|
Re: ندوة : الوضع القانونى للجنوبيين فى الدولة الام (ملخص + صور) . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
يواصل أستاذ نبيل اديب:- حديثنا عن الجنوبيين فى جنوب السودان الذين يعيشون فيه بشكل مستمر , ينطبق هنا ايضاً على الجنوبيين المقيمين فى شمال السودان , لاننا نعرف ان هناك 2 او 3 مليون جنوبى كانوا موجودين فى الشمال , او هكذا قيل فى الاحصاء السكانى , وعند الاستفتاء وجدنا العدد قد تحول الى 500 الف , ولا ادرى ما الذى حدث ! (يضحك) , وطبعاً ليس هناك انسان عاقل يثق فى هذه الاحصائيات الرسمية . هناك عدد غير معلوم من الجنوبيين يعيشون فى شمال السودان , ارتبطوا به , وهم جزء حقيقى من الالة الانتاجية فى شمال السودان , واولادهم تربوا وتعلموا هنا , وحدثت العودة الغير انسانية بمئات الالاف , وهم الان غير مرتاحين فى الجنوب وليس لهم مكان فيه . القانون الدولى هنا يتحدث عن الناس الذين تحركوا وقت انفصال الدولة بسبب ظرف غير طبيعى , فان الذين كانوا يعيشون بشكل طبيعى فى الدولة الخلف فان من حقهم جنسية الدولة الخلف , اذا طبقنا هذا الكلام علينا , نقول ان الجنوبيين فى شمال السودان ما لم يختاروا غير ذلك فان من حقهم ان ينالوا جنسية شمال السودان , بمعنى ان يستمروا بها لانها عندهم اصلاً , وحتى لو كانوا قد تحركوا اثناء الهلع للتصويت للإستفتاء .. انا اعرف شخص لم يذهب للجنوب لكنه اختفى , كان يعمل عندى وقد قابلته قبل ايام بالصدفة واخبرنى انه لم يذهب للجنوب وقد ترك العمل معى وقام بالاختفاء لانه خائف مما قد يحدث له بعد الان نفصال , وهو فى نفس الوقت لا يُريد العودة , هناك اجواء من الهلع والتحرك الكبير الذى حدث اثناء مرحلة الإستفتاء كان خوفاً مما سيحدث نتيجة لقرار الانفصال , وهؤلاء لا الجنوب قادر على استيعابهم ولا هم راغبين حقيقةً فى البقاء فى الجنوب , ومن حقهم وفقاً للقواعد الدولية ان يعودوا وينالوا الجنسية . هناك ما يقرب من 2 او 3 مليون فرد / وانا اشكك دائماً فى الاحصائيات / موجودين خارج البلاد , فمنذ بداية نظام الانقاذ واستعار الحرب فى الجنوب , ترك جنوبيين كثيرين البلد الى الدول المجاورة والدول الغربية , وكذلك الحال بالنسبة للشماليين , وعندما تذهب لكندا او استراليا او امريكا تجد سودانيين بعشرات الالوف من الشمال والجنوب , وهم لديهم جنسية سودانية وجنسية الدولة التى يعيشون فيها , وحدث الانفصال , فكيف سيتم التطبيق عليهم ؟ , هل سيفقدون جنسية الدولة الخلف ؟ , القانون الدولى يقول ان من حق الدولة ان تطرح عليهم الخيار , بحيث ان الشخص من حقه الاختيار فى ان يترك جنسية البلد الذى يعيش فيه ويأخذ جنسية البلد الخلف او السلف , او يتم السماح له بازدواج الجنسية . انا افترض بالنسبة للسودانيين الموجودين بشكل دائم فى الخارج / ونحن هنا نتحدث عن ملايين / , هؤلاء يجب ان يُترك لهم حق ازدواج الجنسية , حيث انهم نالوا الجنسية الآخرى فى وقت سمح لهم فيه القانون بذلك , كمثال شخص جنوبى ذهب امريكا وحصل على الجنسية الامريكية واحتفظ بالجنسية السودانية , فيجب على الدولتين هنا السماح له بالاحتفاظ بالجنسية الامريكية , ويتم الخيار بالنسبة له فى حقه فى ان يأخذ جنسية الدولة السلف او الخلف , وهذه لن تحدث فيها مشكلة فغالباً هم سوف يقومون باختيار جنسية الدولة التى تنتمى اصولهم لها , المشكلة ستحدث مع الاشخاص الموجودين هنا داخل الدولة . كعادتنا السودانية المشهورة , نحن نقوم بالتأجيل دون حسم الامور الا فى نهاية المطاف , ونحن لم نجلس لحسم موضوع الجنسية الا فى نهاية الشوط , رغم انها قضية من الممكن ان تقوم باحداث مشاكل وتداعيات كبيرة . افضل انفصال تم هو ما حدث بين الشيك والسلفاك , ولكن حتى فى الانفصالات التى تمت بشكل سلس مثل ارتيريا واثيوبيا , بعد فترة من الزمن حدثت صراعات دموية بينهما , واعتقد لتجنب هذا المصير فان الالتزام بالقواعد والوصول لقواعد مُرضية للناس كلها من الممكن ان يمنع مع حدث فى دول آخرى من حروب وصراعات . القضية الآخرى غير الحقوق , هى قضية التعالى الثقافى , فهناك من يتحدث الان ان ذهاب الجنوبيين يعنى اننا كلنا فى الشمال سوف نُصبح عرب ومسلمين / طبعاً هذا لن يحدث / , ومثل هذه الثقافة هى التى من الممكن ان تقود الى مشاكل بين الدولتين . الموضوع طويل جداً , ولكن لابد ان ننتهى التزاماً بالزمن .. شكراً جزيلاً .
|
|
|
|
|
|