|
Re: الثورات العربية...عربة أخرى في قطار التطور (Re: قيقراوي)
|
قبل قرنين من الزمان وزيادة ، وعلى وجه التحديد في عام 1789م، أفاقت فرنسا الفتيه على وقع حدث عظيم أنار ظلام اوروبا بأكملها وصنع عصرا جديدا...ما عرف لاحقا في أدبيات العالم بـ (عصر الثورة) الذي أعتبره كثيرون انتصارا حاسما لقيم انسانية نبيلة شيدت الاساس النظري لدولة المؤسسات والقانون بهيئتها المعاصرة ، فاستحقت ان تكون مصدر الهام نسجت على منواله عديد الدول والشعوب في اوروبا منتصف القرن التاسع عشر وانتقلت الى الضفة الاخرى تاركة خلف ظهرها عهود الخوف و التخلف الأنساني والمعرفي. اليوم نشهد حدثا مماثلا ، تتهاوى أنظمة وحكومـات عربية كان مجرد التفكير في أزاحتـها ضربا من الجنون و الخبل ، وتترنح أخرى بأنتظار مصيرها المحتوم ، في غضون بضعة اسابيع فقط تناسلت الثورة وانتقلت من قطر عربي الى اخر ، وبات الناس يلاحقون محطات التلفزة الفضائية وينتقلون معها من عاصمة الى أخرى وفي كل (حوبة من حوبات التغيير) تعصف بأذهانهم حزمة من الاسئلة حول طبيعة الظروف والملابسات التي قادت وما زالت تقود المنطقة الى هذا الحراك المحموم والمتسارع ، هل ثمة أيدي شيطانية أثمه عبثت باستقرار المنطقة ؟؟ وهل يتعلق جوهر الامر بمؤامرة دنيئة حيكت بليل لاعادة تشكيل جغرافيا سياسية وأجتماعية وثقافية جديدة بالمكان ؟؟ ام أن هناك قراءة اخرى مغايرة تضع هذا (التسونامي) في مكان ما ضمن سلسلة التطور السياسي والتاريخي للأرث الانساسي شأنه شأن الثورات العظيمة السابقة.
|
|
|
|
|
|