|
|
 Re: مبارك في آخر أيام حكمة... قوله ، تصرفه ، غضبه (بوست توثيقي) (Re: محمد ادم الحسن)
|
اذاعة هولندا العالمية/محمد عبد الرؤوف- " اسمي حسني مبارك" كان هذا هو رد الرئيس المصري السابق حسني مبارك على السؤال الذي وجهه له أحد الصحفيين الأجانب عقب تولية الحكم منذ 30 عاما عما إذا كان سيسير على خطى سلفه أنور السادات أم سيتبع سياسات جمال عبد الناصر. ويبدو أن الإجابة كانت بالفعل معبرة عن سياسة الرجل طيلة حكمه حيث لم يتبني اي تغيير جذري أو مغامرات عسكرية بعكس سلفيه بل كان الاستقرار الذي وصل إلى الجمود احيانا وعدم المخاطرة هو المنهج السائد لأغلب فترات حكمه الذي استمر لثلاثين عاما أي اكثر من فترتي حكم عبد الناصر والسادات مجتمعتين. لكن ذلك الأستقرار لم يحول دون أن يصبح مباركرئيسا سابقا بعكس سلفيه الذي غادرا القصر الرئاسي برحيلهم عن عالم الأحياء. فلماذا أمسي مبارك رئيسا سابقا؟ للإجابة عن ذلك السؤال لا بد من الغوص في تاريخ الرجل وحكمه للبلاد.
التزام وتفوق بدون خبرة سياسية
ولد محمد حسني مبارك في أحد القرى التابعة لمحافظة المنوفية شمال القاهرة عام 1928 وأكمل تعليمه في المدارس الحكومية حتى التحق بالكلية الحربية وتخرج منها عام 1949 ثم الكلية الجوية عام 1950. وهنا لابد من أن نشير إلى أن مبارك ينتمي إلى الطبقة المتوسطة المصرية التي التحقت بالمدارس الحكومية ووجدت في القوات المسلحة سبيلا إلى النجاح والارتقاء خاصة بعد أن وقعت الحكومة المصرية اتفاقية 1936 مع بريطانيا والتي سمحت بزيادة عدد أفراد القوات المسلحة، وهي الفصيل الذي سيخرج منه مجموعة الضباط التي ستطيح بالنظام المصري في انقلاب 23 يوليو 1952 والذي سيعرف فيما بعد بثورة يوليو. وكان من النتائج الهامة لما جرى في يوليو 1952 أن تخلت البلاد عن الليبرالية السياسية والثقافية التي لم تكن كاملة وخضعت لنوع من الحكم العسكري بقيادة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذي اكتسب شعبية عبر سياسات اشتراكية تعاطفت مع الفئات الفقيرة وتبني خطاب معادي للغرب وإسرائيل مع غياب أي معارضة وسيطرة تامة على وسائل الأعلام واقدامه على توفير التعليم بكافة مراحلة بالمجان لأفراد الشعب وهي سياسات سيكون لها مردود كبير على حال البلاد فيما بعد . ووسط هذا التحولات الجذرية كان مبارك يشق طريقه في عالم القوات المسلحة بنجاح كبير وهو ما يرجع إلى الالتزام والتفوق وهي الصفات التي اتاحت له أن يترقى ليصل إلى قائد القوات الجوية في حرب 1973 . وبعد الحرب اختاره الرئيس السادات نائبا له في مرحلة بدت الأمور فيها غير واضحة المعالم على الكثير من المصريين حيث تخلي السادات عن السياسات الأشتراكية لسلفه عبد الناصر وتبنى موقفا معاديا للاتحاد السوفيتي ويقترب من الولايات المتحدة وأجرى اتفاقية سلام مع اسرائيل. وهنا لا بد من الإشارة إلى أن مبارك لم يكن له قبل اختياره نائبا للرئيس أي خبرات أو تجارب سياسية قط، بعكس السادات وعبد الناصر اللذين مارسا السياسة قبل ثورة يوليو. ومع تولي مبارك حكم البلاد عام 1981 بدا أن هناك العديد من المشاهد التي تسيطر على عقل الرجل وهو يؤدي اليمين الدستورية. فمن جهة كان هناك مشهد الهزيمة العسكرية المريرة عام 1967 وتنحي الرئيس عبد الناصر وتراجعه ثم وفاته وجنازته الحاشدة. كما كان يحضره مشهد اغتيال الرئيس أنور السادات على أيدي أفراد من القوات المسلحة. وشكل المشهدان القناعة السياسية التي ستحكم الرئيس طيلة سنوات حكمة وهي إمساك العصا من المنتصف وعدم المخاطرة بإجراء أي تغييرات أو اصلاحات جذرية قدر الإمكان ومحاولة استدعاء تراث سلفيه عبد الناصر والسادات في آن واحد في العديد من القضايا في مشهد بدا أحيانا متناقضا.
امساك العصا من المنتصف
في السياسة الخارجية، كان مبارك مقتنعا بمواقف سلفه انور السادات في الاقتراب من الولايات المتحدة والسلام مع اسرائيل لكنه في الوقت ذاته اعاد العلاقات مع الدول العربية وهي الصلات التي كانت قد انقطعت بعد اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية. لكن الأزمة أن تلك السياسات الخارجية لم تصاحبها محاولة جادة لدمج الأغلبية من الشعب المصري في ذلك التوجه السياسي وإجراء إصلاحات تعليمية وثقافية ضخمة لتحويل المواقف الشعبية السلبية حيال الحلفاء الجدد. بالطبع كانت تلك الإصلاحات ستواجه معارضة ضخمة في داخل البلاد وربما كانت ستعجل بنهاية نظام مبارك مثلما جرى في إيران. ويمكن لمعارضي مبارك القول أن سياسته الخارجية قزمت دور مصر الإقليمي وانها جعلتها شريكا لإسرائيل ومجرد تابع للولايات المتحدة مثلما حدث في حرب الخليج 1991 التي اشتركت فيها القوات المصرية ضمن التحالف الدولي لتحرير الكويت. لكن المدافعين يمكنهم الإشارة إلى أن قرارات مبارك الاستراتيجية كفت البلاد عناء الحروب كما أنها ضمنت لمصر أن تكون ضمن معسكر القوة العظمي أي الولايات المتحدة وأن المشاركة في حرب الخليج حمت مئات الألاف من المصريين من العاملين في دول الخليج من المصير المأساوي الذي لاقاه نظرائهم اليمينيين والفلسطينيين الذين دفعوا ثمن تأييد الحكومة اليمينية ومنظمة التحرير الفلسطينية لصدام حسين وقراره بغزو الكويت.
وبغض النظر عن أي الفريقين أقرب للصواب فإن الوضع في مصر ظل لفترة طويلة يتمثل في تحالف النظام المصري مع الغرب وإسرائيل مع الحفاظ على علاقات جيدة مع أغلب الدول العربية خاصة تلك التي تنتمي إلى ما بات يعرف بمعسكر الاعتدال، بينما قطاعات عريضة من الشعب المصري تظهر مواقف سلبية تجاه الولايات المتحدة وإسرائيل لكنها في الوقت ذاته راضية عن حقيقة أن مصر لم تخض غمار أي مغامرات عسكرية مع إسرائيل أو غيرها.
إصلاح اقتصادي أم فساد
وانسحبت نفس القناعة وسياسة امساك العصا من المنتصف على سياسة مبارك الداخلية. ففي المجال الاقتصادي استمر النظام المصري في تبني سياسة السوق المفتوحة المرتبطة بالنظام الرأسمالي لكنه حافظ على سياسة الدعم الحكومي للعديد من السلع الأساسية وسط معارضة سواء من قبل أنصار الليبرالية الاقتصادية أو المدافعين عن التوجة الاشتراكي وتدخل الدولة. وهنا لا بد من الإشارة إلى أن مبارك عاصر أحداث يناير 1977 عندما خرجت الجماهير الغاضبة إلى الشوارع احتجاجا على القرارات الاقتصادية برفع الدعم عن السلع الرئيسية مما اضطر الرئيس السادات إلى التراجع عن القرارات. وهكذا ظل نظام مبارك يؤيد سياسات السوق المفتوحة والاستثمارات الأجنبية مع التخلي عن القطاع العام بتطبيق سياسة الخصخصة لكن مع محاولة الحفاظ على الدعم لحماية الطبقات الفقيرة. لكن بدا أن الموقف تغير في السنوات الأخيرة، حيث ازدادت جرعة السياسات الليبرالية الاقتصادية بصورة كبيرة مع سطوع نجم جمال مبارك النجل الأكبر للرئيس وهو المصرفي الذي تلقى تعليما غربيا وعمل لفترة في بريطانيا. ويرى منظرو السياسة الأقتصادية الجديدة للنظام انها عادت على البلاد بالمزيد من الاستثمارات وتدفق الأموال وساعدت على توفير آلاف الوظائف وارتفاع مستوى معيشة الطبقة المتوسطة مستشهدين بالأرقام الدولية التي تتحدث عن ارتفاع الدخل القومي ومشيرين إلى إن الأزمة ليست في تطبيق الدولة للسياسات الاقتصادية الليبرالية بل في أنه لم تطبقها كاملة بحيث تتخلى عن الدعم تماما لتوفير المبالغ الضخمة التي تنفق عليه. المعارضون بالطبع