Quote: حدثتني جدتي أن رجلاً تشبه أسنانه الفول المدمس سيأتي مع أبي عند عودته من صيدالفيل في ذلك العام .. كان ذلك منتصف السبعينات وشهر يوليو الممطر يحيل التبون إلي بركةٍ غمرت مياؤها كل العتامير المجاوره . فأفرخت (رهودها) أسراباً وجماعاتٍ من طائر (فريخ أم بِط ) هذا الكائن المائي الذي اعياني وشقيقي الشهيد سالماً الأمساك به .. إلا في ذلك العام الذي جرفت مياهه كل شيئ . وألقت رياحه العاتيه أشجاراً طالما ظننا ذات يوم إنها لن تخور ! ( فالصهبايه أم صفاره والعرديبايه الحامضه ) الشجرتان اللتان ظلتا معلماتاريخياً بارزاً حول رهد التبون الكبير ( أبوكلاقي) وكل مانسج حولهما من أساطير وأحاجٍ .. جعل من الممكن إختراق بعض النواميس والمسلمات ، فيقع( فريخ أم بط ) ضحيةً سهلةً تحت أقدام شقيقي سالماً .. الذي خاض له أعماق (أبو كلاقي ).. فيعفصه بقدمه الأيسر ويلوح لي به ، فأنتشي أنا في الضفةِ المقابلة بهذا النصر المبين.. لطالما أعى هذا الفريخ الأمساك به كل أولاد الحله حتي أولئك الذين قدموا إلي منزلنا في ذاك العام من منطقة ( كبسور ) الخلويه .. في ذلك العام تحطمت أساطيرٌ كثيره .. فما ظلت تحكيه لنا ( حسنه ) علي الدوام ، من أن لعب ( ود أم مصقاع ) دائماً مايتسبب في تأخير هطول الأمطار .. وإن الناس دائماً مايفقدون محاصيل حيةً وإستراتيجية بسببنا نحن الصغار ، أو هكذا كانت ترانا( حسنه ) بطبعها الخلوي الجميل .. وأحاجيها التي دائماً مانأخذها مسلماتٍ لاتقبل الجدل ؛ كانت كل تلك الأساطير قد جرفتها مياه ذاك العام ، مثلما إقتلعت شجرتى (الصهب والعرديب) . في تلك الليلة كنا نرقب نوراً يعلو ثم يخبو فيتضاءل رويداً رويدا ،، فالمسافات هنا أوسع من إرادة الأشقياء ومساء تلك الليلة إبرٌ من شتاء تكاد تفقأ عينى خاطر .. إنه ذات الرجل الذي حكت لي جدتي ، بأن رجلاً تشبه أسنانه الفول المدمس سيأتي مع أبي عند عودته من صيد الفيل ..
ياسلام يامحمد كأنك تحمل كاميرا وريشة "ماشاء الله" وليس تكتب عبر الكى بورد ماصورته فى المداخلة اعلاه لوحة كاملة يشع منها ضوء ونور وتعيش بها مخلوقات متحركة وثابته طائر "فريخ ام بط " كأنى اراه الان بدقة ووضوح فى اى من بواط المجلد قديما فى فصل الخريف فأشم ريحه النونو وأتذوق طعم الستيب .... بدأت المخلوقات والشخصيات الان فى الظهور فى كتابتك بيسر وبسلطه ومهارة فائقة وكذلك الاسطورة التى تسود فى كافة القرى بتلك النواحى وربطها بظواهر الطبيعة ... شجرة " الصهبايه أم صفار" ما أشد بياض لهيب نارها بتلك الفجاج حين توقد فى الشتاء او اول الرشاش وتلك الشجرة الصهباية شديدة البياض المائل للإصفرار ولعل هذا سبب تسميتها بالصهب والمفردة فصيحة ... لاحظ تماسك الحياة والعادات فى قريتكم تلك عبر إختلاف الاجيال: صيدك والشهيد سالم لفريخ أم بط وصيد والدك والرجل الذى تشبه أسنانه الفول المدمس رفيقه فى صيد الفيل... وصف حبوبتك لاسنان هذا الرجل بالفول المدمس وصف بليغ جدا ويدل انه يتناول التنباك لكن فصاحة التعبير عند المسيرية تحديدا جعلتها تعبر عن ذلك بهذه الجملة الموحية: هذا الجواد اللحو ربما كان رفيقهما فى صيد الفيل وطرد الزراف بنواحى الردوم:
< وهذه التبلدية الشامخة ربما كانت تجاور تلك " الصهباية الصفرة والعرديباية الحامضة:
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة