السيد: سفير السودان بممكلة السويد المحترم، نخاطبكم اليوم و بلادنا تمر بمنعطف تأريخي حاسم و دقيق سوف يؤثر على كل مستقبلها القادم بلا شك. منذ اٍنقلابه على الحكومة الديمقراطية في يونيو من العام 1989 تسبب نظام الجبهة الاسلامية ولازال، في خراب شامل فى كل مناحي الحياة فى السودان. بدأت مسيرة هذا التخريب بتسيس الخدمة المدنية و العسكرية، عن طريق فصل العاملين من غير المنتمين للجبهة الاسلامية للصالح العام دون أدني أسباب و اٍحلال المواليين لها في أماكنهم في سلوك شمولي متسلّط و ينم عن أنانية مفرطة. أما فى المجال السياسي فقد قطع نظام الجبهة الاسلامية الطريق أمام اٍتفاقية السلام السودانية 1988، التى أوشكت على تحقيق السلام في ربوع الوطن العزيز. و من ثم أشعل البلاد بحرب ضروس راح ضحياتها الالاف و ذاد بها شروخ الوحدة الوطنية بعد أن صورها كحرب دينية بين فريق من الكفار و فريق من المؤمنين. و هي فى حقيقة الامر حرب ذات طابع سياسي دنيوي و مطالب تنموية عادلة.
لذلك جاء الحصاد المر لهذه الممارسات الخرقاء كمزيد من الفتوق و الشروخات في وحدتنا الوطنية اٍستعصت على الرتق و الترميم و أفضت الي اٍنقسام البلاد عندما جاء الإستفتاء. لم يكتفي النظام بحروبات الجنوب أنما ذاد عليها بحروبات في كل هوامش و أطراف السودان، و ها هي دارفور الحبيبة تستصرخ ضمير العالم الحر بعد أن أصبحت أكبر مأساة اٍنسانية على وجه هذه الارض. مأساة راح ضحيتها ما بين 200 الي 300 الف من الارواح البريئة و شُرّد بسببها الملايين من ديارهم، صاروا لاجئين بالمعسكرات، تأمنهم القوات الدولية و تطعمهم المنظمات الاجنبية بعد كانوا في يوم من الايام يرسلون كُسوة الكعبة المشرّفة كل عام.
أما فى المجال الاقتصادي و الخدمي فحّدث ولا حرج، لقد تخلي النظام عن كل مسؤليات الدولة تجاه مواطنيها و أصبح علي المواطن أن يدفع تكاليف كل الخدمات الاسياسية من تعليم و صحة و صحة بيئة و غيرها. فالميزانية العامة تأتي جُلّ مواردها و اٍيرادتها من الطبقات الفقيرة، اذا كانت عن طريق الجبايات و الضرائب المختلفة او عن طريق الموارد الطبيعة للعامة للدولة (بترول، ذهب، صمغ، ثروة حيوانية و غيرها) لكن كل مصارفها الاساسية تذهب في الصرف السياسي على الطبقة الحاكمة و جهاز الدولة القيادي المُترهّل المكون من أعوان النظام و من بعض ضعاف النفوس من السياسيين الذين يتم شرائهم لقاء المناصب و الرشاوي السياسية. هذا بالاضافة للفساد و الاعتداء على المال العام و الوزراء الوالغيين فى الاستثمارات عن طريق التسهيلات و اٍستغلال نفوذ الدولة و سلطانها من أجل الإثراء. كل هذه التشوّهات خلقت واقع اٍقتصادي مرير يُثري ثلة قليلة من المُتحلّقين حول نظام الانقاذ و يُفقر الغالبية الغالبة من أهل السودان الكرام.
السيد السفير لقد باءت بالفشل الذريع كل محاولات التفاهم السلمي مع هذا النظام، عن طريق المفاوضات او غيرها. بل أكثر من ذلك فقد فشل النظام في الالتزام بقواعد اللعبة الديمقراطية في الانتخابات الاخيرة. اذ طفق يوظّف كل اٍمكانيات الدولة و قدراتها لصالح حزب المؤتمر الوطني الذي يمثل النظام في مسيرة تلونه الطويلة المستمرة. ظلوا ينفقون من المال العام و يوظفون أجهزة الاعلام القومية لدعم مرشح المؤتمر الوطني، و بل وصلوا الي مرحلة فى التزوير و التزيف تم معها ملئ الصناديق بواسطة موظفي لجنة الانتخابات لصالح المؤتمر الوطني مثل ما حدث في دائرة الاوليب بالبحر الاحمر. هذا نظام يُمارس كل هذه الموبقات الاخلاقية ولازال يجد في نفسه سعة لتملُّق الناس بأسم الله العزيز و دينه الكريم، مما يوضح أننا نتعامل مع جماعة من الناس ليس لديها وازع أخلاقي او ضمير وطني يردعها عن فعل أي شئ لأجل البقاء في السلطة و التمتّع بالثروة.
السيد السفير و نحن نتنسّم عبير ثورة الشعوب العربية من حولنا و نهوضها المَجيد، فأننا نُشدّد و نقول أنه قد ولّي عهد قهر الشعوب و سوقها بالعصا و الارهاب. و اذا كانت الشعوب فى تونس و مصر و ليبيا قد نهضت في وجه طغاتها و أزالتهم عن صدرها، فنحن بني السودان كان لنا شرف سبقْ و قدحٌ معلّي في هذا المضمار، فقد فعلناها من قبل مرتين في أكتوبر 1964 و في ابريل 1985 و لن يعجزنا تكرراها مهما كانت قبضة الجلاّد، فليكن في ذلك عِبرة لمن يعتبر. عليه، نحن الان هنا لنعلمكم بكامل دعمنا و تعضيدنا لثورة الشباب السوداني في الداخل و مناصرة أهدافها المتمثلة فى الاتي:
- اٍزالة هذا النظام باسرع وقت و تكوين على حكومة قومية تدير شؤون البلاد لفترة اٍنتقالية. - تحقيق السلام العاجل و العادل فى كل هوامش البلاد الملتهبة حالياً، دارفور و أبيي و غيرها. - المحاكمة العادلة لكل من أجرم فى حقوق الشعب السوداني و شارك في اٍنتهاكات حقوق الانسان. - المحاكمة العادلة لكل من تسبب فى نهب المال العام و اٍرجاع كل الاموال المنهوبة الي خزينة الدولة. - البدء الفوري فى مشروع للاصلاح الاقتصادي ينتشل اٍقتصاد البلاد و قطاعها الزراعي من هذا الإنهيار الحالي.
مواطنيين سودانيون مقيمون بمملكة السويد.
- صورة لسفير السودان بالسويد - صورة للبرلمان السويدي - صورة للبرلمان الاوربي
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
abubakr salih
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست