|
الرسالة الثانية: إلى صفيّة المُلوِّنة (مأمون التلب),,,,,,,,,,,,,,,,
|
الرسالة الثانية: إلى صفيّة المُلوِّنة
"ليست المعجزة أن يطير هذا الإنسان! المعجزةُ أنّهُ لا يَطير" محجوب كبلّو
وَقَفَت صفيِّة أمام عين العالم السحريَّة، المثبّتةُ على بابٍ يطلُّ على الحياة، ورأت، بكمالٍ نبَعَ من الحبِّ، قوّة الكائن البشري وقدرته. وإنني متيقّنٌ أن ما غَنِمَته من هذه النظرة نازعٌ خلاَّقٌ لفتيل قنبلةٍ صغيرةٍ جدَّاً، رقيقةٍ حدَّ الإشفاء، تتلوَّى ألماً داخل كلِّ إنسانٍ مَكبوتةً بتحديدات الخيال واللغة. لذلك، أيضاً، فإن قيمة الشَرَف، التي هَتكوا بها شرفنا جميعاً، قد تغيَّرت وإلى الأبد: إنه لن يعودَ مصلوباً على غشاء بُكارة بل ناطقاً رَسميَّاً باسمِ آلاف الأحلام المُنشَّفةُ من الألوان. كمالٌ نابعٌ من الحبّ؟. لأن انتزاع حقّ المساس بالجسد من إنسانٍ لا يختلف، أبداً، عن موتِ من نُحب. وعندما نفقدُ من نحبّ حقيقةً، يا صفيّة، ينكشفُ أمام أعيننا، وبقوَّةٍ، التزييف الذي لم يتوقّف منذ أن ارتعد الإنسانُ خوفاً أمام أمّه الطبيعة؛ تزييفٌ دفع به إلى اختراع الموت. لا وجود لشيءٍ في هذا العالم يُمكن أن يُسمَّى موتاً إلا كجزءٍ من الحياة، وإدراكُ الحياة الحقيقية لكل كائنٍ عندما يَختفي الوهم الكبير المسمَّى مادةً، عندما تموت حواسّنا الماديّة، السطحيّة، ويشتعل الخيال ويرى قدرةَ من هم خلف الظواهر؛ خلف غشاء البكارة، خلف الوجوه والأسماء، خلف القوانين وطوفانات الطبيعة وحدود الدول وجدران العالم المتنامية بسرعةٍ ستدفعها إلى الإنهيار. إن الموتُ هم من تخلّوا عن أجنحتهم لحفظ ثروات وحياة من يخترعون ذلك الموت داخلهم باستمرارٍ تشيبُ له الولدان. فعلاً إنها لمعجزةٌ أنه لا يطير، هذا الإنسان، معجزةٌ أن تستطيع الدول والآيديولوجيات أن تُحوِّل كائناً إنسانيَّاً، نَسَخت الطبيعة كلَّ ذرةٍ فيها على ملامحه ووهبته خيالاً ولغةً وقدرةً على الابتكار، إلى شيءٍ يَستطيع أن يُؤلمَ كائناً آخر، دعك من قدرته على المساس بمكمن الحبِّ؛ تلك القطعةُ من الجسد التي هي الماء شخصيَّاً حيث يحيا كل شيء؛ منبع الحبّ الذي تتكوَّن منه جميع العوالم، الداخليّة والخارجيّة، المهيّئة خصيصاً لإشعال الاختلاف في التكوين البشري. كيف لإنسانٍ أن يَنشَغِلَ عن حبّ كلّ هذا العالم، الذي يَرقُدُ كأخلَدِ عشقٍ بين يديه، بتدمير الحب؟ أجابت صفيَّة وقالت: سألوِّنُ وأرسمُ. ستلوّنين وترسمين لأنك رأيتِ حقيقة الحبّ الذي لن تستطيع قوّة انتزاعها منك؛ حقيقةٌ محجوبةٌ عن الظاهر، والإمساكُ بخناقها هو المستحيل؛ إنها في الخيال والتصوّر الجارف لكلّ الاختلافات.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الرسالة الثانية: إلى صفيّة المُلوِّنة (مأمون التلب),,,,,,,,,,,,,,,, | Amira Elsheikh | 03-08-11, 06:44 AM |
Re: الرسالة الثانية: إلى صفيّة المُلوِّنة (مأمون التلب),,,,,,,,,,,,,,,, | Amira Elsheikh | 03-08-11, 06:45 AM |
Re: الرسالة الثانية: إلى صفيّة المُلوِّنة (مأمون التلب),,,,,,,,,,,,,,,, | Amira Elsheikh | 03-08-11, 06:46 AM |
Re: الرسالة الثانية: إلى صفيّة المُلوِّنة (مأمون التلب),,,,,,,,,,,,,,,, | Amira Elsheikh | 03-08-11, 06:49 AM |
Re: الرسالة الثانية: إلى صفيّة المُلوِّنة (مأمون التلب),,,,,,,,,,,,,,,, | صديق الموج | 03-08-11, 07:15 AM |
Re: الرسالة الثانية: إلى صفيّة المُلوِّنة (مأمون التلب),,,,,,,,,,,,,,,, | حامد بدوي بشير | 03-08-11, 09:00 AM |
Re: الرسالة الثانية: إلى صفيّة المُلوِّنة (مأمون التلب),,,,,,,,,,,,,,,, | خالد أحمد شطة | 03-08-11, 09:41 AM |
Re: الرسالة الثانية: إلى صفيّة المُلوِّنة (مأمون التلب),,,,,,,,,,,,,,,, | Ashraf el-Halabi | 03-08-11, 09:49 AM |
Re: الرسالة الثانية: إلى صفيّة المُلوِّنة (مأمون التلب),,,,,,,,,,,,,,,, | Amira Elsheikh | 03-21-11, 10:30 AM |
Re: الرسالة الثانية: إلى صفيّة المُلوِّنة (مأمون التلب),,,,,,,,,,,,,,,, | Amira Elsheikh | 03-09-11, 07:02 AM |
Re: الرسالة الثانية: إلى صفيّة المُلوِّنة (مأمون التلب),,,,,,,,,,,,,,,, | Abdlaziz Eisa | 03-09-11, 07:20 AM |
|
|