|
تكريم سوار .. مؤشرات ودلالات
|
سبق لي أن نشرت من قبل عن هذا الناشط السياسي النافذ منذ أن كان طالباً بجامعة الخرطوم .. وكان تنظيم الحركة الإسلامية يري في الطالب وقتها حاج ماجد سوار عقلا ً إلكترونيا ً جبارا ً .. يمكن أن يستودع فيه التنظيم مرتكزا ته الفكرية وأيديولوجيا أعوام مايزال تنظيم الأخوان داخل الجامعات السودانية وخارجها .. يرسم خارطة ً لثورة ٍ عسكرية ٍ قد تحدث تغييرا ً في فلسفة الحكم وتفتح صفحات لعلاقات خطابها السياسي والدبلوماسي الداخلي وذاك الخارجي .. في تعاملها مع عالم لم يخرج بعد من عباءة النظام السياسي الجديد الذي وضعته الإدارة الأمريكية فتبد أ التسعينيات بحرب العراق وسقوط المجتمع الاشتراكي وانهيار دويلات المد الإسلامي في البوسنة والهرسك ( يوغسلافيا سابقا ً ) .. ولكن كانت ماكينة الثورة أسرع من سلحفائية الأحزاب التي انشغلت بترتيب شأنها السياسي ومصالحها الخاصة بعيدا ً عن احتياجات الشعب عندما يقل وينعدم الخبز ويسهر الناس في محطات الوقود الأسابيع الطوال .
كانت الأحزاب التي أنهكت قوي القوات المسلحة ،، في وقت ٍ يخرج فيه تمرد 1983 م فيلفظ الدكتور جون قرنق ورقة الشريعة الإسلامية و راء ظهره فيضع نظام النميري أمام تحد الشعب والانتفاضة التي وضعت نهاية ً تراجيدية ً لحاكم ٍ عسكري كان يتمشي ما بين البنتاغون والبيت الأمريكي الأبيض .. كان تمرد 83 الذي يقوده الجيش الشعبي والحركة الشعبية لتحرير السودان يدك حصون ألكرمك وقيسان ويهدد مدن شرق النيل ..فكانت ثورة الإنقاذ الوطني .. وسيرة ٌ من الجهاد والاجتهاد .. فلمعت أسماء ٌ شابة ٌ وسط كوادر تنظيم الحركة ، وكان سوار أحد هؤلاء.. تمضي الثورة ُ.. تتعاقب عليها الحقب والحقائب ُ السياسية .. فينشق الأخوان ..ويصبح البقاء للذين وضعوا علي ظهورهم مرتكزات ومبادئ التنظيم . إلا أن جاء َيوم ٌ وقع فيه الناس علي اتفاقية السلام الشامل .. فيتطور الخطاب السياسي الداخلي للثورة .. تتحول من الشرعية الثورية إلي الشرعية المدنية .. ثم تبدل بزتها العسكرية َ بلباس ٍ مدني .. فتدفع بكوادرها الشبابية إلي أمانات الشباب والتعبئة السياسية .. فكان لحاج ماجد سوار دورا ً كبيرا ً في تفعيل الخطاب التنظيمي وسط الشباب إدراكا ً لمقتضيات المرحلة ووعيا ً بمؤشرات المستقبل السياسي داخل الحزب .. ثم يغادر السوار إلي أمانة التعبئة السياسية التي أسهمت بأعلى نسبة في إنجاح حملة الرئيس الانتخابية .. وبالرغم من أن الحاج ماجد سوار هو الآن يعمل وسط أكبر قطاع للشباب ،، وزير اً اتحاديا ً ، إلا أن الرجل مازال يعطي وقتا ً لأمانة التعبئة السياسية .. ولعل دعوة ٌ من نفر كريم من أبناء جنوب كرد فان إلي تكريم الرجل تعتبر لفتة ٌ بارعة .. فالسيد الوزير سوار .. أعطي ولم يطلب .. فهو أهل ٌ للتكريم والتشريف به .. فهي دعوة ٌ لاتخلو من مؤشرات ودلالات نسعد ونتشرف بها ..
|
|
|
|
|
|