(قُل هل نُنبِّئكُم بالأخْسَرينَ أعمالاً * الّذينَ ضَلَّ سَعيهُم في الحياةِ الدُّنيا وهُم يَحسَبونَ أنّهم يحسنونَ صنعاً). ( الكهف / 103 ـ 104 ) (وإذا قيلَ لَهم لا تُفسِدوا في الأرضِ قالوا إنّما نحنُ مُصْلحِون * ألاَ إنّهم هُم المُفسدونَ ولكن لا يَشعُرون). ( البقرة / 11 ـ 12 )
(1)
غريب هو الإنسان، كيمياء نادرة مصاغة من الغيب.. مجهول.. آثر.. مثلج بالخوف وأحيانا بالرهق المثير.. كائن لا حياة له إلا في حدود المجسد.. الجسد الغارق في محيطه.. عجيب هو الإنسان لأنه يتلهى بالإثارة دون أن يكتشف حدوها.. يقول قولته وهو شرير الروح فيظن أن الإيمان قد عبأ القلب.. ويرسم خلجات هواجسه في كل موقعة.. ثم يخرج منها مضرجا بالشفقة.. إن لم تشفق عليّ فسوف أزاحم طيفك أيها العنيد الذي يتلهى بتفاصيل أضغاثي. سوف أجرك إلى مجاميع البحار النازقة.. علك تمطس خيالاتك ثم تتهجأ موتك.. ثم تكون أنت ما يسر الغربان في مواسم جسارتها المتأخرة.. قبل أن يكون المكان منعوتا بصفات المحق (يمحق الله ما يشاء)، والزمان آنية مخزفة بالوعود، والشراهة بئر يغرق فيها المثلجون بالانتصار على الهيّن.. وبعدها يطوّف المقام بسدرة الفقد، فيلهج الشكر في مقابل الجهر المسيء للذات.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة