الشعب يريد اسقاط النظام حتماً سيسقط النظام / عاطف فارس
لقد بدا العد التنازلي لسقوط النظام الحاكم فى الخرطوم منذ صباح الثلاثين من يناير 2011 ، واهنيء كل من شارك من الشباب في مظاهرات ذلك اليوم ، واقول لهم هنيئا لكم ، لقد دخلتم التاريخ من اوسع ابوابه ونلتم شرف اشعال فتيل الثورة السودانية . ان الثورة العارمة اشتعلت لا مناص، وسيزيد اوارها لا ريب ، شئنا نحن ام ابينا ، شاء النظام الغاشم ام ابى ، انها حتماً مقضياً ، يكادون يحسون لفحها علي وجوههم ، وحقيقةً لم تكن الاوضاع الداخلية او الخارجية يمثل هذا التهيؤ لنشوبها ابداً ، فالنظام قد تعاقدت وتشابكت واحتقنت ازماته بحيث لم يبق الا الانفجار الهائل لبركان الغضب الشعبي ، الغلاء وصل مراحل غير مسبوقة ، وتدهور الاوضاع المعيشية يتواصل بطريقة درامية ، حتى ان بوادر مجاعة طاحنة تلوح فى الافق ، الفقر ضرب بأطنابه فى كل البلاد ، الفساد استشري في كل مفاصل الدولة ، مشكلة دارفوركل يوم تزداد تعقدا، جنوب السودان اعلن انفصاله وفى جيبه 70فى المائة من ميزانية الدولة ، النيل الازرق وجبال النوبة والشرق ودارفور يعيدون حساباتهم ويفكرون جديا فى حال عدم رحول هذا النظام فى قول ( مع السلامة يا سودان ) وعلى الصعيد الخارجى ، ها هي شعوب المنطقة تسطر في الشوارع الهادرة ، الحقائق الخالدة ( لا قاهر لأرادة الشعوب ) ( اذا الشعب اراد اسقاط النظام فلابد ان يسقط النظام ) التحية لشعبى مصر و تونس وهما يعبدان الطريق بالدماء الذكية الطاهرة ، ويلهمان الشعوب في خوض معارك الكرامة الانسانية نعم لقد بدأت الثورة في الثلاثين من يناير، حين خرج أولئك الشباب اليفع يهتفون ( الشعب يريد ... اسقاط النظام) ( بالروح ... بالدم ... نفديك يا سودان ) ولقد تعامل النظام مع تلك الهبة الشبابية ، بطريقة عنيفة ومفرطة في القسوة ، عكست ضخامة خوفه وتوتره ، لقد تجاوز هؤلأ الشباب الاحزاب التقليدية المترددة بين منازلة النظام في معركة فاصلة وبين التفاوض معه الى يوم يبعثون. ، والذين ينادون بأرجاء اسقاط النظام حتى لا تتأثر اتفاقية نيفاشا ، أو المشورة الشعبية لجبال النوبة والنيل الازرق ، هم يغردون خارج السرب ويلوون عنق الحقيقة ، فدولة الجنوب قد صارت حقيقة واقعة ، اضافة الى ان اتفاقية نيفاشا تحكمها قوانين دولية ولا يؤثر فيها بقاء هذا النظام أوذهابه ، وأن خير سند ودعم لحكومة الجنوب الوليدة وجبال النوبة والنيل الازرق ودار فور هو اسقاط هذا النظام الان وليس غدا .. واناشد ابناء الجبال والنيل الازرق وجنوب السودان ودار فور المتواجدين بالمدن الشمالية الالتحام مع اخوانهم من بقية الاقاليم فى صفوف الثورة ،فسقوط هذا النظام هو الخطوة الصحيحة لحلحلة كل مشاكل السودان بما فيها مشكلة التهميش الجغرافى والاجتماعى والتى كرس لها هذا النظام بخطابه العنصرى والاستعلائى .. اما حديث السيد الصادق المهدى ، حول ان اسقاط النظام الان سوف يؤدى الى تحويل السودان الى صومال اخر ، اقول له ليتك اعتزلت العمل السياسى فى يوم 26 يناير كما وعدت ، فما كنت قلت ما قلت ، وما كنا كلفنا انفسنا مشقة الرد .. اذا كان ثمن ذهاب هذا النظام الذى جاهد بشبابنا فى الجنوب الحبيب ، وقتل من قتل ثم فصل ذات الجنوب عن الوطن ، هذا النظام الذى عذب وقتل الالاف من شعبنا العظيم فى دار فور ، هذا النظام الذى افقرنا واذلنا وبعثرنا فى اطراف الدنيا ، هذا النظام الذى جلد نساء بلادى فى الشوارع ، هذا النظام الذى يتحرش جنسيا بالطالبات فى اقسام الشرطة ، هذا النظام الذى ضرب بنتك امام اعينك .. اذا كان ثمن ذهاب النظام ان بتحول السودان الى صومال ، يا سيدى فليتحول السودان الى صومال ... فهل لديك دفاعا اخر عن هذا النظام غير تخويفنا بما هو فى رحم الغيب . ان الثورة انطلقت ، يا شعب السودان العظيم ، آن الآوان لدك حصون الطغاة من الاساس ، آن الاوان لنخط بالدماء معني ان يكون السودان او لا يكون ، آن الاوان لتعرف كل الدنيا اننا شعب معلم..وشعب بطل... واقول للشباب الثائر ، ان التظاهر السلمي حق كفله لكم حتي دستور هذا النظام البائس ، وهو حق انساني اصيل، وسلمي لا تعني ان لا تدافعوا عن انفسكم ، فالدفاع عن النفس هو الاخر حق انساني اصيل ،فأن اعتدت قوات امن النظام عليكم ، امطروهم حجارة من سجيل ، واستخدموا سياسة الكروالفر واستدرجوهم من حيث لا يعلمون ، انتم الاعلون في الابداع والابتكار فابتدعوا وتفننوا في اساليب النضال وهزيمة الطغيان،انهم خائفون مذعورون لانهم يدركون انهم العادون وان مصيرهم المحتوم قد حان فلا تخافوهم،وامام صمودكم وثباتكم وتماسككم سيفرون مثل الفئران حين تشب النيران فى المزارع استعدادا لموسم جديد ، حاولوا دراسة التجربتين التونسية والمصرية بعمق مع التركبز اكثر على التجربة المصرية ، للتقارب الكبير بين الواقع المصرى والسودانى ومع ذلك لا تهملوا الفوارق والاختلافات الواقعية بيننا وبينهم ، واهم هذه الفوارق ، ان النظام الحاكم فى السودان لا يضاهيه فى جبروته وتجرده من الانسانية نظام اخر ، انه نظام احاط نفسه بأله عسكرية جباره ، وعن طريق هذه الاله وحفاظا على كرسى السلطة على استعداد لحرق كل الوطن ، ولكن رغم كل هذا الجبروت الطاغى ، لا تهنو ا ولا يصيبكم الاحبا ط ، فانتم الاعلون لان الحق معكم ، واعرفوا ان لكل جبار ( كعب اخيل ) فأبحثوا عن كعب اخيل هذا النظام ، وحتما انتم واجدوه .. ايضا من الفوارق المهمة ، ان نظامى مصر وتونس لم يأخذا بما كان يدور فى العالم الاسفيرى بجدية استفادت الجماهير من عنصر المفاجاة ، ولذلك كان ارتباك تلك النظم واضحا عندما تنزل ذلك العالم الاسفيرى الى ارض الواقع ، لكن نظام الخرطوم وعى الدرس جيدا فجند كوادره لمتابعة ورصد وتحليل ونقل كل ما يدور فى فضاءات الفيس بوك والتويتر ومنابر الحوار السودانية الى اجهزة الامن .. فأحرصوا ايها الشباب على استعمال اسماء حركية ، وابتدعوا شفرات ورموز وباسوردات يصعب على امن النظام فكها .. لا تكشفوا لهم كل اوراقكم ، خصوصا اماكن وازمان المظاهرات ضللوهم باماكن وازمان وهمية ، وانتفضوا وتظاهروا حيث لا يتوقعونكم ، ابداؤا بالآماكن التى لم يحشدوا فيها قواتهم ، ركزوا فى البدء على الاطراف أو المدن البعيدة ، ومن ثم تقدموا الى الوسط والمركز ، فليكن ميدان ابو جنزير وميدان عقرب وشارع القصر اهدافا اخيرة وليست محطات اولية ، ضعوا اقنعة على وجوهكم ، فهى اضافة لاخفاء هوياتكم عن صبية امن النظام تقلل من تأثير الغاز المسيل للدموع ولتعلموا ان ازاحة هذا النظام الغاشم لن تتم بين عشية وضحاها ولا بمظاهرة واحدة بل سيحتاج الامر الى ايام وليالى .. يتم فيها نتف ريش هذا النظام ريشة ريشه حتى يوم النصر المبين والحاسم حيت تشتعل الخرطوم عن بكرة ابيها هاتفة داوية الشعب يريد اسقاط النظام .. حتما سيسقط النظام .. وأقول لمن ينفخون في جمر الثورة سواء بايقاد الشموع او بالوقوف امام ابواب المنازل او بابواق السيارات او بالكتابة فى الانترنت لكم التحية والتجلة واصلوا شحذ خيالاتكم وحتماً ستبدعون و ستنتصرون. وانتم تحلقون باجنحة خيالاتكم لا تنسوا الواقع السوداني وحال محمد احمد الغلبان وتركيبته النفسية والمزاجية ، لا تنسوا الارث السوداني الزاخر باساليب النضال المجربة لتطوروها في كل الاتجاهات ، وانتم تنفخون في جمر الثورة السودانية توجهوا بخاطبكم الى الفقراء والمزارعين والعمال ، الى الاطراف واهل الهامش الجغرافى والاجتماعى ، الي راكبي الحافلات والبصات والركشات والدراجات ، الي سائقى الحافلات والبصات و سائقي الكارو والرقشات ، لا تكترثوا الان لسائقي السيارات (المكندشة والمظللة) وقاطني الفلل والقصور فالثورة هي ثورة الجياع والفقراء ... يا مناضلي الكي بورد واصلوا نفخكم في جمر الثورة ، لقد اثبتت تجربتي تونس ومصر الدور الحاسم للشبكة العنكبوتية والرسائل النصية في ضخ الدماء الجديدة في شرايين الثورة ، نعم ان الفقراء الجائعون قد لا يملكون اجهزة حاسوب و خدمات انترنيت ، ولكن صدقوني ستصل رسائلكم ونداءاتكم اليهم ... وسيفهمونها ... وما تفعلون هو لعمري اكبر كثيراً من . فعل القلب ) و ( اضعف الايمان ) ان لم يكن هو الايمان بعينه [email protected]
اما حديث السيد الصادق المهدى ، حول ان اسقاط النظام الان سوف يؤدى الى تحويل السودان الى صومال اخر ، اقول له ليتك اعتزلت العمل السياسى فى يوم 26 يناير كما وعدت ، فما كنت قلت ما قلت ، وما كنا كلفنا انفسنا مشقة الرد ..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست