(شيئان يستحقان المنازعات الكبيره وطن حنون او امراءة تحبك) رسول حمزاتوف

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 07:25 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-08-2011, 04:21 PM

ناظم ابراهيم
<aناظم ابراهيم
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 3734

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (شيئان يستحقان المنازعات الكبيره وطن حنون او امراءة تحبك) رسول حمزاتوف (Re: ناظم ابراهيم)

    مقدمة كتاب أوجاع رسول حمزاتوف - بقلم حنا مينة



    أعترف، كان حبه كبيراً، ربما أكبر حبّ قرأته، أو سمعت به، ولم يكن حباً خيالياً، أو مؤلفاً من كلمات، أو منمقاً على عادة الذين يرسمون قلوبهم على الصفحات، كان أكبر، من ذلك، فيه الشجر، والحجر، والنجم، والماء، والأرض، والزرع، والنسر، والفرس، والسهل، والجبل، وفيه البطولة من أبي طالب الى شامل، كان بكلمة واحدة: داغستان كلها، هذه التي كانت صغيرة في الجغرافيا، فصارت كبيرة في الشعر، وكانت ضائعة بين القارات الخمس، فصارت موجودة على ألسنة الناس في القارات الخمس أيضاً. ‏ الطفل، يولد صغيراً عادة، يشبّ رويداً رويدا، مع الشهر، والسنة، والعقد، كذلك كانت الحال، بالنسبة لنا، ولأطفالنا، وأحفادنا، وكذلك، أيضاً، كانت بالنسبة للكتّاب الذين أحببناهم، من غوركي الى همنغواي الى نيرودا، هؤلاء الذين، في أذهاننا، وقلوبنا، ولدوا مع القصة والشعر، والمسرحية والرواية، اكتشفناهم شيئاً فشيئاً، كما في عصرنا، تكتشف الأجرام السماوية، لكنه هو «رسول حمزاتوف» اكتشفناه دفعة واحدة، مع داغستانه التي قال عنها: إذا أردت أن تعرفها فاقرأني، وإذا أردت أن تعرفني فزرها.. لقد زرناها، عبر أشعاره، وقصصه، وحكاياته، وعبر تلك التي لا توصف بل تعاش: صبابته. ‏ قبل ذلك، كنت أحسب أنني بلغت في حب البحر، معايشته، ومعاناته، والكتابة عنه، حداً لن يبلغني فيه أحد: خمس روايات، وآلاف الصفحات، وعشرات ألوف الكلمات، وما لا يحصى من الوقائع، ومن مصارعة الريح، والموج، والنوء، ومن رصد الشمس، قرصاً أرجوانياً يغطس في مياهه، والصبح ضوءاً ماسياً يولد على صفحته، والغسق، رداء أسود شفافاً، مخرماً، ينفرش على متنه، ثم الزيارة بين مرفأ ومرفأ، والرحلة بين قارة وقارة، والبحارة ذئاب الموانئ، والنساء بغية الرجال الذين اغتربوا، وتاهوا، وضاعوا، ووجدوا ذات يوم، على أرض، ورسوا، ذات فجر على شاطئ، كل هؤلاء في قصص تبدأ ولا تنتهي، ومغامرات، مات فيها الموت، وأثبت الرجال، أنّهم أقوى من الموت. ‏ لقد أحببت البحر مع هؤلاء، وأعجبت بهؤلاء مع البحر، لأنهم به صاروا رجالاً، وهكذا تعشقتهم، وعبدتهم، لكنني، حين قرأت «داغستاني» وجدت رسول «حمزاتوف» أحبّها أكثر، عشقها أكثر، وعبدها أكثر، لا بما هي أديم، بل بما هي بشر، لا بما هي وطن، بل بما هي جزء من وطن أكبر: الاتحاد السوفييتي السابق. وعلى هذا انتزع حمزاتوف مني فرحتي بنفسي، وقناعتي بحبي، وفخري بقلمي، فقد كان فرحه أعمق، وقناعته أرسخ، وفخره بقلمه واسعاً، بعيداً، جميلاً، كمدى الظن. ‏ ذات ليل، في مدينتي اللاذقية، تعرفت الى بحّار. كنا معاً في خمارة، وكانت خمارة بحارة، كل منهم يزعم أنه افترع اللجة، حين كانت عذراء لاتزال، وأنه ملك البحر،هذا الذي هو ملك الملوك، وإذا ببحّار فتى، طويل، ضامر، أسمر، من أولئك الذين سبوا عرائس الماء، يسألني: ‏

    ـ ماذا تريد أنت؟ ‏

    قلت: ‏

    ـ معرفة البحر.. ‏

    ـ البحر أم خلاصته؟ ‏

    ـ خلاصته.. ‏

    ـ انتظر تجد.. أنا من سيعطيك خلاصة البحر. ‏

    بعد أيام هبّت عاصفة على البحر، وثارت الريح والمطر والموج، وجنّ البحر فما من نازل إليه أو طالع منه، وفي قلب هذه العاصفة، ذهب ذلك البحّار الى اللجّة ليضاجعها، لكن اللجّة ثأرت لنفسها فأغرقته في مطاويها، وعندئذ جاء النبأ الفاجع: مات وحش الماء! وشرع البحّارة يبكون، وراحت العاصفة ترقص، وفي قلبها رأيت طيفه، يشير إليّ أن اقترب، فلما دنوت منه قال لي: ‏

    ـ هذه خلاصة البحر، أتدري؟ ‏

    ـ أنت خلاصته؟ ‏

    ـ بطولة البحار خلاصته.. ‏

    ـ ولكنك متّ.. ‏

    ـ الموت ذروة البطولة، فأن تحب، أو ترحل، أو تغامر، أو تصارع، أو تقاتل، فإن الموت علامتك في أنك أحببت، ورحلت، وغامرت، وصارعت، وقاتلت، ودونها تبقى ولا ورقة ثبوتية لديك، وتعيش دون أن تعرف لذة العيش على حافة الخطر، لقد ضاجعت اللجّة، وتلك هي حكاية الرجل حين يعطي نفسه لقضية كبرى، بحجم اللجّة، أو بحجم امرأة مثل كاترين الحلوة.. ‏ ولقد فهمت ما أراده البحّار في حياته، وما أراده في مماته، وعرفت اللجّة، وعرفت المرأة، ولم أجد من يليق بكاترين سوى شامل، لقد كان بطلاً من الجبل، وهي عروس من الماء، ومن اتصالهما سيولد الذي «لا عين رأت ولا أذن سمعت». ‏ يا رسول «حمزاتوف»، بلغتني عنك هذه الحكاية. كنت في موسكو، وكان فيها وفد من الكتّاب العرب. شربت نخبنا، نخب عروبتنا، نخب الحضارة العربية التي فيها من تكوينك عنصر أو عناصر، وحين أعاد أحدهم كأسه ملأى، قلت له: ‏

    ـ اشرب كأسك كلها، فليس في كل مرة يُتاح لك أن تشرب نخب «حمزاتوف».. ‏

    صدقت، ولي في الحكاية عبرة! فليس كل مرة يُتاح لي أن أكتب كلمة صغيرة كهذه عن حمزاتوف، لهذا أكتبها كلها، وأشربها كلها، كأسك، محبتك، داغستانك، وقضيتك التي هي قضيتنا: الحرية والسلام، أكتبها وأنا أعرف أنها لن تبلغ أن تكون قلادة ورد لعنقك، ولا خاتماً من فلّ لأصبعك، ولا تحية قلبية لديوانك، إنما ثمّة عذر، فأنا روائي ولست شاعراً، وإلا لكتبت لك قصيدة عن خنجرك(1). ‏ أنت من تسادا، في داغستان، وأنا من اللاذقية في سورية، انظر: آلاف الأميال تفصل بيننا، لكننا، أنت وأنا، قريبان، أخوان، رفيقان، مناضلان في سبيل إنسانية بلا أوجاع، وهذا، كما قال ناظم حكمت، يوحدنا، ففي صفنا كل الشرفاء، وكل الأحرار، وكل ذوي الإرادة الطيبة، وفي صفنا شامل وحسن الخراط(2) ولوركا وماياكوفسكي، وووصفي قرنفلي(3) وأراغون، وفي صفنا زويا(4) وسناء محيدلي(5) نهر من السماء يفيض على الضفتين. ‏ زرت بلادنا ولم أجتمع بك. خارج غرف الموكيت أنا، أتريد أن تراني؟ أمامك البحر والغابة، وأمامك فتية لا ينتظمهم عقد الاتحاد (6).. ماذا يارسول نفعل بالاتحادات؟ الكلمة، تولد، كفرخ النسر على قمم الجبال، أو تغوص، كسمك القرش، في أعماق البحار، إذا جئت سورية فاسأل عنا هناك، وسنشرب كأسك كلها، ولا نبقي منها فضلة، قال شاعرنا(7) ان الكأس يتثاءب بها، والهوى يكسل معها. ‏ لقد أحببنا بلدنا. أحببناه مثل حبك لداغستان، لكننا كنا على وهم أننا عرفناه، الآن نشعر بالتقصير ونعترف، مع الذين يقولون: أنتم لا تعرفون واقع بلادكم جيداً. إننا لا نعرف، مثلما تعرف، في داغستانك، الفرق بين حصاة وحصاة، بين زهرة وزهرة، وبين لون ولون، وأنت، بعد أن قرأناك أدركنا أن ما كنا نعهده في المعرفة كان في الجهل، وأن علينا، في التطلع الى عالمية الأشياء، أن نعرف محليتها أولاً، أن نعرف سورية في سورية، ولبنان في لبنان، ومصر في مصر، والخليج في الخليج، وعندئذ يستقيم لنا التعبير، ونستطيع أن نكتب مثلك، عن وطن واحد، فإذا به، أوفي ذاته، يجمع الأوطان كلها. ‏ في إحدى رواياتي، غاب الزوج البحّار شهوراً في البحر، ولما عاد، ولامست شفتاه شفتي زوجته، قال لها: «أنت لا تحبينني كما من قبل» دهشت المرأة، سألت: «لماذا؟» قال الزوج البحّار: «هكذا.. شفتاك غير دافئتين كما كانتا يوم زواجنا» فعلاً، كانت المرأة قد أحبّت سواه، وكانت دهشتها أن زوجها اكتشف ذلك، بهذه الملامسة البسيطة! ‏ أنت، بمثل هذه الحساسية المرهفة، الكاشفة، تعرف الفرق بين رجل ورجل، امرأة وامرأة، ماء وماء، شجرة وشجرة، في وطنك، حتى ليخيل الى قارئك، أنك عرفت، في داغستانك، كل الرجال، كل النساء، كل المياه، كل الأشجار، وفوقها كل الطيور والزهور والأعشاب والأغاني وهدهدات الأطفال، والكتابات على الأبواب وعلى أغلفة الكتب، وأن نبض داغستان هو نبضك، وشمسها شمسك، وثلجها ثلجك، وكل ما يولد أو يموت، أو يشبّ أو يشيخ، أو يسعد أو يشقى، على علم به، لأنك تحتضن في داغستان، شمسها وثلجها، ووليدها وفتاها وشيخها وسعادتها وشقاءها، وأنك حين تكتب، تتحدث عن مادة مطاوعة بين يديك، كأنك أنت الذي خلقتها، وجئت، بعد ذلك لتخلقها ثانية: فناً هذه المرّة!. ‏ قال ناظم حكمت: «أن نموت الآن، لنستيقظ بعد مئة، يا حبيبي، لا، لست هاربا، وعصري لا يخيفني» أنت أيضاً لا تريد مئة عام من النوم، لتأتي بعد ذلك والدنيا بخير، أنت تصنع الخير، فالشعر العظيم، الحقيقي، كشعرك، أبداً في الساح، يصارع، يقاتل، يحارب لأجل مثل إنسانية رفيعة، ولا يقف، في المعركة الدائرة، محايداً، بل هو في النقع، حيث الرجولة تقتضي، وحيث الخيل، كما قالت فيروز، طالعة، ونحن أولها، لأن الخيل والرجال، في الصفوف الأولى، تكون، ويكونون. ‏ والشعر؟ هل يقف إلا حيث يقف الرجال في المعركة، ليكون نشيد المعركة؟ إن شعرك هو الرجل، هو المرأة، هو الطفل، هو الفتى، وهو الفتاة، وفوق ذلك هو الحماس الوطني، حين يغني لمنجزات الشعب، ومآثره، وإبداعاته، ويقف بوضوح، ضدّ اللامبالاة، والأنانية، والرياء، والتعالي، وضد كل الشرور وكل الآفات: من الكذب الى الخيانة، من الغش الى الطعن في الظهر، لأنه شعر مرّ بالنار، وسقي بالماء، وتفولذ في بوتقة مبدأ، إذا لم تحمَ بها الكلمة كانت صقيعاً ولو استعارت حرّ افريقيا كله. ‏ ثم وبعد ذلك،، المفاداة تأتي... ‏ أنت، حين تستعرض الجند، يسيرون الى الدفاع عن الوطن، ترى بينهم مكاناً فارغاً، هو مكانك، وعندما تذكر الذين قضوا في المعارك، ولم يدفنوا في الثرى، بل صاروا طيوراً بيضاء تخاطبهم: «أحبائي الراحلين، أنتم تطيرون، وأنا أرى بينكم فسحة في السماء، وأظن أن المكان، هناك، مكاني»، وعلى هذا النحو، حياً وميتاً، مقاتلاً وشهيداً، تعرف مكانك وتريده، لأنه مخصص لك، ولأنك، في الحرب والسلم، تريد القتال والشهادة، فهما أقنومان للرجولة، وأنت في داغستانك موطن رجولة، إن لم تعبّر عن نفسها في شعرك وموقفك، ففي شعر من، وموقف من تعبر؟ ‏ وعندنا، أيضاً، المفاداة تأتي... ‏ نساؤنا، مثل الرجال، يفادون في جنوب لبنان، يقمن بهجمات انتحارية، يصعق العدو لهولها. ذلك أن كل امرئ في المقاومة اللبنانية، يرى مكاناً فارغاً، يصيح: هذا مكاني! أو يرى في السماء بين الطيور فسحة، يصرخ: هذا مكاني! وهذه الخصال، في معانقة الشهادة، خصال عربية، من نبت حضارة أحببتها، وأحببت معها قضية العرب العادلة، فصرت عربياً، روحاً وخافقة، أيها الداغستاني قلباً ولساناً. ‏ وتكتب، كما تقول، عن ثلاثة: البلد، الإنسان، الإنسانية، وهذا الثالوث، في تحققه ثالوثاً، يشمل الكون، ففي الوطن، بداية ونهاية، يتمثل العالم، ومن لا يحب وطنه، لا يمكن أن يحب عالمه، ومن لا يحب الإنسان، عسير عليه أن يحب الإنسانية، والرجل في رأيك يقاتل لأجل أمرين: الوطن والمرأة، وأنا أضيف: المرأة أيضاً تقاتل لأجل اثنين: الوطن والرجل،..فالمعادلة، على هذا النحو، تصبح أكثر صحة ما دام عصرنا، في الكفاح، صار عصر الاثنين، والقمر، في الفضاء الرحب، صار ملعب الاثنين: غاغارين وفالنتينا. ‏ ولكن قل لي يا «حمزاتوف»: كيف تصبح الأشياء في شعرك مؤنسنة الى هذا الحدّ؟ وكيف بأبيات قليلة من الشعر، ترسم داغستان، وروسيا، وفلسطين، والحزن والفرح والعذوبة؟ وكيف الطبيعة، ذات اللغة المعادية، تصبح صديقة، والجبل يكف عن الهدير، والسيل عن اللمعان، والطغيان يخلع عنه ثوب العنف، وتغدو الكائنات مروضة، ثم جامحة، ثم ثائرة، وكرة أخرى حلوة، نبيلة، حبيبة الى هذه الدرجة؟ ‏ الحكمة في كل ذلك سر.. الشيخ، حكمة، السيف حكمة الفرح حكمة، الشعر حكمة، وفوقه سرّ كالإبداع، نحسه ولا ندركه، نعرفه في شعرك، ولا نستطيع تقليده، فهو سهل، كما قالت العرب، ممتنع، وجبلك حكمة وسر في آن، والتآخي معه قانون حياة، فهو، قبل كل شيء بيت نسر وقلعة فارس، وهو عزّهما معاً، وهو مرتع صباهما، وملاذ شيخوختهما، فكل شيء في الدنيا يشيخ، إلا الأغنية المفعمة بأنفاس القرية، المكتنزة بنضارة الشعب، الضاجة بأناشيد المناضلين، الملأى، كما عندك، بالحصى، والأنهار، والخيول، ومنطلق الطير، ولثغة الطفل، وصيحة الرجل إذ يخرج الى عدوه، وبعد ذلك تضيق الأرض بالاثنين! ‏ إنك تشعر بالأسى على من قتلته في ميدان المعركة، وتكره الذين مجبراً ستقتلهم في ميدانها أيضاً، لكنك تعرف القانون: القتل ضد القتل، والعنف ضد العنف، حتى لا يكون، بعد عدوان، أو غزو، أو اجتياح، وحتى لا تشهر فئة سكاكينها على فئة أخرى. إننا إنسانيون حتى أعماقنا، ولأننا كذلك لا نرضخ للقتل، ولا نستكين للعنف، ولا نقبل أن يظل العالم ملكاً لحفنة من اللصوص، يتاجرون، في بلدانهم، بالدماء المجففة، كما يتاجرون بالزنك والغاز والحديد، ويستعدون، إذا لم نوقف جريمتهم، لتسليط القنابل النووية عناقيد موت على رؤوس الناس في الشرق والغرب، وفي أوروبا وأميركا على السواء. ‏ إننا ـ أنت ونحن وجميع المبدعين ـ رسل شعوبنا الى الشعوب الأخرى، ولن نسأل من أنت؟ فجواز سفرك عندنا، ولن نسأل داغستان من أنت؟ فحمزاتوف سفيرها إلينا، وقد تعلّمنا، ونُعلِّم غيرنا، من الصغر الى الكبر، أن لنا مهمة محددة: أن نتقدم باسم أناسنا الى ناس العالم، حاملين الشعر والزهر، وأن نمسح عن الجباه المغبرة، ما علق بها من وعثاء السفر، ونريح المتعبين على صدورنا، ونتقاسم معهم كسرة الخبز ولحسة الملح، وبذلك نكون جديرين بحبنا الكبير، ورومانتيكيتنا الواقعية، ومصادر إلهامنا: الأرض، الإنسان، المرأة. ‏ وسنرفع الحسام في وجه الظلم، ونبني للحزن الخلاق زاوية في الصدر، ونقبل النساء، كل النساء، لأن منهم الأم والأخت والزوجة، وبذلك، حسب تعريفك، تضج الرجولة في إهاب رجولتنا، لكننا أبداً لن ننام والثعالب تطوف بالكرم، ولن نغفو والعدوان يهدد السلم، سنظل، وفاء للرجولة، في الرجال الساهرين على القضية المشتركة، وسنعرف أن نترجم، الى جميع اللغات، العبارة المأثورة: ‏ ماذا يربح الإنسان، إذا كسب نفسه وخسر البشرية؟ ‏ اسمك، يا حمزاتوف، من نار، واسمي من بحر، وكلاهما، في الطبيعة، عنصر قوة.. لكن الشعر أقوى، والرواية أقوى، مادامت الكلمة هي الأقوى، ومادمنا بها نرسم خريطة العالم ووجه الحبيبة، لذلك أختصر مقالتي الى تحية، فشعرك يدخل القلوب، دون مراسم على الأبواب. ‏ قل لداغستانك: إننا نحبها، لأنك أنت علّمتنا حبها، وقل لها إننا على الشاطئ، أقمنا تمثالاً للجبل، وفوقه منارة، هداية للسفن التائهة، وهداية للذين، في معترك المصاعب، ضاعوا في المسافة بين اللجتين. ‏ قل لها، يا أخي، ما أردت، فكل ما تقوله، جميل، جميل، جميل.
                  

العنوان الكاتب Date
(شيئان يستحقان المنازعات الكبيره وطن حنون او امراءة تحبك) رسول حمزاتوف ناظم ابراهيم03-01-11, 06:32 PM
  Re: (شيئان يستحقان المنازعات الكبيره وطن حنون او امراءة تحبك) رسول حمزاتوف محمد الكامل عبد الحليم03-02-11, 08:29 AM
    Re: (شيئان يستحقان المنازعات الكبيره وطن حنون او امراءة تحبك) رسول حمزاتوف ندى عثمان حسن03-02-11, 09:01 AM
      Re: (شيئان يستحقان المنازعات الكبيره وطن حنون او امراءة تحبك) رسول حمزاتوف محمد الكامل عبد الحليم03-02-11, 10:53 AM
        Re: (شيئان يستحقان المنازعات الكبيره وطن حنون او امراءة تحبك) رسول حمزاتوف عادل نجيلة03-02-11, 11:39 AM
          Re: (شيئان يستحقان المنازعات الكبيره وطن حنون او امراءة تحبك) رسول حمزاتوف ناظم ابراهيم03-03-11, 11:49 PM
      Re: (شيئان يستحقان المنازعات الكبيره وطن حنون او امراءة تحبك) رسول حمزاتوف ناظم ابراهيم03-02-11, 06:00 PM
    Re: (شيئان يستحقان المنازعات الكبيره وطن حنون او امراءة تحبك) رسول حمزاتوف ناظم ابراهيم03-02-11, 05:42 PM
      Re: (شيئان يستحقان المنازعات الكبيره وطن حنون او امراءة تحبك) رسول حمزاتوف ناظم ابراهيم03-03-11, 11:46 PM
        Re: (شيئان يستحقان المنازعات الكبيره وطن حنون او امراءة تحبك) رسول حمزاتوف عاطف عبدون03-04-11, 01:33 AM
          Re: (شيئان يستحقان المنازعات الكبيره وطن حنون او امراءة تحبك) رسول حمزاتوف ناظم ابراهيم03-04-11, 05:23 AM
            Re: (شيئان يستحقان المنازعات الكبيره وطن حنون او امراءة تحبك) رسول حمزاتوف ناظم ابراهيم03-05-11, 01:33 AM
              Re: (شيئان يستحقان المنازعات الكبيره وطن حنون او امراءة تحبك) رسول حمزاتوف محمد الكامل عبد الحليم03-05-11, 05:15 AM
                Re: (شيئان يستحقان المنازعات الكبيره وطن حنون او امراءة تحبك) رسول حمزاتوف ناظم ابراهيم03-05-11, 06:54 PM
                  Re: (شيئان يستحقان المنازعات الكبيره وطن حنون او امراءة تحبك) رسول حمزاتوف محمد الكامل عبد الحليم03-06-11, 05:29 AM
                    Re: (شيئان يستحقان المنازعات الكبيره وطن حنون او امراءة تحبك) رسول حمزاتوف ناظم ابراهيم03-06-11, 04:09 PM
                      Re: (شيئان يستحقان المنازعات الكبيره وطن حنون او امراءة تحبك) رسول حمزاتوف ناظم ابراهيم03-08-11, 04:21 PM
                        Re: (شيئان يستحقان المنازعات الكبيره وطن حنون او امراءة تحبك) رسول حمزاتوف ناظم ابراهيم03-19-11, 07:51 AM
                          Re: (شيئان يستحقان المنازعات الكبيره وطن حنون او امراءة تحبك) رسول حمزاتوف ناظم ابراهيم03-25-11, 07:10 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de