لديهم الكثير ليقولونه فمبارك عندما حاول ان يتخلى عن سياسة إمساك العصا من المنتصف لم يقدم بديلا للطبقات الفقيرة والمعدمة التي ازدادت معاناتها ووصل الأمر إلى زيادة ضخمة في سكان المناطق العشوائية والمقابر بينما تضخمت ثروات الطبقة الغنية بالإضافة إلي عدم وضع حد أدنى معقول للأجور. كذلك ارتفعت معدلات البطالة بصورة غير مسبوقة كما يستشهد بالأرقام الدولية التي تضع مصر في أدنى مرتبة فيما يتعلق بالشفافية والتنافسية. أما الهدف المفضل لمعارضي مبارك فهو الفساد الذي توغل وتوحش بصورة مخيفة في كافة أجهزة الدولة وصاحبه اقتران رأس المال بالسياسة عبر تعيين العديد من رجال الأعمال في مناصب وزارية. ويبد أن هناك شبه اجماع على أن الرجل لم يقم بأي مجهود يذكر للتصدي لظاهرة الفساد وتخلى عن سياسة إمساك العصا من المنتصف في وقت كان المطلوب فيه القيام بإصلاح جذري. وهنا تجدر الإشارة إلى أن الانتقاد الأبرز الذي وجه أغلب المعارضين للرئيس مبارك لم يكن معاهدة السلام أو العلاقات الخارجية بل سكوته عن الفساد وقد وصل الأمر باتهامه شخصيا بالفساد مع مزاعم باستيلاء أفراد أسرته على ثروة ضخمة تقدر بعشرات المليارت نتيجة استغلال للنفوذ وهي المزاعم التي لا يمكن التأكد منها حاليا وسيترك الأمر للتاريخ للحكم على ذمة الرجل المالية. لكن ماذا عن الدولة الأمنية والحالة السياسية والبنية التحتية والموقف من المعارضة والإعلام؟ وماهي الأسباب التي جعلت مبارك رئيسا سابقا؟
|
|
  
|
|
|
|
|
| العنوان |
الكاتب |
Date |
| مبارك في آخر أيام حكمة... قوله ، تصرفه ، غضبه (بوست توثيقي) | محمد ادم الحسن | 02-12-11, 01:46 AM |
| Re: مبارك في آخر أيام حكمة... قوله ، تصرفه ، غضبه (بوست توثيقي) | محمد ادم الحسن | 02-13-11, 03:15 PM |
| Re: مبارك في آخر أيام حكمة... قوله ، تصرفه ، غضبه (بوست توثيقي) | محمد ادم الحسن | 02-13-11, 06:43 PM |
| Re: مبارك في آخر أيام حكمة... قوله ، تصرفه ، غضبه (بوست توثيقي) | محمد ادم الحسن | 02-13-11, 10:58 PM |
| Re: مبارك في آخر أيام حكمة... قوله ، تصرفه ، غضبه (بوست توثيقي) | محمد ادم الحسن | 02-14-11, 10:54 AM |
| Re: مبارك في آخر أيام حكمة... قوله ، تصرفه ، غضبه (بوست توثيقي) | قاسم المهداوى | 02-14-11, 12:14 PM |
| Re: مبارك في آخر أيام حكمة... قوله ، تصرفه ، غضبه (بوست توثيقي) | محمد ادم الحسن | 02-15-11, 01:35 AM |
| Re: مبارك في آخر أيام حكمة... قوله ، تصرفه ، غضبه (بوست توثيقي) | محمد الكامل عبد الحليم | 02-15-11, 05:16 AM |
| Re: مبارك في آخر أيام حكمة... قوله ، تصرفه ، غضبه (بوست توثيقي) | محمد ادم الحسن | 02-15-11, 01:37 PM |
| Re: مبارك في آخر أيام حكمة... قوله ، تصرفه ، غضبه (بوست توثيقي) | محمد ادم الحسن | 02-15-11, 11:26 AM |
| Re: مبارك في آخر أيام حكمة... قوله ، تصرفه ، غضبه (بوست توثيقي) | محمد ادم الحسن | 02-15-11, 06:03 PM |
| Re: مبارك في آخر أيام حكمة... قوله ، تصرفه ، غضبه (بوست توثيقي) | محمد ادم الحسن | 02-15-11, 06:05 PM |
| Re: مبارك في آخر أيام حكمة... قوله ، تصرفه ، غضبه (بوست توثيقي) | محمد ادم الحسن | 02-16-11, 10:24 AM |
| Re: مبارك في آخر أيام حكمة... قوله ، تصرفه ، غضبه (بوست توثيقي) | محمد ادم الحسن | 02-16-11, 08:37 PM |
| Re: مبارك في آخر أيام حكمة... قوله ، تصرفه ، غضبه (بوست توثيقي) | محمد ادم الحسن | 02-17-11, 10:21 AM |
|
| |
محمد ادم الحسن
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست