مساءُ الخيرِ يا وطني مساءُ الخير مساءُ الخيرِ عبرَ حُدُودِك القُصوَى مساءُ الخير فممنوعٌ أنا أن أقربَ الشارِع فتدهسُنِي ... جحافِلُ فَرقِنا الشاسِع مساءُ الخير ممنوعٌ أنا أن أقربَ الشارِع أن أتحسّس الإسفلت مُعترضا على موتِك وممنوعٌ من التِسواحِ عبر الجهرِ بالأصواتِ كي يعلو هنا صوتَك أنا أهواكَ يا وطني ولكني تكبلُني هشاشاتُ الخطى نحوَك ... وصوتُ الطلقِ والبمبانُ يرهبُني ويوقفُنِي بأرصفتِك مساءُ الخير يا ممشوقاً الممشى وولّاداً عهدتُك أنت لا تخشى وتبصرُ في ظلامِ الليلِ لا تعشى فمن أفشى بسرِّ غرامِنا الأزليِّ يا وطني من باعوك للغرباءِ للدخلاءِ من أوشى من باعوا أسودَ الغابِ ... نفطَ دِماكَ ... والصحرا من سحبُوك من قدميكَ مدميّاً كقربانٍ لزوجةِ حاكمِ اللاهوت؟؟ أيا وطني .. فماذا تخشى بعد الموت وزوجتُنا تسبُّ الحاكم الأعلى وتدعوني لكي أتجنبَ الشارع بحجةِ أنها حُبلى وتخشى من نزيفِ الطلق وأمي إذ تهاتفَني وتسألَني : رويداً قُد فزغبُك كالندى والطلْ ولا تغضب فمولانا بهم أكفلْ أبي يلعن ويدعوني لكي أعقلْ فجند الحاكم الأعلى ك######ِ الحيِّ لا تغفلْ تعضُّ القاصي إن أقبلْ فيا وطني ... فديتك.. كيف لا أرحل؟؟ فنـزفُك ختمُ تِسفَاري جوازِي : بعضُ أفكاري لأتسوَّل أقرّ بأنني عاجز وأعبرُ مثلَهم حاجز جدارَ الخوفِ والإسفنج والإسفنجُ يا وطني بغيضٌ إذ يمصُّ النـزفَ مُنتفِخاً كشِعري إذ أنا راجز ومعتلقاً برسمِ مدافنِ الشهداء وإكليلاً أطرّزُه بقبركَ أنت يا طه يا قرشيُّ يا محجوبُ يا فائز ونحن الخاسر الأكبر مساءُ الخيرِ يا وطني مساءُ السُكرِ والأفيونِ والسُكّر مساءُ القمحِ والمعجونِ والصابونِ والزيتونِ والزعتر مساءُ الشايِ والقهوه مساءُ النَردِ والشِطرنجِ والحلوى مساءُ العودِ والأشعارِ والسلوى مساءُ النخلِ والأبنوسِ والصلواتِ والفلواتِ والخلوه مساءُ البردِ.. أغطِيَتي هُنا ضاعت وتُربُك لي كما العنبر مساء الخير يا وطني أنا باقٍ هُنا أكثر وأطفالي هنا تلهو وأحلامي بهم تكبر مساءُ الجهرِ يا وطني مساءُ الجهر... فالأحلامُ لا تخشى لظى العسكر
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة