دار دتــــــــــي* والبقـــــــارة

    وامسى يتاتــــــــي* بالقلعـــــة ام قرود لايســـــــــــارا

    واحدين يا أم عــــــــــروض مثل التيــــــــــوس تتبارا

    وواحدين فـــــــــــــازوا بالقصبــــــــة* البتوقد نــــــارا

    داردتي : غرب السودان ، يتاتي : يسير محاولا الاسراع ، القصبة : البندقية



    الليلــــــــة أم هلال امســــــــت سراتك تـــــــــــــــــــارا

    واسيـــــادك جواميــــــس الردف* والـــــــــــــــــــــدارة*

    إن حرت صنـــــــــاديداً تقابــــــــــــــــل الحـــــــــــــــارة

    وإن بردن نكـــــــــــــافيبن سوالــــــــــــف الســــــــــارة

    نكافيبن : أي نكافئ بهن

    هم حين يتجشمون المصاعب يفعلون ذلك عن مقدرة وبسالة ، واقيم النوق عندهم الردوف أي التي يتبعها ثَقبها" الثقب هو بلد الناقة " والدارة " الحامل " التي اوشكت أن تضع حملها ، ومن اجل هذه النياق يخوضون المعارك الضارية ، فاذا ظفروا بها كان ذلك من نصيب محبوباتهم حيث المتعة واللهو والانفاق بسخاء ، اما إذا استرجعها اصحابها فلا يعني ذلك انهم ليسوا شجعان .

    وعلى طريق ابوحمد حيث تمر القوافل إلى مصر يترصدون القافلة التي تمر عابرة حتى إذا ما التقوا بأصحابها اخذوها عنوة واقتدار:

    الولد البجــــــــــيب كمـــــــــــش النقــــــو* مُوهيـــــــن

    سايم دمــــــــو في وقت الحــــــــديث مـــــــــــــــــطيّن

    غصبـــــــــــاً عنو يـــــــــا الساحـــــــــر نســــوقن بيّن

    النقو : النوق ومفردها ناقة

    فما أن يفوزوا بغنيمة من الإبل حتى يقتادونها إلى السوق بعيداً عن موطنها الاصلي ، بعيداً عن انظار الانجليز " الحُكّام " وهنالك يبادر تجار الجمال من عرب العليقات " اسم قبيلة " بالشراء ، اما غيرهم من الفقراء فوسيلتهم إلى ارضاء محبوباتهم أن يذبحوا لهن الديكة :

    واحديـــــــن في البيـــــــــوت بي ديك جداد رضـــــــــــوهن

    واحديـــــــــــــــن بالخلا والفيـــــــافي نفـــــــــــــــــــوهن

    بلد الانجليــــــــــز عقبنـــــــــو ماشــــــــافــــــــــــــــــوهن

    وقفن زومـــــــــــــة ياطــــــــــه العليقـــــــــات جوهـــــــن

    سخريتهم من العاطلين :

    كثيراً ما يسخر الشاعر من المتبطلين الراضين بحياة الذل والفقر، مفاخراً اياهم برفاقه الشجعان واصفاً الهباتي بأنه " الولد " الذي يسري الليالي واضعاً ساقيه واحدة فوق الاخرى على ظهر جمله " ابو قوائم " ، وهو يحمل قربته " وعاء يوضع فيه الماء يصنع من الجلد المدبوغ " ، كما يحمل ذلك النوع الفاتك من السلاح " أب كسرة " فشتان ما بينه وبين الخاملين " ناس يمه " الذين لاهم لهم غير أن يطالبوا امهاتهم بالمزيد من الطعام :

    ولداً بطبـــــــق المســـــــــــــــرى فوق المســــــــــــــرى

    يخلف ساقــــــــــو فــــــوق ضهــــــر ابوقوائم ويســـرى

    حقــــــــــب قربينـــــــو فوق جربانـــــو خت ابكســـــــرة

    فرقــــــــــــاً شتـــــــى من ناس يمــــــــه زيدي الكســـرة



    كما يسخر من المتأنقين الذين لا فخر لهم غير نظافة ملابسهم ولف عمائمهم ، وتسخر منهم الفتاة الجميلة ذات "الشلوخ العوارض" هيهات لمثل هؤلاء أن يكون شأنهم كشأن الصناديد من امثال الشاعر و الهمباتة الذين عادوا ظافرين إلى محبوباتهم اللائي ليس لهن شغل غير احصاء الايام التي تغيبوا فيها عنهن شغفاً وكلفاً بهم :

    ناس قدّر الله بـــــي الحلة مكبريـــــن عمامـــــــــــــــــــــن

    عدمـــــو الصيبــــــة والزول ابعــــــــوارض لامــــــــــــــن

    اندرجو الصنـــــــــاديد والضـــــــــــــرير قدامـــــــــــــــــن

    نوو العــــــــــــودة لي المسكــــــــن عواد ايامـــــــــــــــــن

    الصيبة : الصواب والعقل



    ومقارنة اخري بين هؤلاء واولئك يسوقها الطيب ليبين الفارق الكبير بينهم فبينما هؤلاء لا شغل لهم غير البطالة والسعي بالنميمة نجد اولئك يقطعون المسافات في اسفارهم إلى غرب السودان والمناطق النائية ، وهم لشجاعتهم وحسن بلائهم يبقون الساعات الطوال على ظهور الجمال ، ثم انهم لا يتهيبون قتل خصمهم إذا أصر على تحديهم ::

    واحديـــــــن في البيــــــــــــوت متل الكلاب الشـــــــــــــول*

    قاعدين لـــــــــــي مشاركــــــــــة الحديث والقـــــــــــــــــول

    وحديــــــــــن في الغـــــــــــــروب يا شمـــــة تامين حــــــول

    كســـــــــــــر فــــــــــــوق دبابيكـــــــــــن يكتلـــــــــو الزول

    الشول : الوالدة

    تجوالهم في انحاء البلاد :

    الهمباتة لا يتقيدون بحدود فكل الارض قاصيها ودانيها عندهم مورد مباح ، فمرة نجدهم في كثبان كردفان وتارة في جبال التاكا أو صحراء العتمور واخرى في غابات الدندر أوعلى نجاد البطانة ووديانها بحثاً عن الإبل اينما حلت سواء في الشرق والهوج " الغرب " وفي ذلك يقول الشاعر :

    ابوك يـــــــــــــاالزينــــــــــــة عكاهن* قبض في روســـــن

    الهوج* والشـــــرق فوق العواتـــــــي* بكــــــــــــــــــوسن

    سروجنـــــــــــا الغلّبن صايـــــــــــح القماري حسوســــــــن

    نوو العودة لـــــــــــي الغالـــــــــي ورفيع ملبوســـــــــــــــن

    عكاهن : استشارهن ، الهوج : الغرب ، العواتي : القوية

    ويحكي الكثير من هؤلاء الهمباتة مغامرات لهم بين مختلف القبائل ، فهم مرة يغزون قبائل الهدندوة والبشاريين في شرق السودان ومرة يتجهون إلى الدندر والرهد :

    الدنــــــدر* كـــــــــــــــَرَب*ْ كيــــــــــــــف القُعاد والراحة

    ابقِــــــــــي لَزُمــــــــة يا بكيرة البـــــــدو السرّاحـــــــــــة

    ومرة اخرى في اقصى الغرب :

    إتــــــــــــــــوجّهنا من دار دتّـــــــــــــي* والبقــــــــــــــارة

    وامســـــــــــى بتاتي* في القلْعـــــــة أم قُرود* لا يســــارة

    دار دتي : غرب السودان ، يتاتي : يسير مسرعاً

    يصف الشاعر تجوالهم في منطقة غرب السودان " داردتي " ورحلاتهم فيها وكيف تسير ابلهم مسرعة لبلوغ تلك المناطق " القلعة أم قرود " .

    ومرة ثالثة في منطقة الفونج :

    شقّينــــــــــــا البلد لـــــــــــي الدالــــــــــــي والمزمــــــوم*

    واخيراً يطيب المقام عند الزبيدية " الرشايدة " في شرق السودان :

    مايقســــــــــــــن* دروب نـــــــاس عايدة بت عوّاد*

    يتمنى الشاعر أن تكون رحلاتهم إلى شرق السودان حيث تقطن قبيلة الرشايدة خالية من الاخطار " مايقسن " ودرب هو الطريق وقد اشتهرت تلك القبيلة بحيازة الإبل .

    مواجهاتهم مع رجال الحكومة :

    لعل اكثر ما كان يغض مضاجع الهمباتة هو ملاحقة رجال الحكومة من الهجانة الذين لا يفتئون يتعقبونهم ويتربصون بهم الدوائر حتى إذا ما التقوا دارت بينهم معارك حامية كانت الغلبة فيها للاصدق عزما الحريص على النصر ، وكانت الغلبة دوماً للهمباتة . وتستمر المطاردة والملاحقة من قبل " الشرطة " حتى رسخت كراهية الهمباتة لهؤلاء الرجال فاسموهم " كلاب الحر " سخرية منهم لانهم لا يصمدون عند لقائهم ، فهم حالما يشعرون بالخطر يقفلون راجعين متعللين بشتى الأعذار ، فهم لذلك اشبه لديهم بالكلاب التي لا تستطيع أن تعدو خلف فريستها في النهار الغائظ ، فسرعان مايدركها العطش فتتفيأ اقرب ظل وتظل تلهث حتى تنجو الفريسة :

    الليــــل امســـــــى كلب الحـــــــــر بجض* بارينــــــــــــــا

    عقبـــــــان* السمــــــــــائم عكــــــــرن صافينــــــــــــــــــا

    نَتِلّ القــــــــــــــود* على الزول الخليقتـــــــه حسينــــــــــا

    ياليــــــــــــــــل غادي في بلـــــــــــد أم فلـــــــــج ما جينـــا

    بجض : يدأب ، عقبان : ثم أن ، نتل القود : نحمس الجمال

    وهم في مواجهتهم لرجال الشرطة من ناحية وزعماء العشائر من نظار وعمد من ناحية اخرى يقفون في صمود غير مبالين بهؤلاء وأولئك ، بل تذهب بهم الجرأة والتحدي إلى الاغارة على إبل النظار والعمد انفسهم :

    حكــــــــــــم القبطــــــــي* والعمد العلينــــــا غـــــــــوادر

    مـــــــــــابنتـــــــــوب بلا حكــــــــــم الإله القــــــــــــــــادر

    ناقـــــــــــة العمــــــــــدة ود كرار بــــــــــــــراه* النــــاظر

    الحـــــــــي مننــــــــــا يكـــــــــربت* قرانــــن* ســــــــادر

    القبطي : الانجليزي ، براه : ذاته ، يكربت : يسرع بهن ، قرانن ، الإبل المربوطة إلى بعضها البعض .

    وحين تصل بهم الجرأة مداها يتحدون المدير الانجليزي فيقول له الطيب ود ضحوية اني انا القائد :

    ابـــــــــــــوك ياالزينــــــــــة بي درب الدراهم هافـــــــــــي*

    أنا يا المستر ابو فاطنة العقيد* الشافي

    مســــــــك القايـــــــــدة تمســـــــاح الدناقلــــــــــة مقافـــي*

    نــــــــــــــوو العودة لــــــــــــي زولاً حنيـــــــــن مو جافـي .

    هافي : جشع ، العقيد : القائد ، مقافي : مولي

    قيمهم وتقاليدهم :

    على أن لهؤلاء الرجال مهما اشتطوا في تمردهم على القانون والعرف والتقاليد السائدة ، لهم ايضاً قيم وخلائق حميدة ، فهم يرعون حق الجوار ويتعففون عن الخوض في الاعراض ويهبون لنجدة المستغيث ، وحتى في ممارستهم للنهب يتقيدون بتقاليد لا يجوز خرقها أو تجاوزها ، وهم رحماء بينهم ،يشفقون إذا اصاب احدهم مكروه كل ذلك مسجل في اشعارهم ، يقول الطيب ود ضحوية :

    نـــــــــــــاس قدر الله قاعــــــــــــدين في الفريق ما بخترو*

    من كبــــــى وكشف حـــــــــال الحريــــــــــــم مـــــــــابفترو

    أنـــــــــــا البختــــــــــــــر براي اسد الرضيمـــــــــة* بنترو

    صاحبـــــــــــي إن ضلا ما بفشـــــــــاه ديمه بســــــــــــترو

    ما بخترو : لا يغتربون ، الرضيمة : الغابة الوعرة

    يقول الشاعر : التبطل والبقاء في المنازل دون عمل وتتبع اخبار النساء والاطلاع على احوالهن ليس ديدنهم ، فقد اتخذوا لانفسهم سبلاً اخرى وهي سلوك الطرق الوعرة المحفوفة بالمخاطر ، إن احدهم ليسافر منفرداً إذا دعت الحال ولا يغير طريقته مخافة الاسد الرابض في " الرضيمة " بل ينازله ويقضي عليه ، كما انه حافظ لاسرار اصدقائه غافر لزلاتهم ، وقد يدفعه وفاءه هذا أن يتجشم المصاعب ويعرّض حياته للهلاك وما ذلك الا التزماً بمبدأ الهمباتي الذي لا يعرف الغدر والخيانة لاصحابه :

    الخبـــــــــر البجيـــــــك الصديق مقفـــــــــــــــــــــــــل جوة

    حالــــــــــــف ما افوتو حتـــــــــى إن وقــــــــع فـــــي هوة

    عنــــــد حالــــــــــــة الدرك* مابنســـــــــــى شرط الخـــوة

    كبّـــــــــــاس للدهم* فوق البــــــــــقول يا مـــــــــــــــــروة

    الدرك : الخطر ، الدهم : المصائب

    والهمباتي حريص على عرضه وعرض جاراته عفيف بعيد عن الدنايا ولا " يعقب يحل الصرة " أي انه لا يسرق المال زد على ذلك أنه كريم لا يخفي زاده أو ماله عمن يسأله وفي هذه المعاني يقول الطيب ود ضحوية :

    ما بتبــــــــــن* الجـــــــــــارات اخــــــــــــون الحُــــــــــــرة

    مانـــــــــــــــــي دغـــــــــــــور* بيوت بعقب احل الصـــــرة

    ساوي ضــــــراعي للفــــــــارس العنود* ومشـــــــــــــــرا*

    بازل مـــــــــــــالي لي القاصــــــدني قـــــــــــــــاعد بـــــرا

    مابتبن : لااتجسس ، دغور : ولوف ، العنود : العنيد ، مشرا : الشرير

    ويقول ايضاً :

    مابتــــــــــبن الجــــــــــــــارات اخونــــــــا وليتــــــــــــــــي*

    مانـــــــــــي دغـــــــــــور بيــــــــــوت الناس بتكره جيتــــي

    ساوي ضراعــــــــــي للفارس البقـــــــــول ضميتـــــــــــــــي

    بازل مالــــــــــــــي للاخوان بعرفــــــــــــو حنيتـــــــــــــــــي

    وليتي : جمعها ولايا ويقصد بها المرأة أو الزوجة



    ومن تقاليدهم في الاغارة والغزو الا يعتدوا على القبائل التي تربطهم بها علاقات حسنة ، كما لا يجوز لاحدهم أن يقتنص " الهاملة " من الإبل التي ضلت عن قطيعها فليس في هذا الفعل أي بسالة أو مجهود وهو يعد عندهم سرقة صريحة وعلى الهمباتي أن يأخذ المحصنة المحمية من الإبل ، وجاء في هذه المعاني :

    الزول البـــــــــدور مـــــــــن البــــــوادي ضريبـــــــــة

    يبقــــــــــــى موارك الغربــــــــة ويبعد الريبــــــــــــــة

    مـــــــــــــايتدنى لي الهاملــــــــة البشوفــــــــا غريبــة

    الا السيــــــــــدا في الدنــــــــــدر مسيـــــــــــلا زريبـة

    كما أن الهمباتي سريع الاستجابة للتحديات يخف إلى نجدة المستغيث ونسوق هذه القصة التي تبرز تلك المعاني بجلاء :

    قتل احد افراد قبيلة الخواوير " الكرار " اخ "الطيب" غدراً وخيانة ولم يعلم احد بالحادث ، ولكن " بت ريا " احدي نساء الخواوير راحت تفخر بالقاتل وتتغنى وتهجو الطيب وتعيّره بعدم اخذ ثأر اخيه قائلة :

    الجنيـــــــــــــات جميــــــــع مفقودكــــــــــــــم الكـرار

    ضُـــــــــلعو يطقطقــــــــــن تحت الهشيم والنـــــــــــار

    وينــــــــــــو الطيب القلتـــــــو بجيب التــــــــــــــــــار

    يسلــــــــــم لـــــــــي علـــــــى العدمكــــــــــــــم الدوار

    وتبلغ الابيات مسامع الطيب فيعرف أن قاتل اخيه هو هذا المدعو "على" ويستشيط غضباً ويهيئ نفسه للاخذ بثأر اخيه ويرد على استفزاز المغنية بالابيات التالية حيث يعلن فيها عن استعداده للاخذ بالثأر مضاعفا :

    أكل الخلفــــــــــة وعقـّــــــــب علـــــــــى البكريــــــــة

    وشمــــــــــخ الحوري لــــــــــي بعصت عـريب بت ريا

    كان مـــــــــــا وجّب الباكيــــــــــات وخلف الكيـــــــــــة

    قولت ابو فاطنـــــــــــة يا الصادق خســـــــــــارة علي

    ولعل خير مثال لتعاطفهم وتراحمهم في مابينهم مايحكى عن أن احدهم قد مات وترك زوجته واطفاله وليس لهم عائل ، فزارهم الطيب في يوم من الايام فوجد حال المنزل بائسة وسروج الجمال مبعثرة والمنزل مهمل وقد تضعضعت اركانه وانحلت اطنابه فتألم وبكى لهذه الحال و انشد :

    الــــــــــــولد البرضــــــــي النيــــــــــــــــــــه مو نوام

    حقب قربينـــــــــــــه فوق ضهــــــــــر المسري* وقام

    اندمــــــــــــــــرن سروجــــــــــــــــو وكملــــــــن الايام

    وتشلـــــــــــــع ستـــــــــــــار القبلـــــــــــــــــة من قِدّام

    المسري : سنامه عال

    صفاتهم النفسية والجسدية :

    يتميز الهمباتة بصفات نفسية وجسدية ، ففي الناحية النفسية نجد انهم جميعاً يستهينون بالحياة في سبيل تحقيق اهدافهم ، والموت عندهم امر لا مفر منه ، ومن شعرهم في هذه المعاني :



    الولـــــد البِدور فـــــــُوق القبيلــــــــــــــــة يشَكـر

    بخلــــــــف ساقـــــو فوق بلد العدو ؤيتْـــــــوكّر*

    أمّن جـــــــاب رُضْوَة* البَهَم* اللهيّجـــو* مسَكّر*

    وآمـــــــا اب صلعة* فُوق ضلّاعو تيتل* ؤكَرْكَرْ*

    الوكرة : المكان الموحش ، رضوة : رضى ، البهم : يعني بها الصيدة الصغيرة ، اللهيجو : اللهيج تصغير لهجة ويعني الحديث ، مسكر : حلوٌ عذب ، أب صلعة : كناية عن الصقر ، تيتل : مشى في كبرياء ، كركر : احدث صوت .

    ومنه :

    الولــــــد البدور في قفاهـــــــو* ما يتشَنــّف*

    اللحجـــــم* قُجة* اللشَق* الطويل ومقنّـــفْ*

    أما يجيب رُضــــى السمتانة* ما بتخنّـــــــف*

    ولا أم رُبـــــة لا حولين* تَكوفتُوْ* مَصَنّـــف ْ*

    القفاء : مؤخرة العنق ، شنف : اعاب ، يحجم : من حجم يعني يربطه عن مؤخرة الرأس ، قجة الإبل ذروة سنامها اللشق : من لشق طافة الجمل أي رفع الخشبة التي يوضع عليها السرج فوق سنام البعير لتستقر ، قنف وأقنف : مرفوع الرأس ، السمتانة : المرأة الطيبة السوية ، حنف : لام ووبخ ، حولين : عامين ، كوفت الشعر : ضفره ضفراً غير متقن .

    فهذا هو المبدأ ، نيل شكر القبيلة وثنائها ورضاء المرأة أو الموت ، فليس هنالك مجال للحلول الوسط في حياتهم .



    ومن مظاهر قوتهم النفسية عزوفهم عن الاعمال التي يرون فيها صعفاً وهواناً ، وقد عبروا عن هذا في شعرهم ، واكثر الاعمال التي تعرضوا لها بالتحقير والإستهجان الزراعة ، ذلك لانها البديل المباشر لحياة الرعي سيما منهم من عمل بها :

    يقول الطيب ود ضحوية :

    الليلـــــــــة التِّغمِّد* ياحســــــــــن* مفقــــــود

    كِتـــــر قلِّيبي فوق لوُزْ التّبس* والعـــــــــُود*

    كان مـــــــــي قسمة* يا الدِّقة الوضيبه* يقود

    ما خَسّنـــــا* بي زراعة وِديْ مسعـــــــــــود*

    التغمد : النوم ، حسن : رفيق الشاعر ، التبس : القطعة من الزرع ذي الساق حين يقطع ويجفف ، العود : الغصن

    ويقول ايضاً :

    كم عتمــــــــــرتبن* فوق قُجـــــــــــة العَبّادي*

    وكم غَوّصْتلـــــــن* من الدنـــــــــــادر وغادي*

    كان مي قسمـــــــة يا الدِّيقة أم قريناً نــــــــاديْ*

    ما خسّانــــــــــا بي زراعــــة الفَشَقْ* والوادي

    عتمر : ضرب في الصحراء ، العبادي : الجمل ، غوص من غاص في الماء ويقصد البُعد ، غادي : بعيد ، قرين : تصغير قرن وهو الشعر ونادي من الندى ، الفشق : لعلها من الفاشوق وهو جزء من الساقية .

    ويقول احد همباتة قبيلة الحمر :

    من جِرنبــــــــــــــان* قُمنـــــــــــــــــا جماعــــة

    عقدنــــــا الشورة صدر القُوز قُصــــــاد القاعة*

    البَكرة العليهــــــــــــا الطَقّة والطُبّاعـــــــــــــــة*

    أنا بعيش فيهــــا سيبك* من هموم وزراعــــــة

    جرنبان : بلدة في منطقة الحمر بكردفان ، القاعة : مكان بعينه ، الطقة والطباعة : وسم لقبيلة معينة فلكل قبيلة وسم معين تضعه على حيواناتها من إبل واغنام وغيرها . سيبك : دعك .

    ولم يقف الأمر على حرفة الزراعة وحدها ، بل حظيت اعمال اخرى بهذا النوع من التحقير . يقول الطيب ود ضحوية :

    أنا ماني* التنبل* أل في البيت صنعتي حليب*

    بدور الشــــــــَّدة فوق إبلاً شوافـــــي* ؤنيب*

    إن حضــــــــرّن نخُت الشكــــــــــرة ما بنعيب

    وإن بردن نكافيبــــــــن* سوالف* أم طيـــب*

    ماني : لست ، التنبل : القصير القامة البليد الكسول ، الحليب : من حلب الشاة إذا اخرج ما في ضرعها من لبن ، الشوافي : قويات ، نيب : جمع ناب وهي الناقة المسنة ، كافى : جازى ، سوالف : جمع سالف وهو ماتقدم من عروف واحسان ، أم طيب : المرأة المتعطرة .





    ظروفهم في الحبس :

    لقد كان من الطبيعي أن يقع رجال هذا حالهم في قبضة الحكومة وأن يسجن بعضهم ، فلابد أن يخطئ احدهم التقدير فيترك اثراً يدل عليه فيأخذ إلى السجن جزاء ما اقترف .

    جلس الشاعر مرة في الزنزانة يترنم بالدوبيت فقال :

    اللــــــيلة السجـــــــــــــن جاب انكتامــــــة وحــــــــــرا

    نمّـــــــــن جرارقو* حدث لـــــــــــي الجنين* الــــــــبرا

    سحـــــــــــــار الغــــــــــــــروب راجينا كاضم الجـــــرة

    بلحــــــــــــق بيك مــــــــــراح حسب الله وين ما خـــــرا

    لمّن : الى أن ، جرارقو : معاوده ، الجنين : الرجال

    يقول الشاعر أنه لم يكن ليأبه بالسجن مهما لاقى فيه من معاملة غير كريمة وما يكلف به من أعمال شاقة لكسر شوكته وإذلاله ، وكان يقابل ذلك بسخرية وجلد وهو واثق من أن الايام لاتلبث أن تنقضي فيخرج بعدها اشد بأساً واعظم سطوة ليتابع مع رفاقه غزواتهم التي لا يثنيهم عنها غير الموت، وهو يتوعد ذلك الرجل الغني صاحب الإبل بأنه بمجرد خروجه سينهض ليلحق بى ذلك المراح الكبير " مراح حسب الله " والمراح هو المجموعة من الإبل .

    اما في الابيات التالية فيسخر من إجراءات السجن والمحاكمة التي يتعرض لها ، كما يصف الزنزانة ورقاده على "النمرة "، و يفخر بذيوع صيتهم وشهرتهم التي طبّقت الآفاق :

    رقـــــــادي النمــــــــــــرة والباب العلـــــــي مقفــــــول

    واخــــــــذوا البصمــــــة ومقاييس العــــــــــرض والطول

    دي النـــــــــادرة العــــــــلوانة لااستنبــــــــــــــــــــــــول*

    خرب ايدينـــــــــا يا شمـــــــــــــــة وجرايد الغـــــــــــــول*

    استنبول : مدينة بتركيا ، الغول : اسم بعيره

    وحينما يطول به امد الحبس وتضيق به الحال يعلن توكله على الله واذعانه لامره :

    زنزانــــــــــة الرمــــاد قاطعــــــة البصيـــــــص والضوء

    وفيهـــــــــــا مسجنيـــــــن ناســـــــاً اسوداً حـــــــــــــو*

    ارجــــــــــــــا البـــــــاري شـــــــن مايريـــــــد عليك يسو

    وإن وقـــــــــــع القـــــــدر تلقانــــــــا يابسيــــــن كـــــــو*

    حو : خالط سوادهم حمرة ، كو : إشارة لصلابتهم .

    أحيانا يلجأ للسخرية من حياته داخل السجن ومن الأعمال التي يكلف بها :

    رقــــــــــادي بـــــــــــــــلاط وسيـــــــــخ متعـــــــــــارض

    وقــــــــــــافلنو علــــــــــي من النسيـــــــــم البــــــــــارد

    يا عــــــــــــايد البلـــــــــد قول لام وريــــــــدا*ً شــــــارد

    كــــــــــــــل ما يشق حَمــــــــــــار* شايل جرادلي ووارد

    ام وريداً شارد : البضة ، حَمار : الشفق ، شايل : حامل ، وارد : الورود هو جلب الماء من النهر او نحوه .

    وإذا ما أخذ صديقه يتذمر ويشكو حاله في السجن يوبخه ويطالبه بأن يتحلى بالصبر ولا يضعف ، وعليه أن يتذكر محبوبته لانها تنتظر عودته :

    يومــــــــــــــاً في السجن يومــــــــــــاً رقاد متحـــــــــدر

    ويومــــــــــاً بالصفـــائح للبحــــــــر بنبــــــــــــــــــــــــدر

    القيــــــــــد والحبـــــــس قط للقـــــــلب ما بـــــــــــــــودر

    اطـــــــــــــرا اللينــــــــــــة يا طــــــــــه العزيـــــز لا تودر

    بنبدر : مبكرين ، بودّر : يُنسي ، اطرا : اتذكر

    المرأة والناقة في شعره :

    المرأة هي ثاني الموضوعات التي يهتم بها الهمباتي بعد اهتمامه ببعيره ، فالجمل هو رفيق غزواته ومنجيه من المهالك ، وهو صبور يحتمل الظمأ كما يحتمل السير في وقت الهاجرة ، كما انه كاتم سر الهمباتي ، لذا نجده يشركه في احتفاله بالنصر كما يقاسمه الفخر ويعزو إليه أسباب النجاح .

    اما المرأة فهي مصدر عزائه وسلوته ، فهو يعلل النفس بلقياها إذا بعدت به الشقة واغترب ، ويضع بين يديها جميع ما غنم من مال لذلك فالمرأة والجمل صنوان متلازمان في شعره

    منقول
    يتبع .

    (عدل بواسطة aba on 08-25-2003, 07:37 PM)

                  

08-25-2003, 07:36 PM

aba
<aaba
تاريخ التسجيل: 03-06-2002
مجموع المشاركات: 1993

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصراع بين البطاحين والشكرية رواية شعرية صوتية (Re: aba)


    يحكي الشاعر في الابيات التالية أنه كان يسير في الظلام الدامس فوثب
    جمله عن الطريق في ذعر ، فأخذ يتساءل هل هذا الذعر نتيجة سماعه لخشخشة إبل مقيدة بالحديد أم أنه مجرد خوف من حلكة الظلام ؟ وهنا تطوف بمخيلته صورة محبوبته ذات الشفاه الزرق ، فيقول أنها المتسببة في تعب " الغول " وبلواه والغول هو اسم بعيره ، فمن اجلها يغزو به حتى صارت اقدامه مثل أيدي الرجل الذي يملأ القربة من ماء الحفير في خفتها وسرعتها " واحدة تدوبي واحدة تكيل " :

    الليلـــــــــــــــة الغول بــــــــــــــدا* لو جفيـــــــــــــــــل*

    نقــــــــــرة قيد* والله خوفــــــــــــاً من دمـــــــاس* الليل

    الزول* البراطمـــــــــــــو* محبّكــــــــــات بالنـــــــــــــيل*

    خلّا* جـــــــــــــرايده* واحدة تدوبـــــــــي واحدة تكيــــل*

    بدالو : بدأله ، جفيل : جفلت الدابة وثبت ، نقرة قيد : صوت صلصلة الاصفاد ، دماس : ظلام حالك ، الزول : الشخص ، براطمو : شفاههو ، محبكات بالنيل : بخضوبات باللون الازرق ، خلّا : جعل ، جرايده : ارجله ، تدوبي وتكيل : اشارة للسرعة .

    ولا تبرح صورة محبوبته خياله فنراه يتمثلها حتى في سير جمله وارقاله ، فعندما يرى جمله يخب به في ايقاع منتظم تخطر بذهنه صورة فتاة جميلة اجادت فن الرقص على ايقاع " الجابودي " او " الحمبي " " نوع من الرقص الشعبي " وهو من فوره يأمر بعيره بالاسراع نحوها متذكراً شعرها الكثيف الطويل وحديثها الهادئ الرزين " مو تقزي " :

    الدلاك عــــــــــلى الدجيــــــــــــــــج* والـــــــــــــــــــدي*

    تقـــــــــــــول فارســــــــــــة حريمـــــــاً باتعة في الحمبي*

    اجبــــــــــد السير* علــــــــــــي أم شلّاخ* سمحــــــــة الـــزي

    سابل* ديســــــــا* راســـــــــي* حديثــــــــــا مو تقـــــــــــزي*

    الدجيج والدي : السرعة ، الحمبي : رقص شعبي ، اجبد السير : اسرع في السير ، أم شلّاخ : ذات الشلوخ ، سابل : منسدل ، راسي : رزين ، مو تقزي : ليس هرجا .

    اما الابيات التالية فتحكي قصة لقاء الطيب باحدي الفتيات واعجابه بها ، وقد كان يجلس معها في لحظة طرب ومرح حينما ادركهما " الفزع وهي المطاردة من قبل الشرطة او اصحاب الإبل المنهوبة " ولكنه لم يأبه لذلك ويطلب من الفتاة ان تستمر في ما كانت عليه من طرب ورقص لثقته من أنه قادر على هزيمتهم إذا حاولوا الإعتداء عليه :

    ما يهمــــــــــك فزع ناساً كتـــــــــــــــــــار منهنــــــــــــدة *

    زوزي ونسّفــــــــــــــــــــي اللاعند* الفنايــــــــــــد* نّـــــــدا

    يعجبــــــــك عوسنــــــــــــا* وكتين الضـــــــــراع يتمــــــدّا

    عودي الرقصـــــــــــــة عقبـــــــــــــان السمــــــــا الينقــــدّا

    منهندة : متجمعة ،اللاعند : الذي يصل حتى ، الفنايد : العجُز ، عوسنا : فعلنا، الضراع : الزند ، السما : السماء



    وفي الابيات التالية يخاطب جمله الذي لا هم له غير انتقاء الافرع الباسقة الخضراء ، اما هم فلا يرتاحون ولا يريحون اصحاب الإبل ، وقد زادهم عناء إلى عنائهم شوقهم إلى محبوباتهم ، ويذكر محبوبته ذات العنق الطويل " الباهي " والقوام المعتدل الخالي من تعقيدات السمنة المفرطة :

    بالك فاضــــــــــــــي في روبة* الفـــــــروع بتنقــــــــــــــــد

    ونحـــــــــــــــن نهاتـــــــــي* لا بنرقـــــــــد ولا بنرقــــــــــّد

    الخلانـــــــــــــي دون النــــــــــاس بقيت متسقّــــــــــــــــــــــد*

    فُرق العنقــــــــــــو باهــــــــــــي ودوفــــــــــــو مو تعقــــــّد

    الروبة : القِمة ، نهاتي : نتكالب ، متسقّد : مساهر: مُسهّد ، العنقو : عنقه ، دوفو : قوامه .

    وفي احدى رحلاته العديدة يتذكر محبوبته " سلمانة " التي طالما تغنى بها وهام بها وقد كانت تهب عليه نسمات " الدعاش " او الزيفة وهو هواء فصل الخريف ، فيقول أن " سلمانة " التي فاقت جميع أترابها انوثة وجمال شديدة الثقة بفتنتها ومدى تأثيرها عارفة لقدرها عنده :

    وين سلمــــــــــــانة وين ديفــــــــــة المعيز الجبـّـــــــــــــــــــر

    والزيف هبــــــــــــــا ياعاشـــــــــــــق أم خدود اتصَبّـــــــــــــر

    الكــــــــــــــــال مدو زائد فــــــــــوق ندادتو وشَبّـــــــــــــــــــر

    الفـــــــــــــــوت هيلــــــــــــــو عارف عزه ما بتنبّــــــــــــــــــر



    مقارنة بين الهمبتة والصلعكه :



    المعنى والدلالة :

    الهمبتة طريقة في الحياة تقوم على سلب ونهب الإبل عن طريق الغزو والإغارة ، وعرفنا مما كتب عن الصعلكة انها " طريقة في الحياة تقوم على نهب وسلب اموال الاغنياء عن طريق الغزو والإغارة " . الهمباتة لم يكونوا ينهبون غير الإبل وهذا هو الاساس الذي يقوم عليه التفريق بين الهمباتي وغيره ، اما الصعاليك فلم يكونوا ينهبون نوع معين من المال ، بل كل ما تسوقه الاقدار اليهم ، وقد ذكر في اخبار الصعاليك أن"سليك بن السلكة" قتل رجلاً وسلب غنماً كثيرة ، وفي اخبار"عروة بن الورد" أنه سلب هذلياً فرسه ، اما الهمباتة فكانوا يحتقرون من ينهب الغنم و" الزاملة " أي الجمل الوحيد عند صاحبه . والسبب في اقتصار الهمبتة على نهب الإبل وإتساع الصعلكة لتشتمل على نهب كل شئ يرجع إلى أن الفقر والفاقة لم تكن سبباً رئيسياً للهمبتة ، ومن الهمباتة من كان من اسرة ثرية كما هو الحال بالنسبة "للطيب ود ضحوية". فالهمبتة كانت ضرباً من التفاخر في بعض صورها وكان لابد أن تكون الإبل هي مادة هذا الصراع لأنها مقياس الثراء في المجتمع الرعوي في البادية ، اما الصعلكة فكان من اهم اسبابها ودوافعها الفقر ، وقد عرفت الظاهرة بـ"الصعلكة " وهي تعني في الاستعمال اللغوي الفقر .

    الظروف الطبيعية المحيطة بالحدث :

    كانت بادية الجزيرة العربية هي المسرح الذي شهد احداث الصعلكة والصعاليك ، فحياة البادية بطبيعتها وظروفها الاقتصادية والاجتماعية هي التي افرزت تلك الظاهرة التي عرفت ب" الصعلكة " . وفي السودان كانت البادية الرعوية كذلك بظروفها الخاصة المتميزة هي مصدر ظاهرة " الهمبتة " ، ففي كلا الحالين كانت البادية هي مسرح الاحداث وهذا ربما دفع للاعتقاد بأن حياة البوادي تساعد على نشأة ونمو مثل تلك الظواهر ، وربما كان مرد ارتباط هذه الظواهر بالبادية إلي عدة اسباب منها أن المجتمع البدوي ينقسم إلى عدة قبائل ترى كل قبيلة أنها اعرق نسباً وارفع مكانة من غيرها وتسعى لاثبات ذلك عن طريق الإغارة على القبائل الاخرى . وربما تغير قبيلة على اخرى بغرض تحقيق العائد الاقتصادي .، وبذلك اصبح السلب والنهب احد القيم التي يقوم عليها المجتمع البدوي ويقدسها ، ولكن تلك الاعمال من سلب ونهب وإغارة لها ضوابط وقوانين وآداب مرعية بينهم .

    وطبيعة الحياة البدوية الغير مستقرة تجعل من الصعوبة بمكان فرض سيطرة الدولة وإنزال القوانين والضوابط إلى ارض الواقع ، فقد كان المجتمع البدوي إلى وقت قريب بعيداً عن قبضة القانون . وكان للاوضاع الاقتصادية في البادية الدور الفاعل في بروز تلك الظواهر ، فتوزيع الثروة غير عادل إذ انه توجد طبقتان طبقة ثرية تمتلك قطعان الماشية واخرى معدمة فقيرة ، وهذه الطبقة الاخيرة تعيش في حالة بؤس وشقاء وحرمان تصل بها إلى حد حمل السلاح لتحقق عدالة حرمتها اياها الطبيعة وربما يكون هذا منطبق على مجموعة الصعاليك اكثر.

    نظرة المجتمع القبلي :

    لعب النظام القبلي دوراً هاما في تكون ظاهرة الهمبتة ، فقد كان بتقاليده وقيمه وعاداته دافعاً قوياً من دوافعها ، فكانت القبيلة ترى أن الهمبتة تلقيد يجب أن يراعى ، لذلك كان الهمباتي مكان حفاوة وتقدير ، وليست الهمبتة في نظر القبيلة سرقة ، بل هي حلالاً طيباً وباباً مشروعاً من ابواب الرزق ، وهي مجال لإبراز صفات الشجاعة والفروسية والقوة . ولم تكن القبيلة تكتفي بتوجيه الفرد لمثل هذا السلوك فقط ، بل كانت تدافع عنه وتحميه وتقدم له المساعدة إذا كان في موقف يستدعي ذلك ، فإذا وقع في جريمة بسبب هذا السلب والنهب ، فانها لا تألو جهداً في سبيل تخليصه ودفع ما يقرر عليه من غرامة إذا لم يكن في مقدوره دفعها .

    ذلك هو موقف القبيلة في السودان من الهمبتة والهمباتي . فما هو موقف القبيلة العربة قديماً من الصعلكة والصعاليك ؟

    ضمن الاسباب القوية لنشأة الصعلكة فقدان الإنتماء إلى القبيلة ، والصعلكة هي في الواقع ثورة على اوضاع المجتمع الجائرة ، فالذي يرتكب مخالفة تضر بوحدة القبيلة يخلع ويصبح طريداً، فيجند نفسه للانتقام من هذا المجتمع الذي لفظه ، ومن ناحية اخرى كان هنالك الاغربة الذين كانوا نتيجة لزواج غير متكافئ فرفضهم المجتمع ، فانطلقوا يسلبون وينهبون ويقتلون انتقاما لانفسهم من هذا الظلم الاجتماعي الذي لم يكن لهم فيه يد ، هؤلاء وغيرهم لم يكونوا في توافق مع مجتمعهم ، وكانت القبيلة والمجتمع الجاهلي عموماً يشجب سلوكهم هذا لانه يشكل تحدياً لأمنه .

    وهكذا نرى أن الهمبتة كانت تتمتع بالدعم الاجتماعي من القبائل نفسها ، ولكن القبيلة العربية في الجاهلية لم تكن لها اية علاقة بالصعاليك ، بل هم منبوذون من جانبها لا تقرهم على عملهم بل وتبيح دمائهم .



    وهنالك دوافع قوية ذات اثر فاعل في ظهور الهمبتة والصعلكة وهي لا تعدو أن تكون دوافع إجتماعية تتعلق بمفاهيم المجتمع وقيمه وعاداته وتقاليده ، واقتصادية تتعلق بتركيبة المجتمع الاقتصادية وتوزيع الثروة . ولا بد ان تكون هنالك بعض الدوافع المشتركة بين الظاهرتين " الهمبتة والصعلكة " ، ولكن هذا لا ينفي وجود بعض الدوافع التي تنفرد بها ظاهرة دون اخرى ، وذلك بسبب إختلاف ظروف المجتمع الذي نشأت فيه .

    الدوافع الإجتماعية :

    إذا نظرنا إلى الدوافع الاجتماعية للهمبتة ، فإننا نلاحظ أن القبيلة بتقاليدها وعاداتها ويقيمها تقف في مقدمة هذه الدوافع ، وتمثل القبيلة المجتمع البدوي الرعوي عموماً ، لانها الوحدة الاجتماعية التي يقوم عليها المجتمع . وكما اسلفنا فإن القبيلة تقر الهمبتة والهمباتة وتعتبرهم مصدر فخر لها ، فالهمباتي من وجهة نظر القبيلة هو الرجل المثالي الذي يعتمد عليه فهو مثال للشجاعة والمروءة ، وربما كان للبيئة البدوية القاسية دور اساسي في تكوين تلك المفاهيم وبلورتها ، فحياة البداوة حياة قاسية تعتمد على القوة والشدة إذا انقطعت اسباب الرزق . وبذلك تأخذ الهمبتة بعدها الاجتماعي في المجتمع البدوي .

    وإذا حاولنا تطبيق المفاهيم السابقة على مجتمع الصعاليك ، نجد أن الصورة تختلف تماماً ، فالصعاليك انكرتهم قبائلهم وجردتهم من عضويتها فخرجوا على نظمها وقيمها وتقاليدها وسلكوا طريقاً يضمن لهم فرص العيش .

    الدوافع الاقتصادية :

    لعبت الدوافع الاقتصادية دوراً فاعلاً في بروز ظاهرتي الهمبتة والصعلكة إلى السطح ، الا اننا نلاحظ أن تلك الدوافع كانت اكثر وضوحا وتأثيرا عند الصعاليك ، فالصعاليك كانوا يسعون للحصول على المال ليتقوا به غائلة الجوع المسيطر على حياتهم وحياة غيرهم من الضعفاء والمحرومين ، بيد أن الهمباتة أرادوا المال ليشبعوا عن طريقه هوايتهم في اللهو والمجون في المجالس التي يرتادونها ، ولذلك كثر الربط في شعرهم بين المغامرة لجلب ما يرضي المرأة وبين الموت دون ذلك ، ولكن نلاحظ أن الدافع الاقتصادي في عند الصعاليك هو بلا ادنى شك اهم الدوافع ، ولكنه بالنسبة للهمباتي ليس كذلك ، فبعض الهمباتة كانوا ينتمون إلى اسر ذات ثراء واسع .

    النظم :

    يتمتع مجتمع الهمباتة بصورة رفيعة من صور التعاون بين افراده منها واجب الرفيق نحو رفيقه و " السالف " وهو واجب الهمباتي نحو الهمباتي الآخر دون أن يكون هنالك سابق معرفة ، ويمثل هذا التعاون صورة من صور الضمان الاجتماعي تنفذ بصورة دقيقة ، وإذا شذ احدهم عن الالتزام بها عاقبه المجتمع بالعزل ، وذلك بأن يمتنع المجتمع عن تقديم أي عون له . وهكذا يتميز مجتمع الهمبتة بهذا التماسك الذي تتوفر فيه كل الضمانات الاجتماعية في حالات المرض والعجز والسجن والحاجة .

    هذا التنظيم الدقيق لمجتمع الهمباتة ليس له نظير في مجتمع الصعاليك ، صحيح أن هناك الكثير من صور التعاون في مجتمع الصعاليك ، لكن الضمانات التي يوفرها مجتمع الهمبتة للفرد لا تتوفر في مجتمع الصعاليك . وعموماً نستطيع أن نقول أن مجتمع الهمبتة اكثر تقدماً من الناحية التنظيمية من مجتمع الصعلكة ، وهو اكثر التزاماً بهذه النظم وادق تنفيذاً للاسس التي يقوم عليها هذا التنظيم

    ِشانتير

    دي يا إبن العم حاجات منقولة كان تبل شوقك اما الحاجات المدكنة انا اصبر لي شوية الأيام دي عندي لإلتزامات كتيرة وداير أبقي قدر كلامي
    أخوك
    أبا .

    (عدل بواسطة aba on 08-25-2003, 07:42 PM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